كان عنترة بن شداد العبسي من أفحل شعراء العرب، وهو برأيي أشعر شعراء العرب قاطبةً. ورغم أنه عاش عبداً لدى أبيه البيولوجي، إلا أنه برع في الشعر وتشبع بالأخلاق الكريمة والنبيلة. انظر، إن شئت، حين يقول:
يخبرك عنترة هنا أنه يحارب ويقتل خصومه، لكنه لا يأخذ الغنائم، وذاك أمر لم تكن تفعله العرب، لذلك ذكر تعففه عن الغنائم متفاخراً.
وانظر قوله:
يقول عنترة هنا أنه ينازل كل من يهابه الكماة، والكماة هم الجنود المستترين بالدروع والخوذ. ويطعنه بالرمح، فاستعمل لفظة "شككتُ" دلالة على قوته؛ فبمجرد شكة من رمح يرديه قتيلاً. لكن الشاهد من هذه الأبيات هو في عجزها الأخير، حين يصف عدوه وخصمه بأنه كريم، وهذا لعمري أمر حَق له أن يفتخر به.
شِعر عنترة ليس معقداً، ولكن عنان السماء أقرب من الإتيان بمثله، فحين يستعمل صورة بيانية تكون في محلها تماماً كأنها قلادة من الألماس في رقبة حورية، وحين يقص لك قصة سيجعلك تتخيلها، وحين يصف لك شيئاً فكأنك تراه.
فانظر إليه وهو يصف أمه التي عاشت أمَةً، هي وابنيها عنترة وشيبوب:
شببها بالضبع ليس انتقاصاً منها، ولكن كناية عن حياة العبودية التي كانت تعيشها. ولكن انظر إلى تشبيهه لثغرها… تالله إنه قول يسلب الألباب ويجعل متذوق الشعر يكاد يخر للأذقان من حلاوة القول.
اضغط متابعة لصفحتي ليصلك كل جديد.
لا تنسوا مشاركة المقال مع أصدقائكم وزيارة المدونة لمزيد من المواضيع الشيقة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى كتابة تعليقك هنا. نحن نقدر ملاحظاتك! شاركنا رأيك أو استفسارك، وسنكون سعداء بالرد عليك