الأحد، 16 مارس 2025

عيون الشعر الأندلسي: مختارات من قصائد عبادة بن ماء السماء

عبادة بن ماء السماء: شاعر الأندلس والمبدع البليغ


صورة تظهر جمال الطبيعة وقصور الأندلس من الهمت الشعراء ومنهم شاعر الأندلس ابوبكر بن عبادة بن ماء السماء


الشعر العربي يُعتبر من أبرز الفنون الأدبية التي عبرت عن ثقافة وحضارة العرب عبر العصور، حيث تميز بجمالية الألفاظ ودقة المعاني، وقدرة الشعراء على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بأساليب بديعة. ومن بين الشعراء الذين تركوا بصمة واضحة في الأدب العربي، نجد عبادة بن ماء السماء، الشاعر الأندلسي الذي أبدع في مختلف الأغراض الشعرية، من الوصف والغزل إلى المديح والرثاء. تميز شعره بالبلاغة والجزالة، والتصوير الفني الدقيق، مما جعله يحظى بمكانة متميزة بين شعراء عصره.
في هذا المقال، نستعرض مختارات من شعر عبادة بن ماء السماء، مع تحليل لموضوعاته المتنوعة، مثل الطبيعة والربيع، والجود، والفخر، والشجاعة، إضافة إلى مدحه للسادة من آل البيت وحكام زمانه، ووصفه لأدوات الحرب والطبيعة بأسلوبه الفريد.

الوصف في شعر عبادة بن ماء السماء

يظهر براعة عبادة بن ماء السماء في الوصف في قصيدته عن الخيري النمام، حيث يرسم صورة حسية مدهشة لزهرة الخيري، مشبهًا إياها برجل يخفي طيبه كما يخفي المنافق نواياه:
وكَأَن الخَيرِي في كَتْمه الطِّيـب
فَقيه مغْـرى بِطُولِ رِيـاء
يظْهِر الزهد بِالنَّهـارِ ويمسي
فاتكـاً لَيلَـه مــع الظُّرفــاء
وفي وصف الطبيعة، نجد صوره البديعة التي تجسد جمال الأنهار والمياه الجارية، حيث شبه الماء بالمعدن الثمين المصقول:
كَأَن أَديـم المـاء در مذَابـه
يصافح خُضـرِ الرياضِ زمـردا
أما في حديثه عن الربيع، فقد أبدع في وصف السحابة وكأنها عاشقة تواسي الأرض بقطراتها:
ولَعوبٍ عشقَتْ روض الثَّرى
فَهي تَأْتيـه علـى طُـول البعـد
فَيرى الروض إِذا ما وصلت
أرِج العـرف من الطيب الجسـد

المديح في شعره

لم تخلُ قصائد عبادة بن ماء السماء من المديح، حيث مدح بعض السادة من آل البيت الكرام، ومنهم سيد من نسل الإمام علي بن أبي طالب:
أَنْتَ علي بـن نَبِـي الهـدى
وابـن عـلي بـنِ أَبِـي طَـالبِ
في دمنِ المحلِ كَصوبِ الحيا
وفـي الَوغَى كَالأَسـد الغَـاضبِ
كما امتدح علي بن حمود وابن جهور في مشهد مفعم بالجمال والإبداع:
فهل ترى أَحسن مـن أكؤسٍ
يقَبـلُ الثَّغْــر عليهــا اليـدا
يقــول للسـاقي أغثني بها
وخُـذْ لُجيـنـاً وأعـد عسجـدا

البراعة في التشبيه والتصوير

من ميزات شعر عبادة بن ماء السماء استخدام التشبيهات المدهشة، كما في وصفه لقمرية تغني على الأغصان، فيصورها وكأنها رجل سكران يترنح من الطرب:
مطَــوقٌ جـود في شَـدوه
كَأَنَّمــا طُــوقَ إِذ جـــودا
الَ علَـى الخُـوط فَشَبهتُـه
بِشَـاربٍ لَمـا انْتَشَـى عـردا
أما في وصفه للسيف، فقد برع في تصويره بصورة شعرية رائعة، حيث شبهه بمعشوق يتزين ليتناسب مع مكانته عند المحارب:
أَهديتُ نَحومعذِّبي عضب الظبا
من طَـرفه الفَتَّـاك أَحسب حده
وكذاك يحكي بِاصفرار نقوشه
من عـاشق مثْـلي نَحيـلٍ خَـده

الفخر والشجاعة في شعره

لم يخلُ شعر عبادة بن ماء السماء من صور الفخر والقوة، حيث صور مشهد الجيش في الحرب بطريقة ملحمية، مشبهًا الرايات المرفرفة بالغيوم والسيوف بالحيات الفاغرة أفواهها:
في جحفَلٍ كَالروضِ في أَلْوانـه
يهفــو بأَعــلاه سحـاب بنود
وكَأَنَّما الحيـاتُ فـاغـرةٌ به
تومـي إلى الأَعــداء بِالتَهديـد


◾مختارات شعرية لأبن ماء السماء 

موشحات أبوبكر عبادة:

▪️حب المها عباده من كَّلِ بسامِ السوارِ قَمر يطْـلُـع
مـن حسنِ آفاق الكَمال حسـنُـه الأَبــدع
لِلَّه ذَات حسنِ مليحــةُ المحـيا
لها قَوام غُصنِ وشنْفُهـا الثُّـريا
والثَّغْرحب مزنِ رضـابه الحميـا
من رشْفه سعاده كأَنَّه صرفُ الْعقَـارِ جوهر رصع
يسقيك من حلْوِالزلالِ طَيب المشْرع
رشيقَةُ المعاطفْ كالغُصـنِ في القَوامِ 
شَهديةُ المراشفْ كالـدر في نظـامِ
دعصيةُ الروادفْ والخَصر ذو انْهِضامِ
جوالَةُ القـلادةْ محلُـولَةُ عقْد الإزارِ حسنُهـا أبدع
من حسنِ ذَياك الغَزالِ أكْحـلِ المدمع
يليةُ الـذَّوائِب ووجهـهـا نَهـار
مصقُولَةُ التَّرائِب ورشْفُهـا عقَــار
أَصداغُهاعقَارِب والخَــد جـلّنَـار
نَاديتُ وافُؤَاده من غَادة ذات اقْتدارِ لَحظُهـا أَقْطَع
مـن حد مصقُولِ النِّصالِ في الفتىالأَشْجع
سفَرجلُ النُّهود في مرمرِ الصـدورِ
يزهى على العقُود من لَبـة النُّحـورِ
بمقْلَـة وجِيـد من غَادة سـفُـور
حبي لَها عباده أَعوذُ من ذَاك الفَخَارِ بِرشاً يرتَـع
 في روضِ أَزهارِ الجمالِ كُلَّمـا أَينَـع
عفيفَةُ الذُّيـولِ نَقيـــةُ الثِّيـابِ
سلاَّبةُ العقُـولِ أَرقُّ من شَــرابِ
أَضحى لَها نُحولِي في الحب من عذَابِي 
في النَّومِ لِي شَراده وحكْمها حكْم اقْتدارِ كُلَّمـا أَمنَـع
 منها فإن طَيفُ الخَيالِ زارني أَهجع
 
▪️من وليِ فـي أمـة أمراً ولـم يعدلِ
يعــذَلِ إلاّ لِحاظَ الرشَأِ الأَكْحــلِ 
جرتَ في حكْمك فـي قَتْلي يا مسرِفُ
فـانْصف فواجب أن ينْصفَ المنْصـفُ
وار أَ ف فــإن هـذا الشوقَ لا يرأفُ
عـلِّــلِ قلبي بذاك البــارد السلسـلِ
ينْجــلِ ما بفؤادي من جوي مشْعـلِ 
إنَّمـــا تَبرز كي تُوقـد نـار الفتَن
صنَمــا مصوراً من كلِّ شيئٍ حسن
إِن رمـى لم يخْط من دونِ القلوبِ الْجنَن
كيـف لي تَخَلُّص من سهمك المرسـل
فصــلِ واستَبقني حيا ولا تَقْتُــلِ 
يا سنـا الشَّمسِ يا أبهى من الكـوكبِ
يا منَـى النَّفْسِ يا سـؤْلي ويا مطْلَبي
ها أَنَـا حـلَّ بأعدائِك ما حلَّ بِـي
عـذَّلِي من أَلَمِ الهِجرانِ في معـزِلِ
والخَلـي في الحب لا يسأَلُ عمن بلي
أَنْـتَ قَد صيرتَ بالحسنِ من الرشْد غَي
لـم أَجِد في طَرفَـي حبك ذنباَ علَي
فـاتَّـئِـد وإِن تَشَأْ قَتْلي شَيئـاً فَشَي
أجمــلِ ووالِني منْك يــد المفْضلِ
فهي لي من حسنات الزمنِ المقْبـِلِ
ما اغْتَذَى طَـرفـي إلاّ بِسنَـا نَاظريك
وكَــذَا في الحب ما بي ليس يخْفَىعلَيك
ولِـــذَا أُنْشــد والقَلْب رهين لَديـك
يـا علي سلَّطْت جفنَيـك علي مقْتـلي
فابق لي قلبي وجد بالفضل يا موئلي
 

أبيات لأبن ماء السماء:

▪️ قال عبادة بن ماء السماء في القاسم بن حمود : من البسيط. 
- ما ضيع اللَّه ملْكاً أَنْتَ راعيه ولا أَباح ذمـاراً أَنْتَ حـاميـه
- لِلَّه درك من مولى عوارِفُه لم تُبـق في الأَرضِ إلا من يوالِيه
- تَهديه ُ والناس قّد ضلُّوا كواكب من آرائِـه في سماء مـن معالِيه
- مكَفَّلاً بِرِضـاه همـةً أُنُفـاً تَرمي إلىالغَرضِ الأَقْصى فَتُصميه
-كانت خلافَتُنا في الغَربِ مظْلمةً كَـأَن أَيامنَـا فيهــا لَيالِيـه
- سياسةٌ أُبرِأَتْ بِالرفْق في مهلٍ داء الخلاف وقَـد أَعيـا مداوِيه
- وحكْمةٌ خَضعتْ هام الملُوك لها وعـزا فـلا حر موجود بِواديه
- مؤَيد جاءت الدنْيـا إلى يده عفْواً ولَبـتْه من قُربٍ أَمانيـه
- جلَّتْ أّياديه حتَّى إن أنْفُسنَـا وما ملَكْنَـاه جـزء من أَياديـه


▪️قال عبادة بن ماء السماء في على بن حمود الحسنى : من الوافر
- أَطَاعتْك القُلُوب ومن عصي وحـزب اللَّه حزبك يـا علي
- فَكُلُّ منِ ادعى معك المعالِي كَـذُوب مثْلَ ما كَذَب الـدعي
- أَبي لَك أَن تُهاض علاك عهد هشَـامي وجــد هاشمــي
- وما سميتَ باسمِ أَبِيـك إِلاّ ِليحيـا بالسـمي لَـه السمي
- فإِن قَالَ الفَخُور أبِي فُـلان فَحسـبك أَن تَقُـولَ أَبِي النَّبِي


▪️قال عبادة بن ماء السماء مخاطباً الأديب أبا العباس أحمد بن قاسم المحدث بها أيام مقامه بالأشبونة : من الخفيف
- يا منيفاً على السماكينِ سـامِ حـزتَ فَضلَ السباق من بسـامِ
- قد خَبرتُ الورى فلم أُلْفهِم إِلاَّ ثقَــالَ الأَفْهـامِ والإِفْهـــامِ
- وتَأَملْتُ منك نُكْـتَـةَ بغدا د لُبـاب العراق معنَى الشـآمِ
- شَك ذُهني في أَن يرى بصرِى مثــ ــلَك حتى خلتني فـي المنام
- إن تَحك مدحةً فَأَنْتَ زهير أو نَسيباً فَعــروةُ بـن حـزامِ
- أو تُباكر صيد المها فابن حجرٍ أو تُبـكِّى الديـار فابن خـذامِ
- أو تَذُم الزمان وهـو حقيقٌ فأبو الطَّيبِ البعيـد المـرامي. 

▪️قال عبادة بن ماء السماء في وصف الربيع : من البسيط
- أَما تَرى باكر النُّورِ الذي نَجما كأنَّه آيب مـن غَيبِــة قَـدما
- والقَطْر ساق له والبرقُ يعجِبه سقْياه فعلة داعي الشَّرب بالنُّدمـا
- كأنَّــه سلْك در حلَّ أو كَلفٌ بكَى فلما دنـَا محبوبــه ابتَسما
- كَأن مبدئه في الأُفْق منْـتَثراً أعاده في أَنْيق الروضِ منْتَظمــا
- فلا تُرد على الساقي حكومتَه فإِن دين الهوى راضٍ بما حكَمـا


▪️قال عبادة بن ماء السماء : من الخفيف
- رب لَيلٍ سهِْرتُ في قمـرِ مد من فَرحـة عليـه حـلَ

- والثُّريـا كَأَنَّهـا سئِــلَتْ فـأجـابتْ عــن الحبيبِ بـلا


▪️قال عبادة بن ماء السماء في الغزل :من الكامل
- متَحـبر لا يطّبيه بالـرضى أَحد ولا يجـرِي الوفَـاء بِبالِه
- دارتْ دوائِر صدغـه فَكَأَنَّما حامتْ على تقبيلِ نُقطــة خالِه
- رشَأٌ تَوحشَ من ملاقاة الورى حتَّى تَوحشَ مـْن لقـاء خَيالِه
- فَلذَاك صار خَيالُه لي زائراً إذ كُنْتُ في الهجرانِ مـن أَشْكَالِه
- ولقد هممتُ به ورمتُ حرامه فَحماني الإجـــلالُ دون حلالِه
- وحببتُه حب الأَكَـارِمِ رغْبةً في خُلْقه لا رغْبةً فـي مالِـه


صورة غلاف كتاب مطمح الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل الأندلس الذي رصد بعض أشعار عبادة بن ماء السماء



▪️قال عبادة بن ماء السماء يستهدي سكيناً : من المتدارك
- ليس يبريه غَير عضبٍ طريرٍ فعلُـه فيه قطعـةٌ من فَعـالِك
- حملَ الصبح في غـرارٍ منير ودجـى الليلِفي نصابٍ حالِك
- ونبتْ لي أقـلام صدق كأني كنت كلَّفْتُهــا انتساخَ مقـالِك
- فتفضلْ من المدي لي بشيء فَأَنَـا منْـتَـمٍ إلـى أَفْضـالك


▪️قال عبادة بن ماء السماء : من مجزوء الكامل
- لا تَشْكُـــون إذا عثَـر تَ إلـى خَليط سوء حـالِـك
- فَيرِيــك أَلْواناً مـن الـ إِذْلالِ لم تَخُطُـــر بِبالِــك
- إِياك أَن تَدرِي يميــــ ــنـُك ما يدور على شمالِك
- واصبِر على نُوبِ الزمـا نِ وإِن رمتْ بك في المهالِـك
- وإلى الذي أَغْنَى وأَقْــ ـنى اضرع وسلْه صلاح حالِك


▪️قال عبادة بن ماء السماء من قصيدة يمدح ابن حمود : من الطويل
- أبسلٌ عليك الماء حتى يشوبه دم والكرى حتى تُقَض المضاجع
- أجِم جياداً أدمن الغـزو نَهكَها فمنها حسير في الجهاد وظـالع
- وأغْمد سيوفاً تشتكيك جفُونُهـا كما تَشْـتَكي نُجلَ العيونِ البراقع
- وسكِّن عجاج الركضِ شيئاً فقلّما يرى الجو مما هجته وهو ناصـع
- وآنس قُصوراً طَال إيحاشُها به فقد أشفقتْ مما صنعتَ المصانع
- وهل ضرك الباغي بسهمِ مكيدة وأنتَ بواقي عصمـة اللَّه دراع
- وأي يد تنوى قراعك بعدمـا رأَينـا يد الجبارِ عنْك تُقـارِع


▪️قال عبادة بن ماء السماء في ميمون بن الغانية وكان وسيماً : من الكامل

- قَمر المدينة كَيفَ منْك خَلاص أو أَين عنْك إلى سواك منَاص
- ما أنْتَ إلاّ درةُ الحسنِ التي قَلْبي عليهـا في الهـوى غَواص
- والشادن الأحوىالذي في طَرفه سحـر يصاد بِسهمه القنَّـاص
- أمن جفونك من مغبة ما جنَتْ فينَـا فَليس على الملاحِ قَصاص


▪️قال أبو محمد بن حزم : في صفر من سنة إحدى وعشرين وأربعمائة كان
البرد المشهور خبره ، وكان أمراً مستعظماً ما شوهد مثله ، وفيه قال عبادة بن ماء
السماء يصف هوله : من المنسرح
- يـا عبرةً أُهديــتْ لِمعتَبِرِ عشيةَ الأَربعاء مــن صفَـر
- أَقبلنا اللَّـه بـأْس منْتَـقـمٍ فيهـا وثَنَّـي بِعفْـوِ مقْتَـدرِ
- أَرسل ملْء الأَكُفِّ من برد جـلامداً تَنْهمي على البشَـــرِ
- فَيـا لَها آيـةً ومــوعظةً فيها نَـذير لِكُــلِّ مزدجِـرِ
- كـاد يـذيب القُلُوب منْظَرها ولَو أُعيرت قَسـاوةَ الحجــرِ
- لاَ قَدر اللَّـه فـي مشيئته أَن يبتـلينــا بسـيء القَـدرِ
- وخَصنَا بِالتُّقَى لِيجعلَنَـــا من بأْسـه المتَّقَى علـى حذَرِ 


▪️ قال عبادة بن ماء السماء يرثي على بن حمود الحسنى ، ويهنئ أخاه القاسم بالخلافة : من الكامل
- صلى على الملك الشّهيد مليكُه وسقاه في ظلِّ الجِنـانِ الكـوثـر
- مولى دهتْه عبيده ، وغَضنْفَر تَركتْه أيدي العفْرِ وهـو معفّر

- كـانت تَهيبـه الأسود فغالَه فـي قصره مستَضعفٌ مستَحقَر
- لم يثْنِ عز الملْك عنه منومه فسمتْ له من حيثُ لم يـك يحذر
- خَتلَتُْه ســراً والقبائلُ درع تَحميـه لـكن المنـايا جسـر
- ولَو انَّها رامته جهراً لانْثَنَتْ والبيـض تُقْرع والقَنَـا يتَكسر
 ثم مدح فقال :
- ما غاب بدر التّـم إلاّ ريثما جلّى الدجى عنّا الصباح الأزهـر
- إِن يهوِ من أُفْق الخلافة نَير يهدي السبيلَ فقد تَلاه نَيـــر
- بِالقاسمِ المأْمونِ أفرخَ روعنا فالقَسم واف والنّصيـب موفَّـر


▪️قال عبادة بن ماء السماء في قمرى " طائر " : من السريع
- مطَــوقٌ جـود في شَـدوه كَأَنَّمــا طُــوقَ إِذ جـــودا
- الَ علَـى الخُـوط فَشَبهتُـه بِشَـاربٍ لَمـا انْتَشَـى عـردا
- كأَنَّما الطَـلُّ عـلى طَوقه دمــع علَى عقْـد فَتَـاة بــدا


▪️قال عبادة بن ماء السماء في دخول جسد ابن فرذلند في تابوت : من الكوامل
- فرقت بين دمـاغـه وفـؤاده وجمعت بين غـرابــه والسيـد
- فَكَأَن رأْس بلالٍ اطماه الردى فدنـا مـن الوادي رجـاء ورود
- وكَأَن بطْن أَخيه ظَهرالشَّيهم الضـ ـاحـي أَو الملْقَى مـن العنْقـود
- وكَأَنَّما التابوتُ حنَّـطَ شـلْوه فأَتَاك فوق الظهـر فـي ملحـود
- أكلت وديعتَه الوغى وكَأَنَّمـا رفـع الـذي أبقـتْه فـي سـفُّود
- رأس أُميلَ عقوبةً إذ لم يـدنِ للَّـه فـي أَيــامــه بِسجـود
- طَمحت إِلَيـه عونُنَـا فَكَأَنَّما رصدت بِطَلْعتـه هـلال العيـد
 

▪️قال عبادة بن ماء السماء في الشعر وسواده وشقرته : من الخفيف
- كلما مست في الرداء تَوارتْ بِقبــاع غَــزالـةُ الأَبــراجِ
- أَو تَمشتْ بحاسرِ الرأْسِ أوفى ملك للمـلاحِ من غَـيرِ تَـاجِ
- وكَأَن التفـافَ شعـرِك جعدا فَوقَ وجه يضيء ضوء السـراج
- طَبق مكْفَأٌ من التِّبرِ محضـاً تَحتَـــه للعيونِ لُعبـةُ عــاجِ


▪️قال عبادة بن ماء السماء في فاطمي : (من السريع)
- من ذَا يجـارِيك إلى غَـاية من طَامعٍ في المجــد أَو رِاغبِ
- يا سيد الأَملاك مـن هاشـمٍ ومنْتَهى الطَّــالِبِ والـراغـبِ
- وأَنْتَ بدر فـي سمـاء العلَى يمحـو ضياء الكَـوكَبِ الثَّاقـِبِ
- أَنْتَ علي بـن نَبِـي الهـدى وابـن عـلي بـنِ أَبِـي طَـالبِ
- في دمنِ المحلِ كَصوبِ الحيا وفـي الَوغَى كَالأَسـد الغَـاضبِ


▪️قال عبادة بن ماء السماء في الخيري النمام - وهو نوع من الزهور 
- وكَأَن الخَيرِي في كَتْمه الطِّيـ ــب فَقيه مغْـرى بِطُولِ رِيـاء
- يظْهِر الزهد بِالنَّهـارِ ويمسي فَاتكـاً لَيلَـه مــع الظُّرفــاء


▪️قال عبادة بن ماء السماء في سكين : من الكامل
- أَهديتُ نَحومعذِّبي عضب الظبا من طَـرفه الفَتَّـاك أَحسب حده
- وفرِنْده المعشي لِعيني مذْكـر من خَطِّ عـارِضه المليحِ فرِنْـده
- وكذاك يحكي بِاصفرار نقوشه من عـاشق مثْـلي نَحيـلٍ خَـده
- ولـذاك أُهـديه إِلِيـه تَفَـاؤُلاً للقائنـا فَكَأَنَّمـا أَنَـــا عنْـده
- أَفْردتُـه مـِن غمده إِذْ لَم أَر إِلا فُؤَادي خـوفَ صـدك غمده


▪️قال عبادة بن ماء السماء في مدح على بن حمود وابن جهور : من السريع
- فهل ترى أَحسن مـن أكؤسٍ يقَبـلُ الثَّغْــر عليهــا اليـدا
- يقــول للسـاقي أغثني بها وخُـذْ لُجيـنـاً وأعـد عسجـدا
- أُغرِقَ فيهـا الهـم لكن طفَا حبـابهـا من فَـوقهـا مزبـدا 
- كَأَنَّمأ شَيبـها شـــارب أمسكَهــا في كفّـه سـرمدا


▪️قال عبادة بن ماء السماء من التشبيهات في السماء والنجوم والقمرين : من الطويل
- كَأَن السماء قَبـةً مـن زمرد وفيها الدرارِي من عقيق مسـامر


▪️قال عبادة بن ماء السماء في رثاء أبي بكر والد الوزير أبي الوليد بن زيدون : من الخفيف
- أَي ركْنٍ منِ الرياسة هيضـا وجمـومٍ من المكَـارِمِ غيضا
- حملُوه من بلْدة نَحو أخرى كَي يوافوا بِه ثَـَراه الأَرِيضا
- مثل حملِ السحابِ ماء طبيباً لِتـداوي به مكانـاً مرِيضــا



▪️قال عبادة بن ماء السماء في العناق والوداع : من المنسرح
- لم أر عجـم البكـاء يأْخُذُه إذْ قَـام عنْـد العنَـاق كالأَلِف
- كَأَنَّه في وجِـيزِ خَطْرتـه خيالُـه إِذْ سـرى فَلَــم يقف
- كَأَنَّما الحب كَـان أَسلَفَني نَفْسي فَثَـم اســتَردني سلَفي


▪️قال عبادة بن ماء السماء في تشبيه سكين في غمد أسود : من الكامل
- أَنَاصارِم في جوف غمد لم يزل بذلُ الأَكُفِّ المـالكاتي مالكـي
- فَكَأَنَّني طَرفُ الحبِيبِ محيراً قَد نَام في جوف الظَّلامِ الحالِك


▪️قال أبو عبداالله بن السراج المالقي : اجتمعنا يوماً بمجلس أنس ، وكتبنا إلى أبي بكر عبادة ، وقد كان تاب عن الشراب ، ويساعد في النبيذ .
- نَبيذُك المحـكَم يدعوكَــا مستَشْعراً شوقاً إلـى فيــكا
- فَامنُن بإقبالٍ وإِلاّ مضـى جميعنَـا دمـــتَ لـنا ديكا 

▪️فراجعنا بقوله وجاء لوقته : من السريع
- قَصدي بود لَيـس مشْكُوكاً فيه وعهـد ليـس مـتْروكـاً
- من حقِّ نَاديكم على شاكرٍ غَـدا لَكُم صنواً ومملوكـــاً
- وكيفَ صبري عن نَدي أرى فيه دم الكَــرامــة مسفُوكاً


▪️قال عبادة بن ماء السماء قصيدة مظهراً التشيع فيها أولها : من الطويل
- لَك الخَير خَيرانِ مضى لِسبِيله وأَصبح أَمر اللَّه في ابنِ رسولِه


▪️أنشدني أبو بكر عبداالله بن حجاج الإشبيلي لعبادة بن ماء السماء إلى الوزير أبي
عمر أحمد بن سعيد بن حزم بديهة ، يسأله عليه ويستأذن الوصول إليه : (من السريع)
- يا قَمراً ليلَـــة إِكْمالِـه ومغْرِقي في بحـــرِ أَفْضالِه
- عبد أَياديــك وإِحسانهـا يسـأَلُك المـن بإِيصالِــــه
- فـإِن تَفَضلْـتَ فَكَم نَعمةً جدتَ بهــا مصلَــح أَحوالِه
- وإن يكُن عــذْر فَيكْفيه أَن عـرفَ مـولاه بإِقْبـالِـــه


▪️قال عبادة بن ماء السماء : من الطويل
- سقَى اللَّه أَيامي بِقُرطُبة المنى سروراً كَري المنْتَشي مـن شَرابِه
 - وكَم مزِجتْ لي الراح بِالريق من يدي  أَغـريرِيني الحسـن ملء ثيابه
- أَوان عـذاري لم يرع بِمشيبِه شَبابِي ولم يوحشْ مطـار غُرابه
- تُعلّلُني فيـه الأماني بِوعدهـا وهيهات أن أروى بِورد سرابـه
- سلِ الغَنَم البـــادي مـِن السجف دانفا لِتَعذيبِ قلبي هلْ دمي من خضابه


▪️قال عبادة بن ماء السماء في القسي والنبال : من السريع
- بِكفِّـه نشّـابةٌ أَذْكـــرتْ في قبضهـا مـن قلْبِـي النَّاشبِ
- كَـأَن يمنَـاه عـلى ناظـرٍ منه ويســراه عــلى حاجـبِ
- كَـأَنَّما تَعـقد فــي وتَـره تسعاً وستـين يـــدا حاسـبِ


▪️قال عبادة بن ماء السماء في الأنهار والجدوال والمياه الجارية : من الطويل
- كَأَن أَديـم المـاء در مذَابـه يصافح خُضـرِ الرياضِ زمـردا


▪️قال عبادة بن ماء السماء يصف الربيع بأوصاف بديعة وتشبيهات رفيعة ، وبدأ بكر سحابة : من الرمل
- ولَعوبٍ عشقَتْ روض الثَّرى فَهي تَأْتيـه علـى طُـول البعـد
- فَيرى الروض إِذا ما وصلت أرِج العـرف من الطيب الجسـد
- عطـراً ملْتَبِسـاً ملْتَحـــفاً في سـرابيلَ من الحسـنِ جـدد
- كَمحـبٍ زار محبـوبـاً لـه فَتَحــلَّى لِلقــاه واستَـــعد
- وإِذا ما ودعـَتْ أبصـرتَهـا في نحـول العـاشق الصب الكَمد
- تَلْحظُ النَّـور بِلَحظ فـاتــرٍ مثلَ جفْـنٍ حائرٍ فيــه رمــد
- وجفون النَّور تَهمى بالبكــا كجفـونِ الصب من فَقْـد الجلَـد
- فهما في حـيرة عند النَّـوى كمحبـينِ أحســا بِالبعــــد


▪️قال عبادة بن ماء السماء في الدواة والقلم والصحيفة : من المنسرح
- أقلامه تنثني السيوفُ لهـا إِذا عليهـا دم الـدوِي جـرى
- كَأَنَّما عاد رِيقُهـــا ديماً فأَنْبتَتْ فـي كتــابِـه زهرا
- فأورقَتْ حين صافَحتْ يده فانباع منـها كـلامــه ثَمرا


▪️قال عبادة بن ماء السماء : أول شعرٍ قلته أنّى وقفتُ على هدف الرمي بعدوة
النّهر بقرطبة ، وثَم غلمان من أبناء العبيد ينتضلون ، فقلت : من الطويل
- وما راعني إلاَّ سهام رواشقٌ إلى هدف ينْحوه كلُّ يدي ظَبي
- أقاموه كي يرموا إليه فَلَم يكُن لَهم غَرض حاشا فُؤَادي في الرمي


▪️ولأبي بكر عبادة بن ماء السماء إلى صديق له يستهديه سوسناً أبيات وصفه
فيها وصفاً مستحسناً : من السريع
- دمـتَ بِإِنْعـامٍ وإِحسـان إِن أَنْتَ أَنْعـَمـتَ بِسـوسـان
- لَـو كَان نَفْساً حيـوانيـةً ما كَـان إِلاَّ نَفْـــس إِنْسـان
- كَأَنَّـه أَنْملُ حسنَـاء لَـم تَخْضب يديهـا خَـوفَ غَيران


▪️قــال عبــادة بن مــاء السمــاء من قصيدة في يحيى بن علي بن حمود أولها : من الطويل 
- يؤرقُني اللَّيلُ الـذي أَنْتَ نائِمه فَتَجهلُ ما أَلْقَى وطَفى عالِمـُه
- أَفي الهودجِ المرقومِ وجه طَـوى الحشَا الحسن فيه وراقمه على الحزنِ واشَى
- إِذَا شَاء وقْفَ الركْبِ أَرسلَ فَرعه فَضلَّلَهـم عن منْهجِ القَصد فَاحمه
- أَظُلْماً رأَوا تَقْليده الدر أَم رأَوا بِتلْك اللَّيـالي أَنَّهـن تَمائِمـه
- وهلْ شَعرالدوح الَّذي في قَبائِلهِم تَماثيلُه أَن القُلُـــوب كَمائِمه


صورة غلاف كتاب "بغية الملتمس في تاريخ رجال الأندلس" هو من تأليف ابن الأبار ذكر بعض اشعار بن ماء السماء



▪️قال عبادة بن السماء في الجود : من الكامل
- حيران من فَقْد العفَـاة كَأَنَّـه مـن آلِ عـذْرةَ قَد أَغَب حبِيبـاً
- يعطي ويدنيـه الحيـاء كَأنَّه قـد يسـتَقلُ نـوالَه الموهـوبـا


▪️قال عبادة بن ماء السماء :  من الطويل

- يقَبلُ ركْن البيت منهـا مسلِّم ويصدر عنها صائم وهـو مفْطر
- ألظَّـتْ بِها الأَفْواه حتى كَاَنَّها خواتـم فيهـا أَو عليهـا تُقَـدر


▪️قال عبادة بن ماء السماء يتغزل : من الطويل
- إذا رمتُ قطفَ الورد ساورني الصدغُ بِعقرب سحرٍ في فؤادي له لَـدغُ 
- غزالٌ بجسمي فترةٌ من جفونه وفي أدمعي من لونِ وجنَته صبغُ
- زيارتُه أخْفَى خفاء من السهـا ودون فراغي من محبتـه الفَرغُ


▪️قال عبادة بن ماء السماء في الحاجب ابن أبي عامر : من الطويل
- لنا حاجب حاز المعالِي بِأَسرِها فَأَصـبح في أخلاقه واحد الخَلْق

- فلا يغترِر منه الجهولُ بِبِشْرِه فمعظَم هولِ الرعد في أَثَرِ الَبرق



▪️قال عبادة بن ماء السماء في قصير : من المنسرح
- وصاحبٍ لي كَأَن قـامتـَه أقصر من يـومِ وِصلِ معشُوقي


▪️قال عبادة بن ماء السماء في الغـزل : من المنسرح
- ما مر يوم علَي لَم أَرك إِلاَّ وجدتُ الضمـير صـورك

- وِلا مبيتي وأنت لَست معي إِلاَّ مبِيتُ القَطَـاة فـي الشَّرك
- أَمـا أَنَا فالبعـاد غَـيرني وأَنـت خَـوفُ الرقيبِ غيرك
- يا لُعبةً صورتْ لِسفْك دمي غَطَّى بِفَضـلِ النِّقَابِ محجرك


▪️قال عبادة بن ماء السماء مادحاً ابن حمود : من الكامل
- صلَّى علَيك اللَّه يا ابن رسوله ووليـه المخْتَص بعـد خَليلـه
 ومنها :
- وله من السعـد المتَاحِ معدلٌ يغْني أخَـا التَّنْجِيمِ عـن تَعديله
 منها :
- كم يبعثُ الباغون رسلَهم إلى مـن كتبه من زرقـه ونُصوله
- وزع الإلَه بِبأْسـه وعقَـابِه ما لم يزع بالنَّص مـن تَنْزيله
- هذا علي ناصر الـدينِ الـذي نُظمتْ له غُــرر السنَا بِحجولِه


▪️قال عبادة بن ماء السماء في باب شواذ تقل نظائرها : من المجتث
- كتمــتُ ســـرك حـتَّى كَــأَنَّــه مـــن عيــوبي
- فمـا داره عليـــــــم حـاشـا عليــــمِ الغيــوبِ


▪️قال عبادة بن ماء السماء في الرايات والتجافيف والطبول : من الكامل

- هذي وفود الرومِ نَحوك بادرتْ أَم القطـا للمنْهــــلِ المورود
- وصلواعلىمثلِ الصراط إليك من هـولٍ وأَنفسهــم بِلا مجلــود
- في جحفَلٍ كَالروضِ في أَلْوانـه يهفــو بأَعــلاه سحـاب بنود
- وكَأَنَّما الحيـاتُ فـاغـرةٌ به تومـي إلى الأَعــداء بِالتَهديـد
- وكَأَنَّما العقْبـان في نَفْحِ الضبا تَهوى إلى صيد الكماة الصيــد
- والأَرض تَحسبها سلوكاً سطِّرتْ فيهـا لآليء عـــدة وعـديـد



▪️قال عبادة بن ماء السماء : من الكامل
- اجلُ المدامةَ فهي خيرعروسِ تَجلو كُروب النَّفْـسِ بالتّنفيسِ
- واستَغنمِ اللذات في عهد الصبا وأوانه لا عطْـر بعد عروسِ


▪️قال عبادة بن ماء السماء مظهراً التشيع في شعره ، ومن ذلك قوله في يحيى  بن حمود : من الطويل
- فها أنا ذا يا ابن النُبوة نافـثٌ من القول أرياً غر ما ينفثُ الصلُّ
- وعندي صريح في ولائك معرِقٌ تَشيعـه محض وبيعتُـه بتْـلُ
- ووالي أبي قيس أباك على العلا فخيم في قلبِ ابنِ هند له غـلُّ



▪️قال عبادة بن ماء السماء في الرماح : من الكامل
- وذَوابِلٍ صم الكُعوبِ تَعدلَتْ منها المتُـون وحكْمها لم يعدلِ
- قد قُومتْ فكأنما امتَثَلَتْ بذا ك الفعـلِ في تقويم كُــلِّ مميلِ


▪️قال عبادة بن ماء السماء : من الطويل
- ولَما رأَيتُ الدهـر ينفذُ حكْمه بِعـدوانِ معشُـوق قَنَعتُ بِحتْمه
- كَأَنِّي صب وهو إِلْفي فَكُلَّمـا تَيمم بي ظُلْماً صبرتُ لِظُلْمـه 


▪️قال عبادة بن ماء السماء من قصيدة طويلة في إبراهيم بن محمد الشـــرفي أبي إسحاق الحاكم صاحب الشرطة : من المنسرح
- أَحلفُ باللَّـه حـلْفَ مجتَهِد والحلْـفُ باللَّه غايـةُ الحلـف
- لَوكان إِجماعنَا بِفَضلك في الـ ملَّـة لَم تُمتَحــن بِمخْتَـلف


▪️قال عبادة بن ماء السماء في الخصور والأرداف : من الكامل
- ورأَيتُ خَصرك يشْتَكي ماأَشْتَكي فَضممتُـه ضم النَّحيلِ نَحيـلا 
- فَكَأَنَّمـا قُلب الفراقُ تَلاَقيـاً بالجـزعِ أَو حسب البكا تَنْوِيـلا


▪️قال عبادة بن ماء السماء : من المنسرح
- اشْرب فَعهد الشَّبابِ مغْتَنَـم وفُرصةٌ فـي فَـواتهـا نَـدم

- وعاطنيها بِكَفِّ ذي غَيـد أَلْحاظُـه فـي النُّفُـوسِ تَحتَكم
- كأنَّها صارِم الأَميرِ وقَـد خَضـب حديـه من عـداه دم
- واحـد بتَذْكَارِه الكُؤوس فَما يلَـذُّ نُقْـلاً سوى ثَنَـاه فَـم



▪️قال عبادة بن ماء السماء من قصيدة مظهراً فيها التشيع : من الطويل
- أَبوكُم علي كَان بالشَّرق بدء ما ورِثْتُم وذا بالغَربِ أَيضاً سميـه
- فَصلُّوا علَيه أَجمعون وسلِّموا لَـه الأَمر إِذْ ولاَّه فيكُم ولِيـه



▪️قال عبادة بن ماء السماء في الثــقلاء والكذبة وشبههم: من مجزوء الكامل
- مذْ كُنْتَ لا تنفك تُخُـــ ــبِر عن حـديث لَـم يكُـن
- فَكَـأَنَّمـا غُـذِّيتَ طفـــ لاً بالكــذابِ مــع اللَّـبن


▪️قال عبادة بن ماء السماء في الغزل : من الرمل
- إِنَّما الفَتْـح هــلالٌ طالع لاح من أزرارِه فــي فَـلَك
- خَده شمس وليـلٌ شَعـره من رأَى الشَّمس بدتْ في حلَك


▪️قال عبادة بن ماء السماء : من المنسرح
- يعجِبني أَن تَقُـوم قُدامــا تَفْتــلُ قَبلَ الجفُـونِ أَكْمامـا
- كَأَنَّهـا فـي اعتدالِهـا أَلِفٌ تَـرجِع عنْـد انْعطَافهـا لامـا



▪️قال عبادة بن ماء السماء : من المنسرح
- ولَيلَة للسـرورِ كَان لَهـا بِحسنِ ساق كَحســـنِ خَلْخالِ
- قَصيرة أَقْصـر الغَـرام بِها كَـأَنَّهـا مستَـهلُّ شَـــوالِ
- ناولني الكاس بـدرهـا بِيد عنَّابها من طَرِيف أَنْقَــــالِ
- يعلُّني رِيقَـةَ الحياة فَــم قَضـى بِتَعطيـلِ كلّ عـلاّل


عبادة بن ماء السماء شاعر أندلسي ترك بصمة واضحة في الشعر العربي، بأسلوبه الرشيق وصوره المبتكرة. تناول في أشعاره موضوعات متنوعة بين الوصف والمديح والفخر، وأبدع في استخدام التشبيهات والاستعارات، مما جعل شعره مثالًا رائعًا للفن الشعري الأندلسي. لقد شكلت قصائده نافذة مشرقة على عصره، تعكس روعة الأدب العربي وتطوره في الأندلس.

ما رأيك في هذه المختارات من شعر عبادة بن ماء السماء؟ وهل لديك شاعر أندلسي آخر تفضل شعره؟


◾المصادر :

▪️"ديوان الموشحات الأندلسية" هو مجموعة من الأشعار التي تم جمعها من التراث الأندلسي، وتحتوي على الموشحات، وهي نوع من أنواع الشعر الذي كان شائعًا في الأندلس. تتسم الموشحات بطابعها الفني الخاص، حيث تتداخل فيها القوافي والألحان، وتتنوع مواضيعها بين الغزل والمديح والفخر.

▪️كتاب "الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة" من تأليف ابن بسام الشنتريني، وهو من أهم المراجع في الأدب الأندلسي، حيث جمع فيه أخبار شعراء الأندلس ونماذج من أشعارهم.

▪️كتاب "البديع في وصف الربيع" من تأليف أبي الوليد بن جَهْور الأندلسي، وهو كتاب أدبي يهتم بوصف الطبيعة في الأندلس، وخاصة فصل الربيع، ويتضمن مختارات من أشعار الأندلسيين في هذا الموضوع.


▪️كتاب "كتاب التشبيهات من أشعار أهل الأندلس" للمؤلف أبي عبد الله محمد بن الحسن الكتاني الطبيب مرجعًا مهمًا في مجال الأدب الأندلسي، حيث جمع فيه المؤلف تشبيهات من أشعار شعراء الأندلس، مما يتيح للقارئ فهمًا أعمق لأساليبهم البلاغية والفنية، تم تحقيق الكتاب بواسطة الدكتور إحسان عباس، وصدرت الطبعة الأولى منه عام 1966. 

▪️كتاب "الوافي بالوفيات" لصلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي هو كتاب موسوعي يتناول تراجم الشخصيات البارزة في التاريخ الإسلامي، بما في ذلك الشعراء والأدباء.  يذكر الشاعر أبا بكر بن عبادة بن ماء السماء ويورد بعضًا من أشعاره. 

▪️كتاب "جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس" لابن الفرضي هو كتاب يركز على تراجم القضاة والولاة والعلماء في الأندلس، وليس مخصصًا لجمع الشعر، لكنه  يحتوي على إشارات لبعض الشعراء.

▪️كتاب "قلائد العقيان ومحاسن الأعيان" لأحمد بن محمد المَقَّري التلمساني هو من أهم كتب التراجم الأدبية، حيث جمع فيه سير وأشعار عدد من أدباء الأندلس والمغرب. وهو مصدر قوي  يحتوي على أبيات أبي بكر بن عبادة بن ماء السماء.

▪️كتاب "نفخ الطيب في تاريخ ابن زيدون" هو من تأليف ابن بشكوال، ويُعنى بتاريخ وترجمة حياة الشاعر الأندلسي الشهير ابن زيدون. رغم أن الكتاب يركز بشكل رئيسي على حياة ابن زيدون، إلا أنه يتناول أحيانًا أشعارًا لبعض الشعراء الأندلسيين المعاصرين له أو الذين كانوا معروفين في نفس الفترة.

▪️كتاب "بغية الملتمس في تاريخ رجال الأندلس" هو من تأليف ابن الأبار، ويعد من المصادر الأدبية الهامة التي توثق حياة شعراء وأدباء الأندلس. الكتاب يحتوي على تراجم لشخصيات أندلسية بارزة، يتضمن بعض أبيات الشعر للأدباء مثل أبي بكر بن عبادة بن ماء السماء. 

▪️كتاب "جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس" من تأليف ابن الفرضي، وهو موسوعة تاريخية تضم تراجم الشخصيات البارزة في الأندلس من العلماء، الفقهاء، والأدباء، بما في ذلك الشعراء. يذكر الشاعر أبا بكر بن عبادة بن ماء السماء .


▪️كتاب "مطمح الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل الأندلس" هو من تأليف أبي الحسن علي بن موسى بن سعيد المغربي، وهو مؤرخ وأديب أندلسي عاش في القرن السابع الهجري (13م)، وهو يهتم بجمع النوادر والملح الأدبية المتعلقة بأهل الأندلس، ويحتوي على أخبار الشعراء والأدباء والفضلاء في الأندلس، بأسلوب أدبي يجمع بين التاريخ والأدب، و يذكر أبا بكر بن عبادة بن ماء السماء في سياق تراجم الشعراء.

▪️كتاب "المسالك والممالك" من تأليف ابن حوقل هو كتاب جغرافي وتاريخي يتناول تفاصيل جغرافية وتاريخية عن المناطق الإسلامية، بما في ذلك الأندلس. بينما لا يركز الكتاب بشكل مباشر على الشعر أو الأدب، فإنه يحتوي على معلومات مهمة عن الأندلس وأماكنها وأحداثها التاريخية، ويُذكر فيه بعض الأدباء والشعراء في سياق الحديث عن تلك الحقبة.


▪️كتاب "تحفة القادم" هو كتاب أدبي تاريخي من تأليف ابن سعيد المغربي، ويعنى بتاريخ الأدب والشعراء في الأندلس. الكتاب يتضمن تراجم للعديد من الشعراء الأندلسيين ويُعد مرجعًا هامًا في مجال الأدب الأندلسي.

▪️كتاب "فوات الوفيات" هو كتاب من تأليف الصفدي، وهو موسوعة تاريخية تشمل تراجم الشخصيات الإسلامية البارزة الذين توفوا بعد أن كتب "الوافي بالوفيات". الكتاب يشتمل على حياة العديد من العلماء، الأدباء، والشعراء، ويعتبر من المراجع الهامة في تاريخ الأدب الإسلامي.


لا تنسوا مشاركة المقال مع أصدقائكم وزيارة المدونة لمزيد من المواضيع الشيقة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يرجى كتابة تعليقك هنا. نحن نقدر ملاحظاتك! شاركنا رأيك أو استفسارك، وسنكون سعداء بالرد عليك