هاجر الأشراف الحسينيون من المدينة المنورة والعراق وجزيرة العرب إلى مصر، ثم إلى المغرب. من فاس، قدم أحد عشر أميرًا شريفًا، معظمهم يلتقون في جدهم السيد جعفر الزكي بن الإمام علي الهادي، واستقروا في منطقة البحيرة بمصر. بسبب التضييق الذي مارسه الحكام عليهم قبل 960 عامًا، قرروا التفرق في أنحاء العالم العربي والإسلامي.
كتب عن هذه الهجرة مؤرخ السودان الكبير، الصديق أحمد حضرة المحسي الخزرجي الأزهري السوداني، قبل حوالي مئتي عام. كما تناولها الشيخ موسى عبد الكريم عرجون الأزهري المصري، والعلامة محمد صادق عرجون الأزهري المصري، وستة علماء مغاربة آخرين، حيث وضعوا أختامهم على هذه الروايات. تعود هذه المعلومات إلى مخطوطة قديمة تعود إلى حوالي ثمانية قرون، كتبها السيد حسن الأبطحي بن السيد علي البدوي، نقيب أشراف مصر، وأخو السيد أحمد البدوي الجعفري الحسيني، نقلًا عن مخطوطة والده السيد علي البدوي الجعفري الحسيني والشافعي التلمساني الجزائري في "الشجرة الزكية".
من بين هؤلاء الأشراف، كان السيد إسماعيل المهلل بن السيد عمر، حفيد السيد حسين الفاسي الجعفري الحسيني، والد علي المر، جد المراري، وأبو بكر، جد السيد أحمد البدوي الجعفري الحسيني، وغيرهم. استقر بعضهم في السودان، ومنهم جدنا السيد علي البطنان، الملقب بهلال أو مهلل أو منهال بن خلف القاسمي الرضوي الحسيني، الذي نزل بدنقلا ومعه أولاده، جدنا السيد قيس الراشد وأولاده، وهو فرعنا الموجود بالسودان، والسيد أحمد والسيد سليم، الذين قد تكون ذريتهم في السليم بدنقلا ومصر.
توجد آثار جدودنا التسعين شريفًا الهلالية القواسم بدنقلا، مبنية على الطراز الفاطمي. هم أول عشيرة إسلامية شريفة نزلت بالسودان، نشرت الإسلام بالسلم والعلم والمعرفة دون السيف. قتلهم ملك دنقلا سنة 470 هجرية. لقب التسعين الذي عرفوا به يعود إلى التسعين شريفًا من أهل جدنا الإمام الحسين رضي الله عنه، الذين ذهبوا معه إلى العراق وكربلاء، حيث استشهد وقتل معه من قتل، وبقي من بقي. فهم سلالة الحسين رضي الله عنه.
معهم كان السيد إبراهيم، والسيد محمود، والسيد مسكين، والسيد عدلان، والسيد محمد، والسيد موسى، والسيد عيسى، والسيد عمر، والسيد يونس، والسيد علي، جدنا السادة التسعين الأشراف الهلالية العراقية المغاربة الحسينية القواسم الرضوية الحسينية في السودان. والسيد إسماعيل المهلل، جد المراري بالسودان، لهم ستة قرون بالسودان. والجعافرة الحسينية، وقد بقي منهم بمصر، وبعضهم ذهب إلى الحجاز والشام والعريش واليمن والمغرب وجزائر الأندلس ومراكش وفاس وسوس وتونس والساقية الحمراء، وبعضهم نزل السودان.
هذه الهجرة مؤكدة إلى بلاد المغرب، ورجوعهم منه إلى مصر، ومن ثم كان التفرق في كل العالم العربي والإسلامي. تكبدوا المشاق في هجرتهم من المدينة والعراق إلى المحيط، ومنه إلى كل بلدان العالم. حيثما حلوا، نشروا الإسلام والعروبة وتعاليم الإسلام الوسطي، وأقاموا المضايف وخلاوي القرآن الكريم وقلاع العلم والسلك الرباني.
د/ الشريف عمر الهاشمي
_______________________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى كتابة تعليقك هنا. نحن نقدر ملاحظاتك! شاركنا رأيك أو استفسارك، وسنكون سعداء بالرد عليك