تُعدُّ عائلة شوافع المعابدة الأنصار في قرية صنبو، مركز ديروط بمحافظة أسيوط، واحدةً من العائلات العريقة التي تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ العربي والإسلامي. فهم من نسل الصحابي الجليل قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري رضي الله عنه، أحد رموز الفروسية والشجاعة في صدر الإسلام، وتعود أصولهم إلى قبيلة عرب المعابدة في أبنوب الحمام بمحافظة أسيوط.
مكانة شوافع صنبو
عرفت هذه العائلة بسماتها العربية الأصيلة، حيث ساد بينهم الشهامة، والكرم، والنخوة، والشجاعة، وهي قيمٌ راسخةٌ توارثها الأبناء عن الآباء جيلاً بعد جيل. وكما يقال: "الأنساب شرفٌ، ولكن الأعمال هي التي تبني المجد"، فقد سطّر شوافع صنبو تاريخًا من المواقف المشرفة التي تشهد على معدنهم الأصيل.
فروع العائلة واتساع امتدادها
شوافع الأنصار بصنبو من ذرية الشيخ شافع بن أحمد شافع المعبدي الأنصاري وتفرّعت إلى عدة بطون، كان لكل فرع منها دوره في ترسيخ حضور العائلة في المجتمع، ومن أبرزها:
- آل إبراهيم
- آل برهام
- آل محمد
- آل حسن
- آل عبدالله
ومن آل عبدالله، خرجت ذرية شافع بن أحمد الأنصاري، الذي كان له أثرٌ بالغٌ في انتشار العائلة في مختلف المحافظات المصرية، حيث تفرّع من ذريته:
- شوافع بني سويف، الذين انتقلت منهم فروع أخرى إلى محافظة الفيوم، وتحديدًا في مركز يوسف الصديق.
- شوافع الفيوم، الذين تفرّع منهم جزءٌ آخر استقر في محافظة الدقهلية، مما يعكس الانتشار الواسع للعائلة داخل مصر.
وثيقة تاريخية تُوثِّق الوجود القديم لشوافع صنبو
من الشواهد التي تثبت قِدم تواجد شوافع المعابدة الأنصار في صنبو، وثيقة تاريخية تعود إلى العام 1888م، تُوثّق عملية شراء قطعة أرض لصالح أبناء العائلة، وهي محفوظة في محكمة صنبو الشرعية.
نص الوثيقة:
"لدى حضرة مولانا أفندي قاضي صنبو الواضع خطه وختمه الكريمين أعلاه لطف الله به في قضاه أمين، حضر كلاًّ من الرجل حسن والرجل محمد ولدى أحمد بن شافع من أهالي وسكان ومزارعي ناحية صنبو بقسم منفلوط مديرية أسيوط، وبعد تحقيق معرفتهما اسمًا وعينًا ونسبًا وبلدًا، وبشهادة كلاًّ من إبراهيم بن عبد الكريم بن علي، وحمدان عبيد بن علي المغوش، وجابر خليل أحمد، والسيد حسانين ابن الشيخ عسقلاني، والجميع من ناحية صنبو، قد شهدوا على شراء قطعة أرض تسمى الوكالة لصالح الشقيقين الرجل حسن والرجل محمد ولدى أحمد بن شافع، وتقع هذه الأرض بدرب يعرف بدرب البياعين بناحية سوق صنبو (بجوار مسجد الشهداء الآن)، وقد شهد على ذلك حضرة مولانا أفندي قاضي صنبو الجليل الواضع خطه وختمه الكريمين في أعلاه لطف الله به في قضاه أمين، وأهل الخبرة والمختصين، وقد بلغت قيمة قطعة الأرض 5000 قرش مصري لا غير. تحريرًا في يوم السبت ١٥ ديسمبر ١٨٨٨ ميلاديًّا، الموافق ١٢ ربيع الآخر ١٣٠٦ هجريًّا."
أهمية الوثيقة في تاريخ العائلة
تُعَدُّ هذه الوثيقة دليلاً رسميًا يُثبت امتداد وجود شوافع صنبو في المنطقة منذ منتصف القرن التاسع عشر، وهو ما يدل على عراقة جذورهم واستقرارهم المبكر في هذه البقعة. كما تعكس الوثيقة مدى تطور النشاط الاقتصادي للعائلة في تلك الفترة، حيث ارتبطوا بالزراعة والتجارة، وكانوا من كبار ملاك الأراضي في المنطقة.
إن شوافع المعابدة الأنصار في صنبو ليسوا مجرد عائلة ذات جذور ضاربة في التاريخ، بل هم سلالةٌ من الفرسان، ورجال المروءة، الذين أثبتوا عبر العقود أن الأصل الطيب يبقى ما بقيت القيم والأخلاق. وإن الوثيقة التاريخية التي تحفظها سجلات المحكمة ليست مجرد ورقة، بل هي شهادةٌ حيةٌ على إرثٍ خالد، يعكس عراقة هذا البيت الممتد في أعماق التاريخ المصري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى كتابة تعليقك هنا. نحن نقدر ملاحظاتك! شاركنا رأيك أو استفسارك، وسنكون سعداء بالرد عليك