الثلاثاء، 20 نوفمبر 2018

الأنصار وأحفادهم في ميادين الجهاد: درع الإسلام وحماة الأوطان

الشفاعنة الأنصار سلالة المجاهدين 




فرض الله تعالى الجهاد على المسلمين وجعله ذروة سنام الإسلام، وذلك لما له من أهمية بالغة في إعلاء كلمة الحق، ونشر الدين، وحماية الأرض والعرض. فالجهاد في مفهومه الشرعي هو بذل الجهد في قتال الكفار والمنافقين دفاعًا عن الدين والوطن، وهو من أعظم العبادات التي يترتب عليها الأجر العظيم في الدنيا والآخرة.

وقد ورد في فضل الجهاد والمجاهدين العديد من النصوص القرآنية، حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز:

﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ۝ لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ۝ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ۝ لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ۝ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ﴾ [التوبة: 41-45].

في هذه الآيات، يأمر الله تعالى عباده المؤمنين بالنفير إلى الجهاد في سبيله، دون تهاون أو تثاقل، مبينًا أن ذلك خير لهم في الدنيا والآخرة، في حين يفضح الله حال المنافقين الذين يثقلون عن الجهاد، ويتذرعون بالأعذار الباطلة، وهو ما يوقعهم في الهلاك.

وفي موضع آخر، يوضح الله تعالى أن الجهاد تجارة عظيمة تنجي صاحبها من العذاب الأليم، حيث يقول سبحانه:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ۝ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ۝ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ۝ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الصف: 10-13].

أما في السنة النبوية المطهرة، فقد وردت العديد من الأحاديث التي تبين فضل الجهاد والمجاهدين، ومنها ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي ﷺ أنه قال:

"مثل المجاهد في سبيل الله - والله أعلم بمن يجاهد في سبيله - كمثل الصائم القائم، وتكفل الله للمجاهد في سبيله إن توفاه أن يدخله الجنة، أو يرجعه سالمًا مع أجر أو غنيمة" (رواه مسلم).

وفي حديث آخر عن أبي عبس بن جبر الأنصاري -رضي الله عنه- قال رسول الله ﷺ:

"ما أغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار" (رواه البخاري).

كما قال النبي ﷺ:

"من مات دون ماله فهو شهيد، ومن مات دون دمه فهو شهيد، ومن مات دون أرضه فهو شهيد" (رواه الترمذي وصححه الألباني).


الجهاد في عائلة الشفاعنة الأنصار

لقد كان أبناء عائلة الشفاعنة الأنصار في صعيد مصر مثالًا يُحتذى به في حب الجهاد والخدمة العسكرية، فهم ينتمون إلى نسل الصحابي الجليل سعد بن عبادة الخزرجي، سيد الخزرج، الذي عُرف بالقوة والبأس، وكان من أمهر الرماة في زمنه. وقد حمل سعد بن عبادة راية الأنصار في المعارك، بينما كانت راية المهاجرين مع الإمام علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه-.

شارك الصحابي سعد بن عبادة في معارك الإسلام الكبرى، مثل غزوة أحد، والخندق، وحنين، وأظهر فيها شجاعة نادرة، وبسالة عظيمة. وسار على نهجه الكثير من ذريته، فكانوا قادة عسكريين ومجاهدين بارزين عبر العصور.

ولازال شباب عائلة الشفاعنة حتى يومنا هذا يحملون راية الفداء والتضحية، ويسعون لأداء الخدمة العسكرية بكل تفانٍ وإخلاص، دفاعًا عن الدين والوطن. وقد شارك العديد منهم في حرب أكتوبر 1973 المجيدة، حيث سطّروا ملاحم بطولية في معارك التحرير واستعادة الكرامة.

نماذج مضيئة من أبناء عائلة الشفاعنة الأنصار

لا تزال عائلة الشفاعنة تزخر بالأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن، وها نحن نسلط الضوء على بعض هذه النماذج المضيئة التي جسدت معاني التضحية والفداء في سبيل الله والوطن...


مقاتلين صدقوا ما عاهدوا الله عليه

غلاب بيك الأنصاري: فارس العسكرية المصرية وبطل السودان 

في قلب التاريخ العسكري المصري، يبرز اسم غلاب بيك شافعين الأنصاري كواحد من القادة العظام الذين سطروا صفحات من المجد والفخر. لم يكن مجرد ضابط في الجيش المصري، بل كان رمزًا للشجاعة والمسؤولية، قائدًا ملهمًا حفر اسمه في ذاكرة السودان قبل مصر.

وُلِد الأميرالاي محمد بن غالب (غلاب) بن عثمان بن صديق بن غلاب في بيت عريق، ممتد الجذور إلى عبادة بن أبي بكر عبادة الأنصاري، أحد أحفاد سعد بن عبادة زعيم الخزرج. شقيقه عبد الرحيم بك غلاب كان أول ناظر للمدرسة الأميرية بسوهاج، لكنه هو من اختار طريق السيف والراية، ليرتقي سلم المجد حتى بات على قمة هرم القيادة العسكرية في السودان.

على مدار عهود الخديوي عباس حلمي الثاني، ثم السلطان حسين كامل، فالملك فؤاد الأول، ظل غلاب بيك مثالًا للقائد الوطني، محط احترام جنوده ومحبة أبناء السودان الشقيق. ولا يزال اسمه خالدًا في الخرطوم، حيث سُمّي أحد شوارعها باسمه، شاهدًا على إرثه العريق. وفي عام 1923، نال لقب البكاوية تكريمًا لجهوده، قبل أن تُختتم مسيرته الحافلة بالحصول على رتبة اللواء، اعترافًا بمكانته كواحد من عظماء الجيش المصري.





اللواء فوزي أبوشافعين: قائد مصري في قلب الثورة اليمنية

 في سجلات التاريخ العسكري المصري، يبرز اسم اللواء أركان حرب فوزي محمود قاسم أبوشافعين الأنصاري كأحد أبطال مرحلة التحولات الكبرى في مصر والمنطقة العربية. كان واحدًا من أعضاء مجلس ثورة 1952، ومن الرجال الذين أوكلت إليهم المهام الجسيمة في اللحظات الحاسمة من تاريخ الأمة.

حين اندلعت الحرب في اليمن عام 1962، وكلفه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بقيادة القوات المصرية لدعم الثورة اليمنية ضد الحكم الملكي للزيديين، وقف فوزي أبوشافعين في الصفوف الأولى، يقود الجيش المصري في معركة مصيرية، حيث كانت مصر تساند الفصائل الموالية للجمهورية العربية اليمنية في مواجهة النفوذ الملكي المدعوم من السعودية. استمرت الحرب حتى تحقق أحد أهم أهدافها، وهو اعتراف المملكة العربية السعودية بالجمهورية العربية اليمنية عام 1970، في خطوة غيرت موازين القوى في المنطقة.

وفي إحدى اللحظات التي تُجسد ارتباطه العميق بجذوره، ظهر اللواء فوزي محمود قاسم أبوشافعين برفقة أعلام قرية شندويل البلد، في لقاء جمعه مع أول رئيس لجمهورية مصر، السيد الرئيس محمد نجيب، مشهدٌ يعكس المكانة التي حظي بها بين أبناء وطنه وقيادته.





اللواء أركان حرب محمد أبو بكر غالب أبوشافعين: قائد العزة ودرع الوطن

في سجل البطولات العسكرية، يسطع اسم اللواء أركان حرب محمد أبو بكر غالب أبوشافعين الأنصاري كواحدٍ من القادة الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية الدفاع عن الوطن بكل شجاعة وإخلاص. بصفته رئيس أركان سلاح المدرعات بالجيش الثاني الميداني، كان ركنًا أساسيًا في قوة مصر الضاربة، وساهم في تعزيز قدرات القوات المدرعة، التي شكلت حائط الصد الأول وسيف الهجوم القوي في معارك الجيش المصري.

لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان مثالًا للانضباط والحكمة والقدرة على اتخاذ القرار في أصعب المواقف. تحت قيادته، عززت وحدات المدرعات من جاهزيتها، وأصبحت قوة لا يستهان بها في معادلات الصراع، مما جعل اسمه مرادفًا للقوة والتخطيط العسكري المتقن.

إنه ابن مصر البار، وسليل آل شافعين الأنصار، الذين حملوا راية المجد جيلاً بعد جيل، وكان امتدادًا لمسيرة الشرف العسكري التي أضاءت تاريخ الوطن بأسماء خالدة لا تُنسى.


اللواء المهندس محمد محمود مهران أبوشافعين: رائد الابتكار العسكري وصانع المستقبل

في سجل العظماء الذين جمعوا بين الفكر العسكري والهندسي، يتألق اسم اللواء مهندس محمد محمود مهران أبوشافعين الأنصاري كواحدٍ من العقول الرائدة التي وضعت بصماتها في تاريخ التصنيع الحربي المصري. بصفته رئيس أركان المركبات في الجيش المصري، لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان مفكرًا ومبتكرًا، ساهم في تطوير منظومات المركبات العسكرية، وكان صاحب السبق في تصميم أول سائق آلي في مصر، الذي أحدث نقلة نوعية في تكنولوجيا القيادة الذاتية للمركبات العسكرية.

حصل على درجة الدكتوراه من كلية الهندسة بجامعة عين شمس في منتصف الثمانينات، وكان مشروعه البحثي علامة فارقة في تاريخ الهندسة العسكرية المصرية، حيث تمكن من تصميم أول روبوت آلي مصري لقيادة سيارة عسكرية بدون سائق، قادرة على اقتحام حقول الألغام وتجاوز موانع السير، مما عزز من إمكانيات القوات المسلحة في بيئات القتال الصعبة.

وبعد تقاعده من الجيش، واصل مسيرة العطاء كخبيرٍ في مجال التصنيع الحربي، حيث شغل منصب وكيل وزارة الإنتاج الحربي بالهيئة العربية للتصنيع، مضيفًا إلى رصيده الحافل مزيدًا من الإنجازات في خدمة الوطن. لم يكن وحده في هذه المسيرة المشرفة، فقد سار أبناؤه على خطاه، حيث التحق النقيب أحمد بالقوات المسلحة، والمهندس محمود بقطاع البترول، ليكملوا إرث والدهم العظيم.

إنه نموذج فريد لقائد جمع بين الابتكار العسكري، والريادة الهندسية، والإخلاص الوطني، فكان اسمه شاهدًا على قدرة مصر على إنجاب العظماء في ساحات القتال ومختبرات العلوم.





◾ لواء مهندس: حسن محمود الملوي أبوشافعين الأنصاري.

◾العميد : عزت السيد هنداوي أبوشافعين الأنصاري بالقوات المسلحة سابقا .

◾ العقيد: حسن أحمد الدرديري الجيلاني الجلفي ابو شافعين الأنصاري بالقوات المسلحة .

◾ مقدم شرطة طبيب: محمد عثمان محمود عبد الغني الجلفي أبوشافعين الأنصاري. 

◾ رائد مهندس جوي: عمرو عزت السيد هنداوي أبوشافعين الأنصاري .

◾رائد شرطة طبيب: عمرو عثمان محمود عبد الغني الجلفي أبو شافعين الأنصاري بمستشفى شرطة القاهرة.

◾النقيب: احمد محمد محمود مهران أبوشافعين الأنصاري بالقوات المسلحة.

◾ نقيب شرطة: مصطفى محمد عبد العزيز كمال الدين أبوشافعين الأنصاري معاون مباحث مركز قوص بقنا.




نقيب طيار مقاتل: محمد عزت السيد هنداوي أبوشافعين الأنصاري بسلاح الجو المصري .




◾ ضابط بحرية: محمد محمود أحمد عبد المنعم الجلفي أبوشافعين الأنصاري. 


◾ ملازم اول مهندس: معتز محمد على رمضان أبوشافعين الأنصاري بالقوات المسلحة.




◾طيار مقاتل: عبدالرحمن محمد على رمضان أبوشافعين الأنصاري.



الشقيقان حضرات الضباط معتز وعبد الرحمن 


ملازم: أيهاب ممدودح عبده أسماعيل أبوشافعين الأنصاري بالقوات المسلحة. 




◾طالب بالأكاديمية البحرية: أسلام محمد صديق أبوشافعين الأنصاري.

◾ طالب بكلية الشرطة: خالد محمد صديق أبوشافعين الأنصاري .




◾ المحاسب: أسلام السيد البدوي أبوشافعين الأنصاري حاصل دورة ادارة الازمات والتفاوض من اكاديمية ناصر العسكريه العليا كلية الدفاع الوطن وعدد من الدورات العسكرية.



وتستمر عائلة أبوشافعين الأنصاري في مسيرة العطاء بلا حدود، جيلاً بعد جيل، حاملةً على عاتقها أمانة الوفاء للوطن، ومضطلعةً بدورٍ رائدٍ في ميادين القوة والعلم والإبداع. فمن ساحات القتال إلى مختبرات البحث والتطوير، ومن قيادات الجيش والشرطة إلى ميادين التصنيع الحربي والهندسة، تظل هذه العائلة نموذجًا مشرفًا للإخلاص والتفاني في حب مصر، تقدم أبناءها قرابين للوطن، متحلّين بروح التضحية التي لا تعرف التراجع، وبعزيمة الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

لم يكن عطاؤهم مجرد كلمات تُروى، بل إنجازات صنعت فرقًا في تاريخ القوات المسلحة والشرطة المصرية، وأحدثت بصماتٍ لا تُمحى في مجالات الدفاع والأمن والتكنولوجيا والتخطيط العسكري. حملوا راية الكرامة والمجد، ووقفوا سدًا منيعًا أمام التحديات، فكانوا نموذجًا يُحتذى في القيادة والابتكار وحماية الوطن من كل الأخطار.

وها هي الأجيال القادمة تسير على الدرب ذاته، مستلهمةً من آبائها وأجدادها روح الوطنية الصادقة، لتظل مصر قوية بأبنائها، عزيزة برجالها، شامخة بتاريخها وحاضرها ومستقبلها. فالمجد للعظماء، والخلود للرجال الذين بذلوا أرواحهم وعقولهم من أجل أن تظل راية الوطن مرفوعةً عاليةً أبد الدهر.





موضوعات ذات صلة :









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يرجى كتابة تعليقك هنا. نحن نقدر ملاحظاتك! شاركنا رأيك أو استفسارك، وسنكون سعداء بالرد عليك