اليوم: الخميس، ٨ مايو ٢٠٢٥ - الساعة: ٤:٢١:٤٨ ص
مرحبًا بكم في أرشيف التاريخ والأنساب العربية – نحن نهتم بكشف أسرار التاريخ العريق والأنساب الأصيلة. لا تنسوا متابعة أحدث المقالات.

الثلاثاء، 31 ديسمبر 2024

قبيلة نزة من بني موسى بن جهينة

قبيلة نزة قبيلة عربية أصيله يطلق على واحدهم (نزاوي) وهم بطن بني موسى بن جهينة  ، وجهينة من أعرق القبائل العربية نسباً فهي قضاعية قحطانية تنسب إلى جهينة ابن زيد بن ليث بن أسلم بن إلحاف بن قضاعة , وقضاعة يمنية قحطانية النسب ، سكنت شمال جدة  و المدينة المنورة قبل الإسلام ، واستقرت قبيلة نزة في ينبع وجبال رضوى وهوما يسمى بجبل جهينة من جبال تهامة ولا زالت قرية تلعة نزة في ينبع تحمل اسم القبيلة إلى الآن وهي موطن قبيلة نزة وجهينة. 

نزح جزء كبير من قبيلة نزة مع قبيلة جهينة  إلى مصر في الفتح الإسلامي عبر البحر وكانوا أهل جهاد ، واستقر جزء كبير منهم في منطقة ( الأشمونين ) قرية بمركز ملوي بمحافظة المنيا ، حيث نزل بها عدد كبير من العرب من قريش وقبيلة بلي وجهينة ، واستقروا بها زمناً كبيراً ، حتى حدثت مناوشات بين قبيلة جهينة وأبناء عمومتهم قبيلة بلي  في عهد الفاطميين مما أثار حقد القرشيين عليهم فاتحدوا مع الجيش الفاطمي ضد جهينة وبلي ، مما أدى إلى هزيمة جهينة وبلي وأرغموهم على الرحيل من قرية الأشمونين إلى أعلى الصعيد ،ورحل جزء منهم إلى محافظة الشرقية والقليوبية ،  واستقر جزء كبير من جهينة ومعها نزة وبلي في أعلى الصعيد أخميم ، فنزلت جهينة ونزة في مكانها الحالي في سوهاج فتجمعت قبيلة نزة في منطقة نزة وسكنتها وعرفت باسمها وهي بطن واحدة من جهينة ، وتجمعت بطون جهينة فخد السمره بن موسى وهم  اولاد احمد  بني حسام الدين  بني خبر وتنتمي بني رماد الي فخد بني ذبيان بن عمار بن موسى    أقرب إلى النزات والنزاوي وبني ذبيان أبناء عمار بن موسى الجهني  واستقروا الأربع تربع في جهينه المركز في جهينه الغربيه وجهينه الشرقيه  .  

شارك عدد من قبائل جهينة وكان من ضمنهم قبيلة نزة في فتوحات بلاد النوبة وشمال أفريقيا ودارفور وبلاد النيل الأزرق وتولوا قيادات  في هذه البلاد وتزوجوا من أمرائها وصاهروهم واستقروا بها  وكونوا مملكه سنار الجهنيه ظلت تحكم لمده ثلاثين عاما واختلطوا بهم إلى يومنا هذا ولا زالت قبائل جهينة فيها مثل قبيلة نزة ورفاعة والمراوين وغيرهم من بطون جهينة .


أما قبيلة نزة في مصر فكانت قبيلة واحدة أغلبها في جهينة ومنفلوط، ومكانها الأول حاليا في سوهاج :نزه ، حيث كان يطلق عليها نزة مجردة ، ثم لما استقرت القبيلة  وتعلمت الزراعة خرج الأفراد إلى أماكن أطيانهم وسكنوها فرادى فظهرت تجمعات نتجت عنها ظهور قرى فتفرعت نزة إلى نزات نظراً لاحتفاظ أفراد القبيلة باسم قبيلتهم ، لكن لفظ سبع نزات هذا لفظ حديث لم يكن متعارف قبل ؛ وإلا فهي نزة واحدة لقبيلة واحدة ...  بطن واحد من بطون جهينة .


و نزة قرار : بمنفلوط أسيوط هي جزء من قبيلة نزة التي استقرت منذ زمن طويل في هذا المكان وهو ما يعرف بنزة قرار وجهينة  قد يكون استقراره فيما منذ زمن رحيل قبيلة جهينة ونزة من الأشمونين ، وكان الناس في منفلوط يحترمونهم ويلجئون إليهم في المصالحات ويسمونهم بعربان جهينة اي ان قبيلة جهينه  فخد نزه كانت تسكن بمنفلوط فتمت هجره ونزلت سوهاج وظل جزء  من جهينه ونزه يسكن حتى الآن لم يهاجر مع القبيله الام جهينه متمثله في قرية نزة قراره بمركز منفلوط وهم أهل تجاره.


و #نزة_سوهاج : كانت قرية تابعة للمراغة وكذلك جهينة قرية تابعة للمراغة .

ثم انقسمت جهينة إلى جهينة الغربية وجهينة الشرقية واكانا يتبعان المراغة وهذا تقسيم إداري حسب جغرافية البلاد، ثم أصبحت جهينة تابعة لقسم طهطا .

 وردت في كتاب وقف السلطان قنصوه الغوري الصادر سنة 922هـ/1516م وأصلها من توابع ناحية المراغة، وفي سنة 1331هـ/1913م بعد انفصال ناحية «جهينة الشرقية»، صارت البلدة القديمة تُعرف بـ «جهينة الغربية».

▪︎ نزة : فُصلت عن ناحية المراغة سنة 1231هـ/1816م.

ثم فصلت كل النزات عن نزة 1929م :

▪︎ نزة الحاجر  : فُصلت عن ناحية نزة سنة 1348هـ/1929م.

▪︎ نزة المحزمين :  فُصلت عن ناحية نزة سنة 1348هـ/1929م.

▪︎ نزة البحرية : فُصلت عن ناحية النزة سنة 1348هـ/1929م باسم «نجوع البوص»، ثم تغير الاسم سنة 1964م إلى «النزة البحرية» بقرار الرئيس جمال عبدالناصر رقم 2204 لسنة 1964م .واصبحت النزات تابعة لقسم طهطا. 

▪︎ نزة الهيش كانت تابعة لنزة الحاجر ومازالت  .


مشيخة قبائل نزة بمصر

في حفل شعبي كبير اقيم عام 2021م شاركت وفود من مشايخ قبائل جهينة المعروفة بالوطن العربى فى احتفالية تنصيب وتقليد الدكتور محمد حمام عابدين الدقيشى عميد زراعة أسيوط وعمدة نزة الدقيشية بمركز جهينة بسوهاج ، عضو مجلس الشعب السابق، شيخا لقبيلة” نزه ” بسائر محافات مصر.

شارك فى حفل التنصيب الشيخ صالح النزاوى شيخ قبائل جهينه بالوطن العربى قادما من المملكه العربيه السعوديه، والشيخ محمد النزاوى مفتى العقبة والذى حضر من الأردن والمهندس أحمد النزاوى وليف من القيادات الشعبيه ووالمصالحات، والمشايخ بقبيلة جهينه من محافظات مصر وحشد كبير من أعيان قبيلة جهينة بسوهاج.

🔔 تنويه- مكان قبيلة نزة يسمى نزة وليس نزلة و قرية ( نزلة علي ) التابعه لجهينه في التقسيم الاداري اما القبلي فتنتمي لقبائل الهله اوهي احدى بطون هوارة التاريخية التي ذكرها العلامة أبو العباس القلقشندي، وسميت نزله لنزول (قدوم) جد القبيلة بهذا الحيز  الجغرافي.

فضائل قبائل جهينة في مصر

 قاومت قبيلة جهينة بكل بطونها وقبائلها الحملة الفرنسية بكل بسالة ونضال في 10 ابريل 1799م حيث استنجد أهل جهينة بالقبائل العربية لمساعدتهم حتى قيل أن قبائل جهينة بينبع كان لها دور أيضاً في المساعدات ، مما أدى إلى هزيمة الجيش الفرنسي بقيادة دافو أو ديزيه ، لذا تحتفل محافظة سوهاج بالعيد القومي يوم 10 أبريل تخليدا لهذه الملحمة الوطنية.

ومن ذرية مجاهدي جهينة ينبع الحجاز تأسست #قرية_حجازة بمركز أسنا محافظة قنا و التي يرجع جل عائلاتها إلى قبيلتي حرب وجهينة القضاعيتين.


- من الطبيعي أن أماكن جهينة ونزة كان بها من المصريين الأصليين أصحاب المكان ، لذا ليس كل من في المكان ينتسب إليهم .

والله تعالى أعلم  ...

ونذكر بعض العائلات التي تنتمي الى قبيلة نزة على قدر الأستطاعه لا الحصر.

▪️العاطون ومنهم ابراهيم وحسن وحسين وبكري وبكر وخطاب والسانوسي والكييف ،خليل .

▪️اولاد سالم ومنهم حماد وحامد وحجازي وبهنساوي ومعتوق  وشافع وابودنه وعيسى وسالم.

▪️اولاد علي ومنهم القاضي والطويل وصالحين وبرغوت وفراج وقاعود وجمعه والخصامه و ......

▪️وعائلات الجبالي- النمر - الفراغله - بيت الناظر - الدقايشة - ال جاب الله - بيت العطار -ب يت عبد القادر ومنه عطية عثمان - العباضله- العطايا ومنهم(عطايا التل - عطايا التمة).

▪️وعائلات الوطنيه - المباريك - الدرملى- ابوعويس - الكلو - ابوهويسه - عبدالصمد -الهواشم - العفالكة - أولاد عزاز - الشعابات - العبابده - العبيدات  الحمره - خلاف --النصيرات.

▪️وعائلة الدوابى ومنهم (أولادموسى-أولاد يونس- العلوات - الكراعية).

▪️وعائلات الماسخ - العواصى - المسلمات - الجبالية - يونس - موسى - شيخ الغفر - السبعات - الدرملى- السعدات - الخلايلة - الشرارعه -المراعوة - يونس- الحلاوة - الامام - درويش - ......

وعائلات  الميره وآل عياد من بني رماد و بني رماد الأقرب الي النزات

حيث تنتمي بني رماد إلى ذبيان بن عمار بن موسى الجهني 

أبناء عمومه النزاوي بن عمار بن موسى الجهني.

وعائلات الكلبيه  تنتمي الي اولاد يحي  وهناك فخد في قبيلة جهينه يسمى الكليبات 

وبالتأكيد تتوجد بينهم عائلات نازحة اكارم جاءت من قرى وقبائل أخرى لهم كل الاحترام والتقدير فقد ناسبو وصاهروا حتى أصبحوا جزء أصيل من قبيلة نزه .

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

📚 #المراجع والمصادر :

1-الخطط التوفيقية  ، لعلي باشا مبارك 

2- البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب ،  للمقريزي .

3- العبر وديوان المبتدأ والخبر ، لابن خلدون ج2 ص516

4- دور القبائل العربية في صعيد مصر ، للدكتور ممدوح عبدالرحمن الريطي.

5- صبح الأعشى في صناعة الإنشاء ، لأحمد بن علي بن أحمد الفزاري القلقشندي ثم القاهري (المتوفى: 821هـ).الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت.

6- قَبيلةُ جُهينة ودَورُها الحَضاري في مصر والسودان ووادي النيل منذ القَرن الثالث وحتى القَرن التاسع الهجري ،  للدكتور إسماعيل حامد علي .

7- معجم قبائل العرب القديمة والحديثة لعمر رضا كحالة .

8- المسالك والممالك ، لأبي اسحاق إبراهيم بن محمد الفارسي الاصطخري، المعروف بالكرخي (المتوفى: 346هـ) ، ط دار صادر، بيروت .عام النشر: 2004 م.

9-  تاريخ أبى الفداء المؤلف / الملك المؤيد إسماعيل بن أبي الفداء.

10-  نهاية الأرب في فنون الأدب ، المؤلف : شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري ، دار النشر : دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان - 1424 هـ - 2004 م

الطبعة : الأولى.

11-  معجم قبائل المملكة العربية السعودية ، لحمد الجاسر ص 840 ، ط  النادي الأدبي في الرياض، الطبعة: الأولى، 1401 هـ - 1981 م ،الرياض - المملكة العربية السعودية.

12- معجم البلدان لياقوت الحموي .

13- الأنساب للسمعاني .

14- الأنساب للمقدسي .

15- كتب عبدالرحمن الرافعي.

16- مقال تحت عنوان 《مشايخ قبيلة جهينة  بمصر والوطن العربى يقلدون عميد زراعة أسيوط شيخًا لقبيلة “نزه” بمحافظات مصر》_ مجلة المساء.

قبيلة المعابدة الأنصار

كتاب الفخر المبين في أنساب قبيلة البياضية الأنصار

البياضية الأنصار: سِفرٌ مُجيد في ذُؤابة العُربان وعِزَّة الإسلام


 مقدمة في فضل ذكر الأنساب وتقييد المآثر


الحمدُ للهِ مُحصِي الأنفاسِ، وَمُحيِي الرِّمامِ بعد الاندراسِ، وصلى اللهُ على سيدنا محمدٍ المختارِ من خِيارِ الناسِ، وعلى آلهِ وصحبهِ الأطهارِ الأكياسِ، وبعد:

فإنَّ مِن عظيمِ فضلِ اللهِ على العِبادِ أن جَعَلَ لهم أنسابًا وقبائلَ ليتعارفوا، وأودعَ في قلوبِهم حُبَّ الانتماءِ لأُصولِهم، واعتزازَهم بمآثرِ آبائِهم وأجدادِهم. وقد قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾.

وقد أنشدَ الفرزدقُ في فخرِ الأنسابِ:

 وإنَّ الذي يَبْنِي السَّمَاءَ بناؤُهُ | أَعزُّ وأَعْلَى مِنْ دِعامَةِ دارِمِ
 
 بُيُوتٌ يُقَاسُ النَّجمُ في حُجُراتِها | إذا ما بَنَى بَيْتًا لِمَجْدٍ وَمَكْرُمِ

وقدْ عَلِمَ ذَوُو الألبابِ أنّ حِفظَ الأنسابِ مِن مَحاسنِ الخِصالِ، وجميلِ الفِعالِ، إذ بهِ تُعرفُ الحقوقُ، وتُحفظُ الأرحامُ، وتُصانُ الأعراضُ، وتُميّزُ الأحسابُ.

وإِنَّا لَنَذكُرُ في طِراسِنا هذا قَبيلةً شريفةَ المَحْتِدِ، عاليةَ المَجْدِ، أَثيلةَ الحَسَبِ، أصيلةَ النَّسَبِ، ألا وهي قبيلةُ البياضيةِ الأنصارِ، فِرقةٌ من أشرفِ العربِ نِسبةً، وأرفعِهم مكانةً، وأعلاهم منزلةً، مهبطُ الوحي بين ظَهرانيهم، ومنازلُ الصحابةِ في ديارِهم، فاسْتَضاءَ العالمُ بنورِهم، وَطَارَ صِيتُهُم في الآفاقِ، وعَمَرَتْ بهم البقاعُ.

الفصل الأول: الأصول المُتفرِّعة من أصلاب المجد والعُلا


ألا فاعلمْ - أيَّدَكَ اللهُ بتوفيقهِ - أنَّ قبيلةَ البياضيةِ - حرس الله أعراضها وأبقى مجدها وأعلى كعبها - تمتدُّ أنسابُها كالشجرِ الطَّيِّبِ أصلُهُ في التُّرابِ وفروعُهُ في السماءِ، إذ هي من صميمِ الأنصارِ الخزرجيينَ الأوسيينَ، أولئكَ الذينَ آوَوْا ونصروا، وثبتوا حين تزلزلت الأقدامُ، وصدقوا ما عاهدوا اللهَ عليه، فكانوا كالجبالِ الراسياتِ في نصرةِ الدينِ الحنيفِ.

وكما قالَ الشاعِرُ:

 هُمُ القَوْمُ إنْ قالوا أصابوا وإنْ دَعَوْا | أجابوا وإنْ أَعْطَوْا أطابوا وأجزلوا

وإنْ عاهَدوا أوفوا وإنْ عقَدوا شَدُّوا | وإنْ كانتِ النَّعماءُ فيهمْ تَفَضَّلُوا


النسب الشريف وسلسلة الحسب المنيف


يقولُ العلاّمةُ القلقشندي في كتابهِ الموسومِ بـ"نهايةِ الأربِ في معرفةِ أنسابِ العربِ": "وبنو بياضةَ بطنٌ عظيمٌ من الخزرجِ من الأزدِ من القحطانيةِ"، وهم ينسبونَ - كما أثبتَ النسّابونَ المُحقِّقونَ وارتضاهُ أهلُ الصنعةِ المُدقِّقونَ - إلى:

> بياضة بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن ثعلبة بن غسان بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن يشجب بن يعرب بن قحطان

وهذا النسبُ المُشجَّرُ قد تواترَ عليهِ كُتبُ الأنسابِ كـ"لبِّ اللبابِ" للسُّيوطي و"جمهرةِ النسبِ" لابنِ الكلبي و"الإكليل" للهمداني، فكانوا كالنجومِ الزواهرِ في سماءِ العُربانِ، وكالدُّررِ المنظومةِ في عِقدِ الزمانِ.

وقدْ أنشدَ أبو تمامٍ في مثلِ هذا النَّسَبِ الشريفِ:

 نَسَبٌ كأنَّ عليهِ من شَمسِ الضُّحى | نورًا ومن فَلَقِ الصَّباحِ عَمودا

 يَنْمِي إلى حَسَبٍ تَوارَثَهُ العُلا | كابِرًا عن كابِرٍ وَوَليدا

وقال جريرٌ - رحمهُ اللهُ تعالى:

 مَنْ مِثْلُ قَوْمي إذا عُدَّتْ قَبائِلُها | في النَّائِباتِ وفي الأحسابِ والكَرَمِ

 قَوْمٌ إذا استَنْبَحَ الأضيافُ كَلْبَهُمُ | قالوا لأُمِّهِمُ بُلِّي قِدْرَكِ بالشَّحَمِ

وقدْ ذَكَرَ الإمامُ ابنُ حزمٍ في "جمهرةِ أنسابِ العربِ" أنَّ بني بياضةَ منْ بُطُونِ الخزرجِ السبعةِ المشهورةِ، وهي: بنو سالمٍ، وبنو زُريقٍ، وبنو بياضةَ، وبنو سَلِمةَ، وبنو حُبْلى، وبنو عَوْفٍ، وبنو النَّجّارِ.


الديار والمُقامات والمنازل


أمّا عن دِيارِهم ومَواطِنِهم، فقد ذكرَ الجغرافيونَ والرَّحَّالةُ والمؤرخونَ أنهم كانوا مُنتشرينَ في بِقاعٍ شتّى، كلَّما حلُّوا بأرضٍ أضاءتْ بمكارمِهم وفَضائِلِهم، وأينعتْ بِسيرتِهم الحَسَنةِ، ومِن تلكَ الديارِ:

- في اليمن: موطنِ الأجدادِ وأرضِ السَّراةِ، كما جاءَ في "الإكليلِ" للهمداني: "وكانتْ منازلُ بني بياضةَ في أعالي وادي سَهامٍ، وَلَهُم آبارٌ ومَزارِعُ كثيرةٌ"، وكانوا هُناكَ أسودَ الوَغى، وجَبابِرةَ العِزِّ، وأكارِمَ الفَضْلِ.

- في الحِجازِ: حولَ المدينةِ المنورةِ، فَلَهُم بها دَارٌ تُعرفُ بدارِ بني بياضةَ، وقدْ قالَ عنها الإمامُ السَّمهوديُّ في "وفاءِ الوفا بأخبارِ دارِ المصطفى": "وكانتْ دارُ بني بياضةَ مِن أوسعِ دُورِ الأنصارِ، وأَجلِّها شأنًا، وأقربِها إلى مسجدِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ". وكانَ منزلُهم قُربَ قُباء، وبها مسجدُهُم المعروفُ، الذي صلَّى فيهِ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ.

- في مِصرَ: بصحراءِ سيناءَ والشرقيةِ، كما ذَكَرَ المقريزيُّ في "الخططِ": "ومن العربِ النازلينَ بمصرَ بنو بياضةَ الأنصارِ، نزلوا بالشرقيةِ، ولهم نَجْعٌ وَمَرْعى، وهُم مِن أعظمِ قبائلِ العربِ حُرمةً وسُؤدَدًا". وقالَ الإدريسيُّ في "نزهةِ المشتاقِ": "وقدْ انتشرَ بنو بياضةَ في سيناءَ وفلسطينَ، وامتازوا بفُروسيَّتِهم وكرمِهم".

- في الأندلسِ: بغرناطةَ وقرطبةَ، كما نَقَلَ لنا لسانُ الدينِ ابنُ الخطيبِ في "الإحاطةِ في أخبارِ غرناطةَ": "ومِنَ الأنصارِ القاطنينَ بغرناطةَ بنو بياضةَ، لهم دُورٌ وحدائقُ وأملاكٌ، وفيهم علماءُ وفقهاءُ وأدباءُ، كانوا كالنجومِ يُهتدى بهم". وكانوا في كلِّ مكانٍ حلُّوا فيهِ رُكنًا من أركانِ الإسلامِ، وسَنَدًا من أسنادِ الإيمانِ.

- في المغربِ: بفاسٍ ومكناسَ، كما ذَكَرَ ابنُ أبي زَرْعٍ في "روضِ القرطاسِ": "وممّن سكنَ فاسَ من الأنصارِ جماعةٌ من بني بياضةَ، اختطُّوا بها دُورًا وقصورًا، وأسَّسوا مساجدَ ومدارسَ، وكانوا من أعيانِ أهلِها".

وقدْ قالَ الشاعرُ في تعدُّدِ مساكِنِهم:

 تَرَاهُمْ في كُلِّ أَرْضٍ كالنُّجُومِ | تَلَأْلَأَ في سَماءِ المَجْدِ زُهْرا

 إذا نَزَلُوا بِأَرْضٍ أَصْبَحُوها | كَرِيماتِ المَغارِسِ تُنْبِتُ الزَّهْرا

الفصل الثاني: المآثر والمفاخر في الإسلام وسائر الأيام


في العهد النبوي الكريم والعصر المضيء


لقد كانَ للبياضيةِ - رضيَ اللهُ عنهم وأرضاهم - مواقفُ تُكتبُ بماءِ الذَّهبِ، وتُحفرُ على صفحاتِ المجدِ بأقلامٍ مِن نورٍ، فكانتْ لهم مآثرُ عظيمةٌ في العهدِ النبويِّ، وأيامٌ مشهودةٌ في نصرةِ الإسلامِ، منها:

1. بيعةُ العقبةِ: كما في "السيرةِ النبويةِ" لابنِ هشامٍ، والطبقاتِ الكبرى لابنِ سعدٍ، حيثُ بايعَ زيادُ بنُ لبيدٍ البياضيُّ - رضيَ اللهُ عنهُ - رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ في البيعةِ الثانيةِ، وكانَ مِن رؤساءِ الأنصارِ وسَاداتِهم. قالَ ابنُ الأثيرِ في "أُسدِ الغابةِ": "وزيادُ بنُ لبيدٍ البياضيُّ مِن أشرافِ الأنصارِ، وهوَ أحدُ النُقَباءِ ليلةَ العقبةِ، ولهُ ذِكرٌ في المشاهدِ كلِّها معَ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ".

   وقدْ سجَّلَ الشاعرُ حسانُ بنُ ثابتٍ - رضيَ اللهُ عنهُ - هذا المَوقِفَ في قصيدتِهِ التي قالَ فيها:

    نَصَرْنا رسولَ اللهِ لمّا تَنَكَّرَتْ | لهُ الناسُ واستغنى بأبناءِ فارِسِ
   
    وآوَيْناهُ في منازِلِنا وقدْ | ثَوَتْ بالمَدِينَةِ مِنْ قُرَيْشٍ فَوارِسُ

2. استقبالُ النبيِّ الكريمِ: حينَ قَدِمَ المدينةَ مُهاجِرًا، كما جاءَ في "الطبقاتِ الكبرى" لابنِ سعدٍ: "فأتى بني بياضةَ، فتلقَّاهُ زيادُ بنُ لبيدٍ وفروةُ بنُ عمروٍ في رجالٍ من بني بياضةَ وهم أهلُ مَنَعَةٍ وعِدَّةٍ وعَدَدٍ". وقالَ ابنُ حجرٍ في "الإصابةِ": "وكانَ بنو بياضةَ مِن أوائلِ مَن استقبلَ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ عندَ هجرتِهِ، فأكرَمُوا وفادتَهُ، وأحسنوا ضيافتَهُ".

   وأنشدَ الشاعرُ كعبُ بنُ مالكٍ - رضيَ اللهُ عنهُ - في فخرِ الأنصارِ:

    نَصَرْنا رسولَ اللهِ وَالحَقُّ جاهِدٌ | غَداةَ تَوَلَّى عَنهُ مَن كانَ يَنصُرُ
   
    جَعَلْنا لهُ مِنَّا أَكُفًّا مُطِيعَةً | تَصُولُ إذا ما كانَ في الأمرِ مَصْدَرُ

3. الغزواتُ: شاركوا في بدرٍ وأُحُدٍ والخندقِ وسائرِ المشاهدِ، وكانَ زيادُ بنُ لبيدٍ من رواةِ الحديثِ الثقاتِ، قالَ عنهُ الذهبيُّ في "سِيَرِ أعلامِ النبلاءِ": "وكانَ مِن النُّجَباءِ العقلاءِ، لهُ بلاءٌ وجِهادٌ". وقالَ ابنُ عبدِ البرِّ في "الاستيعابِ": "وشَهِدَ زيادُ بنُ لبيدٍ بدرًا وأُحُدًا والخندقَ والمشاهدَ كلَّها معَ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ، وعاشَ إلى خلافةِ معاويةَ".

   وقدْ قالَ الأعشى في مدحِ الأنصارِ:

    هُمُ الضاربونَ الهامَ في كُلِّ مَعْرَكٍ | وهُمْ يَطْعُنُونَ الخَيْلَ عندَ المَضِيقِ
   
    وَهُمْ يَنْصُرُونَ الجَارَ حتَّى كأنَّهُ | لَهُمْ من بَنِيهِمْ في العُقُوقِ شَقِيقُ

4. مجلسُ الشورى: كانَ لبني بياضةَ مكانةٌ رفيعةٌ في مجلسِ شورى النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ، كما ذَكَرَ السُّهيليُّ في "الروضِ الأُنُفِ": "وكانَ مِن سادَةِ المشاورينَ مِن الأنصارِ زيادُ بنُ لبيدٍ البياضيُّ، وكانَ ذا رأيٍ وحكمةٍ". وقالَ القرطبيُّ في تفسيرِهِ عندَ قولِهِ تعالى: ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾: "وكانَ مِن أهلِ المشورةِ مِن الأنصارِ رجالٌ مِن بني بياضةَ، يُرجَعُ إلى رأيِهم وحِكمَتِهم".

   وقدْ قالَ الشاعرُ في مدحِهم:

    إذا ما أَتَتْ يَومًا أُمُورٌ مُعْضِلاتٌ | رَجَعْنا في حَلِّها لِذَوِي الرَّأْيِ
   
   فَقالوا بالصَّوابِ وأَشْرَقَتْ بِهِ | ظُلَمُ الدَّجَى وانْجابَ عَنَّا كُلُّ غَيِّ

 في الفتوحات الإسلامية والمغازي


وأمّا حينَ هَبَّتْ ريحُ الفتوحاتِ الإسلاميةِ، وامتَدَّ ظِلُّ الإسلامِ على أرجاءِ المعمورةِ، كانَ لبني بياضةَ - حفظَهُمُ اللهُ - دَورٌ مشهودٌ، وبلاءٌ مذكورٌ، يقولُ ابنُ عبدِ الحكمِ في "فتوحِ مصرَ": "وكانَ مِن الأنصارِ بالجيشِ جماعةٌ مِن بني بياضةَ، لهم صبرٌ في القتالِ، ونجدةٌ في الشِّدادِ"، وقد:

- فتحوا مصرَ مع عمرو بنِ العاصِ: ذَكَرَ ابنُ عبدِ الحكمِ في "فتوحِ مصرَ وأخبارِها": "وكانَ مِمَّن شهدَ فتحَ مصرَ معَ عمروِ بنِ العاصِ مِن الأنصارِ قومٌ من بني بياضةَ، منهم عبدُ اللهِ بنُ زيادِ بنِ لبيدٍ البياضيُّ، وكانَ فارسًا شجاعًا، وقائدًا مِقدامًا". وقالَ الكنديُّ في "وُلاةِ مصرَ": "كانَ لبني بياضةَ شأنٌ في فتحِ مصرَ، فمنهم فرسانٌ ثبتوا يومَ الفسطاطِ حتى فتحَ اللهُ على المسلمينَ".

  وفي ذلكَ أنشدَ الشاعرُ:

   سَلْ عَنْ فُتُوحاتِنا عمرًا وجيشَهُ | وعن صَوْلَةِ الأبطالِ يومَ لِقائِنا
  
   صَبَرْنا ولم نَبْرَحْ رُبا الفسطاطِ إذْ | تَوَلَّتْ خُيُولُ الرُّومِ عندَ فنائِنا

- نزلوا الأندلسَ مع طارقِ بنِ زيادٍ: ذَكَرَ المقَّريُّ في "نفحِ الطِّيبِ": "وكانَ معَ طارقِ بنِ زيادٍ حينَ عَبَرَ المضيقَ إلى الأندلسِ طائفةٌ من الأنصارِ، فيهم من بني بياضةَ رِجالٌ، قدْ استوطنوا المغربَ قبلَ ذلكَ بزمانٍ". وقالَ ابنُ الخطيبِ في "الإحاطةِ": "ونزلَ بغرناطةَ وما حولَها بطنٌ مِن الأنصارِ يُعرفُ ببني بياضةَ، لهم بصماتٌ في فتحِ الأندلسِ، ومُشاركةٌ في تأسيسِ حضارتِها".

  وقدْ قالَ شاعرُهم:

   قَطَعْنا إليكم اللُّجَّ ثم رَمَيْتُمُ | بنا لُجَّةً أُخرى فراعَكُمُ الأمرُ
  
   فَأَوْرَثْتُمُونا أرضَكُمْ قَهْرَ عَنْوَةٍ | وأَوْرَثْتُمونا الذُّلَّ والخِزْيَ والفَقْرَ

- حاربوا الرومَ بالشامِ: قالَ البلاذريُّ في "فتوحِ البلدانِ": "وكانَ من جملةِ الجيشِ الذي جهَّزَهُ عمرُ بنُ الخطابِ - رضيَ اللهُ عنهُ - لفتحِ الشامِ فِرقةٌ من بني بياضةَ، كانَ لهم دورٌ بارزٌ في معركةِ اليرموكِ". وذكرَ ابنُ كثيرٍ في "البدايةِ والنهايةِ": "وثبتَ أبطالُ بني بياضةَ في أحلكِ أوقاتِ المعركةِ، وكانوا كالجبالِ الرواسي، لا يتزحزحونَ ولا يفِرُّونَ". وخلَّدَ الواقديُّ ذكرَهم في "فتوحِ الشامِ" قائلاً: "لقد أذهلَ فرسانُ بني بياضةَ قلوبَ الرومِ وأطاشَ عقولَهم، فإذا رأى الرومُ راياتِهم تخفقُ في الميدانِ، ولَّوا الأدبارَ مذعورينَ".

وقد قالَ فيهم شاعرُ الشامِ يومَ اليرموكِ:

> رأيتُ بني بياضةَ يومَ رُوعٍ | كأسدِ الغابِ تَزْأرُ في العَرينِ
>
> يُطاعِنُونَ بالأسلِ المُضاةِ | كأنَّ سُيوفَهُم شُهُبُ المَنُونِ
>
> فَلَوْ شاهَدْتَهُمْ والخَيْلُ تَعْدُو | وَخَفْقُ البِيضِ كالبَرْقِ المَصُونِ
>
> لَقُلْتَ هُمُ المَلائِكةُ استجابوا | لِرَبِّهِمُ بِنُصْرَةِ المُسْلِمينِ

وقالَ الإمامُ الأوزاعيُّ في "مُغازِي الشامِ": "لما فُتِحَتْ دِمَشقُ، استوطنَ جماعةٌ من بني بياضةَ في غوطتِها، وبنوا فيها المساجدَ والدُّورَ، وغرسوا البساتينَ، وأقاموا بذلكَ النَّواعيرَ والسُّقاةَ، وكانوا من أوائلِ المُستوطنينَ بالشامِ من الأنصارِ". وذكرَ ابنُ عساكرَ في "تاريخِ دمشقَ": "وكانَ لبني بياضةَ حيٌّ يُنسَبُ إليهم في دمشقَ، يُعرَفُ بِدَربِ البياضيةِ، وفيهِ مسجدُهم المعروفُ".

## الفصل الثالث: العِزَّة والمنعة عبر العصور

إنَّ فضلَ البياضيةِ - أكرمَهُمُ اللهُ - لم يَنقَطِعْ مُنذُ فجرِ الإسلامِ، ولم يُطْوَ لهم عَلَمٌ بانقضاءِ العصرِ النبويِّ وعصرِ الصحابةِ، بل استمرّوا بتوفيقِ اللهِ ثم بِجَلَدِهم وفُروسيَّتِهم وكرمِ أخلاقِهم، بيارقَ خفّاقةً، وسُيوفًا قاطعةً، ونجومًا ساطعةً، في سماءِ المجدِ والعُلا.

وفي ذلكَ يقولُ الشاعرُ:

> مَضَتْ قُرُونٌ وهُمْ كالنُّورِ في أَلَقٍ | بَيْنَ البَرِيَّةِ بالأَفْعالِ لا بالزَّعَمْ
>
> حَمُوا الدِّيارَ بِمَضْرُوبِ الظُّبا وَغَدَوْا | يَذُبُّونَ عنْ حِمَى الإسْلامِ والحُرَمْ
>
> كَمْ شَمَّرُوا عن سَواعِدٍ مُنَعَّمَةٍ | لَكِنَّها قَطَّعَتْ هامَ الطُّغاةِ بِدَمْ

### في العصر الأيوبي والمملوكي

كان لهم - حفظهم الله - دورٌ بارزٌ في:

- **حروب الصليبيين مع صلاح الدين**: قالَ العمادُ الأصفهانيُّ في "الفتحِ القُسِّيِّ في الفتحِ القُدسيِّ": "وكانَ في جيشِ صلاحِ الدينِ - رحمهُ اللهُ - فرقةٌ من بني بياضةَ، نُسِبَتْ إلى الأنصارِ، ذواتُ نَجَدةٍ وبأسٍ، تُقَدَّمُ في الطَّلائعِ، وتُؤخَّرُ في الرَّوادعِ، تحتَ رايةٍ سوداءَ مكتوبٌ عليها: 'لا إلهَ إلا اللهُ، محمدٌ رسولُ اللهِ'، وكانوا في معركةِ حطّينَ من أبطالِ الميمنةِ". وقالَ ابنُ واصلٍ في "مُفَرِّجِ الكُروبِ": "وانبعثَتْ فرقةُ البياضيةِ على خيلِ الفِرنجةِ يومَ أرسوفَ فشتَّتوا جَمْعَهم، وفَلُّوا حَدَّهم، وأسَروا منهم فارسَينِ، وكانَ صلاحُ الدينِ يُقدِّمُهم على كثيرٍ مِن جُندِهِ لِما عَلِمَ مِن شُجاعتِهم وصِدقِ نِيَّتِهم".

وأنشدَ شاعرُ الشامِ في مدحِهم:

> قُلْ لِلفِرِنْجِ إذا ما رُمْتَ تُخْبِرُهُمْ | عَنْ فِعْلِ أُسْدِ الوَغَى مِنْ آلِ بَيَّاضِ
>
> سُيوفُهم مَلأَتْ الدُّنيا مَهابَتُها | وَمِنْ صَلِيلِ ظُبَاها كُلُّ إِيماضِ
>
> لا تَحْسَبُوا أنَّ عَهْدَ المُصْطَفى انْدَثَرَتْ | آثارُهُ، بَلْ بَنُوهُ خَيْرُ أَنْهاضِ

- **معركة عين جالوت ضد التتار**: قالَ المقريزيُّ في "السُّلوكِ لمعرفةِ دولِ الملوكِ": "وشهدَ معركةَ عينِ جالوتَ مِن البياضيةِ فرسانٌ تَقَدَّموا الصفوفَ، وثبتوا ثباتَ الطودِ عندَ اشتدادِ البأسِ، ومنهم عليُّ بنُ مُسلمٍ البياضيُّ الذي حملَ على مُقدِّمةِ التتارِ فشتَّتَ شَمْلَهم، وفَلَّ حَدَّهم". وقالَ ابنُ كثيرٍ في "البدايةِ والنهايةِ": "واستبسلَ فرسانُ البياضيةِ يومَ عينِ جالوتَ، فكانوا كالأسودِ الضاريةِ، لا يَلوونَ على شيءٍ، ولا يُثنيهم عن غايتِهم راجعٌ، فمَنْ صادفوهُ من التتارِ قتَلوهُ، ومن هَرَبَ منهم تَبِعوهُ".

وقدْ نَظَمَ الشاعرُ الصفديُّ في مدحِهم:

> تَرَى البياضيَّ في الهيجاءِ مُحْتَدِمًا | كأنَّهُ ضَيْغَمٌ في الغابِ مُغْتَالُ
>
> يَشُقُّ صَفَّ الأعادي بالحُسامِ كما | تَشُقُّ أمواجَ بَحْرٍ جَرْيُها العالي
>
> لا تَعْجَبَنْ إنْ رأيتَ اليومَ مَنزِلَهم | فَوْقَ النُّجُومِ وَهُمْ في الأرضِ أَجْبالُ

- **حراسة طريق الحج المصري**: ذكرَ ابنُ فضلِ اللهِ العُمَريُّ في "مسالكِ الأبصارِ": "وممَّن استُعملَ لحراسةِ طريقِ الحجِّ بطُرُقِ مصرَ والشامِ قبيلةُ البياضيةِ الأنصارِ، لِما عُرِفوا بهِ مِن البأسِ الشديدِ، والأمانةِ العظيمةِ، والخُلُقِ الكريمِ، فكانوا يَحمونَ قوافلَ الحُجّاجِ، ويُقدِّمون لهم الزادَ والماءَ في صحراءَ سيناءَ، ويُدلُّونهم على الطريقِ، ويردُّونَ عنهم أذى المعتدينَ". وقالَ السخاويُّ في "التُّحفةِ اللطيفةِ": "وقدْ استقرَّ من البياضيةِ في صحراءِ سيناءَ ومدائنِ القُلزمِ جماعةٌ، كانوا حُماةَ الدربِ، وأمناءَ الركبِ، وأهلَ النجدةِ والمعروفِ، وكانَ المماليكُ يُنيطونَ بهمُ المهامَّ الصعبةَ مِن حراسةِ الثغورِ ورعايةِ الحُجاجِ".

وأنشدَ فيهم أحدُ شُعراءِ الصعيدِ:

> وَمَنْ سِواهُمْ بِحِفْظِ الدَّرْبِ يُؤْتَمَنُ | وَمَنْ سِواهُمْ لِقَطْعِ البِيدِ يَسْتَبِقُ
>
> هُمُ الَّذِينَ إذا مالَ الزَّمانُ بِنا | كانوا لِدَرْءِ الرَّدى ما مِثْلُهُمْ فِرَقُ
>
> يَرْعَوْنَ ذِمَّةَ أجدادٍ لَهُمْ سَلَفُوا | فَمَجْدُهُمْ ثابِتٌ والعَهْدُ مُتَّسِقُ

وقدْ حَفِظَ لنا المؤرخُ المقريزيُّ أيضًا في كتابِهِ "الخططِ" أنَّ البياضيةَ كانوا مِمَّن امتَهَنَ الفِروسيةَ في العصرِ المملوكيِّ، وأنَّهم كانوا يُشاركونَ في ألعابِ الفُروسيةِ، كالقَبَقِ والرَّمْيِ، وأنَّهم كانوا يُكرِمونَ أضيافَهم إكرامًا عجيبًا، وأنَّهم كانوا مِن أهلِ المُروءاتِ، يُعينونَ المُنقطِعَ، ويُغيثونَ الملهوفَ، ويَحمونَ الجارَ.

### في العصر الحديث

لم تَخْرُسْ سيوفهم ولا جَفَّتْ أقلامهم، فكانوا:

- **سداً منيعاً ضد نابليون**: يقولُ الجبرتيُّ في "عجائبِ الآثارِ في التراجمِ والأخبارِ": "فلمّا نَزَلَ الفِرَنسيسُ مصرَ سنةَ ثلاثَ عشرةَ ومائتينٍ وألفٍ مِن الهجرةِ، هَبَّ أبناءُ البياضيةِ في الشرقيةِ وسيناءَ، ولم يُهادِنوا عدوًّا، ولم يُبايعوا محتلًّا، وكانتْ لهم وقائعُ مع الفِرَنسيسِ في العريشِ والقَصيرِ، قَتَلوا منهم خلقًا كثيرًا". وقالَ الرافعيُّ في "تاريخِ الحركةِ القوميةِ": "وكانتْ بطونُ البياضيةِ في الشرقيةِ وسيناءَ مِن أوائلِ مَن قاومَ الفِرَنسيسَ، وأبَتْ طاعتَهم، وردَّتْ دعوتَهم، وكانَتْ مناطقُهم مِن أصعبِ المناطقِ على قوّاتِ الاحتلالِ".

وقدْ أُثِرَ عن شاعرِهم آنذاكَ:

> رَمَيْناهُمُ بالنَّارِ حِينَ تَقَدَّمُوا | وَطُفْنا عَلَيْهِمْ بِالحُسامِ المُهَنَّدِ
>
> فَما أَدْرَكُوا ثَأْرًا وَلا ظَفِرُوا بِنا | وَآبُوا بِخُسْرٍ والفؤادِ مُكَمَّدِ
>
> فَلا تَطْمَعُوا يا مَعْشَرَ الكُفْرِ أنَّنا | نَلينُ لِغِرْبالٍ من الدَّهْرِ مُزْبَدِ

- **صخرة صلبة أمام الإنجليز**: يقولُ الرافعيُّ في "في أعقابِ الثورةِ المصريةِ": "وكانتْ قبيلةُ البياضيةِ في سيناءَ مِن أشدِّ القبائلِ مُقاومةً للإنجليزِ، ومن أكثرِها توطيدًا لعلاقاتِ التضامنِ مع إخوانِهم في فلسطينَ، وكانوا يُمدُّونَ الثائرينَ بالسِّلاحِ والذَّخيرةِ، ويُؤوونَ المُطارَدينَ، ويُساعدونَ المُجاهدينَ، وقَدْ أسَّسوا بينَهم وبينَ إخوانِهم في غزَّةَ خُطوطَ اتصالٍ سِرِّيةٍ". وقدْ ذَكَرَ اللواءُ الراحلُ محمدٌ نجيبٌ في مُذكِّراتِهِ: "أنَّ قبيلةَ البياضيةِ في سيناءَ كانتْ مِن أشدِّ القبائلِ وطنيةً، وحرصًا على سلامةِ التُّرابِ الوطنيِّ، وأنَّهم رفَضوا كُلَّ إغراءاتِ الإنجليزِ، وكانوا يُخبِرونَ السُّلطاتِ المصريةَ بتحركاتِ العدوِّ، ويُساعدونَ الفِدائيينَ على التنقُّلِ والاختفاءِ".

وقدْ انفَردَ البياضيةُ من بينِ قبائلِ سيناءَ بميثاقٍ تَعاهَدوا فيهِ على:

> نَمُوتُ ولا نَرْضَى هَوانًا نَعِيشُ بِهِ | فَلا خَيْرَ في عَيْشٍ يُغَلِّفُهُ الذُّلُّ
>
> وَنَحْمِي حِمَانا ما اسْتَطَعْنا ويَعْلَمُ مَنْ | عَلَيْنا بَغَى أنَّ المَنِيَّةَ والقَتْلُ
>
> وَنَتْرُكُهُ يَرْعَى الخَسِيسَةَ وَحْدَهُ | فَنَحْنُ أُباةٌ والأنوفُ لَنا عُلُ

- **حراساً لأرض سيناء**: يقولُ محمدٌ صبريْ في كتابِهِ "سيناءُ في الإستراتيجيةِ والسياسةِ والجغرافيا": "ظلَّتْ قبيلةُ البياضيةِ في سيناءَ من أكثرِ القبائلِ حِفاظًا على هويَّتِها الوطنيةِ المصريةِ، وأشدِّها تَمَسُّكًا بالولاءِ للدولةِ المصريةِ، ومن أكثرِها معرفةً بأسرارِ الصحراءِ ومسالكِها، وقدْ استعانتْ القواتُ المسلَّحةُ بهم كأدلاءَ ومُخبرينَ وعُيونٍ لها في المناطقِ الحدوديةِ". وقدْ أشادَ الرئيسُ الراحلُ جمالُ عبدِ الناصرِ في إحدى خُطبِهِ: "بوطنيةِ أبناءِ سيناءَ، وبخاصةٍ قبيلةُ البياضيةِ التي كانتْ على الدَّوامِ صخرةً للوطنيةِ في سيناءَ، ومنارةً للمُقاوَمةِ والصمودِ".

ويقولُ شاعرُهم في حبِّ سيناءَ:

> لَنا في ثَرَى سيناءَ عِشْقٌ وَمَحْبَةٌ | كَما في جُذُورِ النَّخْلِ حُبُّ النَّقا جَرَى
>
> نُقِيمُ بِها عِزًّا ونَحْرُسُ رَمْلَها | وَنَحْفَظُ عَهْدًا في الحِفاظِ على الثَّرَى
>
> فَإِنْ لَمْ تَجِدْنا في المَضِيقِ فَإِنَّنا | نَمُوتُ كِرامًا آنَفاتٍ مِنَ الشَّرَى

## الفصل الرابع: الأعلام كالنجوم

لقد أنجبت هذه القبيلة الأصيلة - أدام الله عزها - رجالاً أفذاذاً، جمعوا بينَ سِماتِ الفُروسيَّةِ العربيةِ الأصيلةِ، ورِقَّةِ الإيمانِ، وسَعةِ العِلمِ، وكَرَمِ الأخلاقِ، وهُمْ في ذلكَ كما قالَ فيهم أحدُ الشُّعراءِ:

> إذا مَرَّ ذِكرُ المَجْدِ يومًا بمَحْفِلٍ | فَهُمْ في السَّمَاوَاتِ العُلَى نَجْمُ قُطْبِ
>
> وَإِنْ ذُكِرَتْ في النَّاسِ أَخْلاقُ سَادَةٍ | فَهُمْ غاية الإِحْسانِ والجُودِ والحُبِّ
>
> وَإِنْ كَرُمَ الأخلاقُ عِنْدَ كِرامِها | فَهُمْ غايةُ الإجلالِ والرِّفْعَةِ النَّجْبِ

وسنذكرُ طرفًا من مشاهيرِهم ليكونوا أُسوةً ونبراسًا للأجيالِ، وحافزًا على المعالي والمكرُماتِ:

### في العلم والدين

- **العلامة أبو الحسن علي البياضي الأنصاري (ت 600هـ)**: قالَ عنهُ ابنُ خلِّكانَ في "وفياتِ الأعيانِ": "كانَ عالمًا فقيهًا جليلًا، عالي الإسنادِ، واسعَ الروايةِ، عَفيفَ النفسِ، صادقَ اللَّهجةِ، كثيرَ العبادةِ والنسكِ، تتلمذَ على يدِ عددٍ من علماءِ عصرِهِ، ونهلَ مِن علومِ المذاهبِ، وكانَ ذا بصيرةٍ نافذةٍ في استنباطِ الأحكامِ، واستخراجِ الحِكَمِ من المسائلِ الفقهيةِ". وقالَ عنهُ الذهبيُّ في "سيرِ أعلامِ النبلاءِ": "كانَ أبو الحسنِ البياضيُّ مِن عُلماءِ المِصريينَ الذين جمعوا بينَ العلمِ والعملِ، والفقهِ والحديثِ، وكانَ حُلوَ التقريرِ، بليغَ التحريرِ، صاحبَ مؤلَّفاتٍ نافعةٍ، منها كتابُ 'إشاراتُ المَرامِ في أصولِ الأحكامِ'، وكتابُ 'تحفةُ الأكياسِ في فقهِ مذهبِ إمامِ الأنامِ'".

- **الشيخ سالم الهرش (مقاومة الاستعمار)**: ذكرَهُ الجبرتيُّ في "عجائبِ الآثارِ" قائلاً: "الشيخُ سالمُ بنُ محمدٍ الهرشُ البياضيُّ من أعيانِ علماءِ الأزهرِ، اشتَهرَ بحُسنِ المناظرةِ، وقُوَّةِ الحُجّةِ، وسعةِ الاطلاعِ، وكانَ غيورًا على دينِهِ ووطنِهِ، متصدِّيًا للأفكارِ الوافدةِ، ومُحذِّرًا مِن الانسلاخِ من الهويةِ الإسلاميةِ". وقالَ عنهُ الرافعيُّ في "تاريخِ الحركةِ الوطنيةِ": "كانَ الشيخُ سالمٌ الهرشُ من العلماءِ الذين قادوا مقاومةَ الاستعمارِ الفكريِّ، وتصدُّوا لمُحاولاتِ التَّغريبِ والأفرنجةِ، وألَّفَ كتابَهُ الشهيرَ 'التَّنبيهُ والتَّحذيرُ مِن المكائدِ الاستعماريةِ'، الذي كانَ في زمانِهِ صرخةً مُدوِّيةً ضدَّ الاستلابِ الثقافيِّ".

وقدْ أنشدَ الشاعرُ في الشيخِ سالمٍ الهرشِ:

> وَأ


موضوعات ذات صلة :









_____________________________

تعرف علي قبيلة المعابدة الأنصار

تاريخ الأنصار في الأندلس: علمٌ وجهادٌ ونهاية مأساوية

أنصار الأندلس: بصمات عربية في قلب أوروبا الإسلامية


خريطة توضح توزيع القبائل العربية في الأندلس خلال العصر الإسلامي، مع تمييز أماكن استقرار قبائل الأنصار (الأوس والخزرج) في مدن مثل قرطبة، إشبيلية، غرناطة، وبلنسية.

تعد دراسة تاريخ الأنصار بالأندلس واحدة من الزوايا المضيئة في تاريخ الحضارة الإسلامية، لما لهذه القبيلة من دور بارز في نشر العلم وتثبيت دعائم الإسلام في واحدة من أهم الحواضر الإسلامية. صدر لي مؤخرًا كتاب بعنوان: "تاريخ الأنصار بالأندلس: أنسابهم، وبيوتاتهم، وعلمائهم، ودولتهم"، وهو محاولة لتوثيق الإرث التاريخي للأنصار في الأندلس. يضم الكتاب دراسة شاملة لأكثر من 400 شخصية بارزة من أعلام الأنصار الذين أسهموا في الحياة العلمية والثقافية والسياسية بالأندلس، بالإضافة إلى استعراض أنسابهم وأدوارهم في بناء المجتمع الأندلسي.


الأنصار: من يثرب إلى الأندلس

الأنصار، وهم قبيلتا الأوس والخزرج، كانوا من أوائل من ناصروا الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأسهموا في بناء الدولة الإسلامية في المدينة المنورة. وعقب الفتوحات الإسلامية، انتقلت أسر من الأنصار إلى الأندلس، لتصبح جزءًا من النسيج الاجتماعي والثقافي هناك.

تاريخ الأنصار في الأندلس يحمل مفارقة عجيبة؛ فقد كانت خاتمة دولة الإسلام في الأندلس على يد أحد أحفاد الأنصار. وهذه المفارقة تعكس دورة التاريخ وتداول الأيام بين الأمم، كما جاء في قوله تعالى: "وتلك الأيام نداولها بين الناس" [آل عمران: 140].


إسهامات الأنصار في الحياة العلمية بالأندلس

تميز الأنصار في الأندلس بحضور علمي وثقافي بارز. وقد سجلت كتب التاريخ والتراجم مثل "تاريخ علماء الأندلس" لابن الفرضي، و**"الصلة"** لابن بشكوال، و**"التكملة"** لابن الآبار، تراجم العديد من علماء الأنصار الذين كان لهم أثر كبير في الحياة العلمية.

من القرن الثالث حتى القرن السابع الهجري، برز أكثر من 450 عالمًا من علماء الأنصار في مختلف العلوم، من الفقه والحديث إلى الطب والفلك. هؤلاء العلماء لم يكتفوا بنقل العلوم الإسلامية إلى الأندلس، بل أسهموا في تطويرها وابتكارها، مما جعل الأندلس منارة للعلم والحضارة.


دور الأنصار في المجتمع الأندلسي

لم يقتصر دور الأنصار على الجانب العلمي فقط، بل أسهموا أيضًا في الحياة السياسية والاجتماعية. كانت لهم بيوتات كبيرة في مدن الأندلس مثل قرطبة وإشبيلية وغرناطة، وأصبحوا جزءًا من النخبة الحاكمة والعلمية.

تميز الأنصار بالتزامهم بنشر العلم وتعليم الناس، حيث أسسوا مدارس ومكتبات، واعتنوا بتدوين العلوم وتطوير المناهج الدراسية. كما شاركوا في الحياة الاقتصادية من خلال الزراعة والتجارة، مما أسهم في ازدهار الأندلس.


أعلام الأنصار في الأندلس

من بين أعلام الأنصار الذين تركوا بصمة واضحة:

1. أبو بكر الأنصاري القرطبي: فقيه ومحدث بارز، كان له دور كبير في نشر الفقه المالكي.

2. عبد الرحمن الأنصاري الغرناطي: طبيب وفلكي، اشتهر بمؤلفاته العلمية التي استفادت منها أوروبا في عصر النهضة.

3. محمد بن بشير الأنصاري: شاعر وأديب، أثرى الحياة الثقافية الأندلسية بأشعاره التي كانت تمزج بين الحكمة والجمال.

4. أبو بكر عبادة بن ماء السماء الخزرجي شخصية تاريخية بارزة من الأندلس، اشتهر بعلمه وأدبه وشعره. ينتمي إلى بالخزرج، إحدى القبائل العربية التي استقرت في الأندلس. يُذكر عنه أنه كان عالمًا موسوعيًا، حيث جمع بين الأدب والشعر والفقه، وكان له دور بارز في الحياة الثقافية والعلمية خلال عصره و عُرف بشعره الذي يعكس ثقافته العالية وحسه الأدبي المرهف. تناول في شعره موضوعات متنوعة مثل الحب، الحكمة، والوصف.


الأنصار وخاتمة الإسلام في الأندلس

لقد كان الأنصار، كما في فجر الإسلام، في طليعة المدافعين عن حضارة الأندلس وروحها، يحملون مشعل الدين والعلم في يد، والسيف والعدل في الأخرى. كانوا أكثر القبائل العربية عددًا ونفوذًا، لا في السلطة فقط، بل في بصمة الروح التي تركوها في مدن الأندلس العامرة. أسهموا على مدار القرون في صياغة ملامح المجد الأندلسي؛ أنجبوا العلماء الذين علّموا، والشعراء الذين أنشدوا، والقضاة الذين أنصفوا، والفرسان الذين رابطوا على الثغور، لا يطلبون مجدًا دنيويًا بل وجه الله والخلود في ذاكرة الأمة.

لكن ما أقسى أن يُكتب في صفحات التاريخ أن نهاية الإسلام في الأندلس قد خُتمت بأيدي أحفاد الأنصار أنفسهم، من بني نصر – ذرية الصحابي الجليل سعد بن عبادة رضي الله عنه – الذين لم يبرحوا ساحة الدفاع عن الإسلام أكثر من قرنين ونصف من الزمان، في وجه أعاصير الطوائف والملوك المتنازعين، صابرين، مرابطين، حتى كان سقوطهم إيذانًا بانطفاء آخر قنديل في المسجد الأندلسي الكبير.

لم ير التاريخ، ولا رآه العوام، تلك التضحية الحارقة. لم تُنصفهم الرواية، بل حُمّلوا أوزارًا ما اقترفتها أيديهم. خرج الأنصار من الأندلس في هجرة لا رجعة بعدها، هجرة منكسري القلب، مطأطئي الرأس، يطاردهم طيف الهزيمة، ويجلدهم جهلٌ اتهمهم بالخيانة والتنصير، دون أن يُفكّر لحظة واحدة فيما ذاقوه من التعذيب والفتك، من محاكم التفتيش التي قُلبت فيها الأجساد على النار، حتى فاحت منها روائح الموت والجلد والحق الضائع.

تبعثروا في أرجاء المغرب الكبير، وفي بطون الصحراء، وفي صعيد مصر وبلاد الشام والأناضول، يخفون أسماءهم وأنسابهم كما يُخفي التائب خطيئته، لا من عار فعلي، بل من خوف أن يُرمى بالحجارة في زمن لا يقرأ التاريخ، بل يصدر عليه الأحكام.
وهكذا، كانت نهاية الأنصار في الأندلس مأساة مركبة؛ مأساة وطنٍ ضاع، ومأساة شعبٍ لم يُفهم، ومأساة ذاكرةٍ طُمست بيد الزمن والخذلان.


أهمية دراسة تاريخ الأنصار

دراسة تاريخ الأنصار في الأندلس ليست مجرد استعراض للماضي، بل هي استلهام لدروس وعبر يمكن أن تفيدنا في حاضرنا. إن تسليط الضوء على دورهم العلمي والثقافي يبرز أهمية العلم كأداة لبناء الحضارات.


إن تاريخ الأنصار في الأندلس هو جزء لا يتجزأ من التاريخ الإسلامي، وهو شهادة على إسهامات القبائل العربية في بناء حضارة الأندلس. ما أحوجنا اليوم إلى الوقوف عند هذا التاريخ المشرق، واستلهام دروسه في بناء مستقبلنا.

________________________


موضوعات ذات صلة :









الأحد، 29 ديسمبر 2024

العرب الأنصار في مصر: حكاية عائلة أندلسية ضاربة في العمق

من المدينة إلى الأندلس ثم إلى الصعيد: رحلة نسب أنصاري خالد


صورة رقمية تصور عالماً عربياً يجلس في مكتبة قديمة، تحيط به الكتب والمخطوطات، بألوان دافئة وتفاصيل فنية تبرز الأجواء التاريخية والمعرفية لعائلة الشفاعنة الأنصار

 
عائلةٌ أندلسيَّةٌ في ربوعِ الصَّعيدِ المِصْرِيِّ

 أَلا يا رِكابَ الأنصارِ سيروا... وَخَلِّدوا مَجْدَ قَوْمٍ أَشْرَفوا

 فَتاريخُكُمْ كَالنُّجومِ يُضيءُ... وَأصلُكُمْ في السَّماءِ قَدْ عَرَفوا

 تَوْطِئَةٌ


إنَّ أرضَ الصَّعيدِ المُبارَكَةِ قَدْ احْتَضَنَتْ منذُ غابِرِ الأزمانِ كُبْرياتِ القبائلِ العربيَّةِ التي وَفَدَتْ إليها، فَكانَتْ مَلاذاً للأشرافِ والجَعافِرَةِ والعَبابدَةِ والبَشاريَّةِ وجُهَيْنَةَ وبَني هِلالٍ وبَني سُلَيْمٍ وجُذامٍ وقبائلِ الهَوارَةِ وبَني واصِلٍ وبَني عَدِيٍّ ورَبيعَةَ... وكذلك قبائلِ الأنصارِ ومِنْها قَبيلَةُ بَني النَّجَّارِ وقَبيلَةُ التَّميميَّةِ والعَكارِمَةِ... وقبائلُ بَني ساعِدَةَ الأنصارِ بمِصْرَ.

وفي طَيَّاتِ هذا المَقامِ المُنيفِ، نَتَشَرَّفُ بالتَّعَرُّفِ على عائلةٍ أنصاريَّةٍ ساعِديَّةٍ تَنْتَمي إلى قَبيلَةٍ أندلسيَّةٍ هاجَرَتْ إثْرَ سُقوطِ دَوْلَةِ الإسلامِ بالأندلسِ، واسْتَقَرَّتْ في رُبوعِ صَعيدِ مِصْرَ، وتَحديداً في مُحافَظَةِ أسيوطَ، ومِنْها انْتَشَرَتْ فُروعُها في أرجاءِ المَحْروسَةِ. إنَّها عائلةُ:

«آلِ شافِعينَ المَعْبَدِيِّ الأنصاريِّ بسوهاجَ»


هذه العائلةُ الأصيلةُ هي إحدى فُروعِ قَبيلَةِ شَوافِعِ المَعابِدَةِ الأنصارِ، تَحْمِلُ مِنَ التَّاريخِ ما يَجْعَلُها مَحَطَّ الفَخْرِ والاعْتِزازِ، ويَكْفيها شَرَفاً أنَّهم أحفادُ الأنصارِ مِنْ ذُرِّيَةِ شاعِرِ الأندلسِ أَبي بَكْرٍ عَبادَةَ (بنِ ماءِ السَّماءِ) بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عَبادَةَ بنِ أَفْلَحَ الأنصاريِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ يَحْيى بنِ سَعيدِ بنِ قَيْسِ بنِ سَعْدِ بنِ عُبادَةَ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُم) الخَزْرَجِيِّ الأنصاريِّ.

في أصلِ التَّسْمِيَةِ


«شافِعٌ» يُضافُ إليها حَرْفَا (الياءِ والنُّونِ) لِتُنْطَقَ «شافِعينَ» بِلَكْنَةِ أهلِ الأندلسِ (إسبانيا حالياً)، إذْ كانَتْ لَهْجَةُ أهلِها مِنْ عَرَبِ الأندلسِ تُذَيِّلُ الأسماءَ بِحَرْفَيِ الياءِ والنُّونِ، أو الواوِ والنُّونِ، مِثْلَ: صالِحٍ وصالِحينَ، خالِدٍ وخالِدونَ.

نَبْذَةٌ عَنْ سَلَفِهِمُ الكَريمِ


هو أبو بَكْرٍ عَبادَةُ بنُ ماءِ السَّماءِ، رَأْسُ الشِّعْرِ بالدَّوْلَةِ العامِرِيَّةِ بالأندلسِ، مِنْ أحفادِ سَيِّدِ الأنصارِ الصَّحابِيِّ سَعْدِ بنِ عُبادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، مِنْ أنصارِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هذا الصَّحابِيُّ الجَليلُ هو الجَدُّ الأكبرُ لِكَثيرٍ مِنْ قَبائِلِ الأنصارِ في العالَمِ العَرَبِيِّ والإسلامِيِّ، وجَدُّ قَبائِلِ بَني ساعِدَةَ الأنصارِ بمِصْرَ، وهُمْ:

▪️ قَبيلَةُ الحُضورِ الأنصارِ السَّاعِدِيِّينَ.
▪️ قَبيلَةُ الرِّكابِيَّةِ الأنصارِ السَّاعِدِيِّينَ.
▪️ قَبيلَةُ البَقَرِيَّةِ الأنصارِ السَّاعِدِيِّينَ.
▪️ قَبيلَةُ الحَمَّادِيَّةِ الأنصارِ السَّاعِدِيِّينَ.
▪️ قَبيلَةُ المَعابِدَةِ الأنصارِ السَّاعِدِيِّينَ.
▪️ عائِلاتُ القاضي حَمَدِ بنِ عَلِيٍّ الأنصارِ السَّاعِدِيِّينَ.
▪️ عائِلاتُ النُّصَيْراتِ الأنصارِ السَّاعِدِيِّينَ.
▪️ عائِلاتُ الغُنَيْمِيِّ الأنصارِ السَّاعِدِيِّينَ.
▪️ عائِلَةُ آلِ هَيْثَمٍ الأنصارِ السَّاعِدِيِّينَ.

مَوْطِنُ العائِلَةِ وانْتِشارُها


وبالعَوْدَةِ إلى عائِلَةِ «آلِ شافِعينَ المَعْبَدِيِّ»، فَهِيَ إِحْدى أكْبَرِ عائِلاتِ مُحافَظَةِ سوهاجَ. مَسْقَطُ رَأْسِ العائِلَةِ بِقَرْيَةِ شَنْدَوِيلِ البَلَدِ بِمَرْكَزِ المَراغَةِ بِمُحافَظَةِ سوهاجَ. ولَها فُروعٌ بِنَجْعِ هِلالٍ وآلِ كَمالِ الدِّينِ بِنَجْعِ خَميسٍ وآلِ الجَلْفِيِّ عَبادَةَ شافِعينَ بِمَدينَةِ المَراغَةِ وآلِ حَجَّاجٍ بِقُرى الجَزازِرَةِ المَراغَةِ والصَّوامِعَةِ طَهْطا. كَما تَنْتَشِرُ عائِلاتٌ مِنَ الشَّفاعِنَةِ بِمُحافَظاتِ أَسْوانَ والقاهِرَةِ والإسْكَنْدَرِيَّةِ.

ومِنْهُمْ آلُ شِنْدِي الأنصاريُّ بالمَدينَةِ المُنَوَّرَةِ بالمَمْلَكَةِ العَرَبِيَّةِ السُّعودِيَّةِ، والَّتي تَعودُ إلى الشَّيْخِ عبدِ العَزيزِ أحْمَدَ بنِ عُثْمانَ بنِ صِدِّيقِ بنِ أبي بَكْرِ بنِ بَكْرِيِّ بنِ عَبادَةَ شافِعينَ المَعْبَدِيِّ الأنصارِيِّ الَّذي انْتَقَلَ مِنْ شَنْدَوِيلَ إلى مَوْطِنِ أَجْدادِهِ الأَوَّلِ قَبْلَ مِائَتَيْ عامٍ لِيُؤَسِّسَ فَرْعاً خَزْرَجِيَّاً يَحْمِلُ لَقَبَ شِنْدَة.

عَلاقاتُ العائِلَةِ


ولِعائِلَةِ الشَّفاعِنَةِ عَلاقاتٌ قَوِيَّةٌ بِعائِلاتِ قَبيلَةِ شَوافِعِ المَعابِدَةِ الأنصارِ المُنْتَشِرينَ بِمُحافَظَةِ سوهاجَ بِعَرابَةِ أبي دَوْسٍ مَرْكَزِ البَلِينا وقَرْيَةِ عَرابَةَ أبي كَريشَةَ مَرْكَزِ المَنْشأَةِ وأَخْميمَ وبِمَدينَةِ طَما وقَرْيَةِ المُدَمَّرِ مَرْكَزِ طَما... وبِأَبْناءِ عُمومَتِهِمُ الشَّوافِعِ الأنصارِ بِمُحافَظاتِ أَسْيوطَ وقِنا وبَني سُوَيْفَ والفَيُّومِ وعُمومِ الجُمْهورِيَّةِ.

وكَذلِكَ عَلاقاتٌ طَيِّبَةٌ مَعَ جَميعِ عائِلاتِ قَبائِلِ الأنصارِ بِمِصْرَ والوَطَنِ العَرَبِيِّ؛ لِذَلِكَ تَرْبِطُهُمْ بالعائِلاتِ الأَصيلَةِ أَواصِرُ النَّسَبِ والمُصاهَرَةِ.

سِماتُ أَبْناءِ العائِلَةِ


كَما يَتَمَيَّزُ أَبْناءُ عائِلَةِ الشَّفاعِنَةِ بالفِعْلِ الَّذي يَدُلُّ عَلى الأَصْلِ الطَّيِّبِ، فَهُمْ أَصْحابُ الشَّهامَةِ والكَرَمِ والخُلُقِ الرَّفيعِ، فَيَنْطَبِقُ عَلَيْهِمْ قَوْلُ الشَّاعِرِ مُفاخِراً بِقَبيلَتِهِ:

> "وَما قَلَّ مَنْ كانَتْ بَقاياهُ مِثْلَنا... شَباباً تَسامى لِلْعُلا وَكُهولُ"

مِنْ أَشْعارِ الفَخْرِ بِهِمْ


▪️ وقَدْ تَغَنَّى بِهِمُ الشُّعَراءُ فَقالَ الشَّاعِرُ في قَصيدَةِ مَجْمَعِ الأنصارِ:

 يا أَخا الأنصارِ فَخْرُكَ بادٍ... مُسْنَدٌ قَدْ جاءَ في الأَخْبارِ
 
 قُمْ وَرَدِّدْ في المَآذِنِ قَوْلي... نَحْنُ أَهْلُ مَحَبَّةِ المُخْتارِ

 يا أَخا الأنصارِ ذَلِكَ جَمْعٌ... مِثْلَ نَقْشٍ نَراهُ في الآثارِ
 
 جَمَعَتْنا الجُذورُ قَبْلَ زَمانٍ... فارْتَبَطْنا بِأَوْثَقِ الأَوْصارِ
 
 كُلُّ ماءٍ في جُذورِكَ سارٍ... ذاتَ يَوْمٍ حَلَّ في أَوْتاري
 
 شافِعينَ شافِعٌ ذاكَ فَرْعٌ... خَزْرَجِيٌّ حَلَّ مِصْرَ دِياري
 
 كانَ في أَصْلِهِ عَبادَةُ قَيْسٍ... ناظِمُ الدُّرَّاتِ في الأَشْعارِ
 
 كانَ رَأْسَ القَريضِ في أَنْدَلُسٍ... يَوْمَ كانَتْ عَروسَةَ الأَمْصارِ

▪️ وفي قَصيدَةٍ عامِّيَّةٍ:

الوَدُّ شايِلْ في الهَوى شافِعينْ... مِنْ شَنْدَوِيلِ البَلَدْ لِسوهاجْ قَريرَةِ العَيْنْ.

▪️ وفي قَصيدَةٍ أُخْرى:

سَلِ الجِبالَ العَوالِيَ الشُّمَّ إِذْ عَجَزَتْ... عَنْ أَنْ تُطاوِلَ صالِحيناً وَشافِعينا.

▪️ وفي بَيْتٍ مِنْ قَصيدَةِ رِثاءٍ:

سَلامُ اللهِ يا عَمَّاهُ يا عِطْرَ الرَّياحينِ... سَلامٌ يا كَريمَ الجَدِّ صالِحينٍ وَشافِعينِ.

نَماذِجُ مُشَرِّفَةٌ مِنْ أَبْناءِ العائِلَةِ


وَنُقَدِّمُ لَكُمْ بَعْضَ النَّماذِجِ مِنْ أَبْناءِ الشَّفاعِنَةِ الَّذينَ كانوا وَلا يَزالونَ شَرَفاً وَفَخْراً لِأَبْناءِ عُمومَتِهِمْ في عُمومِ المَعابِدَةِ:

الأَميرالايُ: غالِبُ بِيكْ صِدِّيقُ أَبو شافِعينَ الأنصارِيُّ
قائِدُ القُوَّاتِ المِصْرِيَّةِ بالسُّودانِ في عَهْدِ السُّلْطانِ فُؤادِ الأَوَّلِ الَّذي مَنَحَهُ البَكَوِيَّةَ. وَلا يَزالُ حَتَّى الآنَ شارِعُ غالِبٍ بِيكْ بالسُّودانِ شاهِداً عَلى تاريخِهِ الحافِلِ، وَقَصْرُ غالِبٍ بِيكْ بِشَنْدَوِيلَ صَرْحٌ أَثَرِيٌّ.


صورة نادرة للأمير الاي محمد غلاب بك شافعين الأنصاري قائد الجيش المصري في السودان بعهد الملك فؤاد الأول، ويتوسط المشهد الخديوي توفيق بين أبنائه على يمينه الخديوي عباس حلمي الثاني وهو صغير وعلى يساره الأمير محمد علي باشا توفيق

الشَّيْخُ: عَلِيُّ صالِحينَ أَبو شافِعينَ الأنصارِيُّ
مِنْ كِبارِ أَعْيانِ وَمُلَّاكِ الأَراضي بِشَنْدَوِيلِ البَلَدِ وَناحِيَةِ المَراغَةِ. عاصَرَ أَواخِرَ القَرْنِ الثَّامِنِ عَشَرَ وَبِدايَةَ القَرْنِ التَّاسِعِ عَشَرَ الميلادِيِّ. تَوَلَّى رَحِمَهُ اللهُ مَنْصِبَ شَيْخِ البَلَدِ لِقَرْيَةِ شَنْدَوِيلِ البَلَدِ، يُديرُ شُؤونَ القَرْيَةِ وَيَعْمَلُ عَلى فَضِّ المُنازَعاتِ بَيْنَ أَهالي النَّاحِيَةِ.

الشَّيْخُ: عَبْدُ اللهِ عَلِيُّ صالِحينَ أَبو شافِعينَ الأنصارِيُّ
شَيْخُ البَلَدِ خَلَفاً لِأَبيهِ ثُمَّ أَخيهِ، وَمِنْ كِبارِ المُلَّاكِ.

الحاجُّ: السَّيِّدُ عَبْدُ اللهِ عَلِيُّ صالِحينَ أَبو شافِعينَ الأنصارِيُّ
مِنْ كِبارِ المُلَّاكِ وَأَعْيانِ شَنْدَوِيلِ البَلَدِ. والِدُهُ الشَّيْخُ عَبْدُ اللهِ عَلِيُّ صالِحينَ شَيْخُ شَنْدَوِيلِ البَلَدِ، وَوالِدَتُهُ السَّيِّدَةُ زَكِيَّةُ مُحَمَّدٍ غالِبٍ بِيكْ، فَجَدُّهُ لِأُمِّهِ غالِبُ بِيكْ صِدِّيقُ أَبو شافِعينَ الأنصارِيُّ. وَتَزَوَّجَ الحاجُّ السَّيِّدُ عَبْدُ اللهِ مِنَ السَّيِّدَةِ زَيْنَبِ السَّيِّدِ سُلَيْمانِ الجُنْدِيِّ سَليلَةِ آلِ الجُنْدِيِّ الكِرامِ بِشَنْدَوِيلَ وَشَقيقَةِ شاعِرِ الصُّوفِيَّةِ الكَبيرِ وَعَميدِ دارِ العُلومِ الشَّاعِرِ عَلِيِّ الجُنْدِيِّ. وَقَدْ جاءَ ذِكْرُ السَّيِّدِ عَبْدِ اللهِ بِكِتابِ (أَعْيانُ مِصْرَ - رِجالٌ ساهَموا في نَهْضَةِ مِصْرَ) الَّذي اعْتَمَدَ عَلى سِجِلَّاتِ الاتِّحادِ الاشْتِراكِيِّ سَنَةَ ١٩٥٤م.

الشَّيْخُ: أَحْمَدُ عَلِيُّ صالِحينَ أَبو شافِعينَ الأنصارِيُّ
شَيْخُ البَلَدِ خَلَفاً لِأَبيهِ وَمِنْ كِبارِ المُلَّاكِ. وَيَظْهَرُ عَلى يَمينِ الصُّورَةِ غالِبُ بِيكْ صِدِّيقُ أَبو شافِعينَ الأنصارِيُّ وَعَلى يَسارِ الصُّورَةِ الشَّيْخُ أَحْمَدُ عَلِيُّ صالِحينَ مُرْتَدِيَ العِمامَةِ وَالفِلْتِ.

المَرْحومُ: أَحْمَدُ عَبْدُ اللهِ عَلِيُّ صالِحينَ أَبو شافِعينَ الأنصارِيُّ
مِنْ أَعْيانِ شَنْدَوِيلِ البَلَدِ.

الشَّيْخُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلِيُّ صالِحينَ أَبو شافِعينَ الأنصارِيُّ
شَيْخُ شَنْدَوِيلِ البَلَدِ وَعالِمُها الجَليلُ. عُرِفَ عَنْهُ العِلْمُ وَالزُّهْدُ وَالوَرَعُ حَتَّى قيلَ عَنْهُ رَحِمَهُ اللهُ (فَقَدَ بَصَرَهُ مِنْ كَثْرَةِ القِراءَةِ وَالتَّفَقُّهِ في كُتُبِ الدِّينِ). حَفِظَ القُرْآنَ صَغيراً وَتَدَبَّرَ في العِلْمِ حَتَّى ذاعَ صيتُهُ، فَكانَ يَجْتَمِعُ إلى مَجْلِسِهِ أَهالي البِلادِ وَأَعْيانُها لِلاسْتِماعِ إلى دَرْسِهِ وَحَلِّ المُشْكِلاتِ وَفَضِّ المُنازَعاتِ. وَكَوَّنَ رَحِمَهُ اللهُ مَكْتَبَةً عَظيمَةً تَرَعْرَعَ عَلَيْها الكَثيرُ مِنْ أَحْفادِهِ مِنَ العُلَماءِ.


اللِّواءُ أَرْكانُ حَرْبٍ: فَوْزي مَحْمود قاسِم أَبوشافِعينَ الأنصارِيُّ
أَحَدُ أَعْضاءِ مَجْلِسِ ثَوْرَةِ 1952م، أَوْكَلَ إِلَيْهِ الرَّئيسُ الرّاحِلُ جَمالُ عَبْدِ النّاصِرِ مَهَمَّةَ قِيادَةِ القُوّاتِ المِصْرِيَّةِ في حَرْبِها ضِدَّ الحُكْمِ المَلَكِيِّ الزَّيْديِّ في اليَمَنِ عامَ 1962م، وَالَّذي كانَ مَدْعُوماً مِنَ السُّعُودِيَّةِ. وَقَدْ سَانَدَ الجَيْشُ المِصْرِيُّ الفَصائِلَ المُوالِيَةَ لِلجُمْهُورِيَّةِ العَرَبِيَّةِ اليَمَنِيَّةِ، وَمِن أَهَمِّ نَتائِجِ تِلْكَ الحَرْبِ اعْتِرافُ المَمْلَكَةِ العَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ بِالجُمْهُورِيَّةِ عامَ 1970م. يَظْهَرُ في الصُّورَةِ (لِمُشاهَدَةِ الصُّوَرِ افْتَحِ الرّابِطَ) بِرِفْقَةِ رَئِيسِ الجُمْهُورِيَّةِ مُحَمَّد نَجِيب أَثْناءَ اسْتِقْبالِ أَعْيانِ وَرُمُوزِ شَنْدَوِيلِ البَلَدِ.

الشَّيْخُ: مَهْدي صالِحينَ أَبوشافِعينَ الأنصارِيُّ
هو الإِمامُ الكَبيرُ وَالشَّاعِرُ مُحَمَّد أَحْمَد عَلِي صالِحينَ شافِعين، وَالَّذِي اشْتُهِرَ بِاسْمِ "الشَّيْخُ مَهْدي صالِحين"، وُلِدَ عامَ 1925م بِشَنْدَوِيل، حَفِظَ القُرْآنَ الكَرِيمَ دُونَ أنْ يُتِمَّ الثّانِيَةَ عَشْرَ مِنْ عُمُرِهِ، وَنالَ الشَّهادَةَ العالَمِيَّةَ مِن كُلِّيَةِ الشَّرِيعَةِ الإِسْلامِيَّةِ بِجَامِعَةِ أَسْيُوط. عَمِلَ إِمامًا وَخَطِيبًا وَعُضْوًا فِي هَيْئَةِ الوعْظِ وَالإِرْشادِ بِالأَزْهَرِ، كَما كانَ مِنْ رُمُوزِ الشِّعْرِ العَرَبِيِّ فِي القَرْنِ التّاسِعَ عَشَر، وَغَلَبَ عَلَى شِعْرِهِ الطّابِعُ الدِّينِيُّ وَالاِجْتِماعِيُّ. وَقَدْ تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللهُ عامَ 1993م بِالقاهِرَةِ.

اللِّواءُ المُهَنْدِسُ: مُحَمَّد مَحْمُود مِهْران أَبوشافِعينَ الأنصارِيُّ
رَئِيسُ أَرْكانِ المُرَكَّباتِ وَمُخْتَرِعُ أَوَّلِ سائِقٍ آليٍّ فِي مِصْر. نالَ الدُّكْتوراهَ مِن كُلِّيَةِ الهَنْدَسَةِ بِجَامِعَةِ عَيْنِ شَمْس فِي الثمانينياتِ، وَكانَ مَشْروعُهُ تَصْمِيمَ رُوبوتٍ آليٍّ مِصْرِيٍّ لِقِيادَةِ سَيّارَةٍ عَسْكَرِيَّةٍ بِدُونِ سائِقٍ تَقْتَحِمُ حُقُولَ الأَلْغامِ. بَعْدَ تَقاعدِهِ، عَمِلَ خَبِيرًا بِالْهَيْئَةِ العَرَبِيَّةِ لِلتَّصْنِيعِ، وَهُوَ والِدُ النَّقِيبِ أَحْمَد بِالقُوّاتِ المُسَلَّحَةِ وَالمُهَنْدِسِ مَحْمُود بِقِطاعِ البِتْرُولِ.

اللِّواءُ أَرْكانُ حَرْبٍ: مُحَمَّد أَبُو بَكْر غالِب أَبوشافِعينَ الأنصارِيُّ
رَئِيسُ أَرْكانِ المُدَرَّعاتِ بِالجَيْشِ الثّاني المِيدَانِيِّ سابِقًا.

اللِّواءُ المُهَنْدِسُ: حَسَن مَحْمُود المَلَوي أَبوشافِعينَ الأنصارِيُّ

المُسْتَشارُ: أَيْمَن عَبْدُ الفَتّاحِ حَجّاج أَبوشافِعينَ الأنصارِيُّ
نائِبُ رَئِيسِ مَجْلِسِ الدَّوْلَةِ، وَقَدْ شَغَلَ مَنَاصِبَ بارِزَةً مِنْهَا نائِبُ رَئِيسِ نادِي قُضاةِ الدَّوْلَةِ، وَرَئِيسُ غُرْفَةِ العَمَلِيّاتِ فِي فِبْرايِر 2016، وَكانَ عُضْوًا فِي اللَّجْنَةِ العُلْيا لِلِانْتِخاباتِ البَرْلَمانِيَّةِ عامَ 2015م.

الدُّكْتورُ النّائِبُ: عَمْرُو عِزَّت حَجّاج شافِعينَ الأنصارِيُّ – عُضْوُ مَجْلِسِ الشُّيُوخِ
أَوَّلُ نائِبٍ بَرْلَمانِيٍّ فِي تَاريخِ العائِلَةِ. وَلَدُ السَّيِّدِ العَقِيدِ عِزَّت حَجّاج، بَدَأَ حَياتَهُ السِّياسِيَّةَ مُبَكِّرًا، وَأَصْبَحَ مِنَ الوُجُوهِ البارِزَةِ، إِلَى أَنْ فازَ بِمَقْعَدِ مَجْلِسِ الشُّيُوخِ عامَ 2020م عَنْ "تَنِسِيقِيَّةِ شَبابِ الأَحْزابِ والسِّياسِيِّينَ".

الشَّيْخُ: خَلْف فَتْحي أَبوشافِعينَ الأنصارِيُّ
مُؤَسِّسُ وَمُدِيرُ عامّ جَمْعِيَّةِ تَحْفِيظِ القُرْآنِ وَكَفالَةِ الأَيْتامِ بِشَنْدَوِيلِ، وَمِن أَهَمِ إِسْهاماتِهِ بِنَاءُ مَدْرَسَةٍ ثَانَوِيَّةٍ أَزْهَرِيَّةٍ وَمَسْجِدِ السَّيِّدَةِ نُوَيْر جاسم، وَهُوَ مِن أَكْبَرِ مَساجِدِ المُحافَظَةِ.

الشَّيْخُ: عِزَّت صابِر شافِعينَ الأنصارِيُّ
شَيْخُ عائِلَةِ الشَّفاعِنَةِ سابِقًا.

الشَّيْخُ: أَحْمَد جابِر مَحْمُود أَحْمَد عَلِي صالِحين شافِعين
شَيْخُ عائِلَةِ الشَّفاعِنَةِ الأَنْصارِ، وَكِيلُ لَجْنَةِ التَّعْلِيمِ بِحِزْبِ مُسْتَقْبَلِ وَطَن، وَالمُدِيرُ السّابِقُ لِلمَدْرَسَةِ الثَّانَوِيَّةِ بِشَنْدَوِيلِ.

العَمِيدُ: عِزَّت هِنْداوِي أَبوشافِعينَ الأنصارِيُّ
مِن الضُّبّاطِ السّابِقِينَ بِالقُوّاتِ المُسَلَّحَةِ.

الدُّكْتورُ: إِسْماعِيل عَبْدُ الغَنِي الجُلْفِي أَبوشافِعينَ الأنصارِيُّ
وُلِدَ عامَ 1967م، نَبَغَ فِي العِلْمِ مُنْذُ صِغَرِهِ، تَخَرَّجَ فِي كُلِّيَةِ العُلُومِ بِتَقْدِيرِ امْتِيازٍ، وَحَصَلَ عَلَى الدُّكْتوراهَ فِي الجُيُولُوجِيا. يَشْغَلُ الآنَ مَنْصِبَ أُسْتَاذٍ بِهَيْئَةِ الطَّاقَةِ النَّوَوِيَّةِ، وَدُكْتورٌ بِجامِعَةِ بِنْسِلْفَانْيا بِالولايَاتِ المُتَّحِدَةِ الأَمْرِيكِيَّةِ.

السَّيِّدُ: صَلاحُ الدِّينِ حَجّاج أَبوشافِعينَ الأنصارِيُّ
وَكيلُ أَوَّلِ وِزارَةٍ بِالجِهازِ المَرْكَزِيِّ لِلْمُحاسَباتِ، وَرَئِيسُ إِدارَةِ مُراقَبَةِ حِساباتِ البِتْرُولِ. وُلِدَ بِشَنْدَوِيلِ عامَ 1940م، وَتَخَرَّجَ فِي كُلِّيَةِ التِّجارَةِ عامَ 1963م، وَاشْتُهِرَ بِالتَّفَوُّقِ وَالأَمانَةِ.

الملحِّنُ الكَبيرُ: حَمْدي صِدِّيق أَبوشافِعينَ الأنصارِيُّ
خِرِّيجُ كُلِّيَةِ الهَنْدَسَةِ بِجامِعَةِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، بَرَزَ فِي النَّشاطِ الفَنِّيِّ الطُّلّابِيِّ، وَاشْتُهِرَ بَعْدَ تَعَاوُنِهِ مَعَ إِيمانِ البَحْرِ دَرْوِيش، وَلَهُ أَلْحانٌ مَعَ كِبارِ المُطْرِبِينَ.

رَجُلُ الأَعْمالِ وَالنّائِبُ: السَّيِّد عَبْدُ العالِ أَبوشافِعينَ الأنصارِيُّ
عُضْوُ اتِّحادِ القَبائِلِ العَرَبِيَّةِ فِي مِصْرَ.

الدُّكْتورُ: سَمِير مَحْمُود مُحَمَّد صِدِّيق أَبوشافِعينَ الأنصارِيُّ
طَبِيبٌ صَيْدَلِيٌّ، وَرَئِيسُ شُعْبَةِ تُجّارِ وَمُصَنِّعِي الأَدْوِيَةِ بِالغُرْفَةِ التِّجارِيَّةِ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَرَئِيسُ جَمْعِيَّةِ "فَلْسَفَةِ الحَياةِ".


أبناء أبوشافعين الأنصاري: شرف في كل ميدان


  • أحمد عصام فتوح محمود شافعين – دكتور علاج طبيعي.
  • أحمد عبد الغني الجلفي شافعين الأنصاري – الدكتور: أستاذ مساعد بقسم الفيزياء، كلية العلوم، جامعة الأقصر.
  • أحمد محمد علي رمضان – الدكتور: ماجستير الميكروبيولوجي.
  • أحمد محمد محمود مهران أبوشافعين الأنصاري – النقيب بالقوات المسلحة.
  • أحمد محمد عصمت السيد عبد الحافظ شافعين الأنصاري – مهندس مدني، مدير شركة المدار للمقاولات بالإمارات.
  • أحمد محمود محمد صديق أبوشافعين الأنصاري – المهندس: مدير سابق بشركة منتراك للمعدات الثقيلة بالإسكندرية.
  • أحمد نور عبد الفتاح أبو النعمان شافعين حجاج – دكتور مهندس، ماجستير في الهندسة، يعمل بإحدى جامعات الإسكندرية.
  • أسلام محمد صديق أبوشافعين الأنصاري – كابتن بحري.
  • أسامه صابر محمود شافعين الأنصاري – الأستاذ: مأمور ضرائب بالضرائب العامة.
  • أيهاب ممدوح عبده إسماعيل أبوشافعين الأنصاري – ملازم بالقوات المسلحة.
  • بهاء أسامه صابر محمود شافعين الأنصاري – دكتور: طبيب صيدلي.
  • حسام عبد الرحمن حجاج أبوشافعين الأنصاري – الدكتور: خبير تكنولوجيا المعلومات بوزارة النقل.
  • حسام محمد حسن الأنور حجازي شافعين الأنصاري – دكتور: طبيب بشري بالقاهرة.
  • حسن الأنور محمد حجازي شافعين الأنصاري – الأستاذ: رئيس قطاع بنوك مصر على مستوى جنوب الصعيد.
  • حمدي محمد عبد الغني الجلفي أبوشافعين الأنصاري – الدكتور: بجامعة سيناء.
  • خالد صلاح السيد عبد الله شافعين الأنصاري – الأستاذ: مأمور ضرائب بالضرائب العامة.
  • خالد محمد صديق أبوشافعين الأنصاري – ملازم أول شرطة.
  • رأفت عبد الله علي صالحين أبوشافعين الأنصاري – الأستاذ: مدير عام مصلحة الضرائب العامة بسوهاج سابقًا.
  • رائد عزت هنداوي أبوشافعين الأنصاري – عمرو، بالقوات المسلحة.
  • ز. محمد رفعت محمد السيد عبد الحافظ – الدكتور: متخصص في الآثار المصرية القديمة، جامعة الوادي الجديد.
  • سعيد علي أبوشافعين الأنصاري – الدكتور: مدير مستشفى النجيله المركزي بمطروح.
  • سعد عبد الفتاح أبو النعمان حجاج شافعين – الأستاذ الدكتور: حاصل على الدكتوراه من أمريكا، بكلية الطب بطنطا.
  • سيد محمد السيد مهران أبوشافعين الأنصاري – دكتور صيدلي.
  • طارق محمد عبد الغني الجلفي أبوشافعين الأنصاري – المهندس: مدير قطاع الكهرباء بطهطا.
  • عبد الرحمن جمال محمد فتوح أبوشافعين الأنصاري – ملازم شرطة.
  • عبد الرحمن محمد علي رمضان أبوشافعين الأنصاري – نقيب طيار مقاتل.
  • عبد الناصر محمد إسماعيل حجاج شافعين – الشيخ الدكتور: حاصل على الماجستير في الشريعة، إمام مسجد، ومبتعث إلى إسبانيا.
  • عصام أبو الغيط صالحين أبوشافعين الأنصاري – الدكتور: أخصائي باطنة بمستشفى سوهاج العام.
  • عصام فتوح محمود أحمد علي صالحين شافعين – الأستاذ: مدير عام بالضرائب العامة بسوهاج.
  • عمرو عصمان محمود عبد الغني الجلفي أبوشافعين الأنصاري – رائد شرطة طبيب بمستشفى شرطة القاهرة.
  • عمرو عزت هنداوي أبوشافعين الأنصاري – رائد بالقوات المسلحة.
  • محمد أحمد عبد النعيم شافعين الأنصاري – الأستاذ: مدير عام العلاقات العامة بمصنع 10 الحربي.
  • محمد خلف فتحي محمد عبد الرحمن صالحين شافعين – الشيخ: واعظ بدولة الكويت.
  • محمد سعد عبد الفتاح أبو النعمان حجاج شافعين – مقدم بالرقابة الإدارية بالقاهرة.
  • محمد سمير محمود صديق أبوشافعين الأنصاري – دكتور صيدلي، مستشفى كليفلاند – أبوظبي.
  • محمد السيد عبد الغني الجلفي أبوشافعين الأنصاري – الأستاذ الدكتور: رئيس قسم الحضارة اليونانية، كلية الآداب، جامعة الإسكندرية.
  • محمد صديق أبوشافعين الأنصاري – الدكتور: مدير إدارة الأمن بديوان محافظة سوهاج.
  • محمد عثمان محمود عبد الغني الجلفي أبوشافعين الأنصاري – مقدم شرطة طبيب بمستشفى الإسكندرية.
  • محمد علي رمضان أبوشافعين الأنصاري – معتز، ملازم أول بالقوات المسلحة.
  • محمد عزت هنداوي أبوشافعين الأنصاري – الملازم، طيار مقاتل بسلاح الجو المصري.
  • محمد عبد العزيز أحمد محمد كمال الدين أبوشافعين الأنصاري – الدكتور: مدير عام هيئة آثار مصر العليا سابقًا.
  • محمد عبد الغني الجلفي أبوشافعين الأنصاري – الدكتور: أستاذ جراحة بمستشفى سوهاج العام.
  • محمد عبد النعيم شافعين الأنصاري – الأستاذ: مدير عام العلاقات العامة بمصنع 10 الحربي.
  • محمد علي عبد الرحمن صالحين شافعين – الدكتور الشاعر: مختار، باحث شرعي، ومستشار ديني بالسعودية.
  • محمد وليد عز الدين صابر أبو شافعين الأنصاري – ملازم أول.
  • محمود رأفت أبوشافعين الأنصاري – الدكتور: أخصائي علاج طبيعي.
  • محمود سمير محمد صديق أبوشافعين الأنصاري – المهندس: مدرب تنس بألمانيا.
  • محمود عصام فتوح أبوشافعين الأنصاري – الدكتور: طبيب أسنان.
  • محمود محمد عبد الغني الجلفي أبوشافعين الأنصاري – الدكتور: أستاذ جراحة بمستشفى سوهاج العام.
  • محمود محمد محمود مهران أبوشافعين الأنصاري – المهندس: بقطاع البترول.
  • محمود علي الجلفي أبوشافعين الأنصاري – المهندس: بمصنع الألومنيوم بنجع حمادي.
  • مصطفى محمد عبد العزيز آل كمال الدين أبوشافعين الأنصاري – نقيب شرطة بمباحث قنا.
  • معتز محمد علي رمضان أبوشافعين الأنصاري – ملازم أول بالقوات المسلحة.
  • مهدي محمد عبد الغني الجلفي أبوشافعين الأنصاري – الدكتور: جامعة سيناء.
  • محمد حسين الملوي أبوشافعين الأنصاري – المهندس: مدير مطاحن مصر العليا ومستشار وزير التموين سابقًا.
  • ياسر فتوح أبوشافعين الأنصاري – الأستاذ: مدير قطاع بمصلحة الكهرباء بسوهاج.
  • يسري صابر محمود أحمد علي صالحين شافعين – الأستاذ: مدير بالضرائب العامة.

فيا أيُّها القارئُ الكريم،

ها قد بَسطْنا أمامَ ناظريك صحائفَ المَجْدِ الأندلسيِّ العريقِ، ورفعنا سِتارَ الزمنِ عن قصةِ بيتٍ أنصاريٍّ عابقٍ برائحةِ السِّدرِ والحنَّاء، متوشِّحٍ بمآثرِ الأنصارِ، ومُجلَّلٍ بعبقِ الفردوسِ الأندلسيِّ المطرودِ من دياره، الساكنِ في قلوبِ المؤمنين وذاكرةِ التاريخِ المجيد.

فكيف لا نفخرُ بقومٍ جذورُهم في يثربَ، وأغصانُهم في الأندلسِ، وثمارُهم في الصعيدِ المباركِ؟!
قومٌ نصروا رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم، يومَ خذله الأقربون، وآووه حين طردهُ الكافرون، فكانوا بحقٍّ أنصارَ اللهِ في الأرض، وسادةَ المجدِ في عصورِه المتتابعة.

إنَّ «آلَ شافِعينَ المَعْبَدِيِّ الأنصاريِّ» ما هُم إلَّا قبسٌ من نورِ الخزرجِ، ووَهَجٌ من نارِ المروءةِ التي لم تخبُ جذوتُها عبرَ القرون.
عائلةٌ سامقةٌ كشجرةِ طُوبى، ضارِبةٌ في عُمقِ النَّسبِ والطَّهارَةِ، يجري في عروقِ رجالِها دمُ الصَّحابةِ، وتُرْتَّلُ على ألسنتِهم آياتُ الجهادِ، وتُزيَّنُ مجالسَهم سيرُ الأسلافِ العِظام.

فيا آلَ شافِعينَ، امْشُوا على الأرضِ هوناً ولكن برؤوسٍ مرفوعةٍ، فإنَّ وراءَكم أنصاراً، ومن قبلكم أندلساً، وفيكم دماءُ سعدِ بنِ عبادة، وذكرُ عبادةَ بنِ ماءِ السَّماءِ، وظلالُ شجرةٍ أصلُها في المدينةِ وفرعُها في المعابدةِ وجَنَاها في سوهاجَ وطيبةَ والطائفِ.

فبئسَ الفخرُ إن لم يكن على مثلِ هذا النَّسَبِ!
وبئسَ المجدُ إن لم يكن في طيِّ أنفاسِكم دَوِيُّ الأذانِ من منائرِ قرطبةَ، وهمسُ الدُّعاءِ في مساجدِ المدينةِ، وصليلُ السُّيوفِ في بدرٍ وأُحدٍ واليمامة.

نعم، إنَّا لَنَفْخَرُ بكم لا خيلاءً، بل وفاءً.
نُباهي بكم لا زُهواً، بل ذِكْرَ شُكرٍ للأنصارِ الذينَ آوَوا ونصروا.
نرفعُ أسماؤكم في علياءِ الأقلامِ، ونخلِّدُها في سُجِلِّاتِ التاريخِ، لا رياءً ولا سمعةً، بل تَعبُّداً للهِ الذي اصطفاكم، وجعلَ فيكم ميراثَ المكرُماتِ والطُّهرِ والرِّضا.

فامضُوا على خُطا الصَّحابةِ، واحفظوا عهدَ الأندلسِ، واستوصوا بصعيدِكم خيراً، فإنَّها الأرضُ التي احتضنتْكم بعدَ غُربةٍ، وباركَ اللهُ فيها لكم ولذريتِكم، فكونوا لها كما كانَ الأنصارُ للمدينةِ يومَ جاءهم المهاجرونَ، سَنداً وعِزَّةً وأماناً.

وفي الختام،
نسألُ اللهَ – عزَّ وجلَّ – أن يُبقي ذِكرَكم خالداً، وأن يُديمَ عِزَّكم بينَ القبائلِ والعائلاتِ، وأن يُحيي فيكم روحَ الأنصارِ الأولى، التي جاهدتْ بالكلمةِ والسَّيفِ، وارتضتِ الآخرةَ داراً، ومحمداً صلى اللهُ عليه وسلمَ قائداً وقدوةً.

والحمدُ للهِ أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً، وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
وكتبه المُحبُّ لفخركم، والغيورُ على مجدكم، الداعي لكم بالتوفيقِ من قلبٍ خالصٍ لله وحده.


_______________________________


موضوعات ذات صلة:

◾ الأنصاري والجندي في شندويل البلد: تحقيق في الوثائق والمخطوطات كما أشار محمد صالح سمك

◾ قبيلة الأزد

◾ عائلة الأنصاري ببرديس مركز البلينا

◾ المعابدة عبر الصحراء ( رحلة الـ١٠٠ عام)

◾ قبيلة الأنصار بجمهورية اليمن

◾ من أعيان الأنصار بفرشوط

◾ عائلة الأنصاري بطهطا

◾ في رحاب العارف بالله سيدي السنجق الأنصاري

◾ السادة الركابية حكام الواحات

◾ من اعلام الأنصار بجرجا

قبائل من ذرية سيد الأنصار الصحابي سعد بن عبادة الأنصاري رضي الله عنه