في ذكر السادات الركابيّة حكّام الواحات من أنصار مصر
في ذكر بطون بني ساعدة من الخزرج الأنصار بمصر المحروسة
يرجع نسب السادات الركابيّة ومن والاهم من البيوتات المباركة إلى قبيلة بني ساعدة من الخزرج، وهم أصحاب سقيفة بني ساعدة الشهيرة التي كان لها ذكر في أول الإسلام، حيث اجتمع الصحابة لاختيار خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.وقد انتشرت ذرية الصحابي الجليل سعد بن عبادة الساعدي الخزرجي، رضي الله عنه، في ربوع مصر، وامتلأت البلاد بأبناء عمومتهم من أنصار الله ورسوله، ومنهم:
آل الغنيمي الأنصاري بمركز الحسينية في محافظة الشرقية، وما جاورها من صفط زريق قرب ديرب نجم، وفاقوس، وجزيرة مطاوع، وأبوكبير.
ومنهم أيضًا آل هيتم الأنصار، ويُعرفون بـعرب بني سعد، وهم بقرية آل هيتم بمحافظة الغربية، والسعايدة الأنصار المنتشرين في قرى ومراكز عدّة بمحافظة أسيوط، منها: عرب المعابدة، وبني محمد بمركز أبنوب، وديروط، وجحدم، ومركز الفتح.
وكذلك هم في محافظة سوهاج ببلاد: طما، والمراغة، وشندويل، وعرابة أبو كريشة مركز المنشأة، وعرابة أبيدوس مركز البلينا، وفي محافظة قنا بقرية زليتن مركز نجع حمادي.
ومن بطونهم المشهورة أيضًا قبيلة الحمادية الأنصار، بجزيرة المنصورية بمركز دراو في أسوان، ومنهم آل حمادي باشا، أهل المكانة والتاريخ النيابي بقرية بلصفورة بسوهاج.
كما يُعد من سلالتهم عائلة القاضي القطري، وهي من العائلات الكريمة بمركز فرشوط، وقرية هو بمركز نجع حمادي، ويُعرفون هناك بـالحماية.
ذكر تاريخ السادة الركابيّة الأنصار بالواحات الخارجة وما كان لهم بها من الولاية والسيادة
وقد جاء في كتاب الوادي الجديد: الإنسان والأسطورة، لمؤلفيه الأستاذين أيمن السيسي والحسانين محمد، أن عائلة الركابيّة وردت إلى الواحات الخارجة من أرض الحجاز في سنة 312 للهجرة، وذلك في زمن كانت فيه البلاد بعيدة العهد بأصول الدين، وأهلها لا يكادون يفقهون من الإسلام شيئًا.
فلما قدم عليهم رجل من بني ركّاب، يُقال له الشيخ عبد الرحيم، نزل بأطراف البلدة، وشاد بيتًا متواضعًا، وجعل الناس يفدون إليه، فقام فيهم مُعلّمًا ومُرشِدًا، يُفقّههم في أمور دينهم، ويهديهم إلى سواء السبيل.
وكان القوم - قبل مجيئه - يكرهون الغريب ويهابونه، فلما رأوا سكينته وعلمه، أحبوه وقرّبوه، وزوّجوه من نسائهم، فصار منهم نسبًا وصهرًا.
ومن يومئذٍ، أشرقت أنوار الإسلام في تلك الديار، وازدهرت العمارة الإسلامية، وشُيّدت المآذن الشاهقات، تخترق عنان السماء في وقار وشموخ، وكثُر عقب الشيخ، فعُرفوا بـالركايبة، وهم أحفاد الشيخ عبد الرحيم الركابي، فكان لهم الأمر والنهي، واستتب لهم الحكم في الواحات الخارجة، وظلّ فيهم الرياسة والمشيخة قرابة ألف عام.
وقد ظهرت في عهدهم وظيفة معاون الواحات، وهو المفوّض من قِبل والي مصر، أيام الدولة العثمانية، يتولى أمور الأمن والاقتصاد، وجباية الضرائب، والنظر في الأملاك، وما كان من نزاع يُحال إلى القضاء الشرعي، بحسب ما تراه الحكومة من تحديد المحكمة المختصة بكل واحة.
وقد سجّل الرحالة هوسكينز، في زيارته للواحات، صورة لشيخ السادة الركابية، معاون الواحات الخارجة، سنة 1932م، وهي من الشواهد المصورة الباقية إلى يوم الناس هذا.
ذكر تاريخ السادة الركابيّة الأنصار بالواحات الخارجة وما كان لهم بها من الولاية والسيادة
وقد جاء في كتاب الوادي الجديد: الإنسان والأسطورة، لمؤلفيه الأستاذين أيمن السيسي والحسانين محمد، أن عائلة الركابيّة وردت إلى الواحات الخارجة من أرض الحجاز في سنة 312 للهجرة، وذلك في زمن كانت فيه البلاد بعيدة العهد بأصول الدين، وأهلها لا يكادون يفقهون من الإسلام شيئًا.
فلما قدم عليهم رجل من بني ركّاب، يُقال له الشيخ عبد الرحيم، نزل بأطراف البلدة، وشاد بيتًا متواضعًا، وجعل الناس يفدون إليه، فقام فيهم مُعلّمًا ومُرشِدًا، يُفقّههم في أمور دينهم، ويهديهم إلى سواء السبيل.
وكان القوم - قبل مجيئه - يكرهون الغريب ويهابونه، فلما رأوا سكينته وعلمه، أحبوه وقرّبوه، وزوّجوه من نسائهم، فصار منهم نسبًا وصهرًا.
ومن يومئذٍ، أشرقت أنوار الإسلام في تلك الديار، وازدهرت العمارة الإسلامية، وشُيّدت المآذن الشاهقات، تخترق عنان السماء في وقار وشموخ، وكثُر عقب الشيخ، فعُرفوا بـالركايبة، وهم أحفاد الشيخ عبد الرحيم الركابي، فكان لهم الأمر والنهي، واستتب لهم الحكم في الواحات الخارجة، وظلّ فيهم الرياسة والمشيخة قرابة ألف عام.
وقد ظهرت في عهدهم وظيفة معاون الواحات، وهو المفوّض من قِبل والي مصر، أيام الدولة العثمانية، يتولى أمور الأمن والاقتصاد، وجباية الضرائب، والنظر في الأملاك، وما كان من نزاع يُحال إلى القضاء الشرعي، بحسب ما تراه الحكومة من تحديد المحكمة المختصة بكل واحة.
وقد سجّل الرحالة هوسكينز، في زيارته للواحات، صورة لشيخ السادة الركابية، معاون الواحات الخارجة، سنة 1932م، وهي من الشواهد المصورة الباقية إلى يوم الناس هذا.
في ذكر انتشار قبيلة الركابيّة الأنصار في الديار المصرية
تُعد قبيلة الركابيّة الأنصار من أعرق قبائل الأنصار بمصر، ومن أقدم بيوتاتهم المنغرسة في ربوعها، لا سيما في الواحات الخارجة، حيث كان لهم المقام الأرفع، والسؤدد المتوارث، وهم اليوم يُعدّون من أكبر عائلات تلك النواحي.
وقد تفرعت من أصلهم الكريم عائلات شتى، فانتشروا في الديار، ونزلوا الأقاليم، فمنهم الركابيّة بـمحافظة أسيوط، ومركز ملوي بمحافظة المنيا، ولهم قرية باسمهم تُعرف بـقرية الركابية، ورد ذكرها في القاموس الجغرافي للأديب المؤرخ محمد رمزي، على أنها قرية حديثة تابعة لمركز شربين، أنشئت إداريًا سنة 1932م.
ولهم تواجد أيضًا في كفر الدوار، ومحافظة البحيرة، وقرية سمهود، ونجع الزمر بمركز أبو تشت بمحافظة قنا، وكذلك في قرية السمطا بمحافظة سوهاج، حيث امتد عقبهم وتكاثرت فروعهم.
ذكر آل عبد الخالق هنادي الركابي بسوهاج
وقد نزح هذا العَلَم إلى قرية السمطا بمركز البلينا بمحافظة سوهاج، بعد أن تزوّج من كريمات عمومته الركابيّة بالصعيد، فأسّس فيها فرعًا كبيرًا للعائلة، امتدّ نسله وتفرّع.
وكان الشيخ عبد الخالق ممن عُرفوا بالشجاعة والنجدة، وقد رُويت في سيرته أخبار كثيرة، منها أنه دخل في مشادّة كلامية مع ضابط إنجليزي جاء لمصادرة أرضه، فانتهى الأمر بأن صرعه دفاعًا عن حقه وأرضه، فكان من أهل الإباء والمروءة، لا يرضى الضيم ولا يقبل الهوان.
في ذكر نماذج مضيئة من أعلام السادة الركابيّة عبر العصور
ومن كريم سلالة السادة الركابيّة الأنصار رجالٌ نبغوا في مواطن الرياسة والسؤدد، وسطروا أسمائهم في صحائف المجد بما قدّموه من خدمات جليلة للوطن والدين، فكانوا مثالًا للنجابة والهيبة والقيادة.ومنهم:
العمدة مصطفى بك هنادي حسن هنادي الركابي
وهو من أعيان الواحات الخارجة، وأحد أبرز رجال الدولة في زمانه، امتاز بالحكمة والرأي السديد، وتقلّد منصب العمدة في زمنٍ كان لهذا اللقب من الاعتبار والمكانة ما يُشبه الولاية.وكان يُعرف بين قومه بالحنكة السياسية وحُسن التدبير، وكان مرجعًا لأهله وعشيرته في الشؤون العامة والخاصة، واشتهر بمواقفه الوطنية وبحفاظه على العهد والذمّة، فصار اسمه يُذكر بالوقار والإجلال في مجالس السادة من قبيلته، بل وفي الأوساط الرسمية.
إن أحببت أن نستكمل ذكر أعلام آخرين من هذه العائلة الكريمة، فأرسل لي أسماءهم أو صفاتهم، وأنا أُكملها بنفس الأسلوب.
هو من مواليد الواحات الخارجة عام 1854م، وكان من أعيان هذا الإقليم ورجاله البارزين. تولّى منصب عمدة الواحات وكان الوحيد الذي نال البهويّة في عهد السلطان حسين كامل. عُرف بكونه شاهدًا عيانًا على الأحداث المهمة التي شهدتها الواحات الخارجة، خاصة فترة ما قبل وبعد الحرب العالمية الأولى، التي كانت تمثل مرحلة مفصلية في تاريخ المنطقة.
وقد ذكر الباحث محمود عبد ربه في دراساته التاريخية أن العمدة مصطفى هنادي قد حصل على لقب البكويّة بعد أن نجحت القوات الإنجليزية والمصرية في طرد السنوسيين من الواحات الداخلة عام 1917م.
وكان العمدة مصطفى يمتلك أكثر من 40 عبدًا من عبيد السودان، الذين عملوا في خدمته وفي زراعة حقول وممتلكات العائلة.
وُصف العمدة مصطفى بك أنه كان رجلًا ذو هيبة وسلطة في مجتمعه، وقد كان من الأعيان القلائل الذين نالوا الاحترام من كل فئات المجتمع.
أما فيما يتعلق بعائلته، فقد أنجب ثلاثة بنات فقط، وكانت العمودية بعد وفاته قد انتقلت إلى الشيخ حسن هنادي، ثم إلى العمدة نجاتي هنادي، الذي كان آخر عمدة في واحة الخارجة.
يُعتبر العمدة مصطفى هنادي آخر حاكم للواحات الخارجة قبل توحيدها في محافظة واحدة، وهي محافظة الجنوب. حيث كانت السلطة الحكومية والإدارية للواحات بيديه، وكان يعاونه في ذلك شيخ البلد والمعاون وكاتب الديوان أفندي، الذين كانوا يمثلون العوامل الرئيسة في إدارة شؤون الواحات وتنظيم الحياة اليومية للأهالي.
وكان القضاة الشرعيين يحكمون بين الناس في عهده، حيث كان هذا النظام القضائي ساريًا حتى عام 1906م، حين تم إنشاء أول محكمة تابعة للحكومة المصرية. وقد كان هذا التغيير خطوة هامة في تاريخ الواحات، حيث كان يُمثل تحولًا من النظام التقليدي المحلي إلى النظام القضائي الحكومي الذي يواكب تطور الدولة المصرية في تلك الحقبة.
بهذا الشكل، يصبح العمدة مصطفى هنادي شخصية محورية في تاريخ الواحات الخارجة، حيث لعب دورًا مهمًا في ربط المنطقة بالسلطة الحكومية وتأسيس المؤسسات القانونية التي أحدثت تحولًا كبيرًا في إدارة شؤون الواحات.
ويُعد العمدة مصطفى هنادي أول عمدة للواحات الخارجة في عهد الاحتلال الإنجليزي، حيث كان له دور بارز في تفعيل العديد من المشاريع التنموية في المنطقة التي كانت في بداية عهدها مع الحكم الاستعماري البريطاني.
وكان أيضًا أول عمدة يحصل على "نيشان النيل" من ملك مصر والسودان، تكريمًا له على ما بذله من جهود مخلصة في خدمة الوطن وأهالي الواحات.
كما كان أول عمدة في الواحات يدخل نظام السكة الحديد في عهدته، مما كان له بالغ الأثر في ربط الواحات ببقية أنحاء مصر، وتيسير حركة النقل والتجارة.
أيضًا، يعتبر العمدة مصطفى هنادي أول من أدخل نظام حفر الآبار الحديث في الواحات الخارجة عن طريق الشركة الفرنسية المتخصصة في حفر الآبار، مما ساعد في تحسين ظروف المياه والزراعة في المنطقة.
وكان من السباقين في استقبال الباحثين والعلماء الأجانب الذين جاؤوا لدراسة الواحات ومواردها، حيث خصهم بترتيب زيارات لهم، وظهرت له صور عديدة معهم، مما يعد أول ظهور إعلامي لعمد الواحات في بداية القرن العشرين، وذلك منذ عام 1912م.
وقد انتقل العمدة مصطفى هنادي إلى جوار ربه في عام 1936م، تاركًا وراءه إرثًا من الإنجازات التي لا تزال آثارها قائمة في الواحات الخارجة.
العمدة نجاتي هنادي الركابي
يُعد العمدة نجاتي هنادي من أشهر عمد الواحات الخارجة وأحد أبرز الشخصيات التاريخية في المنطقة. هو ابن العمدة هنادي حسن، وكان آخر عمدة للواحات الخارجة. خلال فترة توليه العُمودية، كان يُعاونه شيخ البلد وعدد من كبار العائلات الذين أصبحوا يُطلق عليهم الآن مجلس الحكماء. كان داره مفتوحًا طوال اليوم لجميع الأهالي الذين كانوا يتوافدون عليه لحل المشاكل والقضايا اليومية التي تواجههم، وكان له الكلمة المسموعة في كل أمور الواحة.وبفضل حكمته ورجاحة عقله، استطاع العمدة نجاتي أن يكون شخصية محورية في إدارة شؤون الواحات، وقد انتهت العمودية في الواحات الخارجة بوفاته في عام 1960م. على الرغم من أن التعليم في تلك الفترة كان مقتصرًا على كتاب القرية، إلا أن مكتبته كانت زاخرة بالكتب القيمة في مختلف المجالات.
ومن وصاياه التي تركها لأبنائه، كانت توصيته بتزويج بناتهم للكفء والابتعاد عن زواج الأقارب، وذلك لتقوية النسل وتجنب تلوث الدم، ما يُظهر ثقافته العالية وحكمته في إدارة شؤون الأسرة والمجتمع.
الشيخ العلامة الركابي مفتي السادة الشافعية
فضيلة الشيخ العلامة يوسف بن القاضي عبد القادر يوسف، الذي ورث علمه عن القاضي محمد بن القاضي حسام الدين الركابي الأنصاري، يُعتبر من أشهر علماء أسيوط والصعيد. اشتهر رحمه الله بالفقه والعلم، وكان مفتي السادة الشافعية. وقد تميز الشيخ يوسف بعمق معرفته في العلوم الدينية، حيث كانت له مكانة عظيمة بين العلماء في مصر، وساهم في توجيه أجيال من الطلاب في مختلف أنحاء الصعيد، وترك أثراً كبيراً في علم الفقه الشافعي، الذي أضافه إلى إرث عائلته في العلم والدين.النائب البرلماني المهندس سعد نجاتي هنادي حسن الركابي
المهندس سعد نجاتي، أحد أبناء عائلة الركابية، هو عضو سابق في مجلس الشعب عن محافظة الوادي الجديد في الدورة البرلمانية من 2005 إلى 2010م. اسم الشهرة: سعد نجاتي، وهو ابن الشيخ نجاتي هنادي، آخر عمدة للواحات الخارجة.وقد حقق المهندس سعد نجاتي العديد من الإنجازات الهامة، حيث كان له دور بارز في إقامة مشروعات تنموية كبيرة. من أبرز إنجازاته مشاركته في إنشاء عدد من القرى الجديدة، أبرزها قرية "غرب الموهوب" في صحراء قاحلة كانت تُعد من المناطق الوعرة والمليئة بالعقارب والثعابين. كان هدفه توطين البدو في هذه المنطقة الصعبة، حيث تم استصلاح 7 آلاف فدان من الأراضي في المنطقة، وبذلك ساهم في إنجاز حلم التعمير وفتح آفاق جديدة للزراعة.
ويذكر المهندس نجاتي أنه كانت هناك صعوبة كبيرة في بداية استصلاح المنطقة، حيث كانت المياه التي أُطلقت من أول بئر حفروه تُظهر اللون الأصفر، وهو ما كان يُشير إلى كثافة العقارب التي كانت تطفو فوق الماء. ورغم الظروف القاسية التي كانت تعيشها المنطقة، إلا أن المهندس سعد نجاتي استطاع أن يحولها إلى منطقة مأهولة، وهي الآن محط الأنظار للأفراد الراغبين في الحصول على أراضٍ في هذه المنطقة التي كانت في البداية مرفوضة.
هنادي محمود الركابي رائد الإخراج الإذاعي:
هو هنادي محمود، المخرج الإذاعي الذي استطاع بفضل إخراجه للعشرات من الأعمال الإذاعية الدرامية والتسجيلية أن يفرض اسمه في أثير إذاعة الإسكندرية، فقد ترك بصمة فنية مميزة في مجال الإخراج الإذاعي. وُلِد هنادي محمود في الواحات الخارجة يوم 15 نوفمبر 1934م، وعاش طفولته وصباه في الوادي الجديد قبل أن يلتحق بـ كلية الزراعة، لكن حُبَّه للفن دفعه لتغيير مساره، فاستجاب لدعوته ودرس في معهد الفنون المسرحية، رغم معارضة الأهل لهذا التوجه.
في عام 1968م بدأ مشواره الإذاعي في إذاعة البرنامج العام، لكن سرعان ما انتقل إلى الإسكندرية في عام 1972م ليصبح جزءًا من الطاقم الفني للدراما الإذاعية تحت إشراف المخرجين الراحلين: عبدالحي شحاتة و حسين أبو المكارم. ومن هناك، بدأ هنادي محمود في إخراج العديد من الأعمال الإذاعية القيمة التي تحمل في طياتها الدروس الإنسانية والدينية والتاريخية، وقد أخرج العديد من البرامج التي أصبحت علامات في الإذاعة المصرية مثل:
- "ألوان من الحب"
- "ملامح مصرية"
- "أدباتي إسكندراني"
- "في ذاكرة التاريخ"
- "أيام مصرية"
- "إنت السبب"
ومن بين الأعمال الدرامية التي أخرجها والتي لاقت نجاحًا واسعًا، أعمال تاريخية ودينية خالدة مثل:
- "أندلسيات"
- "ليالي زهزهان"
- "قبل أن يشرق النور"
- "روضة المحبين"
- "سفراء الإسلام"
- "الصحبة المحمدية"
- "أسماء حول الأنبياء"
- "رجال صدقوا"
- "ربنا ما خلقت هذا باطلاً"
- "حكم بن عطاء الله السكندري"
كما ارتبط اسم هنادي محمود بالمؤلف القدير كمال عبد العزيز، الذي شكّل معه ثنائيًا فنيًا ناجحًا قدما معًا العديد من الأعمال مثل:
- "أحلى ما في الإنسان"
- "من يصنع الأحلام"
- "أشواك الحب"
- "طيور الحب"
وكان من أشهر أعماله برنامج "أرشيف المحاكم" الذي أخرجه بعد المخرج الراحل عبدالحي شحاتة، حيث ظل يُعرض لأكثر من 25 عامًا، كما أخرج العديد من الأعمال الوطنية التي خلدت انتصارات أكتوبر، مثل:
- "وطنٌ اسمه القلب"
- "سفر الشوق"
استمر هنادي محمود في تقديم أعماله الفنية الرفيعة حتى بعد بلوغه سن التقاعد في عام 1994م، حيث أقامت إذاعة الإسكندرية حفلاً لتكريمه بمناسبة بلوغه سن الستين. ورغم التقاعد، لم يتوقف عن العمل الفني، حيث قدم آخر أعماله الإذاعية مثل: "أبو الخير قاصد خير" و "أيام مصرية". في 26 يناير 2007م، رحل عن عالمنا إلى جوار ربه، تاركًا وراءه إرثًا من الأعمال الإذاعية الجليلة التي أسهمت في إثراء تاريخ الإذاعة المصرية. رحمه الله – تعالى – بقدر ما أمتعنا بفنه الراقي القيم.
وبذلك نكون قد قدمنا نبذة مختصرة عن أحد أفراد السادة الركابية الأنصار الذين خدموا في ميادين العلم والفن والفقه، فظلوا خير مثال للمبدعين الذين قدموا للعالم ما يخلدهم في الذاكرة على مر العصور.
▪️الحاج ثابت حسن الركابي:
هو الشيخ ثابت حسن حسانين بن الشيخ عبدالخالق هنادي العمدة حسن الركابي، أحد كبار رجال البلينا وأعيانها، وأحد أبرز الشخصيات البارزة في عائلة الركابية التي يُعزى إليها العديد من المواقف المشرفة في المنطقة. وُلد الشيخ ثابت في عائلة معروفة بعراقتها وسمعتها الطيبة، حيث كان والده الشيخ عبدالخالق هنادي العمدة حسن الركابي، الذي كان له دور كبير في التاريخ الاجتماعي والسياسي في تلك الفترة.
الشيخ ثابت الركابي كان يُعرف ب الورع الشديد والاهتمام الكبير بالقيم الدينية، بالإضافة إلى شخصيته التي تتمتع بالحكمة والصبر. كان مخلصاً في عمله وفي خدمة مجتمعه، ومن أكثر الشخصيات احتراماً في البلينا. وكان له دور بارز في شؤون الطريقة الرفاعية التي كان يشرف عليها في البلينا، حيث عمل على نشر تعاليمها وأسسها في الأوساط الشعبية، محققاً بذلك نوعاً من التوازن بين الروحانية والعمل الاجتماعي.
لقد تمتع رحمه الله ب الكرم الشديد الذي كان يلمسه كل من تعامل معه، وكان يُعرف بمساعدته للمحتاجين وبذله الجهد لخدمة أهل البلينا. كما كان له دور ريادي في مجال الأعمال التجارية في البلينا، حيث أسس عدة مشاريع هامة في المنطقة، ساعدت في توفير فرص عمل لكثير من الأشخاص وزيادة الدخل المحلي.
وكان الشيخ ثابت رحمه الله يُولي اهتماماً كبيراً بالعلاقات الاجتماعية والإنسانية، وكان يحرص دائماً على تقوية الروابط الأسرية في عائلته، إضافة إلى سعيه المستمر للمساعدة في تسوية المشاكل والخلافات بين العائلات. كان يذهب بنفسه للصلح بين الأطراف المتنازعة ويحث الجميع على حل مشاكلهم بالحكمة والمودة.
ومن أبرز خصاله التي تميز بها كانت محبته العميقة لأهل البيت النبوي الشريف، فقد كان دائم الذكر للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ويسعى إلى نشر تعاليم آل بيت رسول الله في كل مجالات حياته. كما كان له دور في إحياء المناسبات الدينية في البلينا، حيث كانت تُنظم موالد صوفية في ساحة كبيرة تشهد حضور أعداد ضخمة من مريدي الطريقة الرفاعية.
لقد ترك الشيخ ثابت في نفوس من عرفوه أثراً عظيماً، وكان له حضور مهيب في المجالس الاجتماعية والدينية. إن إسهاماته في خدمة المجتمع لم تقتصر على المجال الديني والاجتماعي فحسب، بل امتدت إلى التنمية الاقتصادية، حيث أسس مشاريع تساهم في رفعة المنطقة وازدهارها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إعداد/ محمد أبو شافعين الأنصاري
المصادر:
- كتاب ( الوادي الجديد الإنسان والأسطورة ) لأيمن السيسي وحسانين محمد.
- الباحث محمود عبد ربه المختص في التراث الثقافي لواحات الوادي الجديد.
- مهندس محمود ثابت الركابي الأنصاري، ابن عائلة الركابية بقرية السمطا، محافظة سوهاج.
- كتاب القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين إلى سنة 1945م - ج 2.
- عدة مقالات منشورة على الإنترنت.
▪️قبيلة الحمادية الأنصار بمصر