الثلاثاء، 8 أبريل 2025

من يراقبك الآن؟! أسرار مرعبة عن تجسس الهواتف الذكية

تحذير خطير: هل هاتفك يتجسس عليك حتى وهو مغلق؟!


شخص مريب يحمل هاتفًا ويجلس أمام شاشتي كمبيوتر في مشهد يوحي بالتجسس الرقمي وانتهاك الخصوصية

تنويه مهم:
رغم أن مدونتنا تُعنى في الأساس بتاريخ القبائل والأنساب، إلا أن بعض المواضيع تتجاوز التخصص، لما تحمله من خطورة وتأثير مباشر على حياتنا اليومية. ومن هنا جاءت ضرورة مشاركة هذا الموضوع الهام عن الخصوصية الرقمية والتجسس على الهواتف المحمولة، بهدف رفع الوعي وتعميم الفائدة على الجميع.

هل هاتفك يقرأ أفكارك؟ سؤال لخبير في أمن المعلومات والذكاء الاصطناعي

سؤال من أحد المهتمين بالخصوصية الرقمية:
"كنت ملاحظ إن مجرد ما أبحث على الإنترنت عن سلعة أو منتج، بلاقي كل منصات التواصل الاجتماعي، وجوجل، ويوتيوب، بدأت تعرضلي إعلانات عن نفس الشيء. قلت ماشي، خوارزميات وتتبع وكوكيز... ممكن أعديها.
لكن اللي ما ينعديش، واللي فعلاً خلاني أقلق، إني بدأت ألاحظ ظهور إعلانات عن مواضيع اتكلمت فيها فقط مع أشخاص، من غير ما أبحث عنها نهائيًا!
حسيت ساعتها إن الموبايل بيسمعني وبيتجسس علي. والأدهى من كده، إني مع الوقت بدأت لما أفكر بس، مجرد تفكير، في شيء... ألاقيه قدامي على الإنترنت!
معقول قدروا يوصلوا لتحليل سلوكي يخليهم يقروا أفكاري؟
بقيت شاكك إن حتى والموبايل مقفول، السماعة والكاميرا بيتجسسوا عليّ.
إيه رأيكم؟ وهل ده ممكن؟ وهل في طريقة أحمي نفسي؟"


إجابة خبير في أمن المعلومات والذكاء الاصطناعي:
أولًا، إحساسك طبيعي جدًا، وبيشترك فيه ملايين حول العالم، وده بسبب التقدم المذهل في الذكاء الاصطناعي وتحليل السلوك الرقمي. لكن خليني أوضحلك بالأدلة والتفسير المنطقي:

1. هل فعلاً الموبايل بيسمعك؟

  • في الحقيقة، نعم، بعض التطبيقات الكبيرة بتطلب إذن استخدام الميكروفون والكاميرا حتى لو مش واضح للمستخدم، وأحيانًا تشتغل في الخلفية.
  • التطبيقات دي بتستفيد من تسجيلات قصيرة لتحسين الإعلانات الموجهة، لكن ده غير معلن رسميًا ومخالف لسياسات الخصوصية.
  • شركات كتير اتعرضت لتحقيقات بسبب كده، زي فيسبوك وتيك توك.

2. طيب لو ما بحثتش ولا اتكلمت، ليه بيظهرلي اللي بفكر فيه؟

  • ده مش سحر... ده اسمه: تأثير بايدر-ماينهوف (Baader-Meinhof Phenomenon) يعني لما تبدأ تفكر في موضوع معين، تلاحظ وجوده في كل مكان حتى لو كان دايمًا موجود. عقلك هو اللي بيركّز عليه دلوقتي.
  • كمان، الخوارزميات بقت بتتوقع تفكيرك بناءً على سلوكك السابق، وممكن تتأثر بحاجات زي:
    • نوع الأجهزة اللي حواليك.
    • موقعك الجغرافي.
    • الشبكة اللي متصل بيها.
    • الناس اللي بتتفاعل معاهم (لو حد قريب منك بيبحث عن نفس الموضوع، ده بيوصلك).

احتمالات الخطورة التي توجب اتخاذ الحذر

في ظل التقدم الهائل في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، قد يظن البعض أن مجرد تفكيرهم في شيء ما سيكون محط اهتمام أو استهداف من قبل الشركات أو الجهات الأخرى. قد تكون هذه الاحتمالات صادمة، لكنها بعيدة عن الخيال:

  1. التجسس على حياتك الخاصة دون علمك:
    تخيل أن هاتفك يمكن أن يستمع إليك حتى أثناء عدم استخدامه. هذا يعني أن التطبيقات قد تقوم بتسجيل محادثاتك في الخلفية واستخدامها لصالح الإعلانات الموجهة. هذا النوع من التجسس يمكن أن يطال حياتك الخاصة بشكل غير قانوني، مما يعرضك لانتهاك خصوصيتك بدون علمك.

  2. مراقبة عاداتك وتوقعاتك المستقبلية:
    قد تجد نفسك في موقف حيث تُظهر لك الخوارزميات إعلانات أو مواضيع تتعلق بأشياء لم تبحث عنها أبدًا، بل وتطرقت إليها في محادثات خاصة أو حتى مجرد أفكار كانت تخطر ببالك. هذه القدرة على التنبؤ بأفكارك بناءً على بيانات سلوكك الشخصي يمكن أن تجعل الناس يظنون أن شركات التكنولوجيا أو أطراف أخرى قادرة على قراءة أفكارك، مما قد يعرضك للمزيد من الهجمات الرقمية.

  3. استهدافك بواسطة الإعلانات الموجهة بشكل مفرط:
    الشركات التي تمتلك هذه البيانات قد تستخدمها ليس فقط لإرسال إعلانات موجهة، ولكن أيضًا لاستغلال نقاط ضعفك العاطفية أو النفسية. على سبيل المثال، إذا كنت تمر بحالة نفسية معينة أو بحاجة لمساعدة، قد تجد أن الإعلانات تتلاعب بمشاعرك أو تتلاعب بك في حالات ضعف.

  4. التعرض للابتزاز والتهديدات الرقمية:
    إذا كنت تستعمل هاتفك في أمور حساسة، مثل المعاملات المالية أو المحادثات الخاصة المتعلقة بحياتك الشخصية، فإن هذه التطبيقات قد تكون مصدرًا لتهديدات كبيرة. في حال تمكنت أطراف ثالثة من الوصول إلى بياناتك أو المحادثات الخاصة، قد تجد نفسك في مأزق كبير.

كيف تحمي نفسك؟

من أجل حماية نفسك من هذه التهديدات، إليك بعض الآليات التي يمكن أن تقلل من خطر هذه التجاوزات:

  1. ضبط صلاحيات التطبيقات بعناية:
    تأكد من إيقاف التطبيقات التي لا تحتاج إليها من الوصول إلى الكاميرا أو الميكروفون، وراجع دائمًا الأذونات التي تمنحها للتطبيقات.

  2. استخدام تطبيقات أمنية لحماية بياناتك:
    قم بتنزيل برامج مكافحة الفيروسات الموثوقة وقم بتفعيل إعدادات الأمان على هاتفك. تطبيقات مثل VPN تساعد في الحفاظ على أمان تصفحك وحمايتك من التجسس.

  3. التحكم في الخصوصية من خلال الإعدادات:
    حدد الإعدادات التي تسمح بإلغاء تخصيص الإعلانات، وتعطيل أي نوع من تتبع الموقع أو سجلات النشاط. كما يمكنك إيقاف تسجيل الأنشطة على حساباتك في جوجل وفيسبوك وغيرها.

  4. استخدام متصفحات قوية ضد التتبع:
    استخدم متصفحات مثل Brave أو Firefox Focus التي توفر مستويات حماية أعلى ضد التتبع الإعلاني والمراقبة.

  5. احذر من التطبيقات المشبوهة:
    لا تقم بتحميل أي تطبيق من مصادر غير موثوقة، واحذف أي تطبيق لا تستخدمه بشكل منتظم.

  6. ابق على اطلاع دائم:
    تابع التحديثات الخاصة بالخصوصية الرقمية، حيث أن التقنيات الجديدة تظهر باستمرار، وقد تكون بحاجة إلى تكييف تدابير الأمان الخاصة بك لمواكبة التغيرات.


حماية الموبيل من التجسس و الهكر

3. خطوات عملية لتأمين هاتفك (خصوصًا لمستخدمي أندرويد):

  • أ - منع التطبيقات من استخدام الميكروفون والكاميرا:
    الإعدادات > التطبيقات > اختَر التطبيق > الأذونات > امنع الميكروفون والكاميرا

  • ب - إيقاف الإعلانات المخصصة من جوجل:
    الإعدادات > Google > الإعلانات > إلغاء تخصيص الإعلانات
    ثم: Google Account > البيانات والخصوصية > إعلانات مخصصة > إيقاف

  • ج - حذف سجل نشاطك بالكامل:
    Google Account > البيانات والخصوصية > سجل النشاطات

    • أوقف واحذف:
      • نشاط الويب والتطبيقات
      • سجل الموقع
      • سجل YouTube
  • د - استخدام متصفح آمن:
    حمّل Brave أو Firefox Focus
    فعل الخصوصية التلقائية
    أضف uBlock Origin لو تستخدم Firefox

  • هـ - تنظيف التطبيقات المشكوك فيها:
    امسح أي تطبيق مش معروف المصدر أو ما بتستخدموش فعلًا

  • و - إغلاق عمل التطبيقات في الخلفية:
    الإعدادات > الخصوصية > حماية التطبيقات > اقفل التشغيل التلقائي

  • ز - استخدام VPN قوي (اختياري لكن مفيد):
    ProtonVPN أو Windscribe (نسخ مجانية موثوقة)

الخلاصة:

لا، الموبايل لسه ما بيقرأش أفكارك حرفيًا، لكن شركات التكنولوجيا بتستخدم كم مهول من بياناتك لتحلل سلوكك وتتوقع اهتماماتك بدقة مرعبة. وكل ما بتشارك معلومات أكتر، كل ما بقت توقعاتهم أدق!
نصيحة أخيرة: خليك دائمًا حريص على مراجعة صلاحيات التطبيقات، ومتديش إذن الوصول إلا لو فعلاً محتاجه. وخليك واعي إن الخصوصية الرقمية بقت مسؤوليتنا إحنا، مش بس مسؤولية الشركات.


لا تنسوا مشاركة المقال مع أصدقائكم وزيارة المدونة لمزيد من المواضيع الشيقة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يرجى كتابة تعليقك هنا. نحن نقدر ملاحظاتك! شاركنا رأيك أو استفسارك، وسنكون سعداء بالرد عليك