الاثنين، 25 فبراير 2013

الذكاء الاصطناعي في ميدان المعركة.. كيف ساهم اختراع الانصاري في تطوير الجيش المصري؟

ابتكار مصري يحمي أرواح الجنود.. أول روبوت يقود المركبات الحربية


اختراع عسكري مصري  يغير العالم

في قلب الصعيد المصري، حيث تتجذر قيم العزة والشرف، وُلِد المهندس اللواء محمد محمود مهران بقرية شندويل البلد التابعة لمركز المراغة، محافظة سوهاج. نشأ في كنف عائلة الشفاعنة الأنصار، تلك العائلة التي عُرِفَ أبناؤها بالعلم والتفوق، فكان محمد محمود مهران خير مثال لهذه السيرة العطرة.

منذ نعومة أظافره، تميز بالذكاء الفطري والنبوغ العلمي، فكان دائمًا في طليعة المتفوقين دراسيًا، حتى حصد أحد المراكز العشرة الأولى في الشهادتين الإعدادية والثانوية، ليس فقط على مستوى محافظته، بل على مستوى الجمهورية بأكملها. هذه العبقرية الفذة جعلته هدفًا للصرح العسكري الأكاديمي الأكثر تميزًا في مصر، فالتحق بـ الكلية الفنية العسكرية في أوائل السبعينيات، ليبدأ رحلته العلمية والمهنية التي ستضع اسمه في سجل العظماء.

رحلة التفوق والإنجاز العسكري

تدرج محمد مهران في المناصب العسكرية حتى وصل إلى رتبة لواء مهندس، وخلال خدمته داخل أروقة القوات المسلحة المصرية، لم يكن مجرد ضابط عسكري، بل كان عقلًا هندسيًا مفكرًا يسعى دائمًا إلى التطوير والتحديث. هذا الطموح دفعه إلى السعي وراء مزيد من العلم، فحصل على درجة الدكتوراه في الهندسة من جامعة عين شمس في منتصف الثمانينيات، حيث قدم خلالها مشروعًا استثنائيًا سيغير مفاهيم الحرب الحديثة.

أول روبوت آلي مصري لقيادة المركبات العسكرية


هذه صورة تجسد اختراع اللواء المهندس محمد مهران، حيث يظهر الروبوت العسكري يقود مركبة مدرعة في ساحة المعركة، مع إبراز التكنولوجيا المتطورة والبيئة الحربية المحيطة. إذا كنت ترغب في أي تعديلات أو تفاصيل إضافية، أخبرني بذلك!


في ظل تصاعد التهديدات الميدانية وصعوبة اختراق بعض المناطق الخطرة مثل حقول الألغام والمناطق ذات الموانع الحربية، أدرك المهندس اللواء محمد مهران أهمية تطوير منظومة ذاتية التشغيل تساهم في تقليل الخسائر البشرية وتعزز كفاءة الأداء العسكري في البيئات الصعبة. وهكذا، جاء اختراعه الثوري: أول روبوت آلي مصري بالكامل لقيادة السيارات العسكرية دون الحاجة إلى سائق بشري.

التصميم والقدرات التقنية

الروبوت الذي صممه مهران لم يكن مجرد نظام قيادة آلي تقليدي، بل كان نظامًا متكاملًا يعمل وفقًا لأحدث التقنيات في ذلك الوقت، حيث تم تزويده بـ:

  1. أنظمة استشعار متطورة تمكنه من التعرف على التضاريس والموانع الحربية.
  2. ذكاء اصطناعي مبرمج لاتخاذ القرارات الميدانية تلقائيًا، مثل اختيار أفضل المسارات وتفادي الكمائن.
  3. تحكم عن بُعد يتيح للقيادة العسكرية السيطرة عليه في الحالات الطارئة.
  4. نظام حماية ذاتي يضمن تشغيله بكفاءة حتى في بيئات الحرب الإلكترونية التي تعطل الأجهزة التقليدية.

رفض بيع الاختراع والحفاظ على السيادة الوطنية

بعد نجاح النموذج الأولي، جذب هذا المشروع انتباه العديد من الشركات العالمية الكبرى، والتي عرضت ملايين الدولارات للحصول على حقوقه. لكن المهندس محمد مهران كان يرى في هذا الإنجاز مشروعًا قوميًا يخدم جيش بلاده، وليس سلعة للبيع. رفض جميع العروض الأجنبية وقدم المشروع هدية خالصة للقوات المسلحة المصرية، ليظل اختراعه في يد الوطن، ويعزز مكانة مصر كدولة منتجة للتكنولوجيا العسكرية، وليس مجرد مستهلكة لها.


الدبابة الأمريكية التي تُنتجها مصر هي "M1A1 أبرامز". يتم تصنيعها محليًا بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتم تجميع الأجزاء في مصر ضمن اتفاقية تعاون عسكري بين البلدين.


مسيرة ما بعد الجيش: دور وطني مستمر

بعد تقاعده من الخدمة العسكرية، لم يتوقف عطاؤه الوطني، بل استمر في العمل كـ خبير في مجال التصنيع العسكري، وتقلد منصب وكيل وزارة الإنتاج الحربي بالهيئة العربية للتصنيع. خلال هذه الفترة، ساهم في تطوير مشاريع عسكرية جديدة، وكان له دور محوري في تعزيز الاكتفاء الذاتي لمصر في مجال التصنيع الحربي، وهو ما عزز مكانة مصر كقوة إقليمية عسكرية.

القيم الشخصية: رجل المبادئ والأخلاق

بعيدًا عن المجال المهني، عُرف اللواء محمد مهران بأخلاقه الرفيعة ونزاهته التي جعلت كل من تعامل معه يشيد بسيرته العطرة. كان نظيف اليد، عفيف اللسان، نقي السريرة، لا يحمل ضغينة لأحد، ولا يذكر الناس إلا بالخير. لم يكن النجاح مجرد محطة في حياته، بل كان أسلوب حياة جسده في عمله العسكري، كما تجلى في حياته الأسرية.

الأسرة: نجاح ممتد عبر الأجيال

لم يكن النجاح محصورًا في مسيرته المهنية فقط، بل امتد ليشمل حياته العائلية. فقد ربى أبناءه على نفس المبادئ التي نشأ عليها، فأصبحوا جميعًا من النماذج المشرفة في المجتمع.

  1. النقيب أحمد محمد محمود مهران شافعين – ضابط بالقوات المسلحة.
  2. المهندس محمود شافعين – يعمل في قطاع البترول.
  3. المهندس عبد الله شافعين – تميز في مجاله الهندسي.
  4. الدكتورة فاطمة محمد محمود مهران شافعين – أستاذة بجامعة القاهرة.
  5. المهندسة هدى شافعين – خريجة جامعة حلوان.

لقد كانت تربيته لأبنائه مثالًا يُحتذى به، وكانوا جميعًا امتدادًا لمسيرته الناجحة، ليحملوا اسمه بفخر وعزة في ميادينهم المختلفة.

الرحيل: نهاية مشرفة لمسيرة عطاء

في يوم الجمعة 25 يوليو 2008م، وبعد إصابته بعدة جلطات، انتقل اللواء المهندس محمد محمود مهران إلى جوار ربه في مستشفى القوات المسلحة بكوبري القبة، عن عمر يناهز 59 عامًا. كان رحيله خسارة فادحة للوطن، لكنه ترك إرثًا خالدًا في مجال التكنولوجيا العسكرية المصرية، ليبقى اسمه محفورًا في سجل العظماء الذين خدموا بلادهم بإخلاص.

 إرث خالد في تاريخ مصر العسكري

ما قدمه اللواء المهندس محمد محمود مهران لم يكن مجرد اختراع، بل كان رؤية مستقبلية أثبتت أن العقل المصري قادر على الإبداع في أدق المجالات، حتى في التقنيات العسكرية المتقدمة. لقد جسّد بمسيرته قصة كفاح ونجاح، وكان نموذجًا لضابط مهندس وضع الوطن فوق كل اعتبار.

إن قصته ليست مجرد سيرة ذاتية، بل ملحمة وطنية تُلهم الأجيال القادمة، وتؤكد أن العبقرية لا تعرف الحدود، طالما أن هناك من يؤمن بحلمه ويعمل من أجله.