الشاعر الأندلسي
أبو بكر عبادة بن ماء السماء
قال أبن بسام: (هو أبو بكر بن عبادة
بن عبدالله بن ماء السماء الأنصاري الخزرجي من ذرية قيس بن سعد ابن عبادة،
وقيل له ابن ماء السماء نسبة الى جدهم الأول ) والمعروفين من ذريته وعقبه المعابدة بصعيد مصر.
أشتهر بشعر الزجل كما يوصف على أنه واحد من فحول شعراء الأندلس وأكثرهم عطائاً
بالشعر والأدب وفنّ التوشّح وكان عبادة أحد تلامذة اللغوي المشهور أبي بكر
الزبيري ،وقد
وصف أيضا بأنه "شاعر الأندلس ورأس الشعراء في الدولة العامرية". أسهم
بدور بارز في تطور فن الموشحات له كتاب في (أخبار شعراء الاندلس) كما أورد الذركلي فى كتاب
الاعلام .
وغطت شهرته كوشاح
على شعره. وكان متحدثاً مفوهاً ومؤرخاً من عظام كتاّب قرطبة التي هو منها.
فيقول الدكتور فوزي عيسى في كتاب «شعراء
أندلسيون منسيون» والصادر عن مركز البابطين لتحقيق المخطوطات الشعرية.
ميزة
شعر عبادة بن ماء السماء أنه يعكس رؤيته للواقع الأجتماعي ونظرته إلى الناس، وهى
في مجملها تسم الناس بالفساد الأخلاقي.
حيث وجدت
بخط أبو بكر بن عبادة قصيدة يرثي بها
الأمير عبد الرحمن ويهنئ الأمير محمداً ابنه بالخلافة:
من
الطويل تـكـاد إذا حـلـت
عـراهـا تـفـطـــر سقى الله قبـراً بـالـنـخـيل غـمـامة فما نطق الأقوام
فيه قناعةوهم في أبي بكر لعمر يكثروا تـبـسـمـت الـدنـيا إلـيه وأقـبــلـــت إلـيه قـلـوب الـنـاس لا تـتـــأخـــر.
و ذكره أبو محمد بن حزم قال أبو محمد:
كان في صفر من سنة إحدى
وعشرين وأربعمائة برد مشهور لم يشاهد مثله وفيه قال عبادة بن ماء السماء يصف هوله:
يا عبرة أهديت لمعتـبـر عشية الأربعاء من صفر أقبلنا الله بأس مـنـتـقـم فيها وثنى
بعفو مقـتـدر أرسل ملء الأكف من برد جلامداً تنهمي على البشر فيا لهـا آية
ومـوعـظة فيها نذير لكل مزدجـر كاد يذيب القلوب منظرهـا ولو أعيرت قساوة الحجر لا
قدر الله في مشـيئتـه أن يبتلينا بسيئ الـقـدر وخصنا بالتقى ليجعلنا مـن بأسه
المتقي على حـذر.
-تاريخ آل شافعين الأنصاري بصعيد مصر