الجمعة، 14 فبراير 2025

تاريخ الأدارسة وأثرهم في المغرب والأندلس

الأدارسة حكموا المغرب والأندلس بعد إدريس الثاني، وقسموا المملكة بين أبنائه. امتد نفوذهم لليمن والحجاز، واستمر أثرهم في التاريخ الإسلامي حتى اليوم.

بعد وفاة الإمام إدريس الثاني (الأصغر)، ترك وراءه اثني عشر ابناً، منهم الكبار والصغار، وهم: محمد، عبد الله، عيسى، عمران، أحمد، جعفر، يحيى، القاسم، عمر، علي، داود، وحمزة. تولى ابنه الأكبر محمد خلافته، واتخذ مدينة فاس مقرًا للحكم، حيث استمر نسله في حكم المغرب، لكن نظرًا لطبيعة الحكم التي تبناها، اعتبر المملكة إرثًا شرعيًا يجب توزيعه بين أبنائه وإخوته، فقسم المملكة إلى عدة ولايات، بلغ عددها تسعًا على الأقل، وأسند إلى كل واحد من إخوته الكبار إمارة من إمارات البلاد، بينما أبقى الصغار تحت كفالته.

تقسيم المملكة الإدريسية

  • علي: سجلماسة، جبل الريف، بادس، وأحوازها.
  • عمر: تيكساس، ترغة، بلاد صنهاجة، غمارة، رجس، وأحوازها.
  • أبو القاسم: سبتة، طنجة، قلعة حجر النسر، تطوان، مصمودة، وأحوازها.
  • حمزة: تلمسان، أعمالها، الهبط، وأحوازها.
  • عيسى: شالة، سلا، أزمور، تامسنا، وأحوازها.
  • عبد الله: أغمات، بلاد نفيس، المصامدة، سوس، قشتالة، تادلة، وأحوازها. وهو الذي تنتمي إليه قبائل شرفاء الصيعان.
  • يحيى: البصرة، أصيلا، العرائش، بلاد ورغة، غماة، وأحوازها.
  • داود: هوارة، تسول، مكناس، جبال غياثة، تازة، تلمسان، وأحوازها.
  • أحمد (كثير): مكناسة، فازاز، تادلة، مالقة، غرناطة، وطرفًا من جبل الفتح.

ذرية أحمد بن إدريس الإدريسي

الإدريسيون استمروا في الحكم بعد وفاة إدريس الثاني، ومنهم الشريف أحمد بن إدريس، الذي ولد بقرية ميسور بالمغرب، القريبة من فاس عام 1163هـ. وكان من أعلام عصره في التصوف والفقه.

الأدارسة في الأندلس واليمن

من نسل إدريس الثاني، حكم الأدارسة أجزاءً واسعة من الأندلس، وكان لهم شأن كبير، خاصة في غرناطة ومالقة. كما انتقل بعض الأدارسة إلى اليمن، حيث أسسوا حكمهم هناك.

السليمانيون وأمراء مكة

السليمانيون فرع آخر من بني الحسن، وكانوا أمراء مكة، يعملون نوابًا للخلفاء العباسيين. ومنهم محمد بن سليمان، الذي كان أحد كبار الأمراء. كما جاء بعدهم الهواشم، ثم بنو قتادة الذين حكموا مكة وامتد حكمهم إلى ينبع والصفراء واليمن وبلاد نجد.

إمارة بني قتادة

بنو قتادة هم سلالة حسنية تولت إمارة مكة بعد الهواشم، وكانوا من كبار القادة والأمراء في الحجاز. استمر حكمهم حتى العهد العثماني، ومن أبرزهم عجلان بن رميثة وذريته الذين حكموا مكة حتى القرن التاسع الهجري.

بنو الرسي وإمامة اليمن

بنو القاسم الرسي، وهم من نسل الحسن المثنى بن الحسن السبط، استقروا في اليمن وأسسوا الإمامة الزيدية. وكان أول أئمتهم يحيى بن الحسين، الذي أعلن الإمامة في صنعاء عام 282هـ.

الأشراف في نجد والحجاز

الأشراف من بني الحسن توزعوا في عدة مناطق من الجزيرة العربية، مثل بيشة، الطائف، الرياض، ضرما، الأحساء، والأفلاج. ومن أبرز عائلاتهم:

  • آل لؤي في بيشة.
  • ذوو حسين في نجد والعراق.
  • آل سويري في قصر الشمس.
  • آل محمود في نجد.
  • بنو الأخيضر، الذين حكموا نجد واليمامة لقرابة قرن، ثم انقرضت ذريتهم.

الملوك الهاشميون الحسنيون

الملوك الهاشميون الحاليون في الأردن ينتمون إلى بني الحسن عبر الشريف محمد بن عبد المعين بن عون، الذي كان أميرًا على مكة في القرن التاسع عشر. وينحدر منه الملك الحالي عبد الله الثاني بن الحسين.



الأدارسة حكموا المغرب والأندلس بعد إدريس الثاني، وقسموا المملكة بين أبنائه. امتد نفوذهم لليمن والحجاز، واستمر أثرهم في التاريخ الإسلامي حتى اليوم.




الخاتمة

ظل بنو الحسن بن علي بن أبي طالب جزءًا محوريًا من التاريخ الإسلامي، حيث امتد حكمهم في المغرب، الأندلس، اليمن، نجد، والحجاز. وعلى الرغم من تقلص نفوذهم في بعض الفترات، إلا أن سلالاتهم ما زالت تحتفظ بمكانتها بين القبائل والأسر العريقة.


لا تنسوا مشاركة المقال مع أصدقائكم وزيارة المدونة لمزيد من المواضيع الشيقة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يرجى كتابة تعليقك هنا. نحن نقدر ملاحظاتك! شاركنا رأيك أو استفسارك، وسنكون سعداء بالرد عليك