الأربعاء، 16 نوفمبر 2016

من الأندلس الفردوس المفقود إلى وادي النيل: رحلة المعابدة عبر الزمان والمكان

رحلة عرب المعابدة الى صعيد مصر




حينما تتلاشى الأحلام وتتحول القصور إلى أطلال، وحينما تتبدد أمجاد الأمم في مهب الرياح، تبقى الحكايات شاهدة على قوة الإرادة وصمود الإنسان. هذه هي قصة قبيلة المعابدة ، أحفاد الأندلس الذين انطلقوا في رحلة استثنائية عبر الصحاري المغربية، حاملين معهم إرثهم الثقافي، وعزمهم على البقاء، وذكريات الفردوس المفقود. إنها رحلة المئة عام أو تزيد، حكاية نُسجت بخيوط الألم والأمل، وكُتبت على صفحات الرمال، لتبقى شاهدة على عظمة الماضي وإصرار الحاضر.

نقدم لحضراتكم نبذة عن خروج الأجداد من الفردوس المفقود، الأندلس، إلى وادي النيل، مصر. رحلة المئة عام أو تزيد عبر الصحاري والفيافي المغربية.

كم كنت أتمنى أن أكون كاتبًا روائيًا يستطيع أن يبحر بخياله عبر الزمن ليتأمل ويجسد هذه الحقبة العصيبة على أحفاد الملوك، لرجال كانوا أسياد دولة تتسيد العالم، إلى أن دار الزمان عليها وعليهم. ولكن سأحاول رصدها بأسلوبي العلمي الركيك أدبيًا في التالي:

سقطت غرناطة، آخر ممالك الأندلس، مملكة بني الأحمر الأنصار، عام 1492م، أي منذ حوالي 600 عام، وهرب منها جموع القبائل العربية الأندلسية إلى بلاد المغرب، وكان منهم قبيلة المعابدة، ومنهم بني شافعين من ذرية عبادة بن أبي بكر عبادة بن عبدالله بن محمد بن عبادة بن أفلح الأنصاري من ذرية سيد الخزرج سعد بن عبادة رضي الله عنه. ومعهم خرج البكريون من عرب بني ربيعة من ذرية بكر بن وائل أصحاب جزيرة أونبه وشليطش في آخر زمان الأندلس.

الأعزاء، ولا زمن عزهم وملكهم، حملوا أبنائهم وزوجاتهم على النوق، يتقدمهم الفرسان، ينتقلون من وادي إلى وادي في الصحاري والوديان المغاربية في رحلة لا أظن أنها كانت سهلة.

وكما قال الشاعر الأندلسي أبو البقاء الرندي في رثاء الأندلس، وهو من قبيلة نَفْزة (وهي من قبائل البربر):

لكل شيء إذا ما تم نقصان
فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول
من سره زمن ساءتـه أزمان
وهذه الدار لا تبقي على أحد
ولا يدوم على حال لها شان.


خلال 100 عام أو يزيد، خالطوا وصاهرو فيها قبائل البربر والمغرب مثل قبائل لولاته وزيناته وصنهاجة وكتامة وهوارة، وهي قبائل قوية محاربة، أحبوا الإسلام والعرب والأندلس، ودافعوا عنها في زمن ضعفها، وأسسوا دولًا قوية مثل دولة المرابطين ثم الموحدين ثم المرينية. وبالمصاهرة، انضم البعض إلى المعابدة في رحلتهم. كذلك خالطوا من القبائل العربية القاطنة بالمغرب مثل قبائل بني سليم وبني هلال.

مزيج قوي أصيل انصهر في ركاب قبيلة المعابدة ليكونوا حلف المعابدة الذي دخل مصر مع بداية الدولة العثمانية، التي قامت على أنقاض حقبة المماليك، إلى أن حط بهم الرحال في قرية قديمة من الأعمال الأسيوطية تدعى طهنهور (عرب المعابدة حاليًا) تحت سفح الجبل الشرقي، ليستقر بهم الحال هناك.


رحلة قبيلة عرب المعابدة من الأندلس الي صعيد مصر


المعابدة بمحافظة أسيوط قبائل أندلسية ومغربية


مئة عام أو تزيد في بلاد المغرب تركت في المعابدة آثارًا واضحة بالطباع والأسماء والألقاب والتشكيل العرقي. فمثلاً:

1. ميلهم إلى البداوة وحياة الصحراء: رغم استقرارهم في مصر، ظل لدى قبيلة المعابدة شوقٌ إلى حياة البداوة. فقد اختاروا الاستقرار تحت سفح الجبل الشرقي، وهو مكان يجمع بين طبيعة الصحراء ووفرة الأراضي الزراعية. كان هذا الموقع يمثل لهم توازنًا بين الماضي والحاضر، بين حياة البداوة وحياة الاستقرار.

2. استقرار قبيلة المعابدة الأنصار في شمال محافظة أسيوط يتوافق مع المحيط الجغرافي للقبائل القادمة من ليبيا والمغرب العربي، والتي تنتشر بكثرة في محافظات الفيوم وبني سويف والمنيا وشمال أسيوط.

3. الجمع بين الكرم والعصبية: من السمات التي تميز قبيلة المعابدة هي قدرتهم على الجمع بين الطيبة والكرم، وبين العصبية والشجاعة. هذه الصفات التي ورثوها من قبائل المغرب وأبناء عرب الأندلس جعلتهم قادرين على مواجهة التحديات التي واجهوها في مصر. كانوا يعرفون كيف يكرمون ضيوفهم، وكيف يدافعون عن أرضهم وعرضهم بكل شجاعة. 

4. قرية المعابدة ليست مجرد تجمع سكاني، بل هي شاهد حي على حكاية تاريخية تمتد جذورها إلى الهجرة الكبرى التي أعقبت سقوط الأندلس. بدأت القصة من الأندلس، ومرت ببلاد المغرب العربي – المغرب، الجزائر، تونس، وليبيا – قبل أن تستقر في وادي النيل، حيث تشكل حلف المعابدة الأندلسي العربي المغربي، الذي استقر في طهنهور ليحولها إلى ما يُعرف اليوم بـ"عرب المعابدة".

تضم القرية قبيلة شوافع المعابدة الأنصار، والسعايدة الأنصار الذين يعود نسبهم إلى الصحابي الجليل قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه، ويرتبطون بوشائج النسب مع بني الأحمر، ملوك غرناطة وآخر حكام الأندلس. إلى جانبهم، توجد عائلة الطوالب البكريين من بني ربيعة، الذين ينحدرون من حكام جزيرة أونبة وشليطش في الأندلس. كما تضم القرية عائلة المرابطين، أحفاد الدولة المرابطية التي أسست إمبراطورية امتدت من المغرب الأقصى إلى الأندلس.

ومن بين العائلات البارزة أيضًا عائلة الهواورة، التي تحمل نسبًا مغربيًا عريقًا وتاريخًا يمتد عبر بلاد المغرب العربي إلى مصر. بجانبهم، توجد عائلة الطحاوية الهنادي من بني سليم، الذين اشتهروا بتغريبتهم الهلالية وبطولاتهم في بلاد المغرب العربي بعد هجرتهم من مصر. كما يظهر نسب بني سليم في عائلات أخرى داخل حلف المعابدة، كما تتزين القرية بالسادة العباسيين، أحفاد الأمير محمد بن جعفر بن حسن من سليمان المستكفي، الذين تركوا بصمة واضحة من خلال عائلات الخرابزة والبريشية، ولهم أمارة بني العباس في الجزائر. إلى جانبهم، تضم القرية عائلات عربية أصيلة أخرى منهم الفقايرة، آل الميرة،آل الشيخ،الغراب، العفايشة، الحرابوة، البهانسة، البحيري، الشامة، السالمي، الخمايسة،آل عبد العواض، الكساسبة، والخطبه ، ما يجعلها نموذجًا حيًا للتنوع والاندماج والتلاحم الذي يعكس تاريخًا عريقا. 

5.  الألقاب والعادات: من العادات التي أخذها المعابدة من المغرب كانت استبدال لقب "الجد" بلقب "السيد".فيلقب الحفيد جده ب( سيدي فلان ) وهو لقب مغربي الأصل. 
هذا التغيير في الألقاب كان يعكس تأثير الثقافة المغربية عليهم، وهو نوع من التقدير والاحترام للأجداد. هذا اللقب أصبح جزءًا من الهوية الجديدة للقبيلة. 

6. يظهر موروث هذه الرحلة في بعض الأسماء، فمثلًا اسم "الجلفي" كما في آل الجلفي عبادة شافعين المعبدي الأنصاري المنتشرين بالمراغة وشندويل والفيوم، مأخوذ من اسم ولاية الجلفة الجزائرية، إحدى أهم مدن الجزائرية.

7. من العادات القديمة ذات الموروث الأندلسي والمغربي، والتي تتميز بها نساء شوافع المعابدة الأنصار من القدم، ولا تزال تحتفظ بها البعض، هي "البردة": عبارة عن رداء أسود تلتحف به النساء لا يظهر سوى عين واحدة، وهي تشبه إلى حد كبير لباس نساء قرية البشير الأندلسية الواقعة بين مدينتي قادش وطريفة على الشريط الساحلي المقابل لعدوة المغرب. ولا فرق بينه وبين "الحايك" المعروف في الشمال المغربي وفي الجزائر وتونس إلا في لونه الأسود، كما يُطلق عليه عند آل شافعين الأنصاري في قرية شندويل البلد بصعيد مصر اسم "الشجة" إلى الآن.


الزي التقليدي لنساء أهل الأندلس و المعابدة
الزي التقليدي لنساء أهل الأندلس و المعابدة


8. التفاف بعض أبناء عمومتنا حول ولي الله الشريف محمد الزلتيمي البرقي، ابن الشريف عبد السلام الفيتوري البرقي، ليكونوا معه في رحلته وركابه منذ حوالي 350 عامًا، إلى أن استقر بأحدى بقاع نجع حمادي وأسس قرية زليتن، وهم الآن أكبر عائلاتها. والشريف الزلتيمي برقي من الديار الليبية، يحمل لغة وموروث أهل المغرب.

9. نقول "أولاد شافع" كما هي عادة القبائل المغاربية الأصل، ولا نقول "بني شافع" كما هي عادة قبائل العرب القادمة من الجزيرة العربية مباشرة إلى مصر، كما في قبيلة بني النجار الأنصارية.

10. رغم عودة نطق كلمة "شافع" إلى أصلها الصحيح في اللغة العربية، إلا أن من شوافع المعابدة من احتفظ بالموروث الأندلسي المغربي بإضافة الياء والنون إلى الأسماء، ليستمر كما كان شافعين الأندلس.

11. المعروف أيضًا في مؤلفات المسلمين الذين كتبوا عن الأندلس أن أهل هذه البلاد لا يهمزون، إذ لا ينطقون الهمزة، بحيث يلفظون "البئر" "البِيرْ"، ولا يقولون "نأكل" بل "ناكل"، كما في لهجة قبيلة المعابدة.

12. كما كان الأندلسيون غير آبهين ببعض صيغ النحو والصرف، وتجاوزت هذه "العدوى" حدود بلادهم، إذ يستخدم أهل المعابدة بصورة عامة صيغة المتكلم الجمع بدلاً من المفرد عند الحديث عن أنفسهم كأفراد، إذ يقولون: "نروح" و"نلعب" وليس "أروح" و"ألعب"، و"نرتاح" بدلاً من "أرتاح"، و"نمشي" بدلاً من "أمشي".

13. من عادات لهجتنا، والتي هي نتاج أندلسي، هي استعمال حرف الجر "في" بإلصاقه مباشرة بالاسم المجرور وحذف يائه، كأن نقول: "فالبلد" وليس "في البلد"، أو "فالبيت" بدلاً من "في البيت".

14. نقول "فين" اختصارًا لـ "في أين"، فنقول "فين كنت" بدلاً من "فأين كنت"، و"منين" التي نختصر بها السؤال "من أين"، وهي من لهجة أهل غرناطة وأرياف الأندلس.

الختام: رحلة لا تنتهي

ورغم مرور مئات السنين، لا تزال قبيلة المعابدة تحتفظ بجزء كبير من موروثاتها القديمة. فالأرض التي احتضنتهم، والرحلة التي خاضوها، لا تزال حية في قلوبهم. تلك الرحلة التي بدأت من غرناطة، مرورًا بالمغرب، ثم مصر، كانت أكثر من مجرد رحلة جغرافية، بل كانت رحلة عبر الزمن، عبر التاريخ، وعبر الهوية.

تظل قصتهم، قصة عرب المعابدة، واحدة من أروع القصص التي ترويها الأرض. قصة لا تنتهي، بل تتجدد مع كل جيل. هي رحلة مستمرة عبر الزمان والمكان، رحلة لا يمكن أن تموت، بل تظل حية في ذاكرة كل من سمع بها.

هذه بعض الاستدلالات الهامة المستوحاة من تاريخنا، والتي تشكل ملامح شخصياتنا ولهجتنا وطباعنا، وإلى مزيد من المعلومات الهامة مستقبلاً بإذن الله تعالى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


موضوعات ذات صلة :


الثلاثاء، 11 أكتوبر 2016

ذكرى هجرة المصطفى: بين الأجيال وعبق التراث في مؤتمر الأنصار

في محفل الأنصار: تأصيل الهوية وتوثيق الأنساب



منذ أن بزغ فجر الإسلام على بطاح مكة المكرمة، وخرج النور المحمدي ليضيء جنبات الأرض، كانت قبائل الأنصار على العهد، أهل النصرة والإيمان، من نصروا رسول الله ﷺ يوم عزَّ الناصر، وآووه يوم ضاقت عليه الأرض بما رحبت، فكانوا أهله وصحابته، والدرع الذي تصدى للشدائد. ولئن كانت هجرة المصطفى ﷺ من مكة إلى يثرب إيذانًا ببداية عهد جديد، فقد كانت قلوب الأنصار له مأوى، وأيديهم حاميةً لدعوته، حتى أصبحت يثرب المدينة المنورة، منارةً للإسلام ومصدر إشعاعٍ للهداية.

وفي ذكرى هذا الحدث الجلل، الذي سطَّرته كتب السير وأودعته القلوب، اجتمعت قبائل الأنصار في احتفال سنوي، دأبت عليه منذ أزمان، تخلد فيه ذكرى الهجرة المباركة، وتحيي صلات القربى والود بين أبناء العمومة الذين تفرقت بهم الديار، لكنهم ظلوا على العهد، قلوبهم على قلب رجل واحد، يصدحون بحب المصطفى ﷺ، ويؤكدون عزمهم على حفظ إرث الأجداد وصون النسب الشريف.


انعقاد المؤتمر ومكانته

وفي إطار هذه الاحتفالات المباركة، انعقد مؤتمر الأنصار العالمي يوم الثالث من أكتوبر لعام 2016، الموافق الثاني من شهر المحرم لعام 1438 هـ، في مدينة فرشوط بمحافظة قنا، تحت رعاية كريمة من عائلة القاضي الأنصاري، التي تُعد من أعز البيوت المتصلة نسبًا بالسادة الأنصار، وكان لقاءً عامرًا بالحضور من مختلف أقاليم مصر والوطن العربي، حيث اجتمعت القبائل على كلمة سواء، متآخين في النسب والعهد، مؤكدين على وحدة الصف، ومجددين الولاء للعهد الذي حمله الأجداد.


حضور قبيلة شوافع المعابدة الأنصار


شوافع المعابدة الأنصار بالمؤتمر العالي للسادة الأنصار


وفي هذا الجمع المهيب، كانت قبيلة شوافع المعابدة الأنصار في طليعة الحضور، تلبيةً لنداء الروابط المتينة التي تربط أبناء الأنصار بعضهم ببعض، فقد حضر وفد كبير من أبناء القبيلة، قادمين من محافظات أسيوط، سوهاج، قنا، بني سويف، والفيوم، تحت راية المجد والفخر، مؤكدين ولاءهم للنسب الطاهر وانتماءهم لمجد السلف الكريم.


كلمة قبيلة شوافع المعابدة الأنصار

وكانت هذه القبيلة العريقة ممثلةً في شيخها الجليل، المستشار شافع توفيق شافع الأنصاري، والمتحدث الرسمي للقبيلة، الأستاذ عادل شافع المعبدي الأنصاري، حيث ألقى الدكتور محمد شافعين الأنصاري كلمةً جامعةً باسم القبيلة، وكانت كلمته زادًا للقلوب، وعهدًا جديدًا متصلًا بالسالفين من الأجداد.


كلمة شوافع المعابدة الأنصار بمؤتمر الأنصار العالمي


افتُتِحت الكلمة بالحمد لله والثناء عليه، والصلاة والسلام على النبي الكريم، ثم جاء الترحيب بالأشراف من أبناء القبائل الحاضرة، تحيةً لأهل الوفاء، وعرفانًا لمن ساروا على درب الآباء. ثم تناول الدكتور محمد شافعين الأنصاري الحديث عن قبيلة شوافع المعابدة الأنصار، وذكر نسبها الطاهر الممتد إلى الصحابي الجليل قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه، سيد الخزرج وحامل راية الأنصار، والذي كان من أكرم الناس وأحلمهم وأحكمهم رأيًا.


القصيدة "مجمع الأنصار"

وكما تعوَّدت المجالس العريقة أن تُزَيَّن بالحكمة والشعر، فقد ألقى الدكتور محمد شافعين الأنصاري، ضمن كلمته، قصيدة "مجمع الأنصار"، التي نظمها الشاعر الدكتور مختار الديب شافعين المعبدي الأنصاري. وقد تردد صدى أبياتها في أرجاء القاعة، تعبيرًا عن مجد الأنصار الذي سطَّروه بدمائهم الزكية، وذكّرت الأجيال الحاضرة بعظمة أسلافهم الذين حملوا الإسلام في قلوبهم، وكانوا درعه وسيفه.


ختام المؤتمر وتأثيره

لقد كان هذا المؤتمر ملتقى تاريخيًا لأبناء القبائل الأنصارية، حيث التقت فيه القلوب قبل الأيدي، وتعانقت فيه الأرواح قبل الكلمات، وعاهد الجميع على حفظ الأمانة، وصيانة الإرث، ليظل النسب محفوظًا، والولاء متصلًا، والراية عاليةً خفاقةً في سماء المجد.

مصادر ذات صلة:

  • رابط فيديو الكلمة على اليوتيوب:




وهكذا، يظل احتفال الأنصار بذكرى الهجرة النبوية يومًا مشهودًا، تتجدد فيه العهود، وتتوثَّق فيه الروابط، ويظل أبناء الأنصار كما كانوا، سدنة المجد وحماة النسب، يرفعون راية أجدادهم، مستلهمين من هجرة جدهم الأعظم ﷺ دروس الثبات والعزة والإباء.


موضوعات ذات صلة :









الأحد، 2 أكتوبر 2016

مؤتمر السادة الأنصار العالمي يوم 2 محرم 1438هـ، الموافق 3 أكتوبر 2016م

 مجمع الأنصار.. لقاء الأحفاد على درب الأجداد


مجمع الأنصار.. حيث تلتقي الجذور وتترابط الأوصال



في رحاب محافظة قنا، حيث ينعقد مؤتمر السادة الأنصار العالمي يوم 2 محرم 1438هـ، الموافق 3 أكتوبر 2016م، تتجدد أواصر القربى، ويلتقي أبناء الدوحة الطاهرة على عهد الجدود، متمسكين بالإرث العظيم الذي حملوه كابرًا عن كابر. وكأن الرعد في الصعيد ينادي معلنًا عن هذا الجمع المبارك، الذي يضم السادة الأخيار، أحفاد من نصروا الرسول وأووا دعوته، فكانوا منارات للهداية وعنوانًا للوفاء.

يا سحاب الترحال، قف بديار الأنصار، وانثر ظلالك الوارفة على هذه القلوب التي لم تزل تنبض بحب المختار. هنا، حيث تمتد الجذور إلى عمق التاريخ، وحيث كل غصن من هذه الشجرة الطيبة يفاخر بثماره، في مشهد يبعث الفخر في النفوس ويجدد عهد الإخاء بين الأحفاد.

لقد جمعتنا الجذور قبل الزمان، وربطتنا وشائج الدم والنسب، وما زال ماء الأصل يسري في عروق الأجيال، شاهدًا على وحدة الصف وصفاء الروح. فمن أندلس القريض إلى ضفاف النيل، ومن المدينة إلى كل ربوع الأرض، يظل الأنصار مشاعل هداية ونهرًا من العطاء لا ينضب.

وبهذه المناسبة العظيمة، نقدم لكم قصيدة "مجمع الأنصار" للشاعر الكبير الدكتور مختار محمد علي شافعين المعبدي الأنصاري، التي تحمل في أبياتها روح هذا اللقاء المبارك، وتفيض بمشاعر الفخر والاعتزاز بإرث الأنصار ومكانتهم عبر التاريخ.

وفي هذا المؤتمر، حيث يلتقي الأحبة، لا يكون اللقاء مجرد اجتماع، بل هو امتداد لوعد قديم، وعهد متجدد بأن تبقى رابطة الأنصار حيّة، محفوظة في القلوب، منقوشة في سجل الخلود، كتلك النقوش التي نراها في الآثار، تحكي عن مجد لا يُمحى، ووفاء لا يتغير.

يا أخا الأنصار، ردّدها في المآذن، وانقلها للأجيال القادمة: نحن أهل محبة المختار، نحفظ العهد،

 

ونروي شجرة المودة،

 

قصيدة مجمع الأنصار


موضوعات ذات صلة :









تحليل مخطوطة زليتن: كيف استوطنت عشائر الشوافع الأنصار في نجع حمادي؟ قراءة في أصول العائلات ونسبها

شوافع المعابدة الأنصار بزليتن نجع حمادي

شوافع المعابدة الأنصار بقرية زليتن نجع حمادى قنا


في ليلة قمراء من ليالي التاريخ، عندما كانت النجوم تروي للعابرين قصص الرحلات الطويلة، وتهامس الرياح بأسرار الزمن، كانت هناك مخطوطة قديمة تتوارثها الأجيال، تحمل في طياتها تاريخًا عمره أربعة قرون. تلك المخطوطة، التي صاغها بمداد الحكمة الشريف الزلتيمي البرقي، لم تكن مجرد كلمات على رقٍ أصفر، بل كانت نافذة تطل على أزمنة بعيدة، تُحاكي الرحلة التي قادت عائلة الشوافع الأنصار من موطنٍ إلى آخر، في سعيهم الدائم نحو المجد والعزة.

البداية: جذورٌ في قلب الصعيد

منذ قرابة الـ ٤٠٠ عام كان الموطن الأول لعشيرة الشوافع الأنصار في قرية بني محمد، بمركز أبنوب الحمام في محافظة أسيوط. هنا، حيث تتجاور بيوت المعابدة، القبيلة الأم للشوافع، عاش أجدادهم في عزٍ ورفعة، يتوارثون قصص البطولة والإباء. لكن النفوس الحرة لا تُحب الركود، والدماء التي حملت إرث الأندلس لم تعرف السكون، فكان الرحيل قدرًا كتبته الأقدار.

لم يكن خروجهم وليد الصدفة، بل كان امتدادًا لرحلة طويلة بدأت منذ سقوط الأندلس، حين انتثرت قبائل العرب في بلاد المغرب، تبحث عن مستقرٍ جديد. ولما استقر حلف عرب المعابدة أخيرًا في طهنهور، وأخضعوها لحكمهم، تشكلت قريتا المعابدة الشرقية والغربية، وتفرعت من بطونها عائلات عظيمة في جميع أنحاء الديار المصرية.


قرية المعابدة الشرقية و المعابدة الغربية


المسير نحو الجنوب: دروبٌ من الرمل والنهر

بدأت عشيرة من شوافع بني محمد رحلتها الكبرى، تسبقهم آمالهم وتدفعهم أحلامهم، حتى استقر بهم المقام أولًا في البلينا، حيث احتضنتهم العرابة المدفونة، أرض القبائل العرابية الأصيلة. هناك، وسط ظلال النخيل، وأصوات التراتيل القادمة من مقامات الأولياء، ولدت عائلتان عظيمتان: العمامرة والضباعة، فكان لهما من التاريخ نصيب، ومن المجد إرث.

لكن رحلة المجد لم تتوقف هنا، فقد كان هناك رجلٌ شريف، يُدعى الشريف محمد الزلتيمي البرقي، قد عقد العزم على تأسيس بلدة جديدة في أعماق الصعيد. كان رجاله من أهل الصدق والمروءة، يحيطون به كالكواكب حول القمر، فكانت عشيرة من شوافع الأنصار بين ركابه، يسيرون معه حيث يسير، حتى أسسوا معه بلدة زليتن في مركز نجع حمادي بمحافظة قنا، فأصبحوا جزءًا من نسيجها، يتناقلون تراثها عبر الأجيال.

حكاية الزمن: من الأندلس إلى قنا

لقد امتدت جذور هذه العشيرة كأغصان شجرة مباركة، تفرعت في أرض الصعيد، من أسيوط إلى سوهاج، ومن هناك إلى قنا. في بلدة برديس، التي كانت مأوىً لأنصار النبي صلى الله عليه وسلم من بني النجار الخزرج، وجد الشوافع بها أهلًا وأحباء، فكان لهم هناك مقامٌ بين أهل الفضل والعلم.

أما في زليتن، فلم يكونوا مجرد عابرين، بل صاروا جزءًا من نسيجها الحي، يحيون بذكرى الماضي العريق، ويحفظون في صدورهم حكايات الأجداد، يروونها للأبناء كما يُروى الماء للأرض العطشى. كان الحنين إلى الأصل يشدهم دائمًا، فتجدهم في المعابدة، وفي بني محمد، وفي برديس، يتنقلون بين هذه المحطات كما تتنقل النوارس بين الشواطئ، لا تفقد موطنها مهما ابتعدت.

________( تفريغ نص المخطوطة ) ________

بسم الله

ومن ذرية الشريف الزليتني وهي زليتم فأول من نزل بها وعمرها هو الشريف محمد الزلتيمي البرقي وابن الشريف عبد السلام الاسمر الفيتوري البرقي نزل هو وأخيه الشريف نصر الدين الذي رحل الى البداري وقد كانت خراب حول حصن الدرك الأربعيني غرب حديد ثم تبعه أناس من بربر المغرب وتنوش والأمازيغ ثم نزلت بني محمد من ديروط الشريف تباعا ثم العجلات بعد خراب حديد والسماسرية والعجلات من الشوابية القحاطنه وكانت أمرتهم بالقليوبية وكانت الأمرة فيهم للعجلات ، ثم نزل همام وآله وخلاف و آله وهم من بني محمد الأسيوطية وهم مراونة أموية ، وشهابية أنصار و فيها نزل من الشوافع الأنصارية آل بيت من الضبوعة من شوافع البلينا وبرديس ولهم فيهم أهل وعزة ثم نزل آل عيسى الشريف من حديد بعد خرابها ثم تبعهم بعدها أخلاط من العرب والعجم حتى عمرت ببركة الفيتوري ثم نزلها من آل البيت عدة بطون العسرية والبدوية وبني محمد العلوي ومن بلي والزعر البرديسية والرمالات والعتمانية وقد ورد تفصيلاها وذكر أسماء أهلها وأنسابهم في مسند الشريف أبي الهدى أبي عبد الله وأنما ذكرت هذة البلاد لأعادة فرذها . أنتهى


مخطوطة نسب الشريف محمد الزلتيمي البرقي

◾تحليل النص لمخطوط زليتن وتحديد العائلات ونسبها وترتيب قدومها إلى زليتن بنجع حمادي:


▪️العائلات التي سكنت زليتن وترتيب قدومها:

  1. الشريف محمد الزلتيمي البرقي وابن الشريف عبد السلام الأسمر الفيتوري البرقي كانا أول من نزل بقرية زليتن وعمرها.

    • ينتميان إلى أشراف برقة في ليبيا.
    • الشريف نصر الدين، أخو عبد السلام الأسمر، رحل إلى البداري بدلًا من البقاء في زليتن.
  2. البربر والمغاربة والتونش والأمازيغ نزلوا بعد الشريف محمد الزلتيمي، وكانوا من أصول بربرية أمازيغية قادمة من المغرب.

  3. بني محمد من ديروط الشريف

    • نزلوا تباعًا بعد البربر.
    • يُرجَّح أنهم من الأشراف المنتسبين إلى آل البيت.
  4. العجلات والسماسرية

    • جاءوا بعد خراب منطقة "حديد".
    • العجلات من الشوابية القحاطنة، وهم من القبائل القحطانية.
    • كانت الإمرة للعجلات، وكان مقر حكمهم سابقًا في القليوبية.
  5. همام وآله وخلاف وآله

    • ينتمون إلى بني محمد الأسيوطية من المراونة الأمويين (نسبهم يعود إلى بني أمية) والشهابية الأنصار من القبائل الأنصارية.
    • لم تحدد الوثيقة أيهم مرواني وأيهم أنصاري، ولكن وفق ترتيب النص في الوثيقة، فإن الأقرب أن آل همام مراونة من أحفاد بني أمية القرشيين أصحاب الخلافة الأموية، وآل خلاف أنصار شهابية من ذرية الصحابي الجليل شاعر رسول الله ﷺ حسان بن ثابت الخزرجي الأنصاري.

    النص الأصلي: (ثم نزل همام وآله وخلاف وآله، وهم من بني محمد الأسيوطية، وهم مراونة أموية، وشهابية أنصار).

  6. آل بيت من الضبوعة (شوافع البلينا وبرديس)

    • ينتمون إلى الشوافع الأنصار، من ذرية الصحابي الجليل سعد بن عبادة رضي الله عنه ولحق بهم تباعاً .
    • الموروث المتواتر بين شيوخهم يؤكد أنهم قدموا من فرع الشوافع ببني محمد الأسيوطية.
  7. آل عيسى الشريف

    • نزلوا بعد خراب "حديد".
    • ينتسبون إلى الأشراف.
  8. أخلاط من العرب والعجم نزلوا بعد آل عيسى الشريف، وساهموا في تعمير زليتن، ولم يُذكر تفصيل أنسابهم.

  9. عدة بطون من آل البيت  وقبائل العرب نزلوا لاحقًا، ومنهم:

    • العسرية
    • البدوية
    • بني محمد العلوي
    • قبيلة بلي (وهم من قضاعة)
    • الزعر البرديسية (يُرجَّح أنهم من برديس، سوهاج)
    • الرمالات
    • العتمانية

▪️ترتيب قدوم العائلات إلى زليتن:

  1. الشريف محمد الزلتيمي البرقي وابن الشريف عبد السلام الأسمر الفيتوري البرقي (أول من نزل وعمرها).
  2. البربر والمغاربة والأمازيغ.
  3. بني محمد من ديروط الشريف.
  4. العجلات والسماسرية (بعد خراب حديد).
  5. همام وآله وخلاف وآله (من بني محمد الأسيوطية).
  6. آل بيت من الضبوعة (شوافع البلينا وبرديس)"ولحق بهم تباعًا بيوتٌ من بني عمومتهم شوافع الأنصار." .
  7. آل عيسى الشريف (بعد خراب حديد).
  8. أخلاط من العرب والعجم.
  9. بطون آل البيت و القبائل العربية (العسرية، البدوية، بني محمد العلوي، بلي، الزعر البرديسية، الرمالات، العتمانية).

▪️ملاحظات حول التحليل:

  • زليتن بدأت كبلدة أسسها أشراف برقة، ثم توسعت بقدوم البربر والعرب لاحقًا.
  • معظم القبائل التي سكنتها تنتمي إلى الأشراف أو القبائل العربية مثل آل البيت، بني أمية، والأنصار.
  • تعمير القرية كان ببركة عبد السلام الأسمر الفيتوري، مما يشير إلى تأثيره الصوفي والديني في المنطقة.
  • بعض القبائل جاءت بسبب دمار مناطق أخرى مثل "حديد"، مما يدل على دور الاضطرابات الإقليمية في توجيه الهجرات.

▪️المخطوطة في ميزان المحققين والنسابة:

اتفق علماء الأنساب، بعد البحث والتحقيق، على صحة هذه المخطوطة لعدة أسباب:

  1. خط المخطوطة ونقش الأحرف يتوافقان تمامًا مع الحقبة الزمنية التي كُتبت فيها.

  2. توافق الحقبة الزمنية مع أسماء البلدان القديمة والأحداث التاريخية، مثل حصن الدرك الأربعيني، خراب حديد، ديروط الشريف.

  3. اتساق النص مع انتشار العائلات والقبائل على امتداد البلاد المذكورة وحركة ترحالهم عبر التاريخ، وذلك كما يلي:

    • البداية مع الشريف محمد الزلتيمي البرقي وابن الشريف عبد السلام الأسمر الفيتوري، اللذين ينتميان إلى قبيلة الفواتير، إحدى قبائل زليتن في ليبيا.
    • قبيلة الفواتير هي إحدى قبائل زليتن في ليبيا، وينتمي أفرادها إلى بني سيدي خليفة، الملقب فيتور بن عبد الله بن بنيل بن عبد العزيز بن عبد الرحيم بن عبد الله بن إدريس بن عبد الله بن محمد بن الحسين المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء، ابنة سيدنا محمد رسول الله ﷺ.
    • لعب عبد السلام الأسمر الفيتوري دورًا دينيًا بارزًا في نشر الإسلام عبر زاويته التي أسسها عام 912هـ - 1491م، والتي تُعد أحد أهم المراكز الإسلامية في ليبيا.
    • لقب "زليتن" يعود إلى الشريف محمد الزلتيمي الذي حمل اسم بلدته الأصلية، والتي أصبحت الآن إحدى أكبر محافظات ليبيا.
  4. تجانس عائلات زليتن بنجع حمادي من حيث العمق التاريخي:

    • سواء الفواتير (آل الزلتيمي)، أو الشوافع الأنصار، أو العائلات الأمازيغية، فجميعهم دخلوا مصر من المغرب العربي والأندلس وليبيا، مما يتفق مع الوجود الهواري في قنا ونجع حمادي، وهوارة تعد أكبر قبائل ليبيا.
    • تجانس العمق التاريخي بين عائلات آل شافع، آل همام، آل خلاف، وجذورهم المرتبطة بـ بني محمد الأسيوطية (مروانية وشهابية)، وبين عشيرة الزعر البرديسية وبين أستقرار الشوافع الأنصارية ببرديس ردح من الزمن.
  5. وجود العائلات المذكورة في المخطوطة حتى اليوم يثبت صحتها:

    • عائلة زليتن بالبداري وأسيوط من العائلات العريقة، وهم من ذرية الشريف نصر الدين الذي خرج بأبنائه من زليتن بنجع حمادي إلى البداري، كما ذكرت المخطوطة.
    • عائلات شوافع الأنصار لا تزال موجودة في العرابة المدفونة بالبلينا وبني محمد بأسيوط.
    • السادة آل همام المراونة يتناسب وجودهم مع الامتداد الطبيعي عبر الزمن من بني محمد المراونية بأبنوب الحمام إلى المراونة بمركز البداري، حيث توجد قرية المراونة، وصولًا إلى زليتن بنجع حمادي، حيث أسس خضر الطويل المرواني الأموي القرشي قريته الخضيرات، وأغلب أهلها من المراونة.
  6. صحة ودقة الأنساب المذكورة في مخطوط الشريف الزلتيمي.

  7. المخطوطة استندت إلى مصادر موثوقة مثل مسند الشريف أبي الهدى أبي عبد الله.


مسجد وزاوية عبد السلام الأسمر الفيتوري بمدينة زليتن ابمصدر ويكيبيديا
مسجد وزاوية عبد السلام الأسمر الفيتوري بمدينة زليتن المصدر ويكيبيديا (الرابط



الخلاصة:

هذه المخطوطة توثق نشأة زليتن بنجع حمادي، وتُثبت أن البلدة تأسست على يد أشراف برقة، ثم توسعت بقدوم البربر والعرب، خاصة الأشراف والقبائل الكبرى مثل بني أمية والأنصار وبلي قبائل عربية عدنانية و قحطانية و أمازيغية . كما أن الوثيقة حظيت بثقة المحققين لعدة عوامل، أبرزها توافقها التاريخي والجغرافي، وصحة الأنساب، ووجود العائلات المذكورة حتى اليوم.

تاريخٌ يُحكى بين الأجيال

وهكذا، تمتد قصة الشوافع الأنصار من أقصى الغرب في الأندلس، إلى قلب الصعيد المصري، كأنها خيطٌ من نورٍ يربط بين الأزمنة والأمكنة. هي ليست مجرد أنساب مكتوبة في المخطوطات، بل هي رحلة روحٍ تبحث عن موطن، ورحلة تاريخٍ يسري في الدماء.

فهل تظل الرحلة مستمرة؟ أم أن الزمن سيخط فصلًا جديدًا لأحفاد الشوافع، يحملهم إلى دروبٍ لم تُسلك بعد؟

بقلم د/ محمد شافعين المعبدي الانصاري 

موضوعات ذات صلة :









الثلاثاء، 27 سبتمبر 2016

في ليلة من ألف ليلة.. شوافع المعابدة يحتفلون على أنغام تصدح بمديح ياسين التهامي

(أفراح شوافع المعابدة الأنصار)


من فرح الشوافع الأنصار بالمعابدة الغربية

بفيضٍ من المحبة والمودة، وبأرقِّ العبارات وأعذب الكلمات، تتقدم أسرة [أرشيف التاريخ و الأنساب العربية ] بأسمى آيات التهاني وأصدق التبريكات إلى أبناء العمومة الكرام شوافع المعابدة الأنصار – بيت أبو العلا أحمد شافع، بعزبة عطية سيد، بقرية المعابدة، مركز أبنوب، محافظة أسيوط، بمناسبة زفاف زينة شباب المعابدة:

العريس المبجل: علاء عادل أبو عطية أبو شافع الأنصاري المعبدي، والعريس الموقر: كرم عبد الرحيم أبو عطية أبو شافع الأنصاري المعبدي، على كريمتي الحسب والنسب الرفيع.

لقد كان هذا العرس الأغرّ عرسًا بهيجًا، تجلت فيه أسمى معاني الفرح والسرور، في مشهد مهيب غمره الوقار وأضفت عليه العادات والتقاليد العريقة رونقًا خاصًا. وقد استمر الحفل عامرًا بالأفراح والمسرات على مدار يومين متتاليين؛ حيث كانت الليلة الأولى ليلة الحنّة التي ازدان فيها المكان بصوت الطبل والمزمار، وأما الليلة الثانية، فقد زادها بهاءً وجمالًا شدو ومديح الشيخ ياسين التهامي، فصدحت الكلمات بعبق التراث الصوفي العريق، وأطربت الحضور بروائع الألحان والإيقاعات الروحانية.


المنشد المداح الشيخ ياسين التهامي
الشيخ ياسين التهامي


حضور مهيب من عائلات شوافع المعابدة الأنصار

لقد كان هذا العرس لقاءً يجمع أبناء العمومة من مختلف الأنحاء، فكان من بين الحضور الموقر:

  • آل شافع – بني سويف
  • آل شافع – الفيوم
  • آل شافع – أبنوب
  • آل شافع – بني عدي
  • آل شافع – العصارة
  • آل شافعين – شندويل البلد
  • آل شافع زليتن – نجع حمادي

ولا ننسى أن نلتمس العذر لأبناء العمومة الذين لم يتسنَّ لهم الحضور، داعين الله أن يكون المانع خيرًا، وأن يجمعنا بهم في مناسبات مقبلة عامرة بالخير والبركة.

حضور متميز من العائلات الكريمة

لقد ازدانت الأجواء بحضور كوكبة من العائلات العريقة، الذين زادوا العرس بهاءً وتألقًا، وكان من بينهم:

  • الخربزة – الطحاوية – مؤمن – عبد الجواد – الطوالب – البرشية
  • الحليبات – الهواورة – الطرورة – الفقايرة – الطوايلة – الحواتكة
  • عائلات منفلوط – بني محمد – بني شقير – جزيرة المعابدة – الطامية
  • الخلايفة – العفايشة – المغايته
    ... وغيرهم من الأكارم الذين زادوا العرس ألقًا، وكان لهم حضورٌ مشرّف نعتز به.

دعوات صادقة للعروسين

وبهذه المناسبة السعيدة، لا يسعنا إلا أن نبتهل إلى الله تعالى بالدعاء للعروسين الميمونين:
بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير، ورزقهما الذرية الصالحة وجعل حياتهما مليئة بالسعادة والرضا.

مشاهد من الفرح

لقد كانت ليلة من ألف ليلة وليلة، اجتمع فيها الفرح، وتعالت فيها الزغاريد، وأضاءت الأنوار المكان، ورُسمت أجمل اللوحات التي ستظل محفورةً في الذاكرة أمد الدهر.

كل الشكر والتقدير لكل من شرّفنا وحضر وشاركنا هذه اللحظات السعيدة، ونسأل الله أن يديم الأفراح والمسرات على الجميع، وأن يجمعنا دائمًا في مناسبات سعيدة وأوقات عامرة بالخير والبركة.


























الثلاثاء، 19 يوليو 2016

شعر مؤثر جدا في رثاء عميد عائلة الشفاعنة الاستاذ صالحين ابوشافعين الأنصاري

رحيل رجلٍ من زمن الوفاء والحكمة


الأستاذ صالحين علي عبد الرحمن الشندويلي


حين يرحل العظماء، لا تفقدهم عائلاتهم فحسب، بل يخسرهم المجتمع بأسره، ويبقى أثرهم في القلوب، كأنهم لم يغيبوا أبداً. اليوم نرثي رجلاً لم يكن مجرد اسمٍ في سجل الحياة، بل كان سيرةً عطرةً من المروءة والكرم والحكمة، رجلًا أحبّه الجميع، لأنه كان أهلًا للحب والتقدير.

إنه فقيد عائلة الشفاعنة، المرحوم الأستاذ صالحين علي عبد الرحمن علي صالحين شافعين الأنصاري، المدير السابق لمدرسة الشاعر علي الجندي الإعدادية بشندويل البلد، الذي رحل بجسده، لكنه ترك إرثًا خالدًا من الذكر الطيب والسيرة العطرة. كان رحمه الله دمث الخلق، صافي القلب، يفيض حكمته على من حوله، يصل رحمه، ويغمر الجميع بودّه واحترامه، فلم يكن رجلًا عابرًا في حياة الناس، بل كان من أولئك الذين يُحفر اسمهم في الذاكرة بحروف المحبة والوفاء.

لقد كان للمرحوم حضورٌ مهيب، فهو ابن الأصالة، وسليل الكرم، وصاحب الوجه البشوش الذي لا يراه أحدٌ إلا وامتلأ قلبه بالراحة والسكينة. كان وجيهًا بين قومه، يُستشار في الملمات، وتُطلب مشورته عند الأزمات، وكان بيته عامرًا بالخير، يفتح أبوابه لكل محتاج، فلا يردّ طالبًا، ولا يغلق بابه في وجه سائل.

ووفاءً لهذا الرجل العظيم، نقدم اليوم هذه القصيدة المؤثرة التي أُلقيت في رثائه، والتي تبدأ بأبياتها:

سلام الله يا عماه يا عطر الرياحين
سلام يا كريم الجد صالحين شافعين
سلام يا وجيه القوم يا حب الملايين

إنها كلماتٌ تفيض بالحب والوفاء، تُخلّد ذكرى رجلٍ لن ينساه أهله وأحبابه، وستظل روحه الطيبة ترفرف فوقهم، تسكن في دعواتهم وقلوبهم.

وفي ختام هذا التأبين، نسأل الله العظيم أن يغفر لفقيدنا الغالي، ويرفع درجته في عليين، ويكرم نزله، ويوسّع مدخله، وينور قبره، ويجعله روضةً من رياض الجنة. اللهم اجعله ممن يُقال لهم يوم القيامة: ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون. اللهم اجعل البركة في ذريته، وامنح أهله الصبر والسلوان، وأبدلهم حزنهم سكينةً وطمأنينة. اللهم كما كان واصلًا للرحم، موصلًا للخير، فصِلْهُ برحمتك وفضلك، واجمعه بالصالحين في دار كرامتك، آمين يا رب العالمين.


قصيدة ( سلام الله يا عماه ) 



معالي المستشار أيمن عبد الفتاح حجاج شافعين الانصاري

معالي المستشار أيمن عبد الفتاح حجاج شافعين الانصاري



معالي المستشار أيمن عبد الفتاح حجاج آل شافعين الانصاري نائب رئيس مجلس الدولة وقد تولي منصب نائب رئيس نادى قضاة مجلس الدولة ورئيس غرفة عملياته أبريل 2015.
وكان كعضو في اللجنة العليا للانتخابات مسؤول عن متابعة اجرائات الإشراف القضائي علي الانتخابات البرلمانية 2015 وتسكين القضاة في لجانهم.
وعقب استقالة رئيس نادى قضاة مجلس الدولة بعد احالته للتفتيش القضائي تولي السيد المستشار أيمن حجاج المنصب في فبراير 2016 ونجح في فترة وجيزة في تنفيذ وعوده الانتخابية لقضاة مجلس الدولة.