نسب آل الأنصاري وآل الجندي بشندويل البلد
إهداء
مقدمة
خلال قراءتي واطلاعي، وقعت بين يدي كتاب "أغاريد السحر"، وهو ديوان شعري للشاعر الكبير الأستاذ علي الجندي رحمه الله تعالى. يعتبر هذا الديوان من الأعمال الأدبية البارزة في تاريخ الشعر العربي المعاصر، حيث يتسم بجمال اللغة ودقة التعبير وثراء المعاني.الطبعة الأولى: صدرت عن دار الفكر العربي عام 1947م، في 368 صفحة.
وبينما كنت أتصفح صفحاته، لفتت انتباهي المقدمة التي كتبها الأديب الكبير محمد صالح سمك، صاحب كتاب "أمير الشعر في العصر القديم"، حيث ذكر فيها عائلتكم الموقرة وعائلة الجندي، وهما عائلتان تمتد جذورهما في أعماق التاريخ، وتبرزان في مجالات العلم والأدب والعسكرية.
فقد ذكر محمد صالح سمك رحمه الله في مقدمته، والتي اعتمد فيها على وثائق ومخطوطات تاريخية توارثتها عائلة الجندي، أنه اطلع على تلك الوثائق والمخطوطات. وقد صرّح بذلك في الصفحة رقم ١٢ من كتاب "أغاريد السحر" بقوله:
(فإذا ارتقينا بعد هذا في سلسلة النسب، أخذاً من وثائق الأسرة المخطوطة بالعربية والتركية والفارسية...)
هذا النص يوضح منهجه في سرد الأنساب التي تتعلق بعائلة الأنصاري وعائلة الجندي.
أولاً: عائلة الأنصاري بشندويل المراغة
الموروث لدى عائلة الأنصاري وغيرهم أنهم ينتمون إلى الخزرج، من نسل الصحابي الجليل سعد بن عبادة الساعدي الخزرجي الأنصاري. وهذا القول يؤكده ما ذكره محمد صالح سمك في مقدمته لكتاب "أغاريد السحر"، حيث قال في الصفحة رقم ١٣ متحدثاً عن والدة علي الجندي:
(أما والدته فمن أسرة العبابدة، وهي أسرة عريقة أندلسية من ذرية عبادة الخزرجي، وتمت بنسب آخر إلى بكر بن وائل من ربيعة. هاجرت إلى مصر في محنة الفردوس المفقود حاملة معها أسماءها الأندلسية مثل شافعين وصالحين. وقد أخرجت للصعيد رجلين من أكبر رجالات التربية والسيف، وهما المرحومان عبد الرحيم بك غلاب، الأستاذ بدار العلوم سابقاً وأول ناظر لمدرسة سوهاج الأميرية، ومربي الرعيل الأول من متعلمي مديرية جرجا، والأمير الألاي محمد بك غلاب، الضابط العالم مأمور أم درمان سابقاً. وجدته لأمه من أسرة الفنادي، جمع الأفندي بمعنى السيد، وهم أشراف حسينيون...)
انتهى كلام الأديب الكبير محمد صالح سمك فيما يخص عائلة الأنصاري بشندويل، حيث سماهم بالعبابدة نسبة إلى مكان تواجدهم قبل قدومهم إلى شندويل، أي معابدة أسيوط.
ومن هذا نفهم أن الأسرة تنسب إلى الخزرج الأنصار بنسبهم إلى عبادة الخزرجي، كما ذكر صلة المصاهرة ببكر بن وائل من ربيعة. كما أشار إلى تواجدهم في الأندلس قبل قدومهم إلى مصر، وهذا يوضح سبب وجود أسماء مثل صالحين وشافعين، وهي أسماء أندلسية.
كما ذكر اثنين من أعلامهم في عصره وهما:
- عبد الرحيم بك غلاب، الأستاذ بدار العلوم وأول ناظر لمدرسة سوهاج الأميرية.
- الأمير الألاي محمد بك غلاب، الضابط العالم ومأمور أم درمان سابقاً.
كما أوضح لنا علاقتهم بعائلة الجندي، فهم أخوال لآل الجندي المنتسبين إلى قبيلة كندة الأزدية القحطانية، حيث أنهم أخوال الشاعر علي الجندي صاحب ديوان "أغاريد السحر".
كما يتضح لنا أيضاً علاقتهم الوطيدة بـ عائلة الفنادي الحسينية بشندويل، حيث أن أم علي الجندي، وهي أنصارية النسب، أمها من آل الفنادي. وبالتالي، فإن آل الفنادي أخوال لبعض بيوت آل الأنصاري بشندويل.
ثانياً: نسب عائلة الجندي
تُعرف عائلة الجندي في بلدهم بهذا الاسم، ويعود نسبهم إلى قبيلة كندة الأزدية القحطانية. وهذا ما أكده محمد صالح سمك في مقدمته لكتاب "أغاريد السحر"، حيث قال مترجماً لعلي الجندي في الصفحة رقم ١٢:
(فإذا ارتقينا بعد هذا في سلسلة النسب، أخذاً من الوثائق المخطوطة بالعربية والتركية والفارسية، وجدنا أن الجندي اختفى وحل محله الكندي بالكاف، ووجدنا خمسة وعشرين أباً يحملون هذه التسمية يتوجهم مالك الكندي المولود في حضرموت عام ٤٩٦ هجرية...)
أما عن لقب الجندي، فقد رجّح محمد صالح سمك أنه محرف عن الكندي. أما تعقيبي على لقب الجندي فأقول: إن لقب الجندي هو لقب بلدة كان يتواجد بها أحد فروع قبيلة كندة باليمن، وهي بلدة جندة.
واستدلالي هذا مأخوذ من كلام محمد صالح سمك حيث قال في المقدمة:
(وإذا ألقينا نظرة ثانية على شجرة النسب، وجدنا للأسرة فروعاً في جندة وصعدة وتعز من بلاد اليمن...)📌 مقدمة كتاب "أغاريد السحر"، الصفحة رقم ١٢.
وهذا يدل على أن آل الجندي الكندي كان تواجدهم في جندة باليمن قبل انتقالهم إلى مصر.
خاتمة
هذا ما توصلت إليه من خلال البحث والاطلاع، والله أعلى وأجل وأعلم. ومن أراد المزيد من التفاصيل، فليطلع على مقدمة ديوان "أغاريد السحر" بقلم محمد صالح سمك، لمؤلف الديوان الأديب علي الجندي، أصلاً شندويلياً، وبلدة الكندي الأزدي القحطاني نسباً.
📖✍ بقلم الدكتور وليد الراعي الأنصاري