السبت، 30 مارس 2019

الأندلس.. جرحنا الذي لا يندمل

ماذا ستقول لو سألك أحدهم عن الأندلس؟


الأندلس.. جرحنا الذي لا يندمل

هل ستحدثه عن حضارةٍ عابرة؟ أم عن ذكرياتٍ عتيقة؟ أم تكتفي بالقول إنها كانت؟
لكن الأندلس ليست مجرد مكان، إنها ذاكرة، دمعة، حسرة، ووعد لا يسقط بالتقادم.
هي ليست قصة تُروى على عجل، بل مرآةٌ لماضٍ عظيم خنقته الخيانة، وصوتٌ باكٍ في صدر كل مسلم يشعر بحرقة فقدها.

في زمن الوجع العربي الممتد، وفي ظل حاضرٍ تتشابه فيه الخيبات، لا بد أن نُعيد فتح جراحنا القديمة لنفهم حاضرنا الممزق.
اسأل نفسك، واسأل من حولك: هل نسينا الأندلس؟ وهل بتنا نعتاد فقد الكرامة قطعةً قطعة، من قرطبة حتى القدس؟


ماذا ستقول لو سألك أحدهم عن الأندلس؟

قل لهم إنها تلك الأرض التي ارتفعت فيها مآذن المساجد تُنادي: "حيّ على الفلاح" لثمانمئة عام، ثم خَفَتَ صوتُها فجأة، تحت صليل السيوف وصراخ محاكم التفتيش.

قل لهم إنها الأرض التي فتحها موسى وطارق، وفرّط فيها الصغير حين خضع، وخان حين وقّع، وباع حين ضعف.
قل لهم إنها الأرض التي استمر فيها الإسلام ثمانية قرون، قبل أن يُطرد أهلها ويُباد تاريخها، وتُسرق هويتها، وتُحرق كتبها، وتُطفأ أنوارها.
قل لهم إن الأندلس هي فلسطين اليوم، وإن "إسبانيا" ليست سوى صورة سابقة "للكيان الصهيوني"، وإن القتلة هم القتلة، وإن الخيانة تتكرر بتفاصيل مختلفة.

قل لهم إن الاحتلال لا يُغيّر من قداسة الأرض شيئًا، وإن من يسكن قرطبة وغرناطة اليوم ليسوا أبناءها، بل هم الغزاة الأوروبيون، بينما أهلها الأصليون – الموريسكيون – طُردوا منها، كما طُرد الفلسطينيون اليوم.
قل لهم إن من نَسِي الأندلس نَسِي القدس، وإننا حين أضعنا الأولى، كانت الثانية في الطريق.

حدثهم عن العظماء الذين صنعوا مجدها:

  • عن طارق بن زياد، عن موسى بن نصير، عن مغيث الرومي
  • عن السمح بن مالك، عن عبد الرحمن الغافقي، عن عنبسة بن سحيم
  • عن صقر قريش عبد الرحمن الداخل، عن هشام الرضا، عن الناصر والمستنصر
  • عن المنصور بن أبي عامر، عن المظفر، عن يوسف بن تاشفين وابنه، عن المنصور الموحدي والمريني

حدثهم عن المعارك والبطولات:

  • عن بلاط الشهداء حيث توقفت الفتوحات لا لأننا لم نقدر، بل لأن قلوبنا وهنت
  • عن شذونة، الزلاقة، الأرك
  • عن مجازر "تولوز"، عن حصار غرناطة، عن خيانات الطوائف

حدثهم عن الفن والجمال والعلم:

  • عن قصر الزهراء والحمراء، عن قصر الجعفرية وبرج الذهب
  • عن المسجد الكبير بقرطبة، ومنارة المنصور بأشبيلية
  • عن قنطرة قرطبة، عن قنطرة القنطرة
  • عن ابن حزم، الزهراوي، ابن زهر، عن ابن رشد وابن طفيل، عن أبي بكر عبادة بن ماء السماء، شاعر الأندلس

ثم حدّثهم عن الألم:

  • عن محاكم التفتيش
  • عن النساء المغتصبات
  • عن الأطفال المقتولين
  • عن الرجال الذين أحرقوا أحياء، فقط لأنهم يُصلّون
  • عن المساجد التي تحوّلت إلى كنائس، والمصاحف التي أُحرقت
  • عن المآذن التي كُسرت أعناقها، وعن القرآن الذي صار يُقرأ همسًا، ثم نُسي

حدثهم عن الثورات التي لم تمت:

  • عن البشرات، عن محمد بن أمية، عن عبد الله بن عبو، عن علي العطار، عن موسى بن أبي غسان الذي أبى أن يُسلّم فألقى نفسه من أعلى الحصن، شهيدًا لله وللأرض.

يا من تسأل عن الأندلس:

هي ليست حكاية غابرة، بل جرحٌ في القلب، وخيانة في الذاكرة، ودرسٌ لم يُفهم بعد.
وإذا كانت فلسطين اليوم تُنتهك باسم القوة، فقد انتُهكت الأندلس من قبل باسم السلام الكاذب، والاستسلام الخائن.

قل لهم، وقل لنفسك: إن الأندلس لن تسقط من قلوبنا، حتى وإن سقطت من الجغرافيا.
وأنها أرضٌ إسلامية، كما القدس، كما مكة، كما المدينة.
وأنها حقٌ لا يسقط، وعهدٌ لا يُنسى، ومجدٌ لن نكف عن البكاء عليه، حتى يعود.

"إني تذكرتُ والذكرى مؤرقةٌ
مجدًا تليدًا بأيدينا أضعناهُ"



صفات الحبيب المصطفى ﷺ كما رآه محبوه

في حضرة الجمال النبوي: أخلاق الحبيب المصطفى ﷺ



ما أعظمك يا سيدي يا رسول الله!
حين نقرأ في شمائلك، نرى النور يتجلى في الأخلاق، والرحمة تنبع من القلب، والحياء يزدان في السلوك.
في زمن طغى فيه القسوة والغلظة، نشتاق إلى صفاء روحك، ولين قلبك، وسهولة خُلقك.
تعالوا نعيش لحظات مع صفات النبي ﷺ، كما رواها المحبون، ونسجها القلوب قبل الأقلام...


سهل الخلق، ليِّن الجانب:

كان سيدي رسول الله ﷺ
سهلَ الخُلق، ليّن الجانب، لا فظًّا ولا غليظًا، لا صيّاحًا في الأسواق، ولا عيّابًا ولا شتّامًا، لا يذم أحدًا ولا يعيره،
ولا ينطق بكلمة إلا وهي في طاعة الله ورضاه، طيبة مباركة، يرجو بها الثواب.


رحيم بالصغار، لطيف بالكبار:

كان سيدي رسول الله ﷺ
رحيماً بالصبيان، يسبقونه إليه فيحتضنهم ويقبّلهم.
يدخل في صلاته فيسمع بكاء صبي، فيخففها رأفةً بالأم، ورحمةً بالقلب الذي يُصلِّي ولا يطمئن على طفلٍ يبكي.


أحلم الناس، وأشدهم حياءً:

وكان سيدي رسول الله ﷺ
من أحلم الناس، قليل الغضب، لا يثور إلا لله.
كان أشد حياءً من العذراء في خدرها، وإذا كره شيئاً عُرف ذلك في وجهه،
وكان في التواضع سيد المتواضعين، يجلس مع الفقراء، ويأكل مع المساكين.


رحمته بالحيوان... لا نظير لها:

وكان سيدي رسول الله ﷺ
أرحمَ الناس، حتى بالحيوان؛ يضع الإناء بين يديه ليتوضأ، فتأتي هرّة عطشى،
فيميل الإناء لها، ولا يرفعه حتى ترتوي. تلك هي الرحمة التي وسعت كل شيء.


حياء في النظرة، ولطف في الكلمة:

وكان سيدي رسول الله ﷺ
خافض الطرف، لا يحدّق في وجوه الناس، كان نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء،
يبدأ من يلقاه بالسلام، ويجبر الخواطر بكلمة أو بسمة.


بشوش، متفائل، لا يعرف الكدر:

وكان سيدي رسول الله ﷺ
أكثر الناس تبسّمًا، وأحسنهم بشرًا، ما مر يوم عليه بلا عمل لله،
وما خُيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا.


متفائل بالفأل، شاكر في كل حال:

وكان سيدي رسول الله ﷺ
يحبُّ الفأل الحسن، ويكره التشاؤم، فإذا جاءه ما يحب قال:
"الحمد لله رب العالمين"
وإذا جاءه ما يكره قال:
"الحمد لله على كل حال"


نظيف الهيئة، طيّب الرائحة:

وكان سيدي رسول الله ﷺ
يحبّ الطيب، يكره الروائح الكريهة، يتطيّب بالمسك والعود والكافور،
وكانت قارورة الطيب لا تفارقه في سفر ولا حضر.


لا يتكلّف في طعامه، ولا يعيب ما وُضع بين يديه:

وكان سيدي رسول الله ﷺ
يأكل ما وجد، لا يرد طعاماً، ولا يعيب طعاماً.
إن وُضع تمرٌ دون خبز أكله، وإن وُضع حُلو أو عسل أكله،
ما عرف التكلّف في حياته قط.


هكذا كان حبيبنا وسيدنا محمد ﷺ، قرّة أعين المؤمنين، وقدوة السالكين، وسراج الدنيا والآخرة.
فصلوات ربي وسلامه عليه عدد ما صلى عليه المصلون، وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون.


أي من هذه الصفات لامست قلبك أكثر؟ وهل ترى أثرها في واقعنا اليوم؟
شاركنا رأيك في التعليقات، ولا تنسَ الصلاة على النبي ﷺ
.



الأحد، 24 مارس 2019

تياران.. وقبيلة واحدة: من يشعل نار الفرقة بين الأنصار؟

الجمهوريون والديمقراطيون على الطريقة الأنصارية: من يحكم القبيلة؟



الجمهوريون والديمقراطيون على الطريقة الأنصارية: من يحكم القبيلة؟

تيارين فكريين يتصدران الأن المشهد الأنصاري المصري في صورة شبيهة بالحزبين الأمريكيين الجمهوري والديمقراطي هذين التيارين الأنصاريان كل منهما يحمل هم قبيلة الأنصار وعلو شأنها مع أختلاف الرأي، والتدبير، والأستراتيجيات، ورغم ان الهدف واحد الا ان الأمور تحولت الى شبه أزمة تقطع أوصال القبيلة، و تضر بها، وسوف نستعرض في السطور القادمة مأخذ كل تيار أنصاري على الأخر بشكل موضوعي شديد المصداقية. 

أولا / رأي التيار الفكري المؤيد لشيوخ الأنصار:

١- أن تحرك الشباب الأنصاري بدعوى لم الشمل فيه أقصاء لشيوخ الأنصار وأنتقاص لهيبتهم وهو شئ مرفوض جملة وتفصيلا.

٢- تحرك الشباب يخالف الأعراف والتقاليد الموروثة فالمبادرة والبداية تأتي دوما من عند الكبار و على الشباب السمع والطاعة.

٣- أن الشباب أصغر من أحداث تغير أيجابي بمجتمعاتهم.

٤- وان كان للشباب تفكير  يقدر فبهم من الأندفاعية والتهور ما قد يضر بالقضية أكثر من أن ينفعها.

٥- شباب يفتقر الى الحكمة و الخبرة وتجارب السنين.

٦- تشكيك في نوايا شباب المبادرة من حيث أنهم يتحركون بدوافع خبيثة وثأرية من بعض الخصوم.

٧- الحنين الى الماضي والشكل التلقليدي للقبيلة بوجود شيخ للقبيلة و مجلس حكماء ومشايخ يمثلون الأفرع والعائلات عن طريق التنصيب العرفي من خلال مؤتمر.

٨- مين العيال دي اللي طالعين يتكلموا بأسم الأنصار ده فيهم ناس مش أنصار أصلا؟!.

٩- الزعامة لا يجب أن تخرج عن صعيد مصر و محافظات الوجه القبلي تحديدا. 

١٠- هل يعقل ان يتصدر المشهد الأنصاري شباب من بتوع  القمصان والبنطلونات ونقدمهم على الجلباب والشال والعمامة؟!.

ثانيا/ رأي تيار الشباب و مؤيدية:


صراع فكري داخل الأنصار بمصر بين تيار الشيوخ وتيار الشباب، الهدف واحد والخلاف في الأسلوب، والحل في التكامل لا الانقسام.

١- لم تأتي تسمية مبادرة شباب الأنصار ( تم حلها درأ للفتنة ) من أعمار أعضائها فقياداتها تخطوا سن الخمسين، وأعضائها ما بين الثلاثين والأربعين وإنما سبب التسمية وهدفها دفع شريحة الشباب الأكبر في المجتمع، والأكثر حماسة الى التغير، والتحرك والدعم، ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يعجب ربك من الشباب ليست له صبوة) .... رواه أحمد والصبوة : بمعنى الهوى والميل عن طريق الحق .

٢- نخاطب الشباب لأنهم الشريحة الاكبر في المجتمع المصري، و بالتالي الأنصاري فوفق تقارير التعداد العام للسكان وتقرير التنمية البشرية لعام 2015 بلغ تعداد سكان مصر بالداخل والخارج 93 مليون نسمة احتل الشباب من الفئة العمرية الأكبر من ١٨ عام الى أقل من ٥٠ عام عدد ٥٣ مليون نسمه.

٣- يأتي منظور شيوخ الأنصار وفق تقاليد قديمة جدا لم تراعي تغير الزمن، والفارق الشاسع بين قبائل البادية التي تحكم أبنائها أعراف القبيلة مهما امتدت فروعها في ارجاء الصحراء، وبين قبائل الحضر المدنية في القرن الحادي والعشرين التي تتكون من عائلات تربطها القبلية نسبا فقط وتتفرق الى عائلات مع اختفاء منصب شيخ القبيلة منذ أزمان بعيدة كنتاج لمحاربة الدولة للقبلية لتقوية مركزيتها والانتماء لها لا للقبيلة هذا عن منصب شيخ القبيلة. إما كبير العائلة الواحد فقد قل تدريجيا أبتدأ من سبعينيات القرن الماضي كأحدى نتاج التغيرات المجتمعية المترتبة على سياسات الأنفتاح الأقتصادي والرأس مالية والعولمة فأصبحت العائلات تدار وفق أجتماع أراء الفروع وكثيرا من الأحيان يسير فرع عكس رغبات الأجماع. 

٤- لم يدعوا شباب الأنصار لأحقيتهم في شياخة او أمارة أو حكم وأنما دعواهم فقط لم الشمل و تزاور العائلات الأنصارية وتأسيس كيان حقيقي قانوني يمثل السادة الأنصار وأن حكمه وقاده شيوخهم فلا ضير في ذلك. 

٥- لا نريد شياخة عرفية على قبائل مدنية تلجأ الى القضاء المدني اولا ويكون تمثيل القبيلة صوريا لا يفيد أبناء القبائل الأنصارية في شئ مادي ملموس على أرض الواقع. 

٦- تؤيد مبادرة شباب الأنصار التقسيم التقليدي للقبيلة بوجود شيخ للقبيلة وشيوخ للعائلات ولكن في سياق يواكب الزمن و وفق قوانين ملزمة تشرف عليها الدولة ليتحول الأنصار الى مؤسسة تنموية تعليمية أقتصادية فاعلة بالمجتمع وذلك من خلال الخطوات النالية:

أولا/ تأسيس كيان رسمي قانوني تعترف به الدولة وله اليات عمل تنظيمية معروفة وملزمة يمثل السادة الأنصار  فأن لم تكن نقابة كنقابة الأشراف فهناك العديد من البدائل التي تعمل عمل النقابة و أفضل منها بحسن الأدارة والتنظيم و ينظم عملها القانون وتعترف بها الدولة.
ثانيا/ عمل قاعدة بيانات تضم كل الأنصار بكل المحافظات، والقرى، والنجوع حتى لا يتم تجاهل او تهميش او أقصاء لأحد ويتم من خلالها الدعوة العامة والشاملة لأنتخابات جمعية عمومية.
ثالثا/ تنظيم انتخابات جمعية عمومية قانونية تحت ظل هذا الكيان الأنصاري الوليد لأنتخاب رئيس له ثم نسمية( شيخ الأنصار او نقيب الأنصار او أميرهم أين كان اللقب)  من خلال دعوة كل الأنصار بكل البلاد والعائلات من الراغبي في المشاركة في أختيار شيخ للأنصار( والعمل على ترغيب أبناء الأنصار الى المشاركة الأيجابية، والدعوة لأنتخابات عامة يستطيع أن يشارك بها الجميع)  ليتمخض لنا هذا الكيان عن رئيس له سلطات قانونية حقيقية في أدارة كيان نظامي حقيقي لايمكن الطعن في شرعيته مستقبلا من بعض العائلات التي لم تشارك في اختياره وقد يتم أسقاطة بكل سهولة عبر منصات الفيس بوك لبساطة تتويجة العرفي لا القانوني.
رابعا/ أبدال النظام العرفي القديم المعروف (بمجلس الحكماء) الى نظام قانوني حديث وهو مجلس أدارة المؤسسة الأنصارية التي تنبسق منها لجان للأغاثة والأستثمار و العلاقات العامة و الأنساب والتحكيم العائلي لمن يطلبه.
للتتحول هذه الالقاب من مجرد مسميات شرفية تفخيمية الى خدمات فعلية تلمس معانات أبناء الأنصار وتلبي أحتياجاتهم فيتمسكون بقياداتهم ويوقرهم ويتحدون فيما بينهم خلفهم.
خامسا/ وجود حساب بنكي مراقب من الأجهزة الرقابية للدولة تابع للمؤسسة الأنصارية يستوعب أموال الأشتراكات التي ستكون بالملايين لأنشاء مشروعات ضخمة تخدم أبناء الأنصار وتوفر لهم العمل، و لتقديم المساعدات كتجهيز الفتيات الأنصاريات ومساعدة المرأة الأرملة والمعيلة لنحفظ ماء وجوه بناتنا، و تقديم قروض المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بهامش فائدة ضئيل جدا لأبناء الأنصار لأقامة مشروعات شريطة أن تحمل أسم الأنصار او الأنصاري.
٧- رفض الخوض في الأنساب والطعن فيها بغير علم وترك الأمر للجان تابعة لمؤسسة أنصاؤية قانونية توفر الباحثين المؤهلين وتتيح لهم البحث بدار المحفوظات، و المكتبات المختلفة، وتعقب أثر المخطوطات، وتوفر لهم الدعم المادي للسفر والبحث. فلا يطعن في نسب الا بوجود دلائل قوية لا تقبل الشك تنسب القوم الى نسب أخر بالدليل القاطع والا فالألتزام بالقاعدة الفقهية ان الناس مؤتمنون على انسابهم وموروثهم، والأعتراف بأنصار البطون وتوقيرهم وأجلالهم وجذبهم للأنضمام الى مؤسسة الأنصار.

(تعقيب) 

عقد رسول الله صلى الله علية وسلم وتبعة سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه قيادة الجيش الى سيدنا أسامة ابن زيد في عمر ١٨ عام، وكان تحت أمرته فطاحل وشيوخ الصحابة من المهاجرين والأنصار رضوان الله عليهم.

الشباب يعني مرحلة العطاء، ومرحلة الإنتاج، ومرحلة القوة والحيوية في حياة الإنسان، كما أن كل تغيير ونهضة في المجتمعات والأمم بحاجة إلى عقل الشيوخ وحكمتهم وتجربتهم فإنها كذلك بحاجة أشد إلى قوة الشباب وحيويتهم وقدراتهم وليس الكبير كبير السن ولكن الكبير كبير العلم والعقل والتجربة فكم من كبير ليس له من العلم شئ وكم من شاب طاف الدنيا ذهاب وإياب. 
إنَّ دولة الإسلام الأولى ودعوة الإسلام التي عمَّ نورها أرجاء المعمورة، إنما كان عمادها وجنودها الشباب الذين جاهدوا بأنفسهم وأموالهم في سبيل نشر رسالة الإسلام وإقامة دعائم الدولة المسلمة من أمثال علي وسعد ومصعب وعبد الرحمن بن عوف وقيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهم جميعاً. 

والشيوخ تجربة مديدة مفيدة، وخبرة واسعة متراكمة، وحكمة رزينة، ووقار مهيب، وهيبة مؤثرة، فهم بيت الحكمة، وموئل الفكرة، حياتهم عطاء، وهم عبق التاريخ، ونسمات الحاضر، ولديهم القدرة على استشراف المستقبل. فالاستغناء عنهم حماقة، والتخلى عنهم ينقصه الوفاء واللياقة، ومطالبتهم بالتنحى عن كل شىء ليس فيها وعى ولا حكمة.

واضح -إذن- أن التكامل بين تيارين الشيوخ وفكر الشباب هو الطريق الأمثل لتطوير العمل، وإنضاجه، وجنى ثماره ودعم الوطن مصرنا الحبيبة ودعم قيادتها وجيشها وأقتصادها من خلال تحسين أوضاغ شريحة ضخمة تعد بالملايين وهم أبناء السادة الأنصار بمصر وتطوير قدراتهم وتنمية مهاراتهم وثقافتهم ليكونوا أعضاء فاعلين بدولتهم. 

اللهم بارك في الأنصار و في ابناء ابناء الانصار
واللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

أعداد/محمد أبوشافعين المعبدي الأنصاري