‏إظهار الرسائل ذات التسميات سيدنا محمد ﷺ. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سيدنا محمد ﷺ. إظهار كافة الرسائل

السبت، 30 مارس 2019

كان سيدي رسول الله ﷺ


كان سيدي رسول الله ﷺ
سهل الخلق، ليِّن الجانب، ليس بفظٍّ، ولا غليظ، ولا صيّاح ولا عياب، لا يذم أحدًا ولا يعيره، ولا يتكلّم إلا فيما يرجو ثوابَه

كان سيدي رسول الله ﷺ
رحيمًا بالصبيان، يستبقون إليه فيُقبِّلهم ويلتزمهم، ويَدخُل صلاته فيسمع بكاءَ صبيٍّ فيخففها رحمةً لأمه🌹

وكان سيدي رسول الله ﷺ
من أحلم الناس، وأقلهم غضباً وأشدّ حياء من العذراء في خِدرها، إذا كره شيئًا عُرِف ذلك في وجهه، وكان أشدّ الناس تَواضُعًا.🌹

وكان سيدي رسول الله ﷺ
أرحم الناس؛ كان يضع الإناء بين يديه ليتوضأ فتأتي الهرة عطشى، فيُمِيل الإناء للهرة، وما يرفعه عنها حتى ترتوي؛ رحمةً بها.🌹

وكان سيدي رسول الله ﷺ
حلوَ المنطق، خافض الطرف، نظَرُه إلى الأرض أكثر من نظَرِه إلى السماء، يبدأ مَن لقيه بالسلام.🌹

وكان سيدي رسول الله ﷺ
أكثر الناس تبسُّمًا، وأحسنهم بِشرًا، لا يمضي وقته بغير عمل لله، وما خُيّرَ بين أمرين إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثما.🌹

وكان سيدي رسول الله ﷺ
يحبُّ الفأل ويكره التشاؤم إذا جاءَه ما يحبّ: قال: الحمد لله رب العالمين، وإذا جاءه ما يكره: قال: الحمد لله على كل حال.🌹

وكان سيدي رسول الله ﷺ
يحبُّ الطِّيب، يكره الرائحة الكريهة، يتطيَّب بالمسك والعود والكافور، يدهن رأسه ولحيته، لا تُفارِقه قارورة الدهن سفراً.🌹

وكان سيدي رسول الله ﷺ
يأكل ما وجد، ولا يردَّ ما حضر، نعم.. كان سيدي لا يتكلَّف، إنْ وجد تمرًا دون خبزٍ أكله، وإنْ وجد حُلوًا أو عسلاً أكَلَه. 🌹
اللهم صل أفضل صلاة وسلم أفضل سلام على حبيبك خير الخلق كلهم .
ربقلم فرناس راشد

الأحد، 9 ديسمبر 2018

مَحَبَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ


الحديث عن محبته عليه الصلاة والسلام متعة عظيمة! أما الألسنة فتترطب بذكره والصلاة عليه، وأما الآذان فتتشنف بسماع سيرته وهديه وحديثه، وأما العقول فتخضع لما ثبت من الحكم والسنة التي جاء بها عليه الصلاة والسلام، وأما الجوارح والأعضاء فتنتفع وتتمتع بموافقة هديه وفعله وحاله صلى الله عليه وسلم.

فهوم المحبة:
المحبة كما قال ابن القيم: “المحبة لا تُحَدُّ -أي لا يذكر لها تعريف- إذ هي أمر ينبعث بنفس يصعب التعبير عنه”.
ثم المحبة لها جوانب، منها: محبة الاستلذاذ بالإدراك، كحب الصور الجميلة والمناظر والأطعمة والأشربة.. تلك محبة فطرية، أو تكون محبة بإدراك العقل، وتلك المحبة المعنوية التي تكون لمحبة الخصال الشريفة، والأخلاق الفاضلة، والمواقف الحسنة، وهناك محبة لمن أحسن إليك ولمن قدم لك معروفًا، فتنبعث المحبة حينئذ لتكون ضربًا من ضروب الحمد والشكر، فينبعث الثناء بعد ذلك ترجمة لها وتوضيحًا لمعانيها.
قال النووي رحمه الله في كلمة جميلة وهذه المعاني كلها موجودة في النبي صلى الله عليه وسلم لما جمع من جمال الظاهر والباطن، وكمال الجلال، وأنواع الفضائل وإحسانه إلى جميع المسلمين بهدايته إياه إلى الصراط المستقيم، ودوام النعم والإبعاد من الجحيم.. فإن نظرت إلى وصف هيئته صلى الله عليه وسلم فجمال ما بعده جمال، وإن نظرت إلى أخلاقه وخلاله فكمال ما بعده كمال، وإن نظرت إلى إحسانه وفضله على الناس جميعًا وعلى المسلمين خصوصًا فوفاء ما بعده وفاء.
فمن هنا: تعظم محبته صلى الله عليه وسلم ويستولي في المحبة على كل صورها وأعظم مراتبها، وأعلى درجاتها، فهو صلى الله عليه وسلم الحري بأن تنبعث محبة القلوب والنفوس له في كل لحظة، وفي كل تقلبات حياتنا؛ ولذلك ينبغي أن ندرك عظمة هذه المحبة، وهنا وقفة نتمم بها هذا:
فنحن نتعلق ونرتبط برسول الله صلى الله عليه وسلم من جوانب شتى: في جانب العقل معرفة وعلمًا، نقرأ ونحفظ سيرته وحديثه وهديه وسنته، والواجب منها والمندوب منها ونحو ذلك. ومحبة بالقلب، وهي عاطفة مشبوبة، ومشاعر جياشة، ومحبة متدفقة، وميل عاصف تتعلق به النفس والقلب برسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لما فيه من المعاني الحسية والمعنوية.
ثم محبة بالجوارح تترجم فيها المحبة إلى الاتباع لسنته وفعله عليه الصلاة والسلام، فلا يمكن أن نقول إن المحبة اتباع فحسب! فأين مشاعر القلب؟ ولا يصلح أن نقول إنها الحب والعاطفة الجياشة، فأين صدق الاتباع؟ ولا ينفع هذا وهذا! فأين المعرفة والعلم التي يؤسس بها من فقه سيرته وهديه وأحواله عليه الصلاة والسلام؛ لذا فنحن نرتبط في هذه المحبة بالقلب والنفس، وبالعقل والفكر، وبسائر الجوارح والأحوال والأعمال، فتكمل حينئذ المحبة؛ لتكون هي المحبة الصادقة الخالصة الحقيقية العملية الباطنية، فتكتمل من كل جوانبها؛ لنؤدي بعض حق رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا.
 حكم محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هي واجبة على كل مسلم قطعًا، والأدلة على ثبوت وجوبها كثيرة، ومن ذلك قول الله سبحانه الذي جمع في آية واحدة كل محبوبات الدنيا، وكل متعلقات القلوب، وكل مطامع النفوس ووضعها في كفةٍ، وحب الله، وحب رسوله في كفةٍ: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (التوبة: 24).
قال القاضي عياض رحمه الله: “فكفى بهذا حضًّا وتنبيهًا ودلالة وحجة على إلزام محبته، ووجوب فرضها، وعظم خطرها، واستحقاقه لها صلى الله عليه وسلم؛ إذ قرّع تعالى من كان ماله وأهله وولده أحب إليه من الله ورسوله، وأوعدهم بقوله تعالى: {فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ}، ثم فسّقهم بتمام الآية فقال: {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}، وأعلمهم أنهم ممن ضل ولم يهده الله عز وجل. فهذه آية عظيمة تبين أهمية ووجوب هذه المحبة.
ويأتينا دليل عظيم وبليغ في قول الحق: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ…} (الأحزاب: 6).
وبين ابن القيم الدلالة على وجوب المحبة في هذه الآية من وجوهٍ كثيرة ضمنها أمرين:
١ / أن يكون أحب إلى العبد من نفسه: لأن الأولوية أصلها الحب ونَفْسُ العبد أحب إليه من غيره، ومع هذا يجب أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أولى به منها، أي أولى به من نفسه وأحب إليه من نفسه، فبذلك يحصل له اسم الإيمان، ويلزم من هذه الأولوية والمحبة كمال الانقياد والطاعة والرضا والتسليم، وسائر لوازم المحبة من الرضا بحكمه، والتسليم لأمره، وإيثاره على ما سواه. 
٢/ ألا يكون للعبد حكم على نفسه أصلاً: بل الحكم على نفسه لرسول صلى الله عليه وسلم، يحكم عليه أعظم من حكم السيد على عبده، أو الوالد على ولده، فليس له في نفسه تصرف إلا ما تصرف فيه الرسول صلى الله عليه وسلم الذي هو أولى به من نفسه، أي بما جاء به عن الله عز وجل، وبلغهم من آياته وأقامه ونشره من سنته صلى الله عليه وسلم.
وقوله سبحانه: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ…} (آل عمران: 31). من الأدلة العظيمة الشاهدة على وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ لا نزاع في أن محبة الله واجبة، وأن اتباع النبي ومحبته طريق إلى محبة الله. والآيات أكثر من أن تحصر في هذا المقام.
وأما أحاديثه صلى الله عليه وسلم فصريحة في الدلالة على وجوب هذه المحبة، ومن ذلك: قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ” رواه البخاري ومسلم.
وكذلك قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ فقد كان مع النبي صلى الله عليه وسلم وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِهِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: “يَا رَسُولَ اللَّهِ، لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي”، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ”. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: “فَإِنَّهُ الْآنَ، وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي”، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “الْآنَ يَا عُمَرُ” رواه البخاري.
وقول عمر الأول بمقتضى الأصل الطبعي في الإنسان أن أحب شيء إليه نفسه، فلما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بالمصطلح الإيماني أقرّ عمر بأنه بالمعنى الإيماني يفضل النبي، ويحب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من نفسه، فقال له حينئذ رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الْآنَ يَا عُمَرُ”.
ثم إن حبّ الإنسان نفسه طبع، وحب غيره اختيار -كما ذكر الخطابي-؛ ولذلك عمر جوابه الأول ذكر الطبع، ثم بعد ذلك ذكر الاختيار الذي هو مقتضى الإيمان.
ومن هنا ذكر العلماء أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم على ضربين:
أحدهما: فرض، وهو المحبة التي تقتضي الإيمان بنبوته، وبعثته، وتلقي ما جاء به بالمحبة والقبول، والرضا والتسليم.
ودرجة ثانية هي: محبة مندوبة، وهي تقصي أحواله ومتابعة سنته، والحرص على التزام أقواله وأفعاله قدر المستطاع والجهد والطاقة.
ومن الأدلة كذلك: قول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “ثَلاث مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاوَةَ الإِيمَانِ: مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ” رواه مسلم.
ومن الأدلة كذلك: حديث جميل رائع، قال فيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ” رواه مسلم.
 ٣/لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
هذا السؤال لنهيِّج القلوب والمشاعر لهذه المحبة، ولنؤكدها، ولنحرص على غرسها في سويداء القلوب والنفوس حتى تتحرك بها المشاعر، وتنصبغ بها الحياة، وتكون هي السمت والصبغة التي يكون عليها المسلم في سائر أحواله بإذن الله تعالى.
أولاً: نحبه؛ لأنه حبيب الله، ومن أحب الله أحب كل ما أحبه الله، وأعظم محبوب من الخلق لله هو رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد قال عليه الصلاة والسلام: “وَلَكِنْ صَاحِبُكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ” رواه مسلم. يعني نفسه صلى الله عليه وسلم، والخلة هي أعلى درجات المحبة.
ثانيًا: لأن الله أظهر لنا كمال رأفته وعظيم رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته: فنحن نحب الإنسان متى وجدناه بنا رحيمًا، وعلينا شفيقًا، ولنفعنا مبادرًا، ولعوننا مجتهدًا.. فنحبه من أعماق قلوبنا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو في هذا الباب أعظم مَنْ رحمنا، ورأف بنا، وإن كان بيننا وبينه هذه القرون المتطاولة، قال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (سورة التوبة: 128).
ولو أردنا أمثلةً لذلك طال بنا المقام، فرسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرًا ما كان يقول: “لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي…”. وكم من الأحاديث الذي ورد فيها رقته ورحمته بأمته…
كما في حديث مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ قَالَ: أَتَيْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ يَوْمًا وَلَيْلَةً، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحِيمًا رَفِيقًا، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّا قَدْ اشْتَهَيْنَا أَهْلَنَا أَوْ قَدْ اشْتَقْنَا سَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا بَعْدَنَا فَأَخْبَرْنَاهُ قَالَ: [ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ فَأَقِيمُوا فِيهِمْ وَعَلِّمُوهُمْ وَمُرُوهُمْ، وَذَكَرَ أَشْيَاءَ أَحْفَظُهَا أَوْ لَا أَحْفَظُهَا، وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي، فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ] رواه البخاري ومسلم.
بل كان إذا سمع بكاء الصبي يخفف من صلاته رأفةً وشفقةً على قلب أمه به، وذلك من كمال رحمته وشفقته عليه الصلاة والسلام.
ومن ذلك: كمال نصحه لأمته، وعنايته بتعليمهم، حتى قيل للصحابة: “قَدْ عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الْخِرَاءَةَ” رواه مسلم. أي: حتى قضاء الحاجة.
علّم أمته كل شيء، وكان عليه الصلاة والسلام لا يدع فرصةً إلا ويعلمهم، ولا يدع فرصةً إلا ويقول: “لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ” رواه البخاري ومسلم. حتى جئنا إلى أيامنا هذه وإلى ما بعدها، وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا نراه في يقظته ومنامه، بل نحن نعرف عن رسول الله عليه الصلاة والسلام من سيرته أكثر مما نعرف عن أنفسنا. رُصدت حياته صلى الله عليه وسلم، ورصد لنا وصفه وشعره؛ كم شعرة بيضاء في لحيته، كل ذلك في وصفٍ دقيقٍ بليغٍ، حتى كأن كل شيءٍ في حياته ورد في وضح النهار، وفي رابعة الشمس كما يقولون.
ثالثًا: من دواعي محبته صلى الله عليه وسلم: خصائصه وخصاله العظيمة، ويكفينا في ذلك قول الله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [سورة القلم: 4]. واجتمع فيه ما تفرق من وجوه الفضائل والأخلاق والمحاسن في الخلق كلهم، فكان هو مجتمع المحاسن عليه الصلاة والسلام، وحسبنا ذلك في هذه الدواعي، وإلا فالأمر كثير، فإن الذين مالت قلوبهم، وملئت حبًّا لرسول الله عليه الصلاة والسلام من أصحابه، إنما سبى قلوبهم، واستمال أنفسهم بما كان عليه من الخلق وحسن المعاملة، وكمال الرحمة، وعظيم الشفقة، وحسن القول إلى غير ذلك مما هو معلوم من شمائله عليه الصلاة والسلام.
رابعًا: مظاهر محبته صلى الله عليه وسلم وعلاماتها: فلكل شيءٍ دليل، ولكل ادعاءٍ برهان، ومن هنا نذكر بعض هذه المعالم العظيمة المهمة من مظاهر وعلامات محبته صلى الله عليه وسلم:
ومن أولها: محبته باتباعه، والأخذ بسنته صلى الله عليه وسلم: وكما قال ابن الجوزي مستشهدًا بقول مجنون ليلى:
إذا قيل للمجنون ليلى تريـد أم الدنيا وما في طواياهـا؟
لقال غبار من تراب نعالها أحب إلى نفسي وأشفى لبلواها

قال ابن الجوزي: “وهذا مذهب المحبين بلا خلاف، فكل محب يكون أدنى شيء من محبوبه أعظم إليه من كل شيء في دنياه، فكان أدنى شيء من الله، ومن رسوله أعظم وأحب إلى كل مؤمن من كل شيء في دنياه”.
ثانيًا: الإكثار من ذكره صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه:
فمن أحب إنسانًا أكثر ذكره، وأكثر ذكر محاسنه، فينبغي أن نعطر مجالسنا في كل وقتٍ وحينٍ بذكر مآثر النبي صلى الله عليه وسلم، وسيرته وأحواله وشمائله، وهذا الذكر هو الذي يهيج هذه المحبة ويبعثها، وكثرة الصلاة عليه والسلام تترك هذا المعنى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [سورة الأحزاب: 56].
وفي حديث أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اذْكُرُوا اللَّهَ، اذْكُرُوا اللَّهَ، جَاءَتْ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ”. قَالَ أُبَيٌّ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: “مَا شِئْتَ”، قَالَ: قُلْتُ الرُّبُعَ، قَالَ: “مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ”، قُلْتُ: النِّصْفَ، قَالَ: “مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ”، قَالَ: قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ، قَالَ: “مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ” قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا، قَالَ: “إِذن تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ” رواه الترمذي وأحمد.
قال الشراح: كان أُبّي يقصد أن له وردا من الدعاء دائم، فكان يصلي فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: كم أجعل لك من ذلك؟ قال زد حتى لو كان الحمد والثناء والصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام؛ فإنه وإن قلّ الدعاء يكون فيه ما وعد به النبي صلى الله عليه وسلم: “إِذن تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ”.
ثالثًا: تمني رؤيته والشوق إليه: وتلك بعض مشاعر المحبة، وقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ] رواه مسلم.
وهذا بلال -رضي الله عنه- ذهب إلى بلاد الشام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يقول: لم أطق أن أبقى في المدينة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان إذا أراد أن يؤذن وجاء إلى: “أشهد أن محمدًا رسول الله” تخنقه عَبْرته، فيبكي، فمضى إلى الشام وذهب مع المجاهدين، ورجع بعد سنوات، ثم دخل إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحان وقت الأذان، فأذن بلال، فبكى، وأبكى الصحابة بعد انقطاعٍ طويل غاب فيه صوت مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتذكروا بلالاً وأذانه، وتذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان بلال -رضي الله عنه- عند وفاته تبكي زوجته بجواره، فيقول: “لا تبكي.. غدًا نلقى الأحبة.. محمدا وصحبه”.. فكان يشتاق للقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو واحد من المبشرين بالجنة كما ثبت ذلك في الحديث. وهكذا روي عن حذيفة بن اليمان، وعن عمار بن ياسر -رضي الله عنهم أجمعين كلهم- روى أو ذكر القاضي عياض في الشفاء أنهم قالوا: “غدًا نلقى الأحبة.. محمدًا وصحبه”.
رابعًا: محبة الكتاب الذي أنزل عليه والذي بلّغه لأمته:
وهو معجزته الخالدة إلى قيام الساعة، كلام الله وكتابه العظيم الذي فيه الهدى والنور، فمن أحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحب القرآن، والتعلق به.
خامسًا: الأسباب الجالبة لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم:
1- تعظيم محبة الله تعالى.
2- قراءة سيرته صلى الله عليه وسلم: اقرءوا السيرة، وعلموها أبناءكم. قال السلف: “كانوا يعلموننا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يعلموننا الآية من القرآن”.
3- تذكر الأجر العاجل في الدنيا والآجل في الآخرة بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم.
4- تولّي الصحابة رضوان الله عليهم، والإكثار من ذكر سيرتهم.
5- تعظيم السنة النبوية: حتى إذا قيل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون منك ما كان من الصحابة.. يقول الراوي كانوا إذا قيل: قال النبي صلى الله عليه وسلم: اشرأبت الأعناق، وشخصت الأبصار، وأصغت الأسماع.. لا انصراف ولا التفات ولا تحرك، بل احترام وإجلال لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
6- إجلال المحبين للسنة والعاملين بها: كل محدّثٍ، وكل عاملٍ بسنة، وكل ملتزمٍ للسنة نحبه؛ لأنه يذكرنا برسول الله صلى الله عليه وسلم.
7- الذبّ عن السنة والدفاع عنها.
سادسًا: ثمار المحبة:
هذه المحبة في الدنيا عون على الطاعة، والإكثار من العبادة، وخفة ذلك على النفس، وإقبال الروح على مزيدٍ من الطاعات.. وأما في الآخرة فحسب المحبة أن تكون نجاته من النار، ولحوقًا برسول الله صلى الله عليه وسلم كما قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ” رواه البخاري ومسلم.

أما الجفاء: ومن صور الجفاء ترك زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، أو ترك السلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام، وترك التعلق بسنته.
ومن الجفاء: ردّ الأحاديث الصحيحة بموجب مقتضيات عقولهم، يقول لك: نعم هذا حديث لكن هذا لا يعقل، وهذا لا يصلح في هذا الزمان!. هذا كله ضربٌ من المخاطر العظيمة في شأن المحبة، بل في شأن الإيمان بنبوة الرسول صلى الله عليه وسلم.
العدول عن سيرته.. عدم الهيبة والتعظيم والإجلال عند ذكره أو ذكر حديثه. لماذا لا نعظم الرسول صلى الله عليه وسلم؟ لماذا لا نثير هذه السيرة لتكون المحبة أعظم في القلوب؟
من أعظم الهجر والجفاء لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم: الابتداع، كل مبتدعٍ يتلبس بدعةً يخالف فيها سنة النبي صلى الله عليه وسلم فهو ضرب من الجفاء، كأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول له افعل كذا، وهو يفعل غيره ونقيضه! وهذا أمرٌ عظيمٌ جدًّا.
من أهم الأمور في الجفاء: ترك الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.
وكذلك: عدم معرفة قدر الصحابة وذمهم: كيف تدعي حبّ الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم تذمّ أصحابه الذين كانوا عن يمينه وعن يساره، الذين فدوه بأرواحهم وجعلوا صدورهم دروعًا تتلقى السهام؛ ليذودوا عن رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ كيف يمكن لأحدٍ أن يدعي المحبة وهو يذمّ أو يتهم أو يشنع على أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين؟!.
من الجفاء: عدم العناية بالسيرة النبوية، وعدم معرفة الخصائص والخصال: خصال النبي صلى الله عليه وسلم وخصائصه عظيمة جدًّا، أكثرها لا يعرفها الناس، ولا يعرفون أحاديثه الثابتة، ولا المعجزات المادية، ومن المهم أن نذكرها.
أسأل الله تعالى أن يعظم محبة رسوله في قلوبنا، وأن يجعل محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم عندنا من محبة أنفسنا، وأن يجعل محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم طمأنينة قلوبنا، وانشراح صدورنا، وأن يجعل محبته عونًا لنا على طاعة الله عز وجل، وحسن الصلة به.
جزء  من محاضرة: “محبة النبي صلى الله عليه وسلم” للشيخ علي بن عمر بادحدح، أستاذ مشارك بجامعة الملك عبد العزيز- السعودية

الاثنين، 30 يوليو 2012

في فضل الأنصار


فضل الأنصار



( 1 ) حدثنا علي بن هاشم عن ابن أبي ليلى عن محمد بن عبد الرحمن عن ابن شرحبيل عن قيس بن سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { اللهم صل على الأنصار وعلى ذرية الأنصار وعلى ذرية ذرية الأنصار } .

( 2 ) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي سلمة قال : حدثني رجل عن سعيد الصراف , وهو عن سعيد الصراف عن إسحاق بن سعد بن عبادة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إن هذا الحي من الأنصار مجنة , حبهم إيمان وبغضهم نفاق } .


( 3 ) حدثنا إسماعيل بن علية عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى نساء وصبيانا من الأنصار مقبلين من عرس فقال : اللهم أنتم من أحب الناس إلي } .

( 4 ) حدثنا ابن إدريس عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لو سلك الناس واديا وشعبا وسلكتم واديا وشعبا لسلكت واديكم وشعبكم , أنتم شعار والناس دثار , ولولا الهجرة كنت امرأ من الأنصار , ثم رفع يديه حتى أني لأرى بياض إبطيه ما تحت منكبيه فقال : اللهم , اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار } .

( 5 ) حدثنا شبابة قال ثنا شعبة قال ثنا عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق , ومن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله } .

( 6 ) حدثنا محمد بن بشر العبدي قال ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لو أن الناس سلكوا واديا أو شعبا وسلك الأنصار واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم , ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار } [ ص: 541 ]

( 7 ) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا محمد بن عمرو قال ثنا سعد بن المنذر عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري عن الحارث بن زياد من أصحاب بدر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من أحب الأنصار أحبه الله حين يلقاه , ومن أبغض الأنصار أبغضه الله حين يلقاه }.

( 8 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا يحيى بن سعيد أن سعد بن إبراهيم أخبره عن الحكم بن مينا عن يزيد بن جارية أنه كان جالسا في نفر من الأنصار فمر عليهم معاوية فسألهم عن حديثهم , فقالوا : كنا في حديث من حديث الأنصار , فقال معاوية : أفلا أزيدكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : بلى يا أمير المؤمنين , قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { من أحب الأنصار أحبه الله , ومن أبغض الأنصار أبغضه الله } .

( 9 ) حدثنا أبو أسامة عن زكريا عن عطية عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ألا إن عيبتي التي آوي إليها أهل بيتي , وإن كرشي الأنصار , فاعفوا عن مسيئهم واقبلوا من محسنهم } .

( 10 ) حدثنا وكيع عن ابن أبي ليلى عن عدي عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم يعني الأنصار } .


( 11 ) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال ثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار , ولو سلك الناس واديا أو شعبا لسلكت مع الأنصار } .

( 12 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حميد عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { الناس دثار والأنصار شعار , الأنصار كرشي وعيبتي , ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار } .

( 13 ) حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي بكر بن أنس [ ص: 542 ] قال : كتب زيد بن أرقم إلى أنس يعزيه بولده وأهله الذين أصيبوا يوم الحرة , فكتب في كتابه : وإني مبشرك ببشرى من الله , سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار ولنساء أبناء الأنصار ولنساء أبناء أبناء الأنصار } .
( 14 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر الأنصار قال : أعفة صبر } .

( 15 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شعبة عن قتادة عن أنس عن أسيد بن حضير { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للأنصار : إنكم سترون بعدي أثرة , قالوا : فما تأمرنا , قال : تصبرون حتى تلقوني على الحوض } [ ص: 543 ]


( 16 ) حدثنا عفان قال ثنا وهيب قال ثنا عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار , ولو سلك الناس واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبهم , الأنصار شعار والناس دثار وإنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض } .

( 17 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وغفار موالي الله ورسوله , لا مولى لهم غيره } .

( 18 ) حدثنا أبو خالد عن حميد عن أنس قال :  خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة باردة والمهاجرون والأنصار يحفرون الخندق , فلما نظر إليهم قال : ألا إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة فأجابوا : نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبد


(19) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عدي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر } .



( 20 ) حدثنا أبو أسامة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر } .

( 21 ) حدثنا يعلى بن عبيد قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن أبي قتادة قال : أخبرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار } .

( 22 ) حدثنا زيد بن حبان عن هشام بن هارون الأنصاري قال حدثني معاذ بن رفاعة بن رافع عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { اللهم اغفر للأنصار ولذراري الأنصار ولذراري ذراريهم ولمواليهم وجيرانهم } .

( 23 ) حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا ابن الغسيل قال ثنا عكرمة عن ابن عباس قال : { جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على المنبر عليه ملحفة متوشحا بها عاصبا رأسه بعصابة دسماء , قال : فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس تكثرون ويقل الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام , فمن ولي من أمرهم شيئا فليقبل من محسنهم وليتجاوز عن مسيئهم  .

( 24 ) حدثنا حفص بن غياث عن حجاج عن طلحة قال : كان يقال : بغض الأنصار نفاق .


( 25 ) حدثنا شبابة بن سوار قال ثنا شعبة عن معاوية بن قرة أنه سمع أنسا يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { اللهم أصلح الأنصار والمهاجرة } .
                                  ******