رغم أن الاوس والخزرج أبناء عمومة أبنا حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن غسان بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
الأ أن بأسهم بينهم كان شديداً كحالنا اليوم بين القيادات والعائلات بل والافرع في العائلة الواحده.!
لقد الأوس والخزرج العديد من الحروب المتناحرة كلا يجتهد لهدم أبناء عمومته لذلك لم تكن لهم شوكة بين العرب وكان من السهل أن يغرر يهود يثرب بهم ويفتنوهم عن صلات الدم والرحم الى أن جاء الأسلام فتحولت يثرب بنور الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى مدينة وتحول أهلها أوس وخزرج إلى أنصار يحبون من هاجر إليهم حتى قالوا سليمان (الفارسي) منا معشر الأنصار وقويت شكوكتهم مما أرهب قبائل قريش جميعا بنو عبد مناف وبنو عبد شمس وبنو نوفل وبنو أسد وبنو عبد الدار وبنو عبد قصي وبنو زهرة وبنو تيم وبنو مخزوم وبنو عدي وبنو سهم وبنو جمح وبنو عامر وبنو تيم وبنو الحارس وبنو محارب جميعهم أجتمعو ذات يوم وجاءوا بقضهم وقضيضهم لمحاربة الأنصار خوفا على تجارتهم المهددة والتي تمر بطرقها إلى شام بجوار المدينة وقد علموا أن القبيلتين اليمانيتين قد التحموا وصاروا كيان واحد كما أنهم أهل الشجاعة والقتال، ححو كان عدد المسلمين في غزوة بدر ٣٠٠ وبضعة عشر رجلاً، معهم فرسان وسبعون جملاً، وكان تعداد جيش قريش ١٠٠٠ رجل معهم مئتا فرس، أي كانوا يشكلون ثلاثة أضعاف جيش المسلمين و مع ذلك هزموا هزيمة نكراء ببدرا.
(فكان الأنصار قوة بالدين والأمان وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنصار لا اوسا فقط أو خزرج) .
وأنزهزم الأنصار بأحد يوم غلبتهم شهوتهم وحب الدنيا والطمع في الغنائم وكان عددهم يومها ١٠٠٠ مقاتل فنخزل منهم ٣٠٠ منافق وبقي ٧٠٠ ثم خالف الرماة أمر رسول الله حين قال ( إن رأيتمونا تخطفنا الطير، فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم أو ظاهرناهم وهم قتلى فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم) فكانت الهزيمة.
و يوم حنين، قسم رسول الله الغنائم للمتألفين من قريش وسائر العرب ما قسم، ولم يكن للأنصار منها شئ فقالو في أنفسهم: "لقي والله رسول الله قومه"فمشى سعد بن عبادة رضي الله عنه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم. فقال: «فيم؟ » قال: فيم كان من قسمك هذه الغنائم في قومك وفي سائر العرب، ولم يكن لهم منها شــيء، فقال رســـول اللـه - صلى الله عليه وسلم -: «فأين أنت مـن ذلك يا سعد؟ » قال: ما أنا إلا أمرؤ من قومي، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة، فإذا اجتمعوا فأعلمني! »، فجمعهم فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام فيهم خطيباً: فحمد الله و قال: «يا معشر الأنصار! ألم آتكم ضلالا فهداكم الله، وعالة فأغناكم الله، وأعداء فألف الله بين قلوبكــم؟ »: قالوا: بلى! ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا تجيبون يا معشر الأنصار؟! » قالوا: وماذا نقول يا رسول الله، وبماذا نجيبك؟ المن لله ولرسوله. قال: «والله! لو شئتم لقلتم فصدقتم وصدقتم: جئتنا طريداً فآويناك، وعائلاً فآسيناك، وخائفاً فأمناك، ومخذولاً فنصرناك»، فقالوا: المنٌ لله ولرسوله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أوَجدتم في نفوسكم يا معشر الأنصار في لُعاعة من الدنيا تألّفت بها قوماً أسلموا، ووكلتكم إلى ما قسم الله لكم من الإسلام، أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس إلى رحالهم بالشاء والبعير، وتذهبون برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى رحالكم؟ فوالذي نفسي بيده لو أن الناس سلكوا شُعباً، وسلكت الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار! ولولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار، اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار! » قال: فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا بالله رباً وبرسوله قسماً ، ثم انصرف وتفرقوا.
فما رأيكم أثابكم الله في حالنا اليوم هل نحن الأنصار بحبهم لله ورسوله وحبهم لمن هاجر أليهم ولأنكارهم الذات و لأتحادهم ونبذهم سبل الخلاف و الطمع أم نحن الأوس والخزرج بحروبهم وعدائهم لبعضهم البعض ونبذهم صلة الأرحام وتعاليم الأسلام؟ .
فمن لم يجد في نفسه سمات الأنصار فليدع عنه لقبه الأنصاري وليستبدله بالأوسي أو الخزرجي.
وأخيرا نرفع أكف الضراعة إلى الله اللهم أهدنا سبل الهداية والرشاد اللهم لا تزين لنا عمل السوء اللهم ذكرنا دائما بأن الدنيا زائلة فاصرف عنا زينتها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.
بقلم / محمد ابوشافعين الأنصاري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق