رحلة التميز العلمي والإبداع الفني للدكتورة هند شافعين الأنصاري
في مسيرة العطاء والتميز، تتجلى شخصيات تترك بصمتها في مجالات العلم والفن، ومن بين هذه الشخصيات البارزة تبرز الدكتورة هند عبد الرحمن حجاج شافعين الأنصاري، التي جسّدت مثالًا حيًا للمرأة العربية الناجحة، إذ جمعت بين أصالة النسب والتميز الأكاديمي والإبداع الفني.
النشأة والجذور العريقة
تنتمي الدكتورة هند إلى عائلة الشفاعنة، وهي من العائلات العريقة في مصر، التي تعود أصولها إلى الصحابي الجليل سعد بن عبادة الأنصاري، سيد الخزرج في المدينة المنورة. وتنتشر فروع هذه العائلة في عدد من المحافظات المصرية، منها شندويل البلد سوهاج، الجيزة، الإسكندرية، وغيرها، حيث كان لها حضور علمي واجتماعي بارز.
ولدت الدكتورة هند في محافظة الجيزة، إلا أن جذورها الصعيدية ظلت حاضرة في هويتها، فقد نشأت في كنف أسرة تتمسك بالقيم والتقاليد، حيث كان والدها من آل حجاج شافعين المعبدي الأنصاري، وهي إحدى العائلات ذات الامتداد العريق في صعيد مصر، بينما تنتمي والدتها إلى آل كمال الدين شافعين المعبدي الأنصاري، أحد الفروع البارزة للعائلة. نشأت الدكتورة هند وسط بيئة ثقافية تهتم بالعلم والأدب، ما ساهم في تشكيل شخصيتها الطموحة.
رحلة التميز العلمي
أظهرت الدكتورة هند تفوقًا أكاديميًا منذ سنواتها الأولى، واستطاعت بفضل اجتهادها ونبوغها أن تصل إلى درجة الأستاذية في مجال التصميم، وهو إنجاز يعكس مسيرتها المليئة بالاجتهاد والإبداع.
المؤهلات العلمية
- بكالوريوس كلية التربية النوعية – قسم التربية الفنية – جامعة القاهرة (1997).
- ماجستير في التربية الفنية – تخصص تصميم – جامعة حلوان (2004).
- دكتوراه في فلسفة التربية النوعية – قسم التربية الفنية – تخصص تصميم – جامعة القاهرة (2011).
المسيرة المهنية والإبداعية
بدأت الدكتورة هند رحلتها الأكاديمية كمعيدة في كلية التربية النوعية – جامعة القاهرة، وتدرجت في المناصب حتى أصبحت مدرسًا بقسم التصميم، حيث ساهمت في تطوير المناهج وأساليب التدريس، كما كان لها دور بارز في الأبحاث العلمية المتعلقة بالتصميم والفنون التشكيلية.
الوظائف الأكاديمية
- معيدة بكلية التربية النوعية – جامعة القاهرة.
- مدرس مساعد بقسم التصميم – كلية التربية النوعية – جامعة القاهرة.
- مدرس بقسم التصميم – كلية التربية النوعية – جامعة القاهرة.
لم يقتصر إبداعها على التدريس فقط، بل امتد إلى البحث العلمي والمشاركة في المؤتمرات والمعارض الفنية، حيث قدمت أعمالًا متميزة لاقت إشادة واسعة.
المشاركات الفنية والمعارض
برزت الدكتورة هند كفنانة تشكيلية مبدعة، حيث شاركت في العديد من المعارض الجماعية، ومنها:
- صالون النيل الأول للتصوير الضوئي (1990).
- مسابقة الخريف للفنون التشكيلية (1997).
- صالون النيل الرابع للتصوير الضوئي (2002).
- معارض متعددة بكلية التربية النوعية والفنية.
- المعرض الفني للدراسات العليا (2005).
من خلال هذه المشاركات، استطاعت أن تقدم أعمالًا تجمع بين الأصالة والحداثة، وتستلهم فيها التراث العربي والصعيدي بروح معاصرة.
بصمة متميزة في التصميم والفن
يُعد مجال التصميم أحد أبرز مجالات تفوق الدكتورة هند، حيث تمكنت من تقديم إبداعات جديدة في هذا المجال، مما جعلها واحدة من الأسماء البارزة في التربية الفنية في مصر. وتجلّت قدرتها على الابتكار في مشروعاتها البحثية وتصميماتها الفريدة، كما ساهمت في تأهيل أجيال جديدة من المبدعين في مجال الفنون التشكيلية.
تطلعات المستقبل
مع هذا التاريخ الحافل بالعطاء الأكاديمي والفني، لا شك أن الدكتورة هند تمتلك من المقومات ما يؤهلها للوصول إلى مناصب أكاديمية أعلى، وعلى رأسها منصب عميد كلية التربية النوعية، وهو المكان الذي تستحقه بجدارة.
تحية وتقدير من آل شافعين الأنصاري
إلى ابنتهم البارة التي رفعت راية العلم والإبداع، يتوجه آل شافعين الأنصاري بهذه الأبيات، تعبيرًا عن فخرهم واعتزازهم بها:
كحلي الطرف بالجمال .. وانكحي الحس للخيال
وانسجي بردة وسجي .... آل شافعين بالجلال
أنت يا هند في حياة الـ .... ـشافعيات كالمثال
فابدعي وارتقي سماء الـ ... مجد يا درة العوالي
تُمثل الدكتورة هند عبد الرحمن حجاج شافعين الأنصاري نموذجًا مشرفًا للمرأة العربية، التي استطاعت أن توازن بين الأصالة والمعاصرة، بين التراث والإبداع، وبين التميز العلمي والتألق الفني. إنها شخصية تستحق أن تكون مصدر إلهام للأجيال القادمة، ودليلًا على أن الطموح والاجتهاد قادران على صناعة المستحيل.
ما رأيك في رحلة الدكتورة هند؟ وهل ترى أن الفن يمكن أن يكون وسيلة للحفاظ على الهوية والتراث؟ شاركنا رأيك في التعليقات!