الثلاثاء، 8 أبريل 2025

ابن بطوطة: الرحالة الأمازيغي الذي جاب العالم وربط الحضارات

من طنجة إلى أقاصي الأرض: قصة حياة ابن بطوطة


من طنجة إلى أقاصي الأرض: قصة حياة ابن بطوطة

في التاريخ الإسلامي والعالمي، قلة من الشخصيات استطاعت أن توثق ملاحظاتها عن العالم كما فعل ابن بطوطة، ذاك الرحالة المغربي الأمازيغي الذي غادر وطنه في مطلع شبابه، وقضى أكثر من نصف عمره متنقلًا من مدينة إلى أخرى، ومن قارة إلى أخرى، ليصبح أيقونة في عالم الترحال والمعرفة. لم يكن ابن بطوطة مجرد مسافر عادي، بل كان شاهدًا على حضارات وثقافات وديانات وعادات، دونها في رحلته العظيمة التي تجاوزت 120 ألف كيلومتر، وهي مسافة لم يبلغها أي رحالة سابق أو لاحق في عصره.


النسب والبيئة والنشأة

وُلد ابن بطوطة، واسمه الكامل أبو عبد الله محمد بن عبد الله اللواتي الطنجي، في مدينة طنجة بالمغرب الأقصى سنة 703هـ/1304م، لعائلة تنتمي إلى قبيلة لواتة الأمازيغية، وهي قبيلة تنتشر في شمال أفريقيا، ولها جذور في ليبيا وبلاد المغرب. كانت عائلته من طبقة العلماء والقضاة، واهتمت بتعليمه منذ نعومة أظفاره. درس ابن بطوطة العلوم الشرعية والفقه المالكي، السائد في المغرب، وكان محبًا للأدب واللغة.

نشأته في بيئة دينية علمية غرست فيه روح المعرفة، بينما موقع طنجة الساحلي فتح أمامه خيال السفر والرحلات. كان يتردد على الميناء ليرى السفن القادمة من الشرق والجنوب، يسمع لهجات مختلفة، ويقرأ في كتب الجغرافيا والرحالة، مما نمّى لديه الحلم بأن يغدو يومًا رحّالة كبيرًا.


الظروف السياسية والاجتماعية في عصره

عاش ابن بطوطة في فترة حرجة ومتشابكة من التاريخ الإسلامي. كانت الدولة المرينية تحكم المغرب، وهي دولة قوية من حيث السلطة العسكرية، لكنها شهدت اضطرابات داخلية في بعض الفترات. أما المشرق الإسلامي، فقد كان موزعًا بين المماليك في مصر والشام، والإيلخانيين في فارس والعراق، بينما كانت الأناضول تحت سيطرة الإمارات التركمانية الناشئة.

كانت الطرق التجارية والطرق البحرية البرية مفتوحة، وكان للحج مكانة كبيرة في نفوس المسلمين، حيث كان الحج محفزًا دينيًا وسياحيًا في الوقت ذاته. كما أن اللغة العربية كانت توحد العالم الإسلامي وتُسهل التواصل، ودار الإسلام امتدت من الأندلس غربًا إلى الصين شرقًا، مما أتاح لابن بطوطة حرية التنقل وسط شبكة واسعة من الحضارات الإسلامية.


الانطلاقة: من الحلم إلى الترحال

بدأت رحلته الأولى في رجب 725هـ/1325م، وكان عمره آنذاك 21 سنة، هدفه الأول كان الحج إلى مكة المكرمة، لكنه لم يكتف بذلك. فبعد أداء فريضة الحج، قرر الاستمرار في الترحال، حيث انطلق من مكة إلى العراق، ثم إلى بلاد فارس، وبعدها إلى الأناضول والشام، ومنها إلى أفريقيا الشرقية والهند والصين وجزر المالديف وجنوب شرق آسيا، ثم عاد إلى المغرب، وانطلق بعدها إلى الأندلس وغرب أفريقيا، ليكون بذلك قد زار معظم العالم المعروف في عصره.


أهم المحطات في رحلاته الطويلة

1. رحلته الأولى: من المغرب إلى الحجاز

قطع ابن بطوطة شمال أفريقيا مرورًا بتونس وليبيا ومصر، ومن هناك سافر عبر فلسطين والشام حتى مكة. خلال هذه الرحلة، تعرف على الكثير من العلماء والقضاة، وزار أماكن مقدسة، وسجل أولى ملاحظاته عن طبيعة المجتمعات الإسلامية.

2. زيارته إلى العراق وبلاد فارس

سافر إلى بغداد، وكانت لا تزال تحت وقع الغزو المغولي، ثم زار البصرة وشيراز وأصفهان. أبدى إعجابه بالمجالس العلمية والمنشآت المعمارية، لكنه تأثر سلبًا بتراجع بعض المدن التي كانت مزدهرة من قبل.

3. الهند: قاضي في بلاط السلطان

من أبرز فترات رحلاته، إذ وصل إلى الهند، ودخل في خدمة السلطان محمد بن تغلق في دلهي، الذي عيّنه قاضيًا في البلاط الملكي. عاش ابن بطوطة في الهند سنوات طويلة، شهد فيها اضطرابات داخلية وعجائب الثقافة المحلية، وكان له مواقف خطيرة كاد يلقى فيها حتفه بسبب دسائس القصر.

4. جزر المالديف: الزواج والقضاء

وصل إلى المالديف عن طريق البحر، وأعجب بطبيعتها الساحرة، وتزوج من نسائها، وشارك في القضاء، لكنه وجد صعوبة في التأقلم مع بعض عاداتهم، لا سيما ما يتعلق بدور المرأة في الحكم، فغادرها لاحقًا إلى سيريلانكا ثم الصين.

5. الصين: الحضارة الكبرى

بلغ الصين، ووصف مدنها بدقة مدهشة، لا سيما مدينة قوانغتشو التي بهرته بنظافتها ونظامها الإداري. تحدث عن الأسواق، والمعابد، والسفن الضخمة، وعن التعاملات بين المسلمين والتجار الصينيين، وسجل أهم مشاهداته من زاوية الرحالة المسلم.

6. العودة إلى المغرب ومغامرة أفريقيا الغربية

عاد إلى المغرب بعد قرابة ربع قرن من الترحال، لكن شغف المغامرة لم يفارقه، فزار الأندلس، ثم عبر الصحراء الكبرى إلى مملكة مالي، وزار تمبكتو وغيرها، وسجّل أوصافًا نادرة عن المجتمعات الأفريقية المسلمة، ووثّق عاداتهم وأعرافهم وثرواتهم.


ابن بطوطة وزيارة الأندلس: رحلة إلى الفردوس المهدد

لم تكن رحلة ابن بطوطة إلى الأندلس مجرد محطة عابرة في سجل أسفاره الطويل، بل كانت تجربة فريدة تمتزج فيها الروح الحضارية الإسلامية بجمال الطبيعة وبهاء العمران، وسط واقع سياسي مضطرب كانت فيه الأندلس تقف على مشارف أفولها.

زمن الرحلة وظروفها

زار أبو عبد الله محمد بن عبد الله اللواتي الطنجي المعروف بابن بطوطة، الأندلس في عام 1350م (751هـ)، وكان حينها في خضم رحلة طويلة شملت شمال أفريقيا وبلاد الشام والحجاز وبلاد فارس والهند والصين، وقد جاء إلى الأندلس بعد عودته من الشرق، ضمن جولة قادته إلى المغرب الأقصى ومراكش، ومن ثم إلى الجزائر وتلمسان، حتى وصل إلى مملكة غرناطة، آخر ما تبقّى من الحكم الإسلامي في شبه الجزيرة الإيبيرية.

مملكة غرناطة في زمن ابن بطوطة

كانت غرناطة آنذاك تحت حكم السلطان يوسف الأول بن إسماعيل (حكم 1333-1354م)، وهو من ملوك بني نصر (بني الأحمر)، الذين حافظوا على استقلال مملكتهم وسط الضغوط المتزايدة من الممالك المسيحية في الشمال، وخاصة قشتالة وأراغون. وقد لعب هذا السلطان دورًا مهمًا في دعم الحركة العلمية والعمرانية، مما جعل غرناطة مركز إشعاع حضاري رغم واقعها السياسي الحرج.

الاستقبال الملكي والضيافة

استُقبل ابن بطوطة في غرناطة استقبال العلماء والأدباء، وقد أكرمه السلطان يوسف الأول، وخصص له دار ضيافة، ولقّاه كبار القضاة والعلماء والفقهاء. وقد وصف ابن بطوطة البلاط الغرناطي بأنه يجمع بين هيبة الحكم وبهاء الثقافة، كما أُعجب بنظام القضاء ودور العلم المنتشرة في أرجاء المدينة.

وصفه لغرناطة وسحر طبيعتها

من أجمل ما دوّنه ابن بطوطة في رحلته إلى الأندلس هو وصفه المذهل لغرناطة، حيث قال عنها:

"هي حسناء ذات خفر، إن قارنتها بغيرها من البلاد وجدتها كالقمر بين النجوم...".

وقد أعجب بشكل خاص بـقصر الحمراء، واصفًا جدرانه المزينة بالنقوش والخطوط العربية، وحدائقه التي تنساب فيها المياه في جداول صغيرة. كما بهرته منطقة البيازين، وذكر أنها تزخر بالحياة والأسواق، وأنها تحتفظ بطابعها العربي الإسلامي الأصيل.

كما وصف الطبيعة الجبلية المحيطة ببلاد الأندلس، وخضرتها الدائمة، وقال إنها تضاهي حدائق الجنة في جمالها، مشيرًا إلى بساتين الزيتون والبرتقال والرمان التي تحف بالمدينة، ومياهها العذبة التي كانت تصل إلى البيوت عبر قنوات مائية بديعة.

الحياة العلمية والثقافية

رصد ابن بطوطة مكانة العلم والعلماء في الأندلس، حيث لاحظ وجود عدد كبير من المدارس والكتاتيب، وانتشار حفظ القرآن، ودراسة الفقه المالكي واللغة العربية. كما ذكر مجالس العلم والمناظرة التي كانت تعقد في المساجد والزوايا، وقد شارك بنفسه في بعضها، وروى نقاشات فكرية مع علماء وأدباء غرناطة.

أثنى ابن بطوطة على حب الأندلسيين للخط العربي، وذكر أن الزخارف الجدارية والكتب والمصاحف تتميز بدقة وجمال لا يُضاهى.

رصد الواقع السياسي والاجتماعي

رغم انبهاره بجمال الأندلس، لم يغفل ابن بطوطة عن رصد الواقع السياسي المليء بالتحديات. فقد أشار إلى التهديد الدائم الذي كانت تتعرض له مملكة غرناطة من ممالك الشمال المسيحية، وأعرب عن حزنه لرؤية أرض الإسلام محاصَرة بين أمواج الصليب. كما وصف الحذر الذي يعيشه الناس، والاستعداد الدائم للجهاد والدفاع عن المدينة.

وفي الوقت نفسه، لاحظ ابن بطوطة تماسك النسيج الاجتماعي للأندلسيين، رغم التحديات، وأشاد بروح التعاون والتكافل بين السكان، وكرمهم مع الضيوف والغريب.

خروجه من الأندلس

بعد إقامته في غرناطة، انتقل ابن بطوطة إلى بعض مدن الأندلس الأخرى، مثل مالقة والمرية، ودوّن ملاحظات عن المرافئ البحرية والتجارة النشطة بين الأندلس وشمال أفريقيا، قبل أن يعود إلى المغرب ويكمل بقية رحلاته.

أهمية زيارته للأندلس

تشكل زيارة ابن بطوطة للأندلس وثيقة حية عن مرحلة ذهبية من التاريخ الإسلامي في أوروبا، وقد جاءت وصفًا حيًا لما كانت عليه الحياة في غرناطة قبيل سقوطها بنحو 140 عامًا، أي قبل النهاية المأساوية التي حدثت عام 1492م بسقوط الأندلس في يد الملوك الكاثوليك.

وقد أكسبته هذه الزيارة بعدًا إنسانيًا وثقافيًا في رحلاته، حيث كانت الأندلس بالنسبة له مرآة لعظمة الحضارة الإسلامية، لكنها أيضًا كانت رمزًا لحالة الدفاع والمقاومة أمام الزحف الأوروبي، وهو ما رصده بدقة في كتابه.

أضفى ابن بطوطة على الأندلس لمسة من الحنين والأسى والجمال، فقد كانت زيارته شهادة على عظمة الحضارة الإسلامية هناك، وعلى خطر الفقد القادم. ومن خلال تدويناته الدقيقة، ترك لنا وصفًا خالدًا لما كانت عليه غرناطة، تلك الجوهرة التي تألقت في سماء الأندلس قبل أن تنطفئ شمسها.


نوادر ابن بطوطة وغرائب رحلاته

  • سحرة الهند والجوكي: وصف مشاهدته لسحرة يطيرون في الهواء، أو يدخلون سيوفًا في أجسادهم دون ألم، مما جعله يندهش رغم خلفيته الدينية.
  • النجاة من الغرق وقطاع الطرق: كاد يفقد حياته أكثر من مرة، إما في عواصف بحرية أو في هجمات لقطاع الطرق، خاصة أثناء عبوره للهند أو صحراء النيجر.
  • وباء الطاعون في دمشق: عايش تفشي الطاعون في الشام، ووصف كيف لجأ الناس إلى المساجد للدعاء والابتهال، في مشهد مؤثر سجل فيه الجانب الروحي للمجتمع.
  • لقاءاته مع الملوك والسلاطين: التقى أكثر من 60 حاكمًا في رحلاته، من ملوك المغرب والمشرق إلى أباطرة الصين وسلاطين أفريقيا، ونقل مواقف سياسية واجتماعية نادرة عنهم.

كتابه الخالد: تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار

بعد عودته إلى المغرب، طلب منه السلطان أبو عنان المريني أن يُملي ما شاهده في رحلاته، فقام الفقيه ابن جزي الكلبي بتحرير كتابه الشهير عام 1355م. الكتاب أصبح موسوعة جغرافية واجتماعية وسياسية وثقافية، يحتوي على ملاحظات شخصية دقيقة، وأساليب سرد مشوقة، ووصف للمدن والشعوب من منظور عالم مسلم ومراقب اجتماعي.


مكانة ابن بطوطة العالمية

يُعد ابن بطوطة حتى اليوم من أعظم الرحالة في تاريخ البشرية، وقد تجاوز في مسافات رحلاته الرحالة الإيطالي ماركو بولو. تُرجمت أعماله إلى عشرات اللغات، وسُمّيت باسمه مؤسسات ومدارس ومطارات، أبرزها مطار ابن بطوطة في طنجة. واهتم الباحثون المعاصرون بتوثيق دقته الجغرافية والأنثروبولوجية، واعتُبر مرجعًا في تاريخ الحضارات الإسلامية والشرقية.


رحلة العمر التي ربطت الحضارات

لم تكن رحلة ابن بطوطة مجرد تنقل جغرافي، بل كانت عبورًا بين العقول والثقافات، ومشروعًا معرفيًا وإنسانيًا متكاملًا. ترك لنا إرثًا لا يُقدّر بثمن، سجل فيه يوميات إنسان عرف العالم بعينه وقلبه، لا عبر الخرائط وحدها. وما زال اسمه حيًا، يستوقف الباحثين والمغامرين في كل عصر.

قبيلة بني تميم: سيوف العدنانيين في التاريخ العربي وأعلامهم في مصر

من هم بني تميم؟ قبيلة الفصاحة والشدة والتاريخ المجيد


تاريخ قبيلة بني تميم، نسبها العريق، انتشارها في مصر وتوزع فروعها في مناطق مثل القليوبية وأسيوط وسوهاج، مع توضيح تداخلات النسب بين العائلات.

في عمق التاريخ العربي، وتحت راية القبائل العدنانية، تبرز قبيلة بني تميم كواحدة من أعرق القبائل وأشدها بأسًا في الجاهلية وصدر الإسلام. من بطاح نجد إلى سهول العراق، ومن ضفاف الخليج إلى وادي النيل، انتشرت بطون بني تميم حاملة معها مجدًا أصيلًا، واسمًا لا يُذكر إلا مقرونًا بالشجاعة، والبلاغة، والريادة الدينية والعلمية. في هذا المقال، نغوص سويًا في تفاصيل النسب، والتاريخ، والفروع، والتوزيع الجغرافي، ونُسلط الضوء على حضور هذه القبيلة في مصر، وبالأخص عائلة التماتمه التي تُعد من كبريات العائلات التميمية في الصعيد.


نسب بني تميم: عدناني أصيل

تنحدر قبيلة بني تميم من:

تميم بن مر بن إدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهو من نسل إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام. وبذلك، تعد بني تميم من أكبر القبائل العدنانية وأشرفها، وكانت تُفاخر في الجاهلية والإسلام بنسبها الرفيع وعلوّ مكانتها.


الموطن الأصلي وانتشار بني تميم

سكنت بني تميم في الجاهلية وسط نجد، في المناطق الواقعة بين اليمامة والدهناء والصمان، وتوسعت لاحقًا لتشمل البصرة، الأحساء، القصيم، الرياض، الكويت، قطر، البحرين، ثم انتشرت مع الفتوحات الإسلامية إلى العراق، الشام، إيران، خراسان، مصر، وشمال إفريقيا.


بطون بني تميم وفروعها

تُقسم قبيلة بني تميم إلى عدة بطون كبرى، ومن أبرزها:

  • بنو سعد: منازلهم امتدت من يبرين حتى سفوان، وكانوا في الوفراء والأحساء.
  • بنو دارم: سكنوا الدهناء وكاظمة.
  • بنو يربوع: استقروا في القصيم واليمامة.
  • بنو العنبر: سكنوا في الدو والصماء ومناطق حول حفر الباطن.
  • بنو مازن، بنو الهجيم، بنو أسيد، بنو طهية: توزعت في القصيم، الدهناء، الرمادة وغيرها.

كل بطن من هذه البطون تفرّع إلى عدد كبير من الأفخاذ، ما جعل بني تميم من أكثر القبائل العربية عددًا وتنوعًا.


صفات بني تميم: الشدة والفصاحة

كانت اللغة الفصيحة علامة بارزة في أبناء بني تميم، وكانوا أهل بلاغة وخطابة. قال عنهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
"هم أشدّ أمتي على الدجال"، إشارة إلى صلابتهم وشدتهم في الحق.

كما اشتهروا بـ:

  • الصبر في الحرب.
  • الشدة في الخصومة.
  • نصرة الدين.
  • الكرم والجود.

بني تميم في الإسلام

كان لبني تميم حضور لافت في الإسلام. وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في عام الوفود (9 هـ)، وامتدحهم، وأرسل معهم وفودًا للدعوة والتعليم. كما شارك فرسانهم في الفتوحات الإسلامية الكبرى في العراق وفارس وخراسان ومصر.

ومن أبرز رجالات بني تميم:

  • الأحنف بن قيس: القائد السياسي الحكيم.
  • القعقاع بن عمرو التميمي: الفارس الذي أرعب الروم.
  • محمد بن عبد الوهاب: مؤسس الدعوة السلفية في نجد.
  • الخليل بن أحمد الفراهيدي: واضع علم العَروض.

بني تميم في مصر

دخلت فروع من بني تميم إلى مصر مع جيوش الفتح الإسلامي بقيادة عمرو بن العاص رضي الله عنه. واستقروا في أماكن مختلفة، من أبرزها:

1. تل بني تميم – محافظة القليوبية

قرية شهيرة تعود تسميتها إلى استقرار فروع من القبيلة فيها، ويُقال إنها كانت موقعًا لحامية قديمة. تضم مقامات يُعتقد أنها تعود لأولياء من بني تميم.

2. بني مر – محافظة أسيوط

موطن الإمام جمال الدين الأفغاني، ومركز علمي بارز في العصر العثماني، ارتبط اسمه ببطون تميمية.

3. كفر سعد بحيري – القليوبية

تضم عائلات تحمل لقب "البحيري"، وينتمي بعضها إلى بني تميم، وبعضهم يرجع نسبهم لأشراف أو عائلات عربية أخرى، في مزيج سكاني قبلي غني.

4. عائلة التماتمه – قرية أقصاص، مركز المراغة، محافظة سوهاج

تُعد عائلة التماتمه من أبرز العائلات التميمية في صعيد مصر، وهي من أكبر وأعرق العائلات في محافظة سوهاج، وتحديدًا في قرية أقصاص التابعة لمركز المراغة. يرجع نسبهم إلى قبيلة بني تميم العدنانية، وقد حافظت العائلة على مكانتها الاجتماعية والقبلية لعقود طويلة، وكان لأفرادها دور في الشؤون المحلية، والتعليم، والعمل الأهلي.

يتفرع من التماتمه عدد من البيوت والعائلات، ولكثيرٍ منهم شهرة واسعة في المنطقة بفضل تمسكهم بالعادات الأصيلة والكرم والنخوة العربية، ويُعرفون بعلاقاتهم الممتدة مع عائلات كبرى في المراغة وطهطا وسوهاج عامةً.

5. صعيد مصر عامةً

خاصة في سوهاج وقنا وأسيوط، حيث اندمجت العائلات التميمية في النسيج القبلي مع العبابدة، الهوارة، الجعافرة، والأشراف.


تداخلات النسب: عائلة البحيري نموذجًا

تُعد عائلة البحيري من أشهر العائلات التي تُنسب  إلى بني تميم، وظهر ذلك في مناطق مثل كفر الشيخ، القليوبية، وأسيوط. لكن ينبغي الانتباه إلى أن هذا اللقب يحمله أفراد من أصول مختلفة:

  • أغلبهم تميمي.
  • بعضهم شريف حسني.
  • وبعضهم من قبائل أخرى مثل العوازم.

وهذا يوضح أهمية التحقيق الدقيق في الأنساب، وعدم إطلاق الحكم اعتمادًا على اللقب وحده.


بني تميم اليوم

لا تزال قبيلة بني تميم تحتفظ بثقلها في العالم العربي، خاصة في السعودية، الكويت، قطر، العراق، ومصر. لها حضور بارز في المجالات الدينية، الأكاديمية، والإعلامية، وتُعد من أكبر القبائل عددًا.



تاريخ قبيلة بني تميم هو تاريخ المجد العربي بكل تجلياته: البأس، البلاغة، العلم، والدين. من فصاحة اللسان إلى سيوف الجهاد، ومن حروب الجاهلية إلى نشر رسالة الإسلام، بقي اسم تميم محفورًا في ذاكرة الأمة.

هل لديك في منطقتك عائلات يُقال إنها من بني تميم؟ وما أشهر الشخصيات التميمية في بلدك؟ شاركنا في التعليقات.

السبت، 5 أبريل 2025

في ذكر مسجد عرب العمامرة الأنصار بالعرابة المدفونة: فذلكةٌ في موضعه ونسب بانيه وأحوال أهله

حين بُني المسجد من جريد النخل: حكاية الأنصار في العرابة


في ذكر مسجد عرب العمامرة الأنصار بالعرابة المدفونة: فذلكةٌ في موضعه ونسب بانيه وأحوال أهله


أما بعد؛ فاعلم أن من معالم البلاد التي لم تندرس رسومها، ولا اندرست علومها، مسجدًا عظيم القدر،  رفيع المكانة، هو مسجد عرب العمامرة الأنصار، الكائن بأرض العرابة المدفونة، إحدى قرى مديرية جرجا القديمة، من صعيد مصر الأعلى، مما يلي بلدة البلينا شرقي النيل. وهذه القرية، وإن خف ذكرها على ألسنة العوام، فقد عظمت مكانتها عند من سلف من أهل العلم والديانة، إذ كانت على عهد الدولة القديمة منازل الكهنة وحجاب المعابد، ثم صارت في الإسلام دارًا لجماعات من القبائل العربية النازلة، من جملتهم عرب العمامرة الأنصار، وهم رهطٌ كريم الأصل، طيب المحتد، من ذراري الصحابي الجليل سعد بن عبادة الخزرجي الأنصاري رضي الله عنه، حامل لواء النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر ويوم أحد، وسيد الخزرج في المدينة، ومن أهل بيعة العقبة.

وقد استوطن هؤلاء العرب العرابة المدفونة منذ قرون، وكانوا من أهل الصلاح والخير، وحب المساجد والعبادة، فبنوا لهم مسجدًا كان من أوائل المساجد المقامة في تلك الأنحاء، وكان ثانيها تأسيسًا على الصحيح من الأقوال، وقد مضى على عمارته الأولى ما يناهز المائتي عام، بل يزيد.


في أصل التأسيس وكرم الموضع

وكان أول ما ابتني ذلك المسجد على قطعة طيبة من الأرض، منحها طوعًا وكرمًا رجالٌ من أهل الفضل والدين، وهم آل داود وآل شافع، من عرب العمامرة، المتحدرين من صلب شوافع بني محمد، النازلين بأرض أبنوب الحمام من بلاد أسيوط، وهم بدورهم من عرب المعابدة الأنصار، الذين نسبهم محفوظٌ في الدفاتر، ومرويٌ عن الأكابر، بأنهم من نسل قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري، ذلك الرجل الذي ولاه أمير المؤمنين على مصر، وكان من أشراف الصحابة، ومن دهاة بني الأنصار.


في صورة البناء القديم، ومثاله الأول

وكان أول ما شيدوا المسجد، على ما بلغنا من الثقات، بناءً متواضع الهيئة، جليل المعنى، إذ أقيم من جذوع النخل اليابسة، وأعواد الجريد، وحصر القش، على نحو ما كان عليه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أول أمره، فكانوا يُصلون فيه جماعة، ويجتمعون فيه عند كل أمر جلل، وفيه يقام الأذان، وترتفع فيه كلمة "لا إله إلا الله" عالية على أصوات البشر، وقد بورك لهم في ذلك، وعم نفعه، ودام ذكره، وموضعه بجوار ديوان آل داود بحري معبد أبيدوس بخمسون متراً. 


في ذكر مسجد عرب العمامرة الأنصار بالعرابة المدفونة: فذلكةٌ في موضعه ونسب بانيه وأحوال أهله

ثم تتابعت الأيام، وتكاثرت الأعوام، ووسع الله على أهله، فأعادوا بناءه بالطوب اللبن، حتى غدا أثبت بناءً، وأوسع نطاقًا، وأليق بشعائر الصلاة، فجُعل له محراب ومصلى وجدارٌ يقي المصلين حر الشمس وغدرات المطر. وكان من أعظم القائمين على أمر بنائه وتجديده، الشيخ عبد الباسط رمضان عثمان داود، والشيخ مختار عبد العال أحمد حسين داود، وكلاهما من خيار الناس، وأهل الدين والهمة، فقد حفروا بئرًا للماء بجوار المسجد، يرتوي منها المصلون ويتطهرون، وكان ذلك زمن القحط وقلة المياه، فكان البئر بركة لأهل القرية وسُقيا لعابر السبيل.


في إعادة البناء ورفع المئذنة

وفي سنة خمس وستين بعد الثمانمئة والألف من الميلاد (1865م)، أُعيد تشييد المسجد على هيئة أتم، ووجه أكمل، فبني بناءً متينًا بالحجر والطين، وأقيمت له مئذنة عالية، بلغت سبعة وعشرين ذراعًا في الارتفاع، وهي أول منارة أقيمت في النجع البحري من تلك القرية على هذا النحو من العلو، وكانت تطل من جهة الغرب على أرض المعابد القديمة، معبد أبيدوس الفرعوني، الذي كان من أشهر معابد الصعيد. وقد رأت وزارة الداخلية في أيام الخديوي إسماعيل أن تُتخذ المئذنة نقطة مراقبة، لما توفره من إشراف على المنطقة، فجعلوا فيها جنديًا مسلحًا من الشرطة، يحرسها ويتخذ منها برجًا للرصد والملاحظة.


مسجد العمامرة الأنصار


في عمارة المسجد وعوائده الدينية

وكان المسجد على مر الزمان عامرًا بالمصلين، مأهولًا بالذاكرين، مشهودًا له ببركة المحراب والمنبر، يُقام فيه درس العلم، وتُتلى فيه المواعظ، وتُقام فيه الجمع والأعياد. وفي شهر رمضان، يُعمر بالأنوار والأنفاس الطيبة، وتُقام فيه صلوات التراويح والتهجد، وتقام فيه موائد الرحمن وأمسيات الذكر، فيجتمع فيه الكبار والصغار، والرجال والنساء، يشهدون بركة الشهر في بيت من بيوت الله.

وقد تناوب على المنبر فيه أفاضل من أهل العلم والدعوة، من رجال الأزهر الشريف وطلاب العلم في البلينا وما حولها، وكان لبعضهم في القرية دروس ومحافل، تُتلى فيها كتب الفقه والسيرة، ويُروى فيها الحديث الشريف، وكانت أعمدة المسجد تسمع ذكر الله وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم على لسان الخطباء والعلماء.


خاتمة في فضله واستدامة أثره

وبعد؛ فإن هذا المسجد، بما حواه من المعاني، وجمعه من الأحوال، ليُعد من مفاخر عرب العمامرة، ومن دلائل صلاحهم وصدق نسبهم، فقد حافظوا عليه قرنًا بعد قرن، حتى صار له في القلوب مكان، وفي الذاكرة أثر لا يُنسى. فلا غرو أن يُعد من مواريث الأنصار في مصر، وأن يُكتب له الخلود بما قدّمه من علم وعبادة، ومجتمع صالح في بقعة مباركة.

نسأل الله تعالى أن يبارك في هذا المسجد، وفي ذريّة من شاده، وفي روّاده وعمّاره، وأن يجعله من المصابيح المنيرة في صعيد مصر، ومن معاقل الإيمان في أرض الأجداد، وأن يُكتب في صحائفهم ما عمروا به هذا البيت من ذكر وصلاة وقرآن، فإنه نعم المولى ونعم المجيب.



موضوعات ذات صلة :









الخميس، 3 أبريل 2025

حين احتفلوا بسقوطنا: ذكرى سقوط الأندلس

أندلس الحضارة والألم: دموع على أطلال المجد الضائع

يروي المؤرخون أن أبا عبد الله، وهو يغادر غرناطة للمرة الأخيرة، التفت إليها من بعيد، من فوق تل يُعرف اليوم باسم "تل الدموع" أو "آه يا زمان"، وأجهش بالبكاء حزناً على ملك ضاع منه
مشهد تخيلي لأبا عبد الله الصغير مع أمه عائشة الحرة



تخيل معي...

تخيل أن تقف على تلك الربوة الخضراء المطلة على قصر الحمراء، حيث وقف آخر ملوك غرناطة يوماً ما. أن تشعر بالنسيم الرقيق يحمل إليك همسات قرون من الزمن، وأصداء حضارة غيّرت وجه الإنسانية. في كل حجر من تلك القصور الشامخة قصة، وعلى كل جدار من نقوشها المتقنة آية، وكأن الزمن توقف هناك ليخبرنا: "هنا كان العرب يوماً ما، وهنا تركوا بصمتهم التي لا تُمحى".


عندما أضاء العرب ظلمات أوروبا

في الوقت الذي كانت فيه أوروبا غارقة في ظلام الجهل وعصورها المظلمة، كانت قرطبة تتلألأ كجوهرة لا مثيل لها في تاج الحضارة. كانت شوارعها مضاءة في الليل، بينما كانت لندن وباريس تعيشان في عتمة دامسة. كانت مكتباتها تضم مئات الآلاف من المخطوطات، في وقت كانت فيه أعظم مكتبات أوروبا تعدّ كتبها على أصابع اليد.

وفي أروقة جامعة قرطبة، كان طلاب العلم من مختلف بقاع أوروبا يتهافتون لينهلوا من معين العلوم المتدفق. كان الزهراوي يُجري عمليات جراحية معقدة ويخترع أدوات طبية لم تعرفها البشرية من قبل. كان ابن رشد يضع أسس الفلسفة التي ستلهم لاحقاً ثورة التنوير الأوروبية. كان ابن زهر يؤسس لمدرسة طبية فريدة، وابن البيطار يصنّف آلاف النباتات الطبية.

لم تكن الأندلس مجرد مركز للعلوم فحسب، بل كانت واحة للفنون والآداب. في ظل أشجار الرمان والبرتقال في حدائق قصر الحمراء، كان الشعراء ينظمون قصائد الموشحات التي لا تزال تتردد أصداؤها حتى اليوم. وعلى ضفاف نهر الوادي الكبير، كانت أنغام العود الأندلسي تمتزج مع خرير الماء في سيمفونية إنسانية خالدة.


كيف ضاع فردوس العرب؟

لكن هذا الفردوس الأندلسي لم يصمد أمام رياح الفرقة العاتية التي عصفت به. فقد تحولت الأندلس من إمارة واحدة موحدة إلى دويلات متناحرة، كل منها تعادي الأخرى وتتحالف مع أعدائها ضد أشقائها.

تأمل ذلك المشهد المؤلم: ملوك الطوائف يتقاتلون على أقاليم صغيرة، بينما كان الخطر المسيحي يتربص بهم جميعاً من الشمال. بعضهم كان يرسل الجزية إلى ملوك قشتالة وأراغون، وبعضهم الآخر كان يستنجد بهم ضد جاره المسلم!

لقد كانت معادلة السقوط بسيطة:

الفرقة + الخيانة + الضعف = الزوال.

وهكذا توالى سقوط المدن الأندلسية الواحدة تلو الأخرى، حتى لم يبقَ سوى غرناطة، تلك اللؤلؤة الأخيرة في تاج الأندلس، التي صمدت حتى عام 1492، قبل أن يسلمها أبو عبد الله الصغير إلى الملكين الكاثوليكيين.


دمعة على تل الدموع

يروي المؤرخون أن أبا عبد الله، وهو يغادر غرناطة للمرة الأخيرة، التفت إليها من بعيد، من فوق تل يُعرف اليوم باسم "تل الدموع" أو "آه يا زمان"، وأجهش بالبكاء حزناً على ملك ضاع منه. فقالت له أمه عائشة الحرة كلماتها التي سُجلت بحروف من نار في ذاكرة التاريخ:

"ابكِ كالنساء ملكاً لم تحافظ عليه كالرجال".

هل تتخيل تلك اللحظة؟ الملك الأخير ينظر من بعيد إلى قصر الحمراء، إلى تلك المآذن الشامخة، إلى تلك البساتين الغنّاء، وهو يعلم أنه لن يعود إليها أبداً. هل تتخيل ثقل الدمعة التي انحدرت على خده، وهو يودّع ثمانية قرون من الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس؟


عندما يحتفل الآخرون بسقوطنا

والأكثر إيلاماً من ذلك كله أن ذكرى سقوط الأندلس لا تزال تُحتفل بها في إسبانيا كل عام، من خلال مهرجانات "الموروس والمسيحيين". في مدن مثل ألكوي وفالنسيا وغيرها، يرتدي الإسبان أزياء تمثل "المسلمين المهزومين" و**"المسيحيين المنتصرين"**، ويُعيدون تمثيل مشاهد الاسترداد، وكأنهم يقولون:

"نحن لم ننسَ، وهذا النصر سيظل حاضراً في ذاكرتنا".

وفي الوقت الذي يُحيون فيه هذه الذكرى بكل فخر واعتزاز، نجد أن العالم العربي والإسلامي اليوم غارق في نزاعاته الداخلية، متجاهلاً دروس التاريخ، مكرراً أخطاء الماضي بصورة مأساوية تبعث على الألم والحسرة.


الأندلس تناديكم: هل من معتبر؟

هل نسينا درس الأندلس؟ هل نسينا كيف سقطت حضارة عظيمة بسبب التشرذم والتفرق؟ هل نسينا كيف تحولت قصور الحمراء وقرطبة وإشبيلية من منارات للعلم والحضارة إلى متاحف يزورها السياح ليتعجبوا من إبداع أمة كانت هنا يوماً ما؟

إن صرخة تلك الأم الثكلى على تل الدموع ينبغي أن تظل تدوي في أسماعنا:

"ابكِ كالنساء ملكاً لم تحافظ عليه كالرجال".

فهل سنبكي على أوطان نضيعها اليوم بنفس الطريقة، أم سنتعلم الدرس أخيراً؟ إن الأندلس ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل هي عبرة حية لكل من له قلب وعقل. هي تذكرنا بأن الأمم العظيمة لا تسقط من الخارج إلا عندما تتفكك من الداخل، وأن الحضارات لا تزول إلا عندما تنسى رسالتها وتفقد بوصلتها.


دعوة للبناء من جديد

ولكن درس الأندلس ليس مجرد درس في كيفية السقوط، بل هو أيضاً درس في إمكانية النهوض. فتلك الأمة التي استطاعت أن تبني حضارة عالمية في الأندلس، قادرة - بإذن الله - على استعادة مجدها من جديد، ولكن بشروط:

  • الوحدة لا التفرق
  • البناء لا الهدم
  • العلم لا الجهل
  • التسامح لا التعصب
  • الإبداع لا التقليد

فإذا كان أجدادنا قد أضاؤوا الأندلس بنور العلم والمعرفة، فلماذا لا نضيء حاضرنا ومستقبلنا بنفس النور؟ وإذا كانوا قد بنوا الحمراء وقرطبة والزهراء، فلماذا لا نبني نحن صروحاً معاصرة للعلم والمعرفة تضاهي ما بنوه؟

إن دموع أبي عبد الله الصغير على تل الدموع يجب أن تتحول إلى عزيمة لا تلين، وإصرار لا يخبو، وإرادة لا تنكسر. فالأندلس ليست مجرد أرض فُقدت، بل هي روح وفكر وحضارة يمكن استعادتها في كل مكان تطأه أقدام أمتنا.

ألا فلنستيقظ من سباتنا، ولنتعلم من دروس الماضي، ولنبنِ مستقبلنا على أسس صلبة من الوحدة والعلم والعمل. فالأندلس تناديكم... فهل من مجيب؟


الثلاثاء، 1 أبريل 2025

هل أنت من نسل الأنصار؟ أوسي كنت او خزرجي سجل اسم عائلتك الآن

📜 سجل نسبك الأنصاري الآن 📜


هل أنت من نسل الأنصار؟ أوسي كنت او خزرجي سجل اسم عائلتك الآن


هل تنتمي إلى نسل الأوس أو الخزرج؟ هل تحمل إرث الأنصار الذين نصروا رسول الله؟ الآن لديك الفرصة لتوثيق اسم عائلتك أو عشيرتك ضمن السجل الأنصاري.

هذه ليست مجرد دعوة، بل خطوة نحو الحفاظ على تاريخك وربط أبناء العمومة في كل مكان. من الخليج إلى المغرب العربي، من الشام إلى الأندلس، من الهند إلى إندونيسيا، يجمعنا النسب والمجد.

كيف تشارك؟

اكتب في التعليقات:

  • اسم عائلتك أو عشيرتك الأنصارية
  • بلدك ومحافظتك أو ولايتك

لديك وثائق أو مشجرات؟

يمكنك إرسالها عبر صفحة اتصل بنا لتوثيقها ومشاركتها مع أبناء عمومتك الأنصار.

الدول المستهدفة:

السعودية، العراق، مصر، سوريا، فلسطين، لبنان، اليمن، الكويت، الإمارات، قطر، البحرين، عمان، الأردن، المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، موريتانيا، السودان، إريتريا، باكستان، إيران، الهند، إندونيسيا، بنغلاديش، الأندلس (إسبانيا).

قد شرعنا، بعون الله وتوفيقه، في إماطة اللثام عن ذخائر الأنساب، واستجلاء كنوز التاريخ في سِيَر العشائر والبطون، لاسيّما من انتمى إلى الحيّ الكريم، أحفاد الأوس والخزرج، أنصار الله ورسوله، الذين أظلّهم المجدُ بظلّه، واحتفى الدهر بذكرهم ما تعاقب الليل والنهار.


فإنا ندعو كل ذي نسب موصول بهذا الشرف السامق أن ينهض لتوثيق إرث آبائه، ويخطّ لنا ما استقرّ في الصدور، وما حفظته السطور من مشجرات ووثائق، وما جرى به القلم في مدونات الأسلاف. فلنكن معًا في بناء أعظم مكتبة رقمية، تحوي تراجمهم، وتذكر أمجادهم، فلا يُنسى لهم خبر، ولا يُطمس لهم أثر.

اللهم بارك في الأنصار، وفي أعقابهم من بعدهم، وبارك في كل ساعٍ لحفظ أنسابهم، ورفع شأن ذكرهم، إنك على كل شيء قدير.

🔽

هذا ليس مجرد تعليق، بل هو بصمتك في التاريخ. شارك الآن.

موضوعات ذات صلة :