تيارين فكريين يتصدران الأن المشهد الأنصاري المصري في صورة شبيهة بالحزبين الأمريكيين الجمهوري والديمقراطي هذين التيارين الأنصاريان كل منهما يحمل هم قبيلة الأنصار وعلو شأنها مع أختلاف الرأي، والتدبير، والأستراتيجيات، ورغم ان الهدف واحد الا ان الأمور تحولت الى شبه أزمة تقطع أوصال القبيلة، و تضر بها، وسوف نستعرض في السطور القادمة مأخذ كل تيار أنصاري على الأخر بشكل موضوعي شديد المصداقية.
أولا / رأي التيار الفكري المؤيد لشيوخ الأنصار:
١- أن تحرك الشباب الأنصاري بدعوى لم الشمل فيه أقصاء لشيوخ الأنصار وأنتقاص لهيبتهم وهو شئ مرفوض جملة وتفصيلا.
٢- تحرك الشباب يخالف الأعراف والتقاليد الموروثة فالمبادرة والبداية تأتي دوما من عند الكبار و على الشباب السمع والطاعة.
٣- أن الشباب أصغر من أحداث تغير أيجابي بمجتمعاتهم.
٤- وان كان للشباب تفكير يقدر فبهم من الأندفاعية والتهور ما قد يضر بالقضية أكثر من أن ينفعها.
٥- شباب يفتقر الى الحكمة و الخبرة وتجارب السنين.
٦- تشكيك في نوايا شباب المبادرة من حيث أنهم يتحركون بدوافع خبيثة وثأرية من بعض الخصوم.
٧- الحنين الى الماضي والشكل التلقليدي للقبيلة بوجود شيخ للقبيلة و مجلس حكماء ومشايخ يمثلون الأفرع والعائلات عن طريق التنصيب العرفي من خلال مؤتمر.
٨- مين العيال دي اللي طالعين يتكلموا بأسم الأنصار ده فيهم ناس مش أنصار أصلا؟!.
٩- الزعامة لا يجب أن تخرج عن صعيد مصر و محافظات الوجه القبلي تحديدا.
١٠- هل يعقل ان يتصدر المشهد الأنصاري شباب من بتوع القمصان والبنطلونات ونقدمهم على الجلباب والشال والعمامة؟!.
ثانيا/ رأي تيار الشباب و مؤيدية:
١- لم تأتي تسمية مبادرة شباب الأنصار ( تم حلها درأ للفتنة ) من أعمار أعضائها فقياداتها تخطوا سن الخمسين، وأعضائها ما بين الثلاثين والأربعين وإنما سبب التسمية وهدفها دفع شريحة الشباب الأكبر في المجتمع، والأكثر حماسة الى التغير، والتحرك والدعم، ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يعجب ربك من الشباب ليست له صبوة) .... رواه أحمد والصبوة : بمعنى الهوى والميل عن طريق الحق .
٢- نخاطب الشباب لأنهم الشريحة الاكبر في المجتمع المصري، و بالتالي الأنصاري فوفق تقارير التعداد العام للسكان وتقرير التنمية البشرية لعام 2015 بلغ تعداد سكان مصر بالداخل والخارج 93 مليون نسمة احتل الشباب من الفئة العمرية الأكبر من ١٨ عام الى أقل من ٥٠ عام عدد ٥٣ مليون نسمه.
٣- يأتي منظور شيوخ الأنصار وفق تقاليد قديمة جدا لم تراعي تغير الزمن، والفارق الشاسع بين قبائل البادية التي تحكم أبنائها أعراف القبيلة مهما امتدت فروعها في ارجاء الصحراء، وبين قبائل الحضر المدنية في القرن الحادي والعشرين التي تتكون من عائلات تربطها القبلية نسبا فقط وتتفرق الى عائلات مع اختفاء منصب شيخ القبيلة منذ أزمان بعيدة كنتاج لمحاربة الدولة للقبلية لتقوية مركزيتها والانتماء لها لا للقبيلة هذا عن منصب شيخ القبيلة. إما كبير العائلة الواحد فقد قل تدريجيا أبتدأ من سبعينيات القرن الماضي كأحدى نتاج التغيرات المجتمعية المترتبة على سياسات الأنفتاح الأقتصادي والرأس مالية والعولمة فأصبحت العائلات تدار وفق أجتماع أراء الفروع وكثيرا من الأحيان يسير فرع عكس رغبات الأجماع.
٤- لم يدعوا شباب الأنصار لأحقيتهم في شياخة او أمارة أو حكم وأنما دعواهم فقط لم الشمل و تزاور العائلات الأنصارية وتأسيس كيان حقيقي قانوني يمثل السادة الأنصار وأن حكمه وقاده شيوخهم فلا ضير في ذلك.
٥- لا نريد شياخة عرفية على قبائل مدنية تلجأ الى القضاء المدني اولا ويكون تمثيل القبيلة صوريا لا يفيد أبناء القبائل الأنصارية في شئ مادي ملموس على أرض الواقع.
٦- تؤيد مبادرة شباب الأنصار التقسيم التقليدي للقبيلة بوجود شيخ للقبيلة وشيوخ للعائلات ولكن في سياق يواكب الزمن و وفق قوانين ملزمة تشرف عليها الدولة ليتحول الأنصار الى مؤسسة تنموية تعليمية أقتصادية فاعلة بالمجتمع وذلك من خلال الخطوات النالية:
أولا/ تأسيس كيان رسمي قانوني تعترف به الدولة وله اليات عمل تنظيمية معروفة وملزمة يمثل السادة الأنصار فأن لم تكن نقابة كنقابة الأشراف فهناك العديد من البدائل التي تعمل عمل النقابة و أفضل منها بحسن الأدارة والتنظيم و ينظم عملها القانون وتعترف بها الدولة.
ثانيا/ عمل قاعدة بيانات تضم كل الأنصار بكل المحافظات، والقرى، والنجوع حتى لا يتم تجاهل او تهميش او أقصاء لأحد ويتم من خلالها الدعوة العامة والشاملة لأنتخابات جمعية عمومية.
ثالثا/ تنظيم انتخابات جمعية عمومية قانونية تحت ظل هذا الكيان الأنصاري الوليد لأنتخاب رئيس له ثم نسمية( شيخ الأنصار او نقيب الأنصار او أميرهم أين كان اللقب) من خلال دعوة كل الأنصار بكل البلاد والعائلات من الراغبي في المشاركة في أختيار شيخ للأنصار( والعمل على ترغيب أبناء الأنصار الى المشاركة الأيجابية، والدعوة لأنتخابات عامة يستطيع أن يشارك بها الجميع) ليتمخض لنا هذا الكيان عن رئيس له سلطات قانونية حقيقية في أدارة كيان نظامي حقيقي لايمكن الطعن في شرعيته مستقبلا من بعض العائلات التي لم تشارك في اختياره وقد يتم أسقاطة بكل سهولة عبر منصات الفيس بوك لبساطة تتويجة العرفي لا القانوني.
رابعا/ أبدال النظام العرفي القديم المعروف (بمجلس الحكماء) الى نظام قانوني حديث وهو مجلس أدارة المؤسسة الأنصارية التي تنبسق منها لجان للأغاثة والأستثمار و العلاقات العامة و الأنساب والتحكيم العائلي لمن يطلبه.
للتتحول هذه الالقاب من مجرد مسميات شرفية تفخيمية الى خدمات فعلية تلمس معانات أبناء الأنصار وتلبي أحتياجاتهم فيتمسكون بقياداتهم ويوقرهم ويتحدون فيما بينهم خلفهم.
خامسا/ وجود حساب بنكي مراقب من الأجهزة الرقابية للدولة تابع للمؤسسة الأنصارية يستوعب أموال الأشتراكات التي ستكون بالملايين لأنشاء مشروعات ضخمة تخدم أبناء الأنصار وتوفر لهم العمل، و لتقديم المساعدات كتجهيز الفتيات الأنصاريات ومساعدة المرأة الأرملة والمعيلة لنحفظ ماء وجوه بناتنا، و تقديم قروض المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بهامش فائدة ضئيل جدا لأبناء الأنصار لأقامة مشروعات شريطة أن تحمل أسم الأنصار او الأنصاري.
٧- رفض الخوض في الأنساب والطعن فيها بغير علم وترك الأمر للجان تابعة لمؤسسة أنصاؤية قانونية توفر الباحثين المؤهلين وتتيح لهم البحث بدار المحفوظات، و المكتبات المختلفة، وتعقب أثر المخطوطات، وتوفر لهم الدعم المادي للسفر والبحث. فلا يطعن في نسب الا بوجود دلائل قوية لا تقبل الشك تنسب القوم الى نسب أخر بالدليل القاطع والا فالألتزام بالقاعدة الفقهية ان الناس مؤتمنون على انسابهم وموروثهم، والأعتراف بأنصار البطون وتوقيرهم وأجلالهم وجذبهم للأنضمام الى مؤسسة الأنصار.
(تعقيب)
عقد رسول الله صلى الله علية وسلم وتبعة سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه قيادة الجيش الى سيدنا أسامة ابن زيد في عمر ١٨ عام، وكان تحت أمرته فطاحل وشيوخ الصحابة من المهاجرين والأنصار رضوان الله عليهم.
الشباب يعني مرحلة العطاء، ومرحلة الإنتاج، ومرحلة القوة والحيوية في حياة الإنسان، كما أن كل تغيير ونهضة في المجتمعات والأمم بحاجة إلى عقل الشيوخ وحكمتهم وتجربتهم فإنها كذلك بحاجة أشد إلى قوة الشباب وحيويتهم وقدراتهم وليس الكبير كبير السن ولكن الكبير كبير العلم والعقل والتجربة فكم من كبير ليس له من العلم شئ وكم من شاب طاف الدنيا ذهاب وإياب.
إنَّ دولة الإسلام الأولى ودعوة الإسلام التي عمَّ نورها أرجاء المعمورة، إنما كان عمادها وجنودها الشباب الذين جاهدوا بأنفسهم وأموالهم في سبيل نشر رسالة الإسلام وإقامة دعائم الدولة المسلمة من أمثال علي وسعد ومصعب وعبد الرحمن بن عوف وقيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهم جميعاً.
والشيوخ تجربة مديدة مفيدة، وخبرة واسعة متراكمة، وحكمة رزينة، ووقار مهيب، وهيبة مؤثرة، فهم بيت الحكمة، وموئل الفكرة، حياتهم عطاء، وهم عبق التاريخ، ونسمات الحاضر، ولديهم القدرة على استشراف المستقبل. فالاستغناء عنهم حماقة، والتخلى عنهم ينقصه الوفاء واللياقة، ومطالبتهم بالتنحى عن كل شىء ليس فيها وعى ولا حكمة.
واضح -إذن- أن التكامل بين تيارين الشيوخ وفكر الشباب هو الطريق الأمثل لتطوير العمل، وإنضاجه، وجنى ثماره ودعم الوطن مصرنا الحبيبة ودعم قيادتها وجيشها وأقتصادها من خلال تحسين أوضاغ شريحة ضخمة تعد بالملايين وهم أبناء السادة الأنصار بمصر وتطوير قدراتهم وتنمية مهاراتهم وثقافتهم ليكونوا أعضاء فاعلين بدولتهم.
اللهم بارك في الأنصار و في ابناء ابناء الانصار
واللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
أعداد/محمد أبوشافعين المعبدي الأنصاري