الأحد، 12 يناير 2025

الأنصار ودغفل النسابة: قصة فخر ونسب



أنصار وأصالتهم في التاريخ العربي

الأنصار هم إحدى أعظم القبائل العربية التي خلدها التاريخ بمواقفها المشرفة ودورها البارز في الإسلام. هم الأوس والخزرج الذين نصروا النبي محمد ﷺ عند قدومه إلى المدينة المنورة، فكانوا عونًا للمهاجرين وركيزة للدعوة الإسلامية. امتاز الأنصار بصفات حميدة مثل الكرم، الشجاعة، وإيثار الغير، مما جعلهم رمزًا للفخر والنسب الرفيع.


من هو دغفل النسابة؟

دغفل بن حنظلة النسابة كان من أبرز علماء الأنساب في العصر الجاهلي والإسلامي. اشتهر بمعرفته الدقيقة بأنساب القبائل العربية، وكان يُستشار في تحديد الأصول والأنساب. عرف بفطنته وبلاغته، حتى إن خلفاء بني أمية كانوا يستدعونه للتأكد من نسب القبائل. قصته مع الأنصار تُعد من أبرز الحكايات التي تعكس مكانة الأنصار في أعين العرب.


القصة: الأنصار أمام دغفل النسابة

رُوي أن جماعة من الأنصار وقفوا يومًا على دغفل النسابة بعد أن كف بصره، وسلموا عليه. سألهم دغفل:


من القوم؟

فأجابوا: نحن سادة اليمن.

فقال دغفل: "أمن أهل مجدها القديم وشرفها العميم كندة؟"

فقالوا: لا.

فقال: "أفأنتم الطوال قصبًا، الممحصون نسبًا، بنو عبد المدان؟"

قالوا: لا.

فقال: "أفأنتم أقودها للزحوف، وأخرقها للصفوف، وأشدها لقاءً، رهط عمرو بن معد يكرب الزبيدي؟"

قالوا: لا.

فقال: "أفأنتم أحضرها ثراءً، وأطيبها فناءً، رهط حاتم الطائي؟"

قالوا: لا.

فقال: "أفأنتم الغارسون للنخل، المطعمون في المحل، القائلون بالعدل، الأنصار؟"

فقالوا: نعم.

حينها قال دغفل: "نِعم القوم أنتم، أهل المروءة والكرم، أنتم الأنصار."


فخر لا يزول

تعكس هذه القصة مكانة الأنصار العالية بين العرب، إذ كانوا مضرب المثل في الشرف والنسب. شهادة دغفل النسابة، المعروف بدقته وإنصافه، تؤكد عظمة الأنصار ودورهم البارز في التاريخ العربي والإسلامي. إن هذه القصة ليست مجرد حكاية بل هي إرث عظيم يروي أصالة ورفعة الأنصار على مر العصور.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يرجى كتابة تعليقك هنا. نحن نقدر ملاحظاتك! شاركنا رأيك أو استفسارك، وسنكون سعداء بالرد عليك