الجمعة، 10 يناير 2025

"صمود الصعيد: معارك القبائل العربية ضد الحملة الفرنسية

في قلب صعيد مصر، حيث تلتقي شجاعة الرجال بصلابة الأرض، سطر أبناء القبائل العربية ملحمة من المقاومة والتضحية ضد الحملة الفرنسية. من معركة بني عدي في أسيوط إلى معركة جرجا في سوهاج، خاضت هذه القبائل معارك شرسة، متحدين المدافع الفرنسية بعزيمتهم وإيمانهم بأرضهم. هذه البطولات لم تُخلّد في كتب التاريخ فحسب، بل أصبحت أعيادًا قومية تحتفل بها محافظات مصرية، لتظل ذكرى صمودهم حية في قلوب الأجيال. 

أعياد الصعيد: تخليد بطولات مقاومة الحملة الفرنسية:

1. معركة بني عدي في يوم 18 أبريل 1799، حيث استطاع أهالي قرية بني عدي بمركز منفلوط في أسيوط قهر الفرنسيين في معركة أسطورية، حيث تغلبت الأواني والعصي والسكاكين على مدافع العدو، وتقهقروا إلى الجبال، وانسحبوا إلى غير رجعة. فقدت قرية بني عدي ثلث سكانها، الذين لم يتجاوزوا الـ10 آلاف نسمة. ذلك اليوم اتخذته محافظة أسيوط عيدًا وطنيًا لها، لتحتفل فيه بهزيمة الفرنسيين من كل عام.

2. معركة سوهاج في 3 يناير 1799م، حيث احتشد فيها 4000 من الفلاحين مسلحين بالبنادق والحراب، يشد أزرهم 700 من الفرسان. ونشب القتال بين الفريقين، لكن فرقة الفرسان في الجيش الفرنسي أصلتهم نارًا حامية، فتراجعوا أمامها فقتلت منهم حوالي 800 شخص.

3. معركة طهطا في 8 يناير 1799م، التي هجم فيها الهوارة ضد الفرنسيين مؤخرة الجيش الفرنسي. فأمر دافو بإطلاق النار عليهم، ففتكت بهم فتكًا ذريعًا. وخسر الأهالي عددًا كبيرًا من القتلى، بلغ حوالي 150 فارسًا و800 من المشاة، ناهيك عن حرق القرى التي قتل فيها حوالي 500 شخص.

4. موقعة سمهود في 22 يناير 1799م، التي احتشد بها ما يقرب من 10 آلاف نسمة، وانضم لها الشريف حسن ومعه حوالي 2000 من عرب ينبع. وكان مع مراد بك ما يقرب من 1500 مملوك. نشبت معركة حامية الوطيس، ولكن ينقص النظام والمدفعية ومقدرة القيادة للجموع الهوارية، وانهزم فيها مراد بك ومن معه، وانسحب نحو فرشوط.

5. موقعة قنا في 12 فبراير 1799م، التي هجم فيها الشريف حسن ومن معه من الهوارة، ولكن رد الفرنسيون هجومهم، وجرج فيها قائد المعركة كونرو، وسلم القيادة دورسن.

6. موقعة أبومناع، التي كانت بقيادة الشريف حسن ومعه الهوارة. وهناك انهزم فيها هو وجموعه على يد فريان، الذي حصدهم بالمدفعية، وأضرم النار في القرى المجاورة التي حوله.

7. موقعة الصوامعة في مارس 1799م، حيث احتشد بها 3000 من الهوارة والعرب. فهجم ديزيه على القرية الكبيرة واحتلها بعد أن دفع ما يقرب من 1000 قتيل وغريق إلى النيل. 

8. موقعة قفط في 8 مارس 1799م التي احتشد بها من 3000 إلى 4000 من المماليك. وانهزم فيها الهوارة ومن معهم من عرب الصعيد، وانسحبوا إلى أبنود.

9. موقعة أبنود في 10 مارس 1799م، والتي انتهت بعد مقاومة يومين، حيث هزم الفرنسيون الهوارة والعرب في قنا، وسيطر الفرنسيون على القرية بعد ذلك.

10. موقعة بئر عنبر في 2 إبريل 1799م، حيث احتشد ما يقرب من 1000 و500 من العرب والهوارة، وانتهت بهزيمة الفرنسيين وقتل الكولونيل دوبليسي على يد أحد رجاله، الأمير عثمان بك حسن الجداوي.

11. موقعة برديس في 6 إبريل 1799م، التي هجم فيها الهوارة والعرب متأهبين للقتال. وعجز عن لقائهم موراند، الذي تقهقر إلى جرجا ليحمي مواقع الفرنسيين.

12. موقعة جرجا في 7 إبريل 1799م، حيث احتشد ما يقرب من 3000 شخص، الذين هجموا على جرجا، ولكن الحامية الفرنسية تصدت لهم وأخرجتهم من جرجا.

ومع انتهاء المقاومة، تم الصلح بين مراد بك والفرنسيين في أكتوبر 1799م. ومن المحتمل أن تكون وفاة شاهين ابن الشيخ همام في هذا التاريخ (أكتوبر 1799م)، ووفاة درويش بعد إبريل 1799م. ومن المحتمل كذلك أن يكون مات عبد الكريم في صيف هذا العام لأنه كان مقاومًا، من كتاب "صعيد مصر في عهد الحملة الفرنسية" (نبيل السيد الطوخي). ومن بعد رحيلهم، اجتمعت شياخة هوارة للشيخ همام الثالث بن عبد الكريم بن همام الثاني تحت سيادة أمه، وظل همام الثالث تحت قيادة مراد بك كما كان عمه من قبل. ومن بعده محمد بك الألفي، الذي سيطر على الحكم بعد مراد حتى سنة 1807م، ومن بعده شاهين بك الألفي، الذي حارب محمد علي ثم هادن في عام 1807م، ثم اختلف معه في 1810م حتى رحل في مذبحة القلعة عام 1811م.

_________________________

قبيلة المعابدة الأنصار بصعيد مصر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يرجى كتابة تعليقك هنا. نحن نقدر ملاحظاتك! شاركنا رأيك أو استفسارك، وسنكون سعداء بالرد عليك