واجهة عمرها مائة وثلاثة وثلاثون عاماً (133)، وهي واجهة بيت العلامة الشيخ محمد بن القاضي محمد بن القاضي الشيخ إسماعيل الأنصاري، المعروف بالبرديسي مفتي الديار المصرية (المتوفى سنة 1339هـ/1921م).
يقع هذا المنزل في جهة برديس الشرقية البحرية بالقرب من درب القاضي. وواجهة البيت لا تتعدى المترين، كانت تعلوها واجهة زجاجية جميلة الألوان، وقد سقطت بمرور الأيام، ولم يتبق منها شيء، وتبقت الواجهة الكتابية المحفورة في الخشب فقط. وقد تكونت من أربع أجزاء غير منفصلة، وكل قسم اشتمل على سطرين من الكلام كما في الصورة. وهي في الواقع أفقية، وقد جعلتها رأسية من أجل التوضيح. والواجهة من تصويري من قرابة ثلاث سنوات، والتلوين هو من صنيعي، حيث اختفى الكلام بعد طلاء الواجهة بالجير الأبيض.
وأما الكتابة الواردة بها فهي حسب الترتيب من اليمين إلى اليسار كالتالي:
القسم الأول: وهو أقصى يمين الواجهة، عبارة افتتاحية عن البسملة وآية قرآنية.
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)
(نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ)
القسم الثاني: وهو أكبر الأجزاء مساحة، واشتمل على عبارة منقولة عن السلف الصالح تنبيهًا للداخل الذي ربما بَهَرَهُ جمال الواجهة وألوان الزجاج أن هذه الدار فانية وليست باقية. وأما السطر الثاني، فهو اقتباس من القرآن فيه ترحيب بالداخل إلى الدار وتأمينه.
(هَذِهِ دَارٌ مَرَمَرٌ لَيْسَتْ دَارَ مَقَرٍ "وَمِنْ هُنَا نَجْتَهِدُ")
(وَلِسَانُ الْعَبْدِ يَلْهَجُ قَائِلًا: "ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ")
القسم الثالث: ذكر منشأ الدار، وهو بانيها أو مجددها.
(أَنْشَأَهَا رَاجِي عَفْوِ رَبِّهِ الْجَلِيلِ)
(مُحَمَّدٌ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ إِسْمَاعِيلٍ)
القسم الرابع: ذكر تاريخ الإنشاء بالتقويم الهجري.
(غُرَّةُ جُمَادَىٰ الآخِرَةِ سَنَةَ 1311 هجرية)
مما هو جدير بالذكر ومناسب للمقام أن الشيخ البرديسي، أحد أجداد أسرة القاضي إسماعيل الأنصاري أنصار برديس، وعلم أنصار مديرية جرجا قاطبة، وُلِدَ في العام 1281 هجرية، وقد تلقى تعليمه بالأزهر وحصل على العالمية. تقلد عددًا من الوظائف القضائية، آخرها نائب رئيس محكمة مصر الشرعية العليا. وبعدها وقع عليه الاختيار مفتياً للديار المصرية خلفًا للعلامة محمد بخيت المطيعي، ولم يلبث إلا ستة أشهر حيث توفاه الله في ربيع الآخر من سنة 1339 هجرية، رحمه الله.
د/ إسلام القاضي الأنصاري
______________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى كتابة تعليقك هنا. نحن نقدر ملاحظاتك! شاركنا رأيك أو استفسارك، وسنكون سعداء بالرد عليك