شهدت مصر في عهد الأسرة العلوية نظامًا صارمًا في منح الألقاب والمناصب، حيث كانت الألقاب تعكس مكانة الشخص وموقعه الاجتماعي والإداري. ونجد أن كتاب "تقويم بأسماء ذوي الألقاب والرتب المدنية الحديثة من 14 إبريل سنة 1915 إلى 31 ديسمبر 1931" يمثل سجلًا هامًا يوثق أسماء البكوات والباشوات وأصحاب المعالي الذين نالوا هذه الألقاب خلال تلك الفترة.
في هذا المقال، نسلط الضوء على مضمون هذا الكتاب وأهميته التاريخية، كما نعرّف بالألقاب التي كانت تُمنح في ذلك العصر، ثم نعرض بعض الأسماء التي وردت فيه، خاصة من أبناء صعيد مصر الذين حظوا بهذه المكانة الرفيعة.
نبذة عن الكتاب ومحتواه
يُعد هذا الكتاب سجلًا رسميًا يحتوي على أسماء الشخصيات التي مُنحت الألقاب والرتب المدنية خلال الفترة الممتدة من عام 1915 إلى 1931. ويعكس الكتاب تطور البيروقراطية المصرية في عهد الملك فؤاد الأول الذي حكم مصر بين عامي 1917 و1936.
ويُعتبر هذا التقويم وثيقة قيمة للمؤرخين والباحثين في تاريخ مصر الحديث، حيث يُبرز التدرج في منح الألقاب وفقًا للمكانة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. كما يُمكن اعتباره مرجعًا هامًا لدراسة النفوذ العائلي والطبقي في مصر خلال فترة ما قبل ثورة يوليو 1952.
يحتوي الكتاب على قوائم مرتبة للأشخاص الذين نالوا مختلف الرتب المدنية، مثل:
- رتبة البكوية من الدرجة الثانية
- رتبة البكوية من الدرجة الأولى
- رتبة الامتياز
- رتبة البشاوية
الألقاب في زمن الأسرة العلوية
كانت الألقاب في مصر تُمنح بناءً على مناصب وأدوار معينة في المجتمع، سواء كانت إدارية أو عسكرية أو مدنية. وقد اتخذت هذه الألقاب صيغًا محددة، حيث عكست مكانة حاملها في الدولة.
1. الحائزون على رتبة البكوية من الدرجة الثانية
كان من يُمنح رتبة البكوية من الدرجة الثانية يُلقب بـ "صاحب العزة". وكان هؤلاء في الغالب من كبار الموظفين في الدولة، وأصحاب النفوذ المحلي، ومن رجال القضاء والإدارة.
2. الحائزون على رتبة البكوية من الدرجة الأولى
أما من حصلوا على رتبة البكوية من الدرجة الأولى، فقد كان يُطلق عليهم لقب "حضرة صاحب العزة". وكانوا يتمتعون بمكانة أعلى من البكوات من الدرجة الثانية، وكان لهم دور بارز في الحياة السياسية والإدارية.
3. الحائزون على رتبة البشاوية
أما البشاوات، فكانوا من أعلى طبقات المجتمع، وغالبًا ما كانوا من أصحاب النفوذ السياسي والاقتصادي الكبير. وكان لقب "باشا" يُمنح بتوجيه من الخديوي أو الملك، ويُعتبر حامل اللقب من النخبة الحاكمة ويلقب "حضرة صاحب السعادة".
4. الحائزون على رتبة الامتياز
هذه الرتبة كانت تُمنح لشخصيات ذات تأثير واسع، وكان حاملها يُلقب بـ "حضرة صاحب المعالي". وغالبًا ما كان يُمنح هذا اللقب لرجال الدولة من الوزراء ورؤساء الدواوين وكبار المسؤولين.
 |
الالقاب و الرتب أيام الملكية من ويكيبيديا مرخصة للأستخدام العام |
أسماء بعض البكوات والباشوات وأصحاب المعالي من صعيد مصر
يُعد الصعيد منبعًا للعديد من الشخصيات التي حملت الألقاب الرفيعة خلال تلك الفترة. ومن بين من وردت أسماؤهم في الكتاب:
-
البشاوات (باشا)
- أحمد جاد الرب باشا - من أعيان مديرية أسيوط - ٢٦ أكتوبر ١٩٢٥م.
- أحمد محمد خشبة باشا (أسيوط) - وزير الحربية و البحرية وعدد من الحقائب الوزارية علي مر تاريخه - ٢٦ مارس ١٩٢٧م.
- أحمد فهمي حسين باشا - مدير أسيوط - ٢٣ يوليه ١٩٣١م.
- أسماعيل رمزي باشا - مدير أسيوط - ١ يوليه ١٩٢٥م.
- أليكسان أبسخرون باشا - من أعيان أسيوط - ٥ ابريل ١٩٢٥م.
 |
قصر أليكسان أبسخرون باشا بشارع ابحمهورية بأسيوط وهو الأن متحف أثري يحوي تحف ومقتنيات القصر صوره ملتقطه بواسطة (Al3alamey) برخصة استخدام عام علي ويكيبيديا |
- بولس حنا باشا - من أعيان مديرية قنا - ٢ أغسطس ١٩٢٣م.
- جورجي ويصا باشا - من أعيان أسيوط - ٣٠مارس ١٩٢٥م.
- حسن شعراوي باشا - من أعيان المنيا - ٢٤ مارس ١٩٢٥م.
- حمد الباسل باشا - من أعيان الفيوم - ١٩ ديسمبر ١٩١٦م.
- سيد خشبة باشا - عضو برلماني ومن أعيان أسيوط - ٩ أكتوبر ١٩٢١م.
- صالح لملوم باشا - من أعيان المنيا - ٩ أكتوبر ١٩٢١م.
- عرفان سيف النصر الريدي باشا - عمدة ملوي مديرية أسيوط - ٣٠ مارس ١٩٢٥م.
- علي إسلام باشا - من أعيان بني سويف - ٣٠ مارس ١٩٢٥م.
- قطب عبدالله باشا - من أعيان بني سويف - ١٩ أكتوبر ١٩١٩م.
- محمد مصطفى باشا - رئيس محكمة أستئناف أسيوط الأهلية سابقاً - ٢٩ أكتوبر ١٩٣٠م.
- محمد علام باشا - مدير أسيوط - ١٣ نوفمبر ١٩١٥م.
- محمد محفوظ باشا - من أعيان أسيوط - ٨ نوفمبر ١٩١٥م.
- محمد مقبل باشا - مدير أسيوط - ٢١ يوليه ١٩١٩م.
- محمد حفني الطرزي باشا ( المنفلوطي ) - من أعيان أسيوط - ١٩ ديسمبر ١٩١٦م.
أهمية الكتاب كمصدر تاريخي
يكتسب هذا الكتاب أهميته من كونه:
- وثيقة رسمية توثق الشخصيات التي كانت تتولى مناصب مؤثرة في الدولة.
- مرجعًا اجتماعيًا يُظهر الطبقات الاجتماعية والنظام الطبقي في مصر قبل ثورة يوليو.
- مصدرًا لدراسة العائلات الكبيرة التي لعبت دورًا في تاريخ مصر الحديث.
- أداة لفهم تطور الألقاب والمناصب في الإدارة المصرية.
خاتمة
يُعتبر كتاب "تقويم بأسماء ذوي الألقاب والرتب المدنية الحديثة" سجلًا حافلًا بتاريخ الألقاب والمناصب في مصر، وهو نافذة على حقبة زمنية كانت الألقاب تعكس فيها النفوذ والسلطة. كما يوضح الكتاب الدور البارز الذي لعبه أبناء الصعيد في الحياة السياسية والإدارية بمصر.
إذا كنت مهتمًا بتاريخ العائلات المصرية أو نظام الألقاب في عهد الأسرة العلوية، فإن هذا الكتاب يُعد من المصادر الهامة التي تستحق البحث والاستكشاف.
ما رأيك في نظام الألقاب القديم؟ هل ترى أنه كان يعكس الكفاءة أم مجرد أداة للمكانة الاجتماعية؟ شاركنا رأيك في التعليقات!
 |
من كتاب ذوي الألقاب والرتب المدنية الحديثة |