‏إظهار الرسائل ذات التسميات الأندلس فردوسنا المفقود. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الأندلس فردوسنا المفقود. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 9 فبراير 2025

ولا غالب إلا الله – الشعار الخالد لحضارة الأندلس

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

من بين العبارات التي خلدها التاريخ الإسلامي، يبرز شعار "ولا غالب إلا الله" باعتباره رمزًا للقوة والعزة والتوحيد. هذا الشعار، الذي أصبح أحد أبرز رموز الأندلس، لم يكن مجرد عبارة تُنقش على الجدران، بل كان عقيدة عاشها المسلمون هناك. ارتبط الشعار بملوك بني الأحمر في غرناطة، وكان شاهدًا على أمجادهم حتى سقوطها عام 1492م. لكنه لم يندثر، بل ظل محفورًا في قصر الحمراء، وفي وجدان الأندلسيين، وفي التراث الإسلامي عمومًا.

في هذا المقال، سنتناول أصل الشعار ومعناه، أول من استخدمه، نسب محمد بن يوسف بن نصر، الأماكن التي نُقش فيها، المناسبات التي استُخدم بها، رمزيته أثناء وبعد سقوط الأندلس، وأخيرًا أبيات شعرية ورد فيها هذا الشعار.


أصل الشعار ومعناه

أصل العبارة في العقيدة الإسلامية

كلمة "ولا غالب إلا الله" تُعبر عن عقيدة التوحيد في الإسلام، حيث يؤمن المسلمون أن القوة والنصر بيد الله وحده، وأن أي انتصار دنيوي ما هو إلا تجلٍ لإرادته.

أول من استخدم الشعار في الأندلس

يرجع استخدام هذا الشعار إلى محمد بن يوسف بن نصر، المعروف بـ ابن الأحمر، وهو مؤسس مملكة غرناطة (1232م - 1492م). تحكي الروايات أن ابن الأحمر حين دخل غرناطة منتصرًا، استقبله أهلها بهتاف: "النصر لله"، فرد عليهم قائلًا: "ولا غالب إلا الله"، فاتخذها شعارًا لدولته، وأمر بنقشها على قصر الحمراء، الذي أصبح مقر حكمه.


نسب محمد بن يوسف بن نصر

هو محمد بن يوسف بن أحمد بن نصر بن الأحمر، وينتمي إلى بني نصر أو بني الأحمر، الذين يعود نسبهم إلى قبيلة الخزرج من الأنصار. وبهذا، فإنه من الأنصار الذين نصروا الرسول ﷺ في المدينة المنورة.

بنو الأحمر كانوا من العائلات العربية التي استقرت في الأندلس بعد الفتح الإسلامي، وكانوا يُعرفون بشجاعتهم وحكمتهم السياسية. أسس محمد بن يوسف بن نصر مملكة غرناطة بعد سقوط معظم الأندلس بيد الممالك المسيحية، وكان آخر ملوك المسلمين في الأندلس من سلالته.


الأماكن التي نقش فيها الشعار

قصر الحمراء في غرناطة

لا تزال عبارة "ولا غالب إلا الله" تزين جدران قصر الحمراء، أحد أعظم المعالم الإسلامية في الأندلس. تجدها محفورة بأنماط زخرفية مذهلة، تزين القباب والمداخل والأعمدة والحوائط.

المساجد والقصور الأخرى

لم يكن قصر الحمراء المكان الوحيد الذي حمل هذا الشعار، فقد وُجد أيضًا في:

  • مساجد غرناطة وقرطبة وإشبيلية، حيث كُتب على جدرانها تعبيرًا عن الإيمان.
  • قصور بني الأحمر التي بناها ملوك غرناطة.
  • النقوش على الأسلحة والدروع التي استخدمها الجنود المسلمون.
شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.



المناسبات التي استُخدم فيها الشعار

في الحروب والمعارك

كان الشعار حاضرًا في ميادين القتال، يُكتب على رايات الجيش، وعلى الدروع والسيوف، ليذكر الجنود بأن النصر بيد الله.

في السياسة والدبلوماسية

استخدمه ملوك بني الأحمر في مراسلاتهم مع الدول الأخرى، حيث كانوا يذيلون بعض الرسائل الرسمية بعبارة "ولا غالب إلا الله"، ليؤكدوا على شرعية حكمهم المستمدة من العقيدة الإسلامية.


شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.


في الثقافة والفنون

ظهر الشعار في الخط العربي والزخرفة الإسلامية، حيث كان يُنقش بأشكال هندسية بديعة في الكتب والمخطوطات الأندلسية.


رمزية الشعار أثناء وبعد سقوط الأندلس

في عهد مملكة غرناطة

مثّل الشعار هوية سياسية ودينية، واعتبره الناس علامة على أن حكم المسلمين في الأندلس محمي بإرادة الله.

بعد سقوط الأندلس (1492م)

مع سقوط غرناطة بيد الإسبان، تحولت "ولا غالب إلا الله" من شعار للسلطة إلى رمز للحنين والمرارة. أصبح الشعار يُستخدم في الأشعار والقصائد التي ترثي سقوط الأندلس، وتحكي عن مأساة المسلمين الذين طُردوا منها.


شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

استمرار الشعار في الثقافة الإسلامية

رغم سقوط غرناطة، لم يُمحَ الشعار من التاريخ، بل ظل محفورًا في الثقافة الإسلامية. انتقل إلى المشرق والمغرب العربي، وبات يستخدم في الفن الإسلامي، كما تبنته بعض الأسر الأندلسية التي استقرت في المغرب بعد الهجرة.


أبيات شعرية ورد فيها الشعار

رثاء الأندلس

بعد سقوط الأندلس، كتب الشعراء قصائد حزينة تصور ضياع الفردوس المفقود، ومن أشهر الأبيات التي ورد فيها هذا الشعار:

ذهب الأندلسُ وضاع عزّهُ *** فبقيت ذكراهُ في قصرهَا
كُتب على جدرانهِ شامخًا *** لا غالب اليومَ إلا الأسى

ومن أبيات أخرى تستحضر هذا الشعار:

قصر الحمراء يشكو ما دهـاهُ *** ومجـدُ العـربِ غابَ ومن بناهُ
على جـدرانه نقشٌ بقيـنا *** نُرددهُ إذا جـاءت رؤاهُ
ولا غالب إلا الله فـيها *** كأنّ الحـقَ يبكي من عُـداهُ

استخدام الشعراء الأندلسيين له في عهد بني الأحمر

إذا كنتَ في حصنٍ به العزُّ قائمٌ *** فذكّرْ فإنّ النصرَ لله مُعْلِنُ
ترى الحمراءَ في فخرِها متوشّحًا *** بشعـارٍ ترددهُ الريـاحُ وتُؤمنُ


الخاتمة

شعار "ولا غالب إلا الله" لم يكن مجرد نقشٍ على جدار، بل كان رمزًا لحضارة الأندلس، وعقيدة راسخة في قلوب المسلمين. من أيام مجد بني الأحمر إلى لحظات سقوط غرناطة، كان الشعار شاهدًا على التاريخ، وبقي حتى اليوم في قصر الحمراء، وفي التراث الإسلامي، وفي وجدان من يحملون الحنين لتلك الأرض الضائعة.

سؤال للقارئ: هل سبق لك أن شاهدت الشعار محفورًا في أحد الأماكن الإسلامية، أو قرأت عنه في كتب التاريخ؟


شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

الأندلسي فردوسنا المفقود 



الأحد، 26 يناير 2025

قصر الحمراء: كنز إسبانيا الذي يروي تاريخ الإسلام



قصرُ الحمراء هو قصرٌ أَثري وحصن شَيَّده الملك المسلم العربي أبو عبد الله محمد الأول محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن نصر بن الأحمر بين 1238-1273 في مملكة غرناطة خِلالَ النصف الثاني من القرن العاشر الميلادي.


 يعد الآن من أهم المعالم السياحية بأسبانيا ويقع على بعد 267 ميلًا (430 كيلومتر) جنوب مدريد. تعود بداية تشييد قصرِ الحمراء إلى القرن الرابع الهجري، الموافق للقرن العاشر الميلادي، وترجع بعض أجزائه إلى القرن السابع الهجري الموافق للقرن الثالث عشر الميلادي. وقد أستغرق بناؤه أكثر من 150 سنة.

غرناطة 

اكتسبت شخصيتها التاريخية كمنارة للعلم وحاضنة للمعرفة، حتى غدت أكثر جامعات العالم تفرداً في عهدها، في عهد بني الأحمر بعد ذلك بقرابة القرنين من السنين.


من الصحيح أيضاً أن غرناطة بني الأحمر وحواضر عربية وإسلامية أخرى كانت حلقة الوصل المعرفية التي انتقلت بأوروبا كلها من مخاض العصور الوسطى بجهلها الشديد و قذارتها القبيحة؛ إلى عصر النهضة و التفتح و الرقي،


 لم تغب غرناطة عن وجدان العرب و المسلمين حتى يومنا هذا و ها هو الشاعر المهجري فوزي المعلوف يتوعد بعودته إليها ليثأر لأجداده 


  غرناطةٌ لعبَ الزمانُ بشملِنا 

                             وقضى القضاءُ فما لعهدك مرجعُ 


 ما أَنتِ بعد دريدَ إلّا مَهمهٌ 

                               قفر ُ  وما مغناكِ إلّا بلقعُ 


 سأعودُ لكن كالصواعقِ حاملاً 

                             ناراً تصُبُّ على بنيك فتَصرعُ 


 متحفِّزاً للثأر وحشا ً ضارياً 

                              يحلُو لهُ كرع ُ الدماءِ فيكرعُ” 


واللافت في أمر هذه القصيدة، التي كُتبت في عهد الاستعمار الفرنسي، أمران: 

يتمثل الأول في الردّ على الاحتلال الناشئ في أرض الوطن بـ “عودة” إلى “غرناطة” التي أُخرج منها العرب حتى لو كانت امرأة محلوم بها وليست وطنا أو مدينة إنما ينبغي استعادتها.. 


الزخـرفات.. أكاد أسمع نبـضها

                         والزركشات على السقوف تنادي 


  قالت: هنا "الحمراء" زهو جدودنا

                           فاقـرأ على جـدرانها أمجـادي  


 عانـقت فيهـا عنـدما ودعتها 

                          رجلاً يسمـى “طـارق بن زياد”   

(* نذار قباني)


 من سِمات العمارة الإسلامية الواضحة في أبنية القصر؛ استخدام العناصر الزُخرفية الرقيقة في تنظيمات هندسية كزخارف السجاد، وكتابة الآيات القرآنية والأدعية، بل حتى بعض المدائح والأوصاف من نظم الشعراء كابن زمرك، وتحيط بها زخارف من الجص الملون الذي يكسو الجدران، وبلاطات القيشاني الملون ذات النقوش الهندسية، التي تغطي الأجزاء السفلى من الجدران.


في سنة 2007، اُخْتِيرَ قصرُ الحمراء ضِمن قائمة كنوز إسبانيا الإثنى عشر في استفتاءٍ صوّت فيه أكثر من تسعة آلاف شخص.


ثمة خلاف بشأن سبب تسمية هذا المعلم البارز باسم قصر الحمراء، فهناك من يرى أنه مشتق من بني الأحمر، وهم بنو نصر الذين كانوا يحكمون غرناطة بين عامي 629 -897 هـ / 1232 - 1492م، 


بينما يرى آخرون أن التسمية تعود إلى التربة الحمراء التي يمتاز بها التل الذي تم تشييده عليها. من التفسيرات الأخرى للتسمية أن بعض القلاع المجاورة لقصر الحمراء كان يُعرف منذ نهاية القرن الثالث الهجري، الموافق للقرن التاسع الميلادي؛ باسم المدينة الحمراء.


بدايةً لم يكن قصرُ الحمراء سوى جزءا من مدينةِ الحمراء أو "قصبة الحمراء" التي تشمل قصر الحاكم والقلعة التي تحميه. وكانت مباني دور الوزراء والحاشية تتطور مع الوقت حتى غدت قاعدة ملكية حصينة.


لما دخل القائد العربي أبو عبد الله محمد الأول غرناطة والمعروف أيضا باسم محمد بن نصر والملقب بالأحمر،نسبة للون لحيته الحمراء حكم غرناطة، بعد سقوط الدولة الموحدية، رحب به الشعب بهتافات :مرحبا بك يا أيها المنتصر، والذي أجاب: لا غالب اليوم إلا الله، وهذا هو الشعار المكتوب في جميع أنحاء الحمراء.


أنشأ سورًا منيعًا حول الهضبة التي قامت عليها "قلعة الحمراء"، وبنى داخل هذا السور قصرًا أو مركز حكومته، وسميت القلعة "القصبة الحمراء"، وصار قصر الحمراء جزءًا منها، وغدت معقل غرناطة الهام.


في أواخر القرن السابع الهجري، أنشأ محمد بن محمد بن الأحمر الغالب بالله ـ ثاني سلاطين غرناطة ـ مباني الحصن الجديد والقصر الملكي، ثم أنشأ ولده (محمد) في جوار القصر مسجدًا قامت محلّه فيما بعد (كنيسة سانتاماريا )


تم الانتهاء من بناء المسجد قبل نهاية حكم المسلمين في الأندلس؛ 


بني على يد يوسف الأول (1333-1353)م (7333-754) هجري ومحمد الخامس سلطان غرناطة (1353-1391) ميلادي (754-7922) هجري مع انقطاع بين سنتي 760 و763 خُلع خلالهما عن الحكم، ثم عاد إليه مجددًا ليبدأ في المرحلة الثانية من حكمه أهم التطويرات، ويكتب أغلب الأشعار التي يزدان بها القصر.


🔹 هذه القصيدة مما يزين بها نقوش القصر : 


ألهِمْ جَنانَ مُحِبٍّ قدْ سَمَا بِهوًى      

                            يَسقِيْ رُبوعَكَ إنْ ناديتَ تَحْنانا


اُسْكُنْ بقلبِ كَسيرٍ قدْ رَأى نُزُلاً    

                            مِن النَّعيمِ بأرضِ الغَربِ وَلْهَانا


في أرضِ أندلُسٍ قد قمتَ مفتخِراً      

                          تَسْبِيْ العيونَ ، تَفُوقُ الوَصفَ أحْيَانا


فِيْكَ الأزاهيرُ والأشْجَارُ في وَلَهٍ    

                          والماءُ يُرخِيْ سُدُوْلَ العطفِ مُزْدَانا


أحجارُكَ الغُرُّ تَبدوْ وهْيَ قائمةٌُ 

                           تِيجانَ عِزٍّ عَلَتْ بالمجدِ أَكوانا


فِيكَ النسائمُ تَهفوْ في خمائلِها    

                               آياتُ عشقٍ تُثيرُ الوَجْدَ ألوانا


حتّى اللياليْ غدَتْ فجْرًا مُزغردةً    

                          معَ المَداخِلِ أسرارًا وأشجانا


فاشمَخْ بأرضٍ سَبَاها الكُفر، مُنتصراً، 

                         بَشِّرهُمُ بقُدُومِ النُّورِ طُوْفانا


طوفانَ حقٍّ يُعيدُ المجدَ، يَصنَعُهُ 

                        لدينِ حقٍّ تَسامَى في حَنايانا


لا تَبْكِ إنّ بَهيمَ الليلِ يُشعِرُنا

                         أنّ الصَّباحَ سيعلُوْ الأُفْقَ إيذانا


.. إنْ كان عندهُمُ زَيفٌ فإنَّ لَنا 

                          للدِّينِ جَيشًا وأنصاراً وأعوانا


آتُونَ نُحْييْ لكَ الآمالَ نُرْجِعُها

                        كَيْمَا نُسَطِّرَ فيكَ المجدَ عُنوانا


نَقولَُ لِلكَونِ -فلْيَشْهَدْ مآثرَنا-: 

                           هذِيْ سِمَاتُ جُنودِ اللهِ بُرهانا


فاللهُ أعطَى وُعُودَ النصرِ كاملةً 

                         للمُتّقينَ.. ونَصرُ اللهِ قَدْ حَانا






























لا تلوموا أهل الأندلس: قراءة جديدة في أسباب السقوط

"لا تلوموا أهل الأندلس" يقدم قراءة جديدة لأسباب سقوط الأندلس، مبرزًا مسؤولية الأمة عن الدفاع عن أراضيها بدلاً من إلقاء اللوم على أهل الأندلس وحدهم.

كلما طالعنا مقالا عن أسباب سقوط الأندلس لا نجد فيه غير اللوم و التأنيب لأهل الأندلس !! و كأن مسئولية ضياع هذا الجزء المهم من الأمة كانت تقع فقط على أهل الأندلس أو حتي المغرب العربي الذي طالما نافح و دافع ضد سقوطه !!

للأسف لا نسمع منكم غير : 

- لقد انغمس أهل الأندلس فى الترف و النعيم و الإسراف في الملبس و المأكل و بناء القصور و الانحراف عن شرع الله تعالى ومنهجه الإسلامي الصحيح؛ فقد شاع فيها :

- شرب الخمر، والغناء والطرب والموسيقى والجواري،  

- وموالاة أعداء الأمة من الصليبيين، وإحسان الظن بهم ؛ والتنازع بين المسلمين على الدنيا؛ حيث دبَّ النزاع بين مسلمي الأندلس على الدنيا منذ وقت مبكر، فتنازع العرب والبربر، وتنازع اليمانية والقيسية، وتنازع الأشقاء والأقارب على المناصب، 

- وتقاعس كثير من العلماء عن دورهم الدعوي والجهادي والإصلاحي؛ فقد اشتغل كثير منهم في المسائل الخلافية، ولم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر، وركون أهل الأندلس إلى الدعة و ترك الجهاد ؛... إلخ

و نحن بدورنا نسألكم

وهل كانت معصيتهم تبيح لكم أن تسلموهم بأرضهم وديارهم الى عدو دينكم ؟ لماذا لم تدافعوا عنهم بل قل عن أرض المسلمين ؟ لماذا لم تتدخلوا ﻹصلاح أخلاقهم ؟! 

فهل كنتم تستطيعون ذلك ؟! 


إذن : كيف كانت أحوالكم في ذلك الوقت ؟! 

هل كنتم ترابطون فوق ظهور الخيل ؟! 

هل كنتم تلازمون المساجد و مجالس الذكر ليل نهار ؟!

هل كان شائعا لديكم الزهد في الدنيا و كنتم متحدين على قلب رجل واحد ؟! 

للأسف لن تستطيعوا الإجابة عن هذه الأسئلة بما يخالف ما وصفتم به أهل الأندلس !

و حديثا سمعنا منكم كلاما مشابها عندما ضاعت فلسطين !! بل لقد زعمتم أن أهلها باعوا الأرض و قبضوا الثمن!! 

و الحقيقة أنكم ترددون ما يقوله الأعداء !

قديما كان جنكيز خان وجنوده و أولاده - يذبحون ملايين المسلمين و يحرقون بلادهم و كانوا دائما يقولون لهم : لولا أنكم ارتكبتم ذنوبا عظيمة لما سمح الله لنا بتعذيبكم و إبادتكم .. و الحق أن جنكيز لو كان يرعى الذنب لما دخل مسجد بخارى بفرسه و لعلم أن مايرتكبه من مذابح أعظم إثما من ذنوب ضحاياه ؛ لكنه قول الذئب للشاة !! 

وقد أرسل هولاكو إلى المصريين رسالته المشهورة يقول : 

{ نحن جند الله في أرضه، خلقنا من سخطه، وسلطنا على من حل به غضبه،.. ودعاؤكم علينا لا يسمع، ... فإنكم أكلتم الحرام، ولا تعفون عن الكلام، وخنتم العهود والإيمان وفشا فيكم العقوق والعصيان فأبشروا بالمذلة والهوان ...}

"فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير حق وبما كنتم تفسقون" 

و كان ملوك قشتالة و أراجون و ليون يقولون لمسلمي الأندلس : ما كل هذا النعيم و الثراء ؟! مابال ملابسكم نظيفة و بيوتكم جميلة و مدنكم معبدة الطرق و مزينة بالأشجار ؟!

ماكل هذا الثراء والترف ؟!

و ما كل هذه الكتب و الأوراق و العلوم و الأشعار التى تكتبونها ؟! لاشك أنها سبب ضعفكم و عدم قدرتكم على الصمود في مواجهتنا ! لذلك تستحقون أن نستعبدكم و نفنيكم أو نطردكم و نستولى على أرضكم و أموالكم ؟! 

وقد أرسل ألفونسو السادس إلى المعتمد و أهل أشبيلية

{ كيف أترك قومًا مجَّانين، تَسَمّى كلُّ واحدٍ منهم باسم خلفائهم وملوكهم وأمرائهم المعتضد والمعتمد والمعتصم والمتوكل والمستعين والمقتدر والأمين والمأمون، وكل واحد منهم لا يَسُلُّ في الذّبِّ عن نفسه سيفًا، ولا يرفع عن رعيته ضيمًا ولا حيفًا، قد أظهروا الفسوق والعصيان واعتكفوا على المغاني والعيدان؟ }

بينما أطلق الصهاينة فرية أن الفلسطينيين باعوا لهم ديارهم و أنهم شعب همجي متخلف لا يستطيع أن يمارس الحياة المتحضرة فبالتالى هم أولي بالأرض و بالحياة و من حقهم أن يطردوهم أو يفنوهم أو يسوموهم ألوان العذاب كما يشاءون ! 

وليس ذلك إلا من قبيل اختلاق الأعذار للعدوان على الآخرين ؛ و دائما ينصب المعتدي نفسه قاضيا ينوب عن القدر و يعاقب ضحاياه بما يشبع غرائزه الإجرامية بحجة أنهم فساق !!

وقد عبر شاعر الأندلس بطريق خفي عن مؤامرات أوربا و اتحادها ضد مسلمي الأندلس و عزمها على إفنائهم : 


يا أهـل أندلـس حثـوا مَطيَّكــُمُ 

                                    فما المقام بها إلا مـن الغلــطِ

الثوب يُنسلُ من أطرافـه وأرى 

                             ثوب الجزيرة منسولاً من الوسـطِ

ونحن بيـن عـدو لا يفارقنـا 

                           كيف الحياة مع الحيات في سفـط


 جنكيز خان و شعوبه التى كانت فى منتهى الجهل و التخلف كانوا حاقدين جدا على تحضر المسلمين و يحسون بالبون الحضارى الشاسع بينهم ! ولا ننسى مشهد إغراق 4 ملايين كتاب في نهر دجلة كانت في مكتبة بغداد و حدها!

و الواقع أيضا أن ممالك النصارى في شمال الأندلس كانوا حاقدين على مسلمي الأندلس و يحسون بالفرق الهائل بينهم في شتى مجالات الحياة !! لا ننسى أنهم هدموا كل الحمامات في قرطبة و غيرها و منعوا الإستحمام حتى يكون الناس كلهم قذربن مثلهم ! ولاننسى كم الكتب الهائل الذي أحرقوه !!


لكن هل كان جنكيز و شعبه صالحين يتقربون إلى الله بالنوافل و الفروض ؟! بينما كان المسلمون عصاة يستحقون عذاب الله ؟! 

و هل كان نصاري الأندلس يرابطون في القداس و يقيمون الصلوات و لايشربون الخمر و يتنزهون عن المعاصي فلذلك كانوا أولى بالبقاء ؟! 


و هل كذلك الصهاينة أكثر آدمية و أفضل أخلاقا من الفلسطينيين و أكثر قدرة على أداء متطلبات الحضارة؟! 


الحقيقة أننا في هذه الحوادث الثلاث تناسينا مسئوليتنا عن الدفاع عن ثغور الإسلام و حملنا شعوبها المسئولية و حدهم و أمطرناهم باللوم و التقريع !!


إن عوامل الضعف و الوهن لا تصيب المجتمعات المسلمة فحسب بل تصيب كافة المجتمعات البشرية ؛ 

و الأمم تقوي و تضعف ثم تقوى فتضعف بحسب عوامل الزمن و سنن الحياة ! 


لقد نسينا أننا قعدنا متفرجين عندما خرب المغول أول مدينة مسلمة ملاصقة لهم !! و قعدنا كذلك عقودا حتي أتوا إلى عقر ديارنا في قلب الأمة المسلمة !! 


كنا متفرجين على ثغور الأندلس و هي تسقط واحدة تلو الأخرى و نكتفي بالبكاء و العويل ! 


و المضحك أننا نلوم ملك المغرب محمد الناصر الموحدي و نقول إنه لم ينظم جيشه وكان قليل الحكمة فانهزم في معركة العقاب الفاصلة ؛ فضاعت الأندلس ؟! 


هكذا ؟! أكان ذلك هو السبب ؟! يالها من قشة قصمت ظهر البعير ؟!


فكذلك ذهبت و تذهب ثغور الإسلام !!

كان صلاح الدين لا يستطيع جمع أكثر من عشرين أو ثلاثين ألف مقاتل بينما كانت أوربا الصليبية ترسل إليه مئات الألوف !!

كذلك كانت أوربا ترسل الجنود الى الأندلس بأعداد ربما فاقت كل تصور ! ربما فاقت عدد سكان الأندلس جميعهم و ليس من يستطيعون حمل السلاح من اهلها و أهل المغرب ! 

وكان المغول يهاجمون المدن المسلمة باعداد تفوق كل تصور ! حتى و صفهم الناس بالجراد لكثرة العدد وو صفوا أنفسهم فقالوا و عديدنا كالرمال !!

كذلك يدعم كل يهود العالم صهاينة دولة الإحتلال بالمال و الرجال بل ويحمل نساؤهم و كبار السن السلاح ضدنا فيستطيعون - رغم قلتهم - أن يجمعوا مليون جندي في يومين فقط !!


الواقع أننا لم نجتمع أبدا لقتالهم كما يجتمعون لقتالنا !

ولقد نسينا قول الله تعالى لنا : و قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة . . و اعلموا أن الله مع المتقين .

لكأنكم الآن تكتشفون وجود هذه الآية لأول مرة !

القرآن نبأنا بأنهم سيجتمعون كافة لقتالنا !!

ليس لأنهم بلا ذنوب و لا ﻷنهم أصحاب مبادئ و لكن ﻷن الحقد علينا جمع قلوبهم و حركتهم غيرتهم على ابقاء ضلالهم و نصرة الطواغيت التي يعبدونها.

والواقع أننا لا نغار على إخوتنا لا نغضب من أجلهم عجزنا أن نتجمع في ألوف مؤلفة كجيوش الصليبيين أو التتار أو حتى اليهود !

 ليس لأن أصحاب الثغور من إخواننا المسلمين يعاقرون الخمر و يجلسون إلى النساء و يتقلبون في النعيم !!

ولكن لأننا نفتقر الى النخوة و المروءة و الغيرة على ديننا !!


لقد وضعت الكنيسة الباباوية منهجا و خططا لاقتلاع الإسلام قبل مشروع الحروب الصليبية و سعت بشتى الوسائل إلى تطبيق ذلك المنهج و تلك الخطط ...و مازالت وراء هدفها !!


نعم اقتلاع الإسلام ليس من الأندلس فحسب بل من العالم !!

واستطاعت التأثير على الشعوب النصرانية بل و الأمراء و الملوك فانصاعوا جميعهم لأوامرها و لازالوا !!

في المقابل لم يكن لدينا نحن أي خطط تقريبا منذ العهد الأموي لا لنشر الإسلام ولا حتى مقاومة أعدائه المتربصين بنا على الدوام ... 

يستطيع بابا الكنيسة أن يحرك مئات الملايين من النصارى و عشرات الدول بكلمة منه !!! 

بينما نحن مازلنا نرفض مجرد التذكير وليس التفكير بفكرة الخلافة حتى لو كانت صورية !!! فمن المستحيل إذن أن تجتمع كلمتنا مثلهم !


لقد ضاعت عشرات الأندلس وليس أندلس إبيريا فحسب !!

في التركستان و القرم و القوقاز و البلقان و إفريقية و غيرها و ليس من المعقول أن نردد ما تلوكه ألسنتنا على الدوام بأن أهلها كانوا ينغمسون في الترف و الدعة و يقارفون المعاصي !!

فهل السوريون أو الفلسطينيون أو أهل العراق كانوا كذلك فضاعت بلدانهم ؟! 

مهلا ! بعض الخجل ...

إن الأندلس ضاعت لأننا شاركنا جميعا فى جريمة التخلى عن الدفاع عن أراضى و حرمات المسلمين فلا تلوموا أهل الأندلس !

الأحد، 12 يناير 2025

أصول وأنساب علماء الأندلس بالعصر الإسلامي

 


‏في دراسة علمية إسبانية أجراها المجلس الإسباني الأعلى للبحوث العلمية CSIC تم تحديد أصول علماء الأندلس وأنسابهم. 

‏افضت الدراسة لكون 85% منهم عرب 

و13% مولدون 

‏و2% امازيغ بربر

‏أكثر نسب حضورا كان لقبيلة الأنصار ب946 عالم.


____________________________

قبيلة المعابدة الأنصار

الثلاثاء، 31 ديسمبر 2024

الأنصار في الأندلس: صفحات مشرقة من تاريخ الإسلام

 


تعد دراسة تاريخ الأنصار بالأندلس واحدة من الزوايا المضيئة في تاريخ الحضارة الإسلامية، لما لهذه القبيلة من دور بارز في نشر العلم وتثبيت دعائم الإسلام في واحدة من أهم الحواضر الإسلامية. صدر لي مؤخرًا كتاب بعنوان: "تاريخ الأنصار بالأندلس: أنسابهم، وبيوتاتهم، وعلمائهم، ودولتهم"، وهو محاولة لتوثيق الإرث التاريخي للأنصار في الأندلس. يضم الكتاب دراسة شاملة لأكثر من 400 شخصية بارزة من أعلام الأنصار الذين أسهموا في الحياة العلمية والثقافية والسياسية بالأندلس، بالإضافة إلى استعراض أنسابهم وأدوارهم في بناء المجتمع الأندلسي.

الأنصار: من يثرب إلى الأندلس

الأنصار، وهم قبيلتا الأوس والخزرج، كانوا من أوائل من ناصروا الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأسهموا في بناء الدولة الإسلامية في المدينة المنورة. وعقب الفتوحات الإسلامية، انتقلت أسر من الأنصار إلى الأندلس، لتصبح جزءًا من النسيج الاجتماعي والثقافي هناك.

تاريخ الأنصار في الأندلس يحمل مفارقة عجيبة؛ فقد كانت خاتمة دولة الإسلام في الأندلس على يد أحد أحفاد الأنصار. وهذه المفارقة تعكس دورة التاريخ وتداول الأيام بين الأمم، كما جاء في قوله تعالى: "وتلك الأيام نداولها بين الناس" [آل عمران: 140].

إسهامات الأنصار في الحياة العلمية بالأندلس

تميز الأنصار في الأندلس بحضور علمي وثقافي بارز. وقد سجلت كتب التاريخ والتراجم مثل "تاريخ علماء الأندلس" لابن الفرضي، و**"الصلة"** لابن بشكوال، و**"التكملة"** لابن الآبار، تراجم العديد من علماء الأنصار الذين كان لهم أثر كبير في الحياة العلمية.

من القرن الثالث حتى القرن السابع الهجري، برز أكثر من 450 عالمًا من علماء الأنصار في مختلف العلوم، من الفقه والحديث إلى الطب والفلك. هؤلاء العلماء لم يكتفوا بنقل العلوم الإسلامية إلى الأندلس، بل أسهموا في تطويرها وابتكارها، مما جعل الأندلس منارة للعلم والحضارة.

دور الأنصار في المجتمع الأندلسي

لم يقتصر دور الأنصار على الجانب العلمي فقط، بل أسهموا أيضًا في الحياة السياسية والاجتماعية. كانت لهم بيوتات كبيرة في مدن الأندلس مثل قرطبة وإشبيلية وغرناطة، وأصبحوا جزءًا من النخبة الحاكمة والعلمية.

تميز الأنصار بالتزامهم بنشر العلم وتعليم الناس، حيث أسسوا مدارس ومكتبات، واعتنوا بتدوين العلوم وتطوير المناهج الدراسية. كما شاركوا في الحياة الاقتصادية من خلال الزراعة والتجارة، مما أسهم في ازدهار الأندلس.

أعلام الأنصار في الأندلس

من بين أعلام الأنصار الذين تركوا بصمة واضحة:

1. أبو بكر الأنصاري القرطبي: فقيه ومحدث بارز، كان له دور كبير في نشر الفقه المالكي.

2. عبد الرحمن الأنصاري الغرناطي: طبيب وفلكي، اشتهر بمؤلفاته العلمية التي استفادت منها أوروبا في عصر النهضة.

3. محمد بن بشير الأنصاري: شاعر وأديب، أثرى الحياة الثقافية الأندلسية بأشعاره التي كانت تمزج بين الحكمة والجمال.

4. أبو بكر عبادة بن ماء السماء الخزرجي شخصية تاريخية بارزة من الأندلس، اشتهر بعلمه وأدبه وشعره. ينتمي إلى بالخزرج، إحدى القبائل العربية التي استقرت في الأندلس. يُذكر عنه أنه كان عالمًا موسوعيًا، حيث جمع بين الأدب والشعر والفقه، وكان له دور بارز في الحياة الثقافية والعلمية خلال عصره و عُرف بشعره الذي يعكس ثقافته العالية وحسه الأدبي المرهف. تناول في شعره موضوعات متنوعة مثل الحب، الحكمة، والوصف.

الأنصار وخاتمة الإسلام في الأندلس

كان الأنصار جزءًا من الأحداث الكبرى التي شهدتها الأندلس، حتى في أيامها الأخيرة. ومن المثير أن خاتمة الدولة الإسلامية في الأندلس جاءت على يد أحد أبناء الأنصار، مما يعكس عمق ارتباطهم بتاريخ الأندلس منذ بدايته حتى نهايته.

أهمية دراسة تاريخ الأنصار

دراسة تاريخ الأنصار في الأندلس ليست مجرد استعراض للماضي، بل هي استلهام لدروس وعبر يمكن أن تفيدنا في حاضرنا. إن تسليط الضوء على دورهم العلمي والثقافي يبرز أهمية العلم كأداة لبناء الحضارات.


إن تاريخ الأنصار في الأندلس هو جزء لا يتجزأ من التاريخ الإسلامي، وهو شهادة على إسهامات القبائل العربية في بناء حضارة الأندلس. ما أحوجنا اليوم إلى الوقوف عند هذا التاريخ المشرق، واستلهام دروسه في بناء مستقبلنا.

________________________

تعرف علي قبيلة المعابدة الأنصار