الأحد، 9 فبراير 2025

ولا غالب إلا الله – الشعار الخالد لحضارة الأندلس

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

من بين العبارات التي خلدها التاريخ الإسلامي، يبرز شعار "ولا غالب إلا الله" باعتباره رمزًا للقوة والعزة والتوحيد. هذا الشعار، الذي أصبح أحد أبرز رموز الأندلس، لم يكن مجرد عبارة تُنقش على الجدران، بل كان عقيدة عاشها المسلمون هناك. ارتبط الشعار بملوك بني الأحمر في غرناطة، وكان شاهدًا على أمجادهم حتى سقوطها عام 1492م. لكنه لم يندثر، بل ظل محفورًا في قصر الحمراء، وفي وجدان الأندلسيين، وفي التراث الإسلامي عمومًا.

في هذا المقال، سنتناول أصل الشعار ومعناه، أول من استخدمه، نسب محمد بن يوسف بن نصر، الأماكن التي نُقش فيها، المناسبات التي استُخدم بها، رمزيته أثناء وبعد سقوط الأندلس، وأخيرًا أبيات شعرية ورد فيها هذا الشعار.


أصل الشعار ومعناه

أصل العبارة في العقيدة الإسلامية

كلمة "ولا غالب إلا الله" تُعبر عن عقيدة التوحيد في الإسلام، حيث يؤمن المسلمون أن القوة والنصر بيد الله وحده، وأن أي انتصار دنيوي ما هو إلا تجلٍ لإرادته.

أول من استخدم الشعار في الأندلس

يرجع استخدام هذا الشعار إلى محمد بن يوسف بن نصر، المعروف بـ ابن الأحمر، وهو مؤسس مملكة غرناطة (1232م - 1492م). تحكي الروايات أن ابن الأحمر حين دخل غرناطة منتصرًا، استقبله أهلها بهتاف: "النصر لله"، فرد عليهم قائلًا: "ولا غالب إلا الله"، فاتخذها شعارًا لدولته، وأمر بنقشها على قصر الحمراء، الذي أصبح مقر حكمه.


نسب محمد بن يوسف بن نصر

هو محمد بن يوسف بن أحمد بن نصر بن الأحمر، وينتمي إلى بني نصر أو بني الأحمر، الذين يعود نسبهم إلى قبيلة الخزرج من الأنصار. وبهذا، فإنه من الأنصار الذين نصروا الرسول ﷺ في المدينة المنورة.

بنو الأحمر كانوا من العائلات العربية التي استقرت في الأندلس بعد الفتح الإسلامي، وكانوا يُعرفون بشجاعتهم وحكمتهم السياسية. أسس محمد بن يوسف بن نصر مملكة غرناطة بعد سقوط معظم الأندلس بيد الممالك المسيحية، وكان آخر ملوك المسلمين في الأندلس من سلالته.


الأماكن التي نقش فيها الشعار

قصر الحمراء في غرناطة

لا تزال عبارة "ولا غالب إلا الله" تزين جدران قصر الحمراء، أحد أعظم المعالم الإسلامية في الأندلس. تجدها محفورة بأنماط زخرفية مذهلة، تزين القباب والمداخل والأعمدة والحوائط.

المساجد والقصور الأخرى

لم يكن قصر الحمراء المكان الوحيد الذي حمل هذا الشعار، فقد وُجد أيضًا في:

  • مساجد غرناطة وقرطبة وإشبيلية، حيث كُتب على جدرانها تعبيرًا عن الإيمان.
  • قصور بني الأحمر التي بناها ملوك غرناطة.
  • النقوش على الأسلحة والدروع التي استخدمها الجنود المسلمون.
شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.



المناسبات التي استُخدم فيها الشعار

في الحروب والمعارك

كان الشعار حاضرًا في ميادين القتال، يُكتب على رايات الجيش، وعلى الدروع والسيوف، ليذكر الجنود بأن النصر بيد الله.

في السياسة والدبلوماسية

استخدمه ملوك بني الأحمر في مراسلاتهم مع الدول الأخرى، حيث كانوا يذيلون بعض الرسائل الرسمية بعبارة "ولا غالب إلا الله"، ليؤكدوا على شرعية حكمهم المستمدة من العقيدة الإسلامية.


شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.


في الثقافة والفنون

ظهر الشعار في الخط العربي والزخرفة الإسلامية، حيث كان يُنقش بأشكال هندسية بديعة في الكتب والمخطوطات الأندلسية.


رمزية الشعار أثناء وبعد سقوط الأندلس

في عهد مملكة غرناطة

مثّل الشعار هوية سياسية ودينية، واعتبره الناس علامة على أن حكم المسلمين في الأندلس محمي بإرادة الله.

بعد سقوط الأندلس (1492م)

مع سقوط غرناطة بيد الإسبان، تحولت "ولا غالب إلا الله" من شعار للسلطة إلى رمز للحنين والمرارة. أصبح الشعار يُستخدم في الأشعار والقصائد التي ترثي سقوط الأندلس، وتحكي عن مأساة المسلمين الذين طُردوا منها.


شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

استمرار الشعار في الثقافة الإسلامية

رغم سقوط غرناطة، لم يُمحَ الشعار من التاريخ، بل ظل محفورًا في الثقافة الإسلامية. انتقل إلى المشرق والمغرب العربي، وبات يستخدم في الفن الإسلامي، كما تبنته بعض الأسر الأندلسية التي استقرت في المغرب بعد الهجرة.


أبيات شعرية ورد فيها الشعار

رثاء الأندلس

بعد سقوط الأندلس، كتب الشعراء قصائد حزينة تصور ضياع الفردوس المفقود، ومن أشهر الأبيات التي ورد فيها هذا الشعار:

ذهب الأندلسُ وضاع عزّهُ *** فبقيت ذكراهُ في قصرهَا
كُتب على جدرانهِ شامخًا *** لا غالب اليومَ إلا الأسى

ومن أبيات أخرى تستحضر هذا الشعار:

قصر الحمراء يشكو ما دهـاهُ *** ومجـدُ العـربِ غابَ ومن بناهُ
على جـدرانه نقشٌ بقيـنا *** نُرددهُ إذا جـاءت رؤاهُ
ولا غالب إلا الله فـيها *** كأنّ الحـقَ يبكي من عُـداهُ

استخدام الشعراء الأندلسيين له في عهد بني الأحمر

إذا كنتَ في حصنٍ به العزُّ قائمٌ *** فذكّرْ فإنّ النصرَ لله مُعْلِنُ
ترى الحمراءَ في فخرِها متوشّحًا *** بشعـارٍ ترددهُ الريـاحُ وتُؤمنُ


الخاتمة

شعار "ولا غالب إلا الله" لم يكن مجرد نقشٍ على جدار، بل كان رمزًا لحضارة الأندلس، وعقيدة راسخة في قلوب المسلمين. من أيام مجد بني الأحمر إلى لحظات سقوط غرناطة، كان الشعار شاهدًا على التاريخ، وبقي حتى اليوم في قصر الحمراء، وفي التراث الإسلامي، وفي وجدان من يحملون الحنين لتلك الأرض الضائعة.

سؤال للقارئ: هل سبق لك أن شاهدت الشعار محفورًا في أحد الأماكن الإسلامية، أو قرأت عنه في كتب التاريخ؟


شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

شعار "ولا غالب إلا الله" رمز لعقيدة التوحيد ومجد الأندلس، تبناه بنو الأحمر في غرناطة، وظل محفورًا في قصر الحمراء شاهدًا على التاريخ.

الأندلسي فردوسنا المفقود 



السبت، 8 فبراير 2025

عنترة بن شداد: شاعر الفروسية والتعفف

عنترة بن شداد العبسي شاعر فحل

كان عنترة بن شداد العبسي من أفحل شعراء العرب، وهو برأيي أشعر شعراء العرب قاطبةً. ورغم أنه عاش عبداً لدى أبيه البيولوجي، إلا أنه برع في الشعر وتشبع بالأخلاق الكريمة والنبيلة. انظر، إن شئت، حين يقول:

هلاّ سألتِ الخيلَ يا ابنةَ مالكٍ
إن كنتِ جاهلة بما لم تعلمِي
يخبرك من شهد الوقيعة أنني
أغشى الوغى وأعف عند المغنمِ

يخبرك عنترة هنا أنه يحارب ويقتل خصومه، لكنه لا يأخذ الغنائم، وذاك أمر لم تكن تفعله العرب، لذلك ذكر تعففه عن الغنائم متفاخراً.

وانظر قوله:

وَمُدَجَّجٍ كَرِهَ الكُماةُ نِزالَهُ
لا مُمعِنٍ هَرَباً وَلا مُستَسلِمِ
جادَت لَهُ كَفّي بِعاجِلِ طَعنَةٍ
بِمُثَقَّفٍ صَدقِ الكُعوبِ مُقَوَّمِ
فَشَكَكتُ بِالرُمحِ الأَصَمِّ ثِيابَهُ
لَيسَ الكَريمُ عَلى القَنا بِمُحَرَّمِ

يقول عنترة هنا أنه ينازل كل من يهابه الكماة، والكماة هم الجنود المستترين بالدروع والخوذ. ويطعنه بالرمح، فاستعمل لفظة "شككتُ" دلالة على قوته؛ فبمجرد شكة من رمح يرديه قتيلاً. لكن الشاهد من هذه الأبيات هو في عجزها الأخير، حين يصف عدوه وخصمه بأنه كريم، وهذا لعمري أمر حَق له أن يفتخر به.

شِعر عنترة ليس معقداً، ولكن عنان السماء أقرب من الإتيان بمثله، فحين يستعمل صورة بيانية تكون في محلها تماماً كأنها قلادة من الألماس في رقبة حورية، وحين يقص لك قصة سيجعلك تتخيلها، وحين يصف لك شيئاً فكأنك تراه.

فانظر إليه وهو يصف أمه التي عاشت أمَةً، هي وابنيها عنترة وشيبوب:

وَأَنا اِبنُ سَوداءِ الجَبينِ كَأَنَّها
ضَبُعٌ تَرَعرَعَ في رُسومِ المَنزِلِ
الساقُ مِنها مِثلُ ساقِ نَعامَةٍ
وَالشَعرُ مِنها مِثلُ حَبِّ الفُلفُلِ
وَالثَغرُ مِن تَحتِ اللِثامِ كَأَنَّهُ
بَرقٌ تَلَألَأَ في الظَلامِ المُسدَلِ

شببها بالضبع ليس انتقاصاً منها، ولكن كناية عن حياة العبودية التي كانت تعيشها. ولكن انظر إلى تشبيهه لثغرها… تالله إنه قول يسلب الألباب ويجعل متذوق الشعر يكاد يخر للأذقان من حلاوة القول.

اضغط متابعة لصفحتي ليصلك كل جديد.

عائلة أبو ستيت الهواري : تاريخ طويل من العراقة والمشاركة السياسية

عائلة أبو ستيت فخر البلينا و هواره


تعتبر عائلة أبو ستيت الهواري في البلينا من العائلات العريقة التي تنتمي إلى قبيلة هوارة الأمازيغية الشهيرة، وهي واحدة من أعرق وأهم القبائل التي أثرت في تاريخ مصر والمغرب والأندلس. لعبت هوارة دورًا رئيسيًا في تاريخ مصر، حيث تأثرت بالعديد من التحولات السياسية والاجتماعية عبر العصور.

إن قبيلة هوارة كانت قد استقرت في مصر في فترة مبكرة، وقد تمصروا تمامًا على مر العصور. بدأت إقامتهم في إقليم البحيرة، حيث أصبحوا القبيلة ذات النفوذ الأكبر في تلك المنطقة. وكانت هوارة من القبائل التي انتقلت إلى مصر بانتقال الفاطميين إليها، حيث كانت لهم بصمة واضحة في الفترات الإسلامية المبكرة.

استقر بعض بني هوارة في مصر العليا (الصعيد) على يد الأمير برقوق حوالي عام 782هـ (1380م)، حيث أقطع شيخهم إسماعيل بن مازن مدينة جرجا. ثم جاء بعده الأمير عمر الذي واصل تعزيز وجود هوارة في المنطقة، ليؤسس لهم أسرة حاكمة استمرت في السلطة طوال القرنين التاليين. في هذه الفترة، بدأ شيخهم محمد أبو السنون بتطوير قبيلة هوارة في الصعيد، حيث شهدت المنطقة حالة من الرخاء والرفاهية بفضل تطور زراعة السكر، ما ساعد على تعزيز قوة القبيلة وانتشارها في صعيد مصر.

كان لبني هوارة دور عظيم في صعيد مصر، حيث عظم شأنهم واشتد بأسهم. وقد تفرعت العديد من الفروع لهذه القبيلة في مختلف مناطق الصعيد، وتنتمي عائلة أبو ستيت إلى فرع بني محمد الهواري، الذي يعد من البطون الكبيرة التي ذكرها المؤرخون، بما في ذلك القلقشندي في كتابه "صبح الأعشى"، حيث ذكر أن قبيلة هوارة تتألف من 34 بطنًا كبيرًا في صعيد مصر، ومن أبرز هذه البطون التي يتحدر منها فرع بني محمد:: بنو محمد، أولاد مأمن، بندر، العرايا، الشلله، أشحوم، أولاد مؤمنين، الروابع البردكية، الروكة، البهاليل، الأصابغة، الدناجلة، المواسية، البلازد، الصوامع، السدادرة، الزيانية، الخيافشة، الطردة، الأهلة، أزلتين، أسلين، بنو قمير، النبة، التبابعة، الغنائم، فزارة، العبابدة، صاورة، غلبان، حديد، والسبعة.

على مر العصور، استمرت هذه الفروع في النمو والتطور حتى أصبح لأبناء همام منهم في القرن الثامن عشر نفوذًا عظيمًا في صعيد مصر وشمال السودان. ولا تزال بعض الأسر من هذه الفروع موجودة حتى القرن العشرين في صعيد مصر، حيث تحمل أسماء فروع قبائلها، مثل قرية أولاد مؤمنين في طما، المراغة، أولاد عليو، والصوامع والغنائم وأشحوم في سوهاج، والعبابدة في أسيوط وساحل سيلين، والدناجلة والبلازد في أبو تيج، الغنائم.

إن عائلة أبو ستيت الهواري في البلينا تمثل جزءًا من هذا الإرث التاريخي العظيم، حيث حملت مشعل القبيلة وواصلت التمسك بعاداتها وتقاليدها، ساعية إلى الحفاظ على تاريخها العريق وإسهامها في تطور المنطقة على مر العصور.

المؤسس الحقيقي للعائلة: حميد بك محمد شمندي أبو ستيت

يعتبر حميد بك محمد شمندي أبو ستيت هو المؤسس الفعلي لعائلة أبو ستيت، حيث كان شخصية بارزة في تاريخ مصر الحديث. وُلد حميد بك في فترة حرجة من تاريخ مصر، وكان له دور مهم في السياسة المحلية والوطنية. شغل عدة مناصب إدارية في الدولة، حيث كان مديرًا لمديرية جرجا ومديرًا لمديرية قنا، وكان يعتبر من الأعيان الكبار الذين يمتلكون العديد من الأراضي الزراعية.

حصل حميد بك أبو ستيت على شهرة واسعة في فترة حكم الخديوي إسماعيل، حيث أُثني عليه في كتب المؤرخين. يذكر الشيخ علي مبارك في كتابه «الخطط التوفيقية» أنه كان مديرًا لجرجا ثم قنا في فترة الخديوي إسماعيل، وكان يملك مئات الفدادين من الأراضي الزراعية، إضافة إلى نخيله الذي كان يصل إلى نحو مائة فدان في عدة مناطق.

كان حميد بك أبو ستيت يتمتع بسمعة طيبة بين أهل قريته وسكان المنطقة، فقد كان له العديد من المبادرات الخيرية التي أسهمت في رفع مستوى الفقراء. كان لديه منزل في كفر غربي برديس يشبه إلى حد كبير منازل النبلاء، حيث كان يخصص جزءًا منه لإقامة الفقراء الذين كانوا يأتون للقراءة والتعلم في جامع ومكتب عامرين. كان يُصرف لهم راتب شهري من ماله الخاص، وذلك بهدف تعليمهم ورفع مستواهم الثقافي والديني.

دور حميد أبو ستيت في دعم الثورة العرابية

عرف حميد بك أبو ستيت بدعمه الكبير للثورة العرابية، وكان من الأعيان الذين قدموا تبرعات كبيرة لدعم الجهاد في فترة الثورة ضد الاحتلال البريطاني. يُذكر في العديد من المراجع التاريخية أن حميد أبو ستيت تبرع بمبالغ ضخمة لصالح الجيش المصري، حيث وصلت تبرعاته إلى 1000 أردب من الغلال، بالإضافة إلى 150 أردبًا من العدس و850 أردبًا من القمح. كما قدم العديد من الخيول والمساعدات العينية الأخرى، وهذا يظهر مدى اهتمامه بالقضية الوطنية ودعمه للثوار.

أرسلت عائلة أبو ستيت التلغرافات إلى زعيم الثورة العرابية أحمد عرابي، تعلن فيه استعدادها الكامل للمشاركة في الجهاد ضد الاحتلال البريطاني، وتقديم كافة الإمكانيات لدعم القوات المصرية في معركتها. وعندما استلمت الخزانة المصرية من قبل الاحتلال البريطاني، كان حميد أبو ستيت من الأعيان الذين ساندوا الثورة العرابية بكل ما يملك.

ورغم جهود حميد بك أبو ستيت الكبيرة في دعم الثورة العرابية، إلا أنه تعرض للنفي إلى السودان لمدة ثلاث سنوات نتيجة لمساندته للثوار. وكان هذا النفي جزءًا من حملة انتقامية من الاحتلال البريطاني والخديوي إسماعيل ضد كل من دعم الثورة العرابية.

التمثيل السياسي لعائلة أبو ستيت في البرلمان

تعتبر عائلة أبو ستيت واحدة من العائلات التي كانت تمثل مصر في مختلف المجالس النيابية منذ بداية التكوين السياسي في البلاد. فقد بدأت العائلة في المشاركة في البرلمان منذ عام 1866 عندما تم انتخاب الشيخ حميد أبو ستيت نائبًا عن دائرة برديس في مجلس شورى النواب في أول هيئة نيابية في عهد الخديوي إسماعيل.

ومنذ ذلك الحين، استمرت عائلة أبو ستيت في تمثيل شعبها في المجالس النيابية المختلفة. في الفترة من 1866 إلى 2021م، مثلت العائلة دائرة البلينا وبرديس في البرلمان، حيث كان العديد من نواب العائلة يحققون النجاح في الانتخابات ويشغلون مقاعدهم في المجالس النيابية المتعاقبة، سواء في مجلس الأمة أو مجلس الشعب أو مجلس الشورى أو مجلس النواب.

عائلة أبو ستيت في مجال التشريع

كان لعائلة أبو ستيت دور كبير في صياغة التشريعات والقرارات التي كانت تهم أهالي سوهاج وسائر المناطق التي كانت تابعة لها. على سبيل المثال، في عام 1910، انتُخب محمد أمين أبو ستيت نائبًا في مجلس شورى القوانين، حيث كان يقدم العديد من الاقتراحات التي تهدف إلى تحسين أوضاع محافظة جرجا، ومنها مقترح بشأن تطوير نظام الري في المنطقة.

وقد أظهر محمد أمين أبو ستيت اهتمامًا كبيرًا بقضايا الري والزراعة، حيث طالب بترخيص وضع آلات رافعة لري الأراضي الصيفي في جرجا، وذلك في إطار سعيه لتحقيق تنمية زراعية لمديريته. كما كان يطالب بإصلاح البنية التحتية للزراعة، ليتمكن الفلاحون من الاستفادة من الأرض وتحقيق الإنتاج الزراعي الكافي.

بعض من أعلام آل أبو ستيت:

  1. حميد بك محمد شمندي أبو ستيت:

    • مدير لمديرية جرجا.
    • مدير لمديرية قنا.
    • عضو في أول مجلس نيابي في تاريخ مصر (مجلس شورى النواب في عهد الخديوي إسماعيل).
  2. د.يحيى زكريا عثمان حميد أبو ستيت:

    • نائب عن دائرة مينا البصل بالإسكندرية.
  3. محمد أمين أبو ستيت بك:

    • عضو بمجلس شورى القوانين عام 1910.
    • ممثل عن دائرة البلينا.
  4. محمد كامل أبو ستيت:

    • نائب عن دائرة البلينا في مجلس النواب 1924.
  5. محمد فؤاد أبو ستيت:

    • نائب عن دائرة البلينا في مجلس النواب (1927/1928).
    • نائب عن دائرة البلينا في الهيئة النيابية الثالثة (1927).
    • نائب عن دائرة البلينا في الهيئة النيابية الرابعة (1930).
    • نائب عن دائرة البلينا في الهيئة النيابية السادسة (1936).
    • نائب عن دائرة البلينا في الهيئة النيابية السابعة (1938).
  6. أحمد علي أبو ستيت:

    • نائب عن دائرة برديس في الهيئة النيابية الثالثة (1926).
    • نائب عن دائرة برديس في الهيئة النيابية الرابعة (1930).
    • نائب عن دائرة برديس في الهيئة النيابية السابعة (1938).
  7. أحمد بك علي حميد أبو ستيت:

    • عضو في مجلس النواب 1910، ممثل عن دائرة برديس.
  1. أبو ستيت علي:

    • عضو مجلس النواب في 1924.
  2. محمد حسن أبو ستيت:

    • نائب عن دائرة البلينا في مجلس النواب 1930.
  3. أحمد محمد أبو ستيت:

    • عضو مجلس النواب 1935.
    • عضو مجلس الشيوخ 1935.
  4. محمود أبو ستيت:

    • نائب في البرلمان المصري خلال الخمسينيات.
  5. علي أبو ستيت:

    • عضو في المجلس النيابي الأول للبلاد.

    

دور العائلة في تحقيق العدالة الاجتماعية

في مجال تحقيق العدالة الاجتماعية، كان لعائلة أبو ستيت دور بارز في المطالبة بحقوق الفلاحين والمزارعين، وكان لها العديد من المواقف التي تظهر اهتمامها بتحقيق العدالة الاجتماعية. ففي جلسات مجلس النواب، كان النواب من عائلة أبو ستيت يطرحون القضايا المتعلقة بالزراعة والري والعدالة الاجتماعية بشكل عام. كما كانوا يطالبون بتخفيض الضرائب على الفلاحين وتحسين ظروفهم المعيشية.

وكان النائب محمد فؤاد أبو ستيت من أبرز الشخصيات التي واجهت العديد من التحديات في سبيل تحسين الأوضاع الاجتماعية في البلاد. في عام 1938، كان له دور كبير في طرح قضية ارتفاع أسعار المياه التي كانت تفرضها شركة ري البلينا على المزارعين، حيث طالب بتحديد أسعار عادلة للمياه، وتوفيرها للمزارعين بأسعار معقولة.

الختام: تاريخ طويل من العطاء

عائلة أبو ستيت ليست مجرد عائلة من العائلات الكبيرة في مصر، بل هي جزء لا يتجزأ من تاريخ مصر السياسي والاجتماعي. من دعم الثورة العرابية إلى المشاركة في صياغة التشريعات وإحداث تغييرات في مجتمعها المحلي، أظهرت عائلة أبو ستيت على مر العصور تمسكها بالقيم الوطنية والاجتماعية، وتفانيها في خدمة الوطن والمواطن.

التحالفات القبلية في صعيد مصر: دراسة مقارنة بين الهوارة والمعابدة

تحالفات قبائل الهوارة والمعابدة في الصعيد تظهر قوة الروابط التاريخية والتكاتف بين العشائر، مع إبراز تأثيرها في القوة العسكرية والاجتماعية.

تمهيد تاريخي حول التحالفات القبلية في الصعيد

تعد التحالفات القبلية في الصعيد جزءًا أساسيًا من بنية المجتمعات العربية، حيث تساهم هذه التحالفات في تشكيل العلاقات بين القبائل والعائلات على مر العصور. تختلف تلك التحالفات في أسبابها وأهدافها، ولكنها تتفق في كونها تمثل أحد أوجه التكامل الاجتماعي والاقتصادي.

على مدار العصور، لعبت التحالفات دورًا كبيرًا في تحقيق الأمن والاستقرار بين القبائل، حيث كانت الحروب والمنازعات تعد من أبرز سمات المجتمع القبلي. وضمن هذا السياق، كانت التحالفات بمثابة درعٍ وقائي ضد الغزوات أو العدوان الخارجي. ويعتبر هذا النظام الاجتماعي أحد الركائز التي تساهم في الحفاظ على السلم الأهلي في الكثير من المناطق.

التحالفات القبلية في الموروث الصعيدي: مفهوم "اللموم"

عرف المجتمع الصعيدي منذ القدم مفهوم التحالفات القبلية، والذي يُشار إليه في بعض اللهجات المحلية بمصطلح "اللموم"، حيث كان يُقال " لموم كذا" للدلالة على تجمع القبائل لنصرة قضية معينة أو مواجهة تحدٍّ مشترك.

وقد ظل هذا المصطلح حاضرًا في الذاكرة الشعبية حتى يومنا هذا، حيث يعكس روح التكافل والتضامن التي ميزت الصعيديين، وجعلتهم قادرين على التكيف مع الظروف السياسية والاجتماعية المختلفة على مر العصور.

ومن أبرز التحالفات القبلية في صعيد مصر، نجد قبيلة بني هلال التي انتشرت في مختلف محافظات الصعيد بكثرة. وصل أفراد هذه القبيلة إلى بلاد الصعيد خلال ما يُعرف بتغريبة بني هلال، والتي تشمل عددًا من القبائل العربية الأخرى، مثل هوازن وسليم وغطفان، بالإضافة إلى العديد من القبائل الأخرى من العدنانية والقحطانية. وقد ذكر المقريزي أنهم من أكثر القبائل عددًا في صعيد مصر. كما شمل التحالف الهواري الكبير الذي ضم الكثير من القبائل الأمازيغية والعربية، وحلف قضاعي الذي اجتمعت فيه قبيلة جهينة وقبيلة بلي في مواجهة الحلف القرشي في الإشمونين. كذلك، كان هناك حلف عرب المعابدة بأسيوط، والكثير من الأحلاف الأخرى التي كانت تذخر بها الصعيد، ومنها ما لا يزال قائمًا إلى الآن، أو يمكن أن يُستعاد بسهولة إذا اقتضى الأمر.

يمكننا نُسلّط الضوء الآن على حلفين في صعيد مصر، حيث يلتقيان في بعض الجوانب مثل اعتزاز أبنائهما الشديد بكل منهما والانتماء القوي لحلفهما والتعصب له. ومع ذلك، يختلفان أو يتباينان في جوانب أخرى..

التكوين التاريخي لحلف الهوارة

برز حلف الهوارة كأحد أقوى الأحلاف القبلية في مصر، وخصوصًا في إقليم الصعيد، حيث تمكنت قبائل الهوارة الأمازيغية من فرض نفوذها على مناطق واسعة، بعد انتقالها من المغرب العربي إلى مصر خلال العصور الوسطى. وكان انتقالهم جزءًا من موجات الهجرة التي زحفت إلى مصر في ظل الحكم الفاطمي، ثم توسعت واستقرت خلال العهد المملوكي والعثماني.

ضم الحلف بين جنباته العديد من القبائل، سواء أمازيغية أو عربية، حيث تحالف الهوارة مع قبائل عربية مثل بني سليم وهوازن، بالإضافة إلى بعض العائلات ذات النفوذ المحلي التي سعت إلى الانضمام إليهم لتعزيز قوتها. وساهم هذا التحالف في تكوين قوة ضاربة بسطت سيطرتها على أقاليم مهمة مثل قنا وأسيوط وسوهاج، حتى أصبحت كلمة الهوارة مرادفة للنفوذ القبلي في الصعيد.

لم يقتصر دور الهوارة على فرض الهيمنة العسكرية، بل امتد إلى التحكم في الأراضي الزراعية، حيث تولّوا زمام الأمور في الإقطاعيات الكبرى، وفرضوا الضرائب، وأداروا الموارد، ما جعلهم طبقة حاكمة شبه مستقلة داخل الإطار العام للحكم العثماني في مصر.

حلف المعابدة: النشأة والتوسع

أما حلف المعابدة، فيُعد أحد التحالفات القوية التي ظهرت في منطقة أسيوط، وامتد تأثيره إلى العديد من المناطق المجاورة. ينتمي المعابدة إلى أصول عربية خالصة، ويعودون في جذورهم إلى قبائل أنصارية قرشية وقضاعية، ويُعرف عنهم الشجاعة والبأس في القتال، إضافة إلى تمسكهم بالعادات والتقاليد القبلية التي جعلت منهم مجتمعًا متماسكًا على مر العصور.

تكوّن الحلف من عدة عشائر وقبائل اجتمعت تحت راية المعابدة، حيث كان الهدف الأساسي لهذا الاتحاد حماية الأراضي والمصالح الاقتصادية، وتأمين القرى من الغزو، وتكوين قوة قادرة على التصدي لأي خطر يهدد استقرارهم. وقد نجح المعابدة في تحقيق نفوذ قوي داخل صعيد مصر، حيث تميزوا بامتلاكهم أراضي شاسعة، وكان لهم حضور سياسي واجتماعي قوي.

ومن الجدير بالذكر أن حلف المعابدة لم يكن مقتصرًا على الجوانب العسكرية فقط، بل شمل أيضًا التعاون في الزراعة والتجارة، وهو ما جعلهم من أكثر القبائل استقرارًا وتأثيرًا في الصعيد. وقد استمر هذا التأثير حتى بعد انتهاء العصر العثماني، حيث ظل لهم حضور قوي في المعادلة القبلية داخل أسيوط وما جاورها.


مقارنة بين الحلفين: التشابه والاختلاف


الأصل العرقي والقبلي:

      ° الهوارة ينحدرون من أصول أمازيغية، مع اختلاطهم بقبائل عربية لاحقًا.
      °المعابدة غالبيتهم قبائل عربية أندلوسية و مغربية.

كل من المعابدة وهوارة قادمان من الأندلس وبلاد المغرب العربي.

▪️ الهوارة: ذكر الإمام ابن حزم الأندلسي -رحمه الله- الذي عاش في القرن الخامس الهجري، وعاشر هوارة البربرية في الأندلس وبلاد المغرب المجاورة لها، حيث قام -رحمه الله- بتسجيل باب فريد نادر حفظ أنساب البربر من يومها إلى الآن في كتابه جمهرة أنساب العرب.

▪️ المعابدة: غالبيتهم قدموا من الأندلس والتحقت بهم في طريقهم عشائر من المغرب العربي.


◾ اللقب الهواري و المعبدي 

▪️ الهواري: تأخذ الهوارة لقبها -كما ذكر ابن خلدون- نسبة إلى هوار بن أوريغ بن برنس. ووفقًا لكتب الأنساب والتاريخ، فإن أبناء هوّار بن أوريغ الذين انحدرت منهم بطون كبيرة هم: كُلدن، مَجريس، كُمار (ويُقال أيضًا: كُماد)، سُوادة، أنداره، وماسر. وقد شكّلت قبائل هوّارة فرعًا قويًا من الأمازيغ، حيث امتدت مواطنهم عبر ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، مصر، والسودان.

▪️ المعبدي: يرجع لقب المعبدي من المعابدة نسبة إلى عبادة بن أبي بكر بن عبادة بن ماء السماء، الذي يمتد نسبه إلى قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي الأنصاري -رضي الله عنه-.


◾ الهجرة إلى صعيد مصر

▪️ الهوارة ودخولهم الصعيد: دخل الهوارة إلى الصعيد قبل المعابدة بفترة طويلة، في القرن الـ14 الميلادي، خلال حكم المماليك. وكانت هجرتهم جماعية، مما جعلهم أكثر عددًا وتأثيرًا، حتى أنهم أصبحوا حكام الصعيد لعقود طويلة، كما أن نشاطهم الاقتصادي والسياسي وصراعهم مع المماليك ساهم في تماسك الحلف الهواري مع الزمن.

▪️ المعابدة ودخولهم مصر: دخل عرب المعابدة إلى مصر بعد حوالي قرن من سقوط الأندلس (1492م)، أي في القرن الـ16 الميلادي. استقروا تحت سفح الجبل الشرقي بأسيوط، وكان استقرارهم أكثر تنظيمًا، حيث احتفظوا بكيانهم القبلي ولم يذوبوا تحت حلف أكبر.

◾ الانتشار في  صعيد مصر

يعتمد الانتشار على البطون المنضوية تحت كل حلف ومدى قدرة الحلف على ضم حلفاء جدد، وهو ما توافر بشكل أكبر لحلف هوارة.

▪️ فروع وأماكن انتشار حلف الهوارة: الهوارة قبيلة أمازيغية ضخمة لها انتشار كبير في المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، ومصر، سواء في الوجه البحري أو في الصعيد. وقد سجل العلامة أبو العباس القلقشندي في القرن الـ15 الميلادي أسماء 34 بطنًا من هوارة، جميعها ذات قوة وبأس، وهي:

بنو محمد، أولاد مأمن، بندار، العرايا، الشللة، أشحوم، أولاد مؤمنين، الروابع، الروكة، البردكية، البهاليل، الأصابغة، الدناجلة، المواسية، البلازد، الصوامع، السدادرة، الزيانية، الخيافشة، الطردة، الأهلة، أزليتن، أسلين، بنو قمير، النية، التبابعة، الغنائم، فزارة، البطاخ، العبابدة، ساورة، غلبان، حديد، السبعة.

وكانت الإمرة فيهم لأولاد عمرو، وفي الأعمال البهنساوية وما معها لأولاد غريب (نهاية الأرب في معرفة قبائل العرب، ص 442). وقد استمرت هذه الفروع في نمو مطرد، حتى أصبح لأولاد محمد شوكة عظيمة وبلاد كثيرة في سوهاج وقنا تحمل أسمائهم.

وبما أن قبيلة الهوارة كانت الأكثر عددًا ونفوذًا، فقد انضم إلى حلفها قبائل عربية كبيرة، مثل: أولاد يحيى، البلابيش، أولاد عليو، النجمية، الوشاشات، القليعات، السماعنة، العسيرات، القرعان، الحميدات، أولاد عايد، وأولاد سالم. وهذه القبائل من أصول مختلفة؛ فمنهم من ينسب نفسه إلى عرب بني سليم، ومنهم من الأشراف الحسينيين، ومنهم من الأنصار.

وعليه، فإن انتشار حلف هوارة يتركز في شمال قنا وجنوب سوهاج، ويبدأ في الانحسار كلما اتجهنا جنوبًا إلى الأقصر وأسوان، وشمالًا إلى أسيوط والمنيا.


▪️ حلف قبيلة المعابدة: هو حلف قوي شديد البأس يضم فروعًا متعددة، أغلبه من عرب الأندلس. استقروا تحت سفح الجبل الشرقي في أبنوب الحمام، بقرية قديمة فرعونية تسمى طهنهرر، والتي عُرفت فيما بعد بـعرب المعابدة.

لو لم يكن هذا الحلف قويًا، لما استطاع الاستقرار في تلك البقعة التي تقطنها قبائل عربية شديدة، مثل:

بني محمد المروانية القرشية، بني محمد الشهابية الأنصارية، عرب السوالم (بطن من قبيلة لخم اليمنية)، بهيج (من أولاد سلام من بني سليم)، الكلابوة (من بني كليب التغلبي)، عرب الأطاولة (من شمر الحميرية اليمنية)، بنو طويل (الأطاولة)، الحووات، النواجى، الديابة، العوايسة، عرب الشنابلة (من بطون جهينة القضاعية القحطانية)، الطوابية (من بني مهر بن طريف من جذام)، عرب بني رزاح (من قضاعة القحطانية اليمنية)، بني حسين الأشراف.

ولو كانت كل هذه القبائل قد انخرطت في حلف المعابدة، لكانت لهم السيطرة على الصعيد كما هو الحال في حلف هوارة. إلا أن حلف المعابدة لم يكن بحجم هوارة عند دخولهم الصعيد، فقبيلة المعابدة تضم:

الشوافع (من بني عبادة بن بكر بن عبادة بن أبي بكر بن عبد الله بن محمد بن عبادة بن أفلح بن الحسين بن يحيى بن سعيد بن قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي)، بنو عمومتهم السعايدة (من سعيد بن قيس بن عبادة)، السادة الخرابزة، البريشية (من بني العباس القرشيين)، الطوالب (من البكريين من بني ربيعة)، الطحاوية (من بني سليم)، وعشائر عربية منهم الفقايرة، آل الميرة، آل الشيخ، الغراب، العفايشة، الحرابوة، البهانسة، البحيري، الشامة، السالمي، الخمايسة، آل عبد العواض، الكساسبة، والخطبه وعشائر مغربية مثل المرابطين، الهواورة وغيرهم.

ولعرب المعابدة أفرع كثيرة تنتشر في معظم بلاد أسيوط وسوهاج، مثل: المعابدة في طما، بني حرب، شندويل، المراغة، نجع خميس، عرابة أبو كريشة، عرابة أبيدوس، زليتن (بنجع حمادي). ولهم أيضًا فروع في صنبو، ملوي، بني مزار (المنيا)، بني سويف، الفيوم. ومن الملاحظ أن حلف عرب المعابدة يتركز بكثافة بين أسيوط وشمال سوهاج، ويقل كلما اتجهنا جنوبًا أو شمالًا.


▫️تنتشر الهوارة في جنوب الصعيد، من قنا وحتى سوهاج، وكان لهم تأثير قوي في الإدارة السياسية.

▫️تركز نفوذ المعابدة في أسيوط وما حولها، مع امتداد محدود مقارنة بالهوارة.


◾نمط التحالف:

▪️كان حلف الهوارة قائمًا على القوة العسكرية والإدارة الاقتصادية للإقطاعيات.

▪️حلف المعابدة اعتمد على التعاون بين العشائر في مجالات الزراعة والتجارة، بجانب الدفاع المشترك.


علاقتهم بالسلطة الحاكمة:

▪️الهوارة : علاقة متوترة بلغت حد الحرب بين هوارة و المماليك الا إنها تمتعت بعلاقات قوية مع الدولة العثمانية، والأسرة العلوية بل وتمكنوا من فرض سيطرتهم على بعض الولايات وقدمت مع الزمن برلمانيين عظام مثل حميد بك محمد شمندي أبو ستيت الهواري عميد آل ابو استيت بالبلينا عضوًا أول مجلس نيابي في تاريخ مصر وهو «مجلس شورى النواب» في عهد الخديوي إسماعيل، و الله الهمامي الهواري فى عضوية الهيئة النيابية الثانية لمجلس شورى النواب من 1870 - 1873، حيث كان الشيخ يشغل منصب عمدة «هواره» وعميد عائلة خلف الله بفرشوط قنا، و حضرة صاحب العزة ابراهيم بك اسماعيل ابورحاب الهواري من أعيان المنشأه سوهاج. 

ابراهيم بك  اسماعيل ابو رحاب

▪️المعابدة: لم تعاصر المعابدة زمن المماليك وأعتمدوا في تعاملهم مع السلطة العثمانية على أستقلاليتهم إلى حد كبير، مع مرونة في التعامل مع السلطة المركزية و خرج منهم قيادات بارزة في تاريخ الصعيد وجدير بالذكر عميد الخرابزة و عرب المعابدة العمدة عطية سيد المعبدي والد العمدة والنائب حسن بك عطيه المعبدي، وحضرة صاحب العزة غلاب بك صديق أبو شافعين المعبدي الأنصاري بشندويل البلد المراغة، والنائب مختار عبد العظيم المعبدي عضو مجلس الشعب 25 عاماً عن مركز طما لفترة امتدت من عام 1980م حتى عام 2005م، ومنهم النائب النائب عمرو عزت حجاج شافعين المعبدي الأنصاري عضو مجلس الشيوخ 2020م عن دائرة الجيزة.


تحالفات قبائل الهوارة والمعابدة في الصعيد تظهر قوة الروابط التاريخية والتكاتف بين العشائر، مع إبراز تأثيرها في القوة العسكرية والاجتماعية.

الهوارة والاستقرار بالانتشار.. والمعابدة والاضطراب بالتكتل

ساهم انتشار الهوارة في مناطق متفرقة وفقًا لحيازاتهم من الأراضي في استقرار حلفهم، إذ حافظت كل عائلة على موطئ قدم خاص بها، مما منع النزاعات الداخلية وساهم في تقديم الدعم المتبادل عند مواجهة خصوم من خارج الحلف.

أما المعابدة، فتركزوا في موطنهم الأصلي دون انتشار واسع، ما جعلهم أكثر عرضة للصراعات الداخلية بعد زوال الحاجة للتحالفات القبلية ضد الخارج. وبمرور الزمن، أصبحت بلاد المعابدة من أكثر مناطق الصعيد نزاعًا، حيث أدت العصبية الداخلية إلى اشتعال الثأر، مما أثر سلبًا على الأمن والتعليم والخدمات.

ورغم ذلك، ظل المعابدة على ولائهم المشترك في مواجهة التهديدات الخارجية، كما حدث في دعمهم المسلح لمعابدة طما في نزاع مطلع القرن العشرين. وعلى النقيض، فإن العائلات التي غادرت موطنها وابتعدت عن صراعات الحلف حققت نجاحات بارزة في التعليم والتجارة والمناصب العامة، بينما بقي الداخلون في النزاعات حبيسي دوامة الصراعات.

هكذا، بينما منح الانتشار الهوارة تماسكًا واستقرارًا، أصبح التكتل سببًا في اضطراب المعابدة.


 التحالفات القبلية في العصر الحديث

مع تطور المجتمع وانتشار الدولة المدنية، شهدت التحالفات القبلية في الصعيد تحولًا كبيرًا، فقد بدأت تأخذ طابعًا سياسيًا واجتماعيًا. ورغم تراجع أهمية الحروب القبلية، إلا أن التحالفات استمرت تؤدي دورًا في تسوية الخلافات المحلية، والتفاوض مع السلطات الحكومية بشأن قضايا الأرض والميراث والحقوق الاجتماعية.

ومع مرور الوقت، تغيرت أولويات العديد من القبائل والعائلات، حيث بدأ البعض في تبني فكرًا أكثر تحضرًا واحتكامًا للقانون. ولكن رغم هذه التحولات، لا تزال بعض العائلات القبلية في الصعيد تتمسك بالعادات القديمة وتستعين بالتحالفات في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية.

أثر التحالفات القبلية في العائلات في العصر الحديث

التحالفات القبلية لا تقتصر على الأبعاد التاريخية والسياسية فقط، بل تمتد إلى تأثيراتها المباشرة على العائلات في العصر الحالي. أصبحت هذه التحالفات تشكل شبكة دعم اجتماعي واقتصادي قوية بين العائلات، حيث يتم تبادل المساعدات والموارد في أوقات الأزمات. كما أن العديد من العائلات تسعى إلى تعزيز مكانتها الاجتماعية من خلال الدخول في تحالفات مع قبائل أو عائلات ذات نفوذ في المنطقة.

ومما يعكس قوة هذه التحالفات، أنه في حال وقوع خصومة ثأرية بين قبيلتين أو عائلتين، فإن أعضاء الحلف يلتزمون بتقديم الدعم الكامل لحلفائهم. ويشمل هذا الدعم تقديم السلاح في بعض الأحيان، مما يعكس مدى التلاحم والتضامن داخل هذه التحالفات، ويعزز من قوة القبيلة أو العائلة في مواجهة خصومها.

التحديات التي تواجه التحالفات القبلية في العصر الحديث

رغم الأثر الكبير للتحالفات القبلية في الصعيد، إلا أنها تواجه تحديات عدة في العصر الحديث، مثل تأثير العولمة، والتحولات الاقتصادية والاجتماعية السريعة. حيث أصبح من الصعب في بعض الأحيان الحفاظ على العلاقات التقليدية في ظل تأثيرات المدن الكبرى، وزيادة الوعي بحقوق الفرد وتعدد مصادر المعرفة. كما أن تدخل السلطات المحلية في شؤون القبائل والعائلات أدى إلى تقليص بعض سلطات الزعماء القبليين، ما قد يؤثر على قوة التحالفات التقليدية.


خاتمة المقال: مميزات التحالفات القبلية وعيوبها

تُظهر دراسة تحالفات القبائل في الصعيد، مثل تحالف الهوارة والمعابدة، الدور المحوري لهذه التحالفات في تشكيل المشهد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي على مر العصور. فقد كانت هذه التحالفات وسيلة لضمان الأمن والاستقرار، لكنها في الوقت نفسه لم تخلُ من بعض التحديات.

مميزات التحالفات القبلية:

✅ التكافل الاجتماعي: ساهمت في تعزيز روح التعاون بين العشائر المختلفة، مما أدى إلى استقرار المجتمعات المحلية.


✅ القوة العسكرية: مكنت القبائل من مواجهة الأخطار الخارجية، سواء كانت غزوات أو اعتداءات من سلطات معادية.


✅ التأثير الاقتصادي: ساعدت في السيطرة على الأراضي الزراعية وإدارة الموارد، مما جعل بعض القبائل قوى اقتصادية مؤثرة.


✅ الحفاظ على العادات والتقاليد: لعبت التحالفات دورًا في ترسيخ القيم القبلية، مما ساعد في بقاء الهويات الثقافية رغم تغير الزمن.


✅ التأثير السياسي: نجحت بعض التحالفات، مثل الهوارة، في فرض نفوذها حتى على السلطة الحاكمة، مما أعطاها دورًا في صنع القرار.

عيوب التحالفات القبلية:

❌ الصراعات الداخلية: أدت بعض التحالفات إلى نزاعات بين القبائل المتحالفة نفسها بسبب تضارب المصالح.


❌ الانعزال الاجتماعي: في بعض الأحيان، كان التحالف يُضعف التواصل بين القبائل غير المنضوية تحته، مما أدى إلى انقسامات اجتماعية.


❌ التنافس مع السلطة: رغم أن بعض التحالفات تمكنت من التعاون مع الحكومات، إلا أن بعضها الآخر دخل في صراعات دموية مع المماليك أو العثمانيين.


❌ الاعتماد على القوة العسكرية: كانت بعض التحالفات تعتمد على القوة بدلًا من الحوار، مما أدى إلى صراعات دامية بين القبائل أو مع الحكومات المركزية.

خلاصة

ساهمت التحالفات القبلية في تشكيل هوية الصعيد وعملت كأداة لتأمين الاستقرار والقوة، لكن آثارها كانت متباينة بين الإيجابية والسلبية. فبينما عززت روح الجماعة وحمت المصالح القبلية، لم تخلُ من صراعات داخلية وتوترات مع السلطات. واليوم، ورغم تغير الظروف، لا يزال لهذه التحالفات أثر واضح في التركيبة الاجتماعية والاقتصادية للصعيد، حيث تستمر القبائل في التمسك بروح التكاتف والتعاون، ولكن بأساليب تتكيف مع متطلبات العصر. في الختام، يبقى السؤال: كيف ستتطور هذه التحالفات في ظل التحديات الجديدة التي يواجهها المجتمع الصعيدي في العصر الحالي؟



وهل ترى أن التحالفات القبلية لا تزال تؤثر في المجتمعات المعاصرة، أم أنها تراجعت أمام الحداثة؟ شاركنا برأيك في التعليقات!


الأكراد بين الماضي والحاضر: قبائل، تاريخ، وقضية مستمرة

الأكراد بين الماضي والحاضر: قبائل، تاريخ، وقضية مستمرة


الأكراد هم مجموعة عرقية تعيش في منطقة تُعرف تاريخيًا بكردستان، والتي تمتد عبر أجزاء من تركيا، وإيران، والعراق، وسوريا، وأرمينيا. يُقدَّر عددهم بحوالي 36.4 مليون إلى 45.6 مليون نسمة، مما يجعلهم من أكبر المجموعات العرقية في الشرق الأوسط.

النسب والأصل:

تتعدد النظريات حول أصل الأكراد، وتُشير بعض الدراسات إلى أنهم ينحدرون من قبائل هندوأوروبية استقرت في مناطقهم الحالية منذ آلاف السنين. يذكر المؤرخ المسعودي في كتابه "مروج الذهب" أسماء عشائر كردية قديمة، مثل شاهجان في دينور وهمدان، وماجوردان في كنجاور، وسرات وهذباني في أذربيجان. 

من جهة أخرى، يرى بعض الباحثين أن الأكراد قد يكونون مزيجًا من قبائل متعددة، بما في ذلك الميديين والسكان الأصليين لجبال زاغروس وطوروس. يُشير المؤرخ مينورسكي إلى أن الأمة الكردية قد تكونت من مزيج من قبيلتين متجانستين هما الماردوني والكيرتيوبي، اللتين كانتا تتحدثان بلهجات متقاربة جدًا. 

الموطن الأصلي:

تقع جبال زاغروس في غرب إيران وتمتد إلى شمال العراق، بينما تمتد سلسلة جبال طوروس في جنوب تركيا بالقرب من البحر الأبيض المتوسط. تُعتبر هذه المناطق الموطن الأصلي للأكراد، حيث استوطنوا هذه الجبال والمناطق المحيطة بها لقرون طويلة.

التركيبة العرقية والقبائل:

يتألف المجتمع الكردي من العديد من القبائل والعشائر التي تنتشر في مختلف مناطق كردستان. من أبرز هذه القبائل:

قبيلة جاف: تُعتبر من أكبر القبائل الكردية، وتنتشر في مناطق السليمانية وكركوك في العراق، وكذلك في أجزاء من إيران.

قبيلة بارزاني: تستوطن في منطقة بارزان شمال العراق، ولها تأثير سياسي وثقافي كبير، خاصة من خلال دورها في الحركة القومية الكردية.

قبيلة هركي: تتواجد في مناطق هكاري في تركيا وأجزاء من شمال العراق.

قبيلة شكاك: تنتشر في مناطق غرب إيران وشمال غرب العراق.

قبيلة زيباري: تستوطن في مناطق دهوك ونينوى في العراق.

تُظهر هذه القبائل تنوعًا ثقافيًا ولغويًا داخل المجتمع الكردي، حيث تتحدث كل قبيلة بلهجة خاصة وتتبنى عادات وتقاليد مميزة.

التاريخ:

لعب الأكراد دورًا مهمًا في تاريخ الشرق الأوسط. في العصور الوسطى، أسسوا إمارات وممالك مستقلة، مثل إمارة أردلان في إيران وإمارة بهدينان في العراق. كما برزت شخصيات كردية تاريخية، مثل صلاح الدين الأيوبي، قائد مسلم مشهور ومؤسس الدولة الأيوبية في القرن الثاني عشر. وُلد في 1137 في تكريت بالعراق ونشأ في بيئة عسكرية، حيث تربى تحت رعاية أسرة كردية. اشتهر بتحقيق النصر في معركة حطين عام 1187، التي أدت إلى استعادة القدس من أيدي الصليبيين بعد نحو 90 عامًا من احتلالهم. كما كان معروفًا بحكمته وعدله، حيث عمل على توحيد الممالك الإسلامية في الشام ومصر لمواجهة الغزو الصليبي. توفي في 1193، تاركًا إرثًا تاريخيًا عظيمًا.


في العصر الحديث، وبعد انهيار الدولة العثمانية، تم تقسيم أراضي كردستان بين الدول الحديثة دون تحقيق حلمهم في دولة مستقلة. هذا التقسيم أدى إلى نشوء حركات قومية كردية تطالب بالاستقلال أو الحكم الذاتي في الدول التي يتواجدون فيها.

المشاكل التاريخية:

واجه الأكراد تحديات عديدة عبر التاريخ، أبرزها:

عدم الاعتراف بحقوقهم القومية: بعد الحرب العالمية الأولى، تم تجاهل المطالب الكردية في إقامة دولة مستقلة، وتم تقسيم أراضيهم بين تركيا، وإيران، والعراق، وسوريا.

القمع والاضطهاد: تعرض الأكراد لعمليات قمع وتهجير قسري، مثل حملة الأنفال في العراق في الثمانينات، والتي أدت إلى مقتل وتشريد الآلاف.

التهميش الثقافي والسياسي: في العديد من الدول، مُنع الأكراد من التحدث بلغتهم وممارسة ثقافتهم، وتم تهميشهم سياسيًا.

الهجرات:

نتيجة للاضطهاد والصراعات، هاجر العديد من الأكراد إلى دول أوروبية وأمريكية، حيث تشكلت جاليات كردية كبيرة في ألمانيا والسويد والولايات المتحدة. ساهمت هذه الهجرات في نشر الثقافة الكردية عالميًا وزيادة الوعي بقضيتهم.

انتشار الأكراد في دول الشرق الأوسط: توزيعهم السكاني

الأكراد هم قومية تمتد عبر العديد من الدول في منطقة الشرق الأوسط، ويعيشون في العراق وتركيا وسوريا وإيران بشكل رئيسي، بالإضافة إلى وجود جاليات كردية في دول أخرى مثل مصر ولبنان وأرمينيا. في العراق، يشكل الأكراد حوالي 15-20% من إجمالي السكان، ويعيشون بشكل رئيسي في شمال العراق، حيث يشكلون أغلبية في مناطق مثل أربيل والسليمانية وكركوك. أما في تركيا، فتقدر نسبة الأكراد بحوالي 15-20% من السكان، ويعيشون أساسًا في جنوب شرق تركيا في مدن مثل ديار بكر وماردين. في سوريا، يشكل الأكراد حوالي 10-15% من إجمالي السكان، ويتركزون في الشمال الشرقي في مدن مثل القامشلي وعفرين. في إيران، يشكل الأكراد حوالي 7-10% من السكان، ويعيشون في المناطق الغربية مثل كردستان إيران.

أما في الدول الأخرى مثل مصر، فلا تشكل الجاليات الكردية نسبة كبيرة من السكان، ولكنهم موجودون في بعض المناطق مثل القاهرة وأسيوط، وقد أسهموا في الحياة السياسية والعسكرية والثقافية في فترات تاريخية مختلفة، وتوجد في مصر عدة قرى ومدن تحمل أسماء مرتبطة بالأكراد، تعكس وجودهم التاريخي في البلاد. إليك قائمة ببعض هذه الأماكن:
  • قرية الأكراد: تقع في محافظة أسيوط.
  • قرية ميت الأكراد: تقع في محافظة الدقهلية.
  • مدينة الكردي: تقع في محافظة الدقهلية.
  • قرية كفر كردي: تقع في محافظة القليوبية.
  • قرية منشأة الكردي: تقع في محافظة الغربية.
  • قرية الكردي: تقع في محافظة كفر الشيخ.

على الرغم من أن الأكراد في هذه الدول قد لا يشكلون أغلبية سكانية، إلا أن لهم تأثيرًا كبيرًا في التاريخ والاقتصاد والسياسة في الأماكن التي يتواجدون بها. 


الإعلام:

يمتلك الأكراد وسائل إعلام متعددة تعبر عن ثقافتهم وقضاياهم، بما في ذلك قنوات تلفزيونية وصحف ومواقع إلكترونية تبث باللغات الكردية والعربية والإنجليزية. تسهم هذه الوسائل في نشر الوعي بالقضية الكردية وتعزيز الهوية الثقافية.

الأكراد هم مجموعة عرقية تتميز بتاريخ وثقافة غنية، ويُقدَّر عددهم بين 36.4 مليون و45.6 مليون نسمة، مما يجعلهم رابع أكبر مجموعة عرقية في الشرق الأوسط. 

الانتماءات الدينية والمذهبية:

يشكل الإسلام الدين الرئيسي للأكراد، حيث يُقدَّر أن 80% منهم مسلمون سُنَّة يتبعون المذهب الشافعي. بالإضافة إلى ذلك، هناك أقليات تتبع المذهب الشيعي. 

إلى جانب الإسلام، يعتنق بعض الأكراد ديانات أخرى، مثل:

اليزيدية: ديانة توحيدية تؤمن بالله وسبعة ملائكة، وتتميز بطقوسها الخاصة.

الزرادشتية: ديانة قديمة كانت سائدة في إيران، ولا يزال لها بعض الأتباع بين الأكراد.

المسيحية: يوجد بين الأكراد من يعتنقون المسيحية، خاصة في المناطق التي تتواجد فيها مجتمعات مسيحية.

العادات والتقاليد:

يتميز الأكراد بتراث غني من العادات والتقاليد التي تعكس هويتهم الثقافية، ومن أبرزها:

الزي التقليدي: يرتدي الرجال زيًا يتألف من جاكيت وسروال فضفاضين، مع عمامة ملونة تُعرف بـ"جمداني"، وحزام قماشي يُسمى "شوتك". أما النساء، فيرتدين فساتين ملونة طويلة مع أغطية رأس مزخرفة. 

الأعياد والمناسبات: يُعتبر عيد "نوروز" من أهم الأعياد الكردية، ويُحتفل به في 21 مارس من كل عام، ويُرمز إلى بداية السنة الجديدة وبداية الربيع.

الموسيقى والرقص: تُعد الدبكة الكردية من أشهر الرقصات التقليدية، وتُؤدى في المناسبات الاجتماعية والأعياد، وتتميز بإيقاعاتها الحيوية.

الفنون والفنانون:

ساهم العديد من الفنانين الأكراد في إثراء المشهد الثقافي والفني، ومن أبرزهم:

محمود عزيز: مغني وملحن كردي شهير، له العديد من الأغاني التي تعكس التراث الكردي.

شيفان برور: مغني وملحن يُعتبر من رواد الموسيقى الكردية الحديثة، وله تأثير كبير في نشر الموسيقى الكردية عالميًا.

يلماز غوني: مخرج وممثل كردي تركي، حصل على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 1982 عن فيلمه "الطريق".

الأحداث التاريخية والاضطهاد:


تعرض الأكراد عبر التاريخ لعدة حملات اضطهاد وإبادة جماعية، من أبرزها:

حملة الأنفال (1988): شنت الحكومة العراقية بقيادة صدام حسين حملة عسكرية استهدفت الأكراد في شمال العراق، وأسفرت عن مقتل وتشريد الآلاف.

مجزرة حلبجة (1988): تعرضت مدينة حلبجة لهجوم بالأسلحة الكيميائية من قبل الجيش العراقي، مما أدى إلى مقتل حوالي 5,000 مدني كردي.

التهجير القسري في تركيا: واجه الأكراد في تركيا سياسات قمعية، شملت حظر اللغة الكردية وتهجير السكان من مناطقهم.

فيديو توضيحي:

لمزيد من الفهم حول التحديات التي واجهها الأكراد، يمكنك مشاهدة الفيديو التالي الذي يشرح مشكلاتهم التاريخية: 

في ختام هذا المقال، نستطيع أن نرى أن الأكراد هم مجموعة عرقية ذات تاريخ طويل ومعقد، عاشت وتعايشت في مناطق غنية بالثقافات والديانات المختلفة. تاريخهم مليء بالتحديات والمآسي التي عاشوها على مر العصور، من القمع والاضطهاد إلى محاولات التهميش الثقافي والسياسي. ورغم هذه الصعوبات، لا يزال الأكراد يواصلون النضال من أجل الحفاظ على هويتهم الثقافية واللغوية، والسعي لتحقيق حقوقهم القومية.

لقد أسهم الأكراد في الحضارة الإنسانية على مر العصور من خلال شخصيات تاريخية بارزة، مثل صلاح الدين الأيوبي، ومن خلال إسهاماتهم في الفنون والموسيقى والأدب. ورغم تعرضهم لمختلف أشكال الظلم، لم يفقدوا أملهم في الحرية والعدالة.

اليوم، نجد أن الأكراد ينتشرون في مختلف أنحاء العالم، ويسعون لنقل تراثهم وثقافتهم إلى الأجيال القادمة. لا تزال القضية الكردية في صميم الاهتمام الدولي، ويستمر الأكراد في كفاحهم من أجل تحقيق المساواة والاعتراف بحقوقهم في دولهم المختلفة.

ولكن، رغم كل ما حققوه، هل سيكون بإمكانهم في المستقبل تحقيق حلمهم في دولة مستقلة أو على الأقل نيل حقوقهم الكاملة؟ وهل سيظل صوتهم مسموعًا في عالم يعج بالصراعات والتحديات السياسية؟

هذه الأسئلة تظل دون إجابة واضحة، لكن الأكراد أثبتوا مرارًا أنهم شعب resilient، قادر على الصمود في وجه التحديات.



الجمعة، 7 فبراير 2025

عائلة المشوادي الأنصارية: إرث تاريخي بين بني محمد والنجاريين

عائلة المشوادي الأنصارية من بني محمد بأسيوط، استقرت في جرجا بسوهاج، وبرزت بمكانتها الاجتماعية والسياسية. رغم تحالفاتها القبلية، فإن نسبها الأنصاري ثابت.

تُعد عائلة المشوادي واحدة من أعرق العائلات التي استقرت في جرجا بمحافظة سوهاج، حيث اشتهرت هذه العائلة بمكانتها المرموقة التي اكتسبتها عبر الأجيال من خلال حسن الجوار، والمكانة الاجتماعية، والسلطة، والعلم، والأدب. بدأت شهرة العائلة مع عبد المجيد بك محمود المشوادي الأنصاري، الذي كان أحد أبرز أعيان جرجا، وتمتعت العائلة بنفوذ واسع لا يزال أثره مستمرًا حتى يومنا هذا.

نسب عائلة المشوادي

تنتمي عائلة المشوادي إلى قبيلة بني محمد الأنصار، وهي قبيلة عربية أصيلة ذات جذور ممتدة في صعيد مصر، وتحديدًا في منطقة أبنوب، محافظة أسيوط. ومن المعروف أن بني محمد الأنصار من أعرق القبائل التي استوطنت في أسيوط، وتفرّعت منها عدة عائلات بارزة انتشرت في مختلف أنحاء سوهاج، البلينا، جرجا وغيرها من المناطق، مثل الشوافع من بني محمد في العرابة وأولاد عليو، بالإضافة إلى بيت المشوادي في مشاودة جرجا.

ورغم وضوح نسبهم الأنصاري، فإن هناك التباسًا وقع فيه بعض الباحثين، ومنهم المراغي رحمه الله، الذي ظنّ أن بيت المشوادي من أنصار البطون نتيجة المصاهرات التاريخية التي جمعت بينهم وبين أنصار برديس، وخاصة بيت القاضي إسماعيل الأنصاري. إلا أن الحقيقة التاريخية تُثبت أن بيت المشوادي هم أحد الفروع التي انحدرت من قبيلة بني محمد الأنصار بأبنوب، أسيوط، شأنهم شأن بيوت الشهابية، الذين يعود نسبهم إلى الشيخ أحمد الشهابي، المنحدر من نسل الصحابي عامر بن أُميّة النجاري الخزرجي الأنصاري.

التحالفات القبلية وتأثيرها على أنساب المشواديين

شهدت القبائل العربية في صعيد مصر تحالفات واسعة بين مختلف الفروع والبطون، الأمر الذي أدى إلى اندماج بعض العائلات في كيانات قبلية أخرى. ولعل هذا ما جعل بعض أبناء بني محمد الأنصار، ومنهم بيت المشوادي، يندمجون في بعض التحالفات القبلية مع الهوارة وغيرهم. ولهذا السبب، يعتقد بعض الأفراد اليوم أنهم ينتمون إلى الهوارة، في حين أن نسبهم الحقيقي يعود إلى بني محمد الأنصار.

ومن المعروف أن مثل هذه التحالفات كانت سببًا رئيسيًا في ضياع أنساب العديد من العائلات، حيث كان الانضمام إلى قبيلة قوية يؤمّن الحماية والدعم السياسي والاجتماعي، مما دفع بعض البيوت إلى اتخاذ أسماء جديدة أو الانصهار في قبائل أخرى. ومع ذلك، لا يزال الارتباط التاريخي والأنساب المدونة يؤكد أن كل من ينتمي إلى بني محمد بأبنوب، أسيوط، فهو من بني محمد الأنصار، بغض النظر عن التصنيفات التي أُضيفت لاحقًا نتيجة التحالفات.

مكانة عائلة المشوادي بين القبائل

حافظت عائلة المشوادي عبر الأجيال على مكانتها الاجتماعية الرفيعة، حيث تميزت بالكرم، والشجاعة، والعلم، والقيادة. وكانت العائلة من أصحاب النفوذ في جرجا، ولعبت دورًا بارزًا في الحياة الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة. كما عُرفت شخصيات بارزة من العائلة بمساهماتها في العمل الأهلي، والتعليم، وخدمة المجتمع.

ولم تقتصر مكانة المشواديين على الجانب الاجتماعي فحسب، بل امتدت إلى الحياة السياسية والإدارية، حيث برز منهم شخصيات تقلدت مناصب مرموقة في الدولة، وكانوا جزءًا من الحراك السياسي والاجتماعي في صعيد مصر.

إضافة تاريخية: بني محمد في "الخطط التوفيقية" للمقريزي

نقل على باشا مبارك في موسوعته "الخطط التوفيقية" عن المؤرخ المقريزي وصفًا تفصيليًا عن بني محمد، حيث ورد في المجلد التاسع، صفحة 97:

بني محمد: هذه بلدة كبيرة من مديرية أسيوط، بقسم أبنوب الحمام، في شرق النيل، تبعد عن أسيوط نحو ثلاث ساعات.

تتألف البلدة من ثلاث قرى متلاصقة، وتحتوي على مساجد عامرة، وكنائس، ومكاتب تعليمية للمسلمين والنصارى، ونخيل، وبساتين. كما تُقام بها سوق أسبوعية يوم الخميس.

بلغ عدد سكان البلدة أكثر من عشرة آلاف نسمة، يعمل معظمهم في الزراعة، بينما يعمل البعض في نسيج الصوف. وتُعرف البلدة بأنها موطن لأفراد يتمتعون بالثراء، نظرًا لخصوبة أراضيها وكثرة إنتاجها الزراعي. وقد اشتهر أهلها بالكرم، والشجاعة، وعلو الهمة.

وفي كتاب "البيان والإعراب عن من بأرض مصر من الأعراب" للمقريزي، ورد أن بني محمد يعودون في نسبهم إلى:

حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار أبي الوليد الأنصاري رضي الله عنه، وهم من قبيلة الأنصار، التي تُعدّ فرعًا من الأزد، إحدى كبريات القبائل العربية. وقد أُطلق عليهم لقب الأنصار لأنهم نصروا رسول الله ﷺ.

الخاتمة: المشواديون بين الماضي والحاضر

تظل عائلة المشوادي إحدى العائلات العريقة في صعيد مصر، حيث تمتد جذورها في التاريخ، متصلة بنسبها العريق في بني محمد الأنصار. وعلى الرغم من التغيرات الزمنية والتحالفات القبلية، فإن الأنساب الموثقة والمصادر التاريخية تثبت بوضوح أصول بيت المشوادي، وتبرز دورهم في المجتمع الصعيدي عبر العصور.

لا شك أن دراسة تاريخ هذه العائلة تعكس مدى الترابط القبلي في مصر، وتُظهر كيف ساهمت الأنساب والتحالفات في تشكيل البنية الاجتماعية لمختلف القبائل والعائلات الكبرى.

تحياتي وتقديري لعائلة المشوادي الكريمة

عائلة المشوادي الأنصارية من بني محمد بأسيوط، استقرت في جرجا بسوهاج، وبرزت بمكانتها الاجتماعية والسياسية. رغم تحالفاتها القبلية، فإن نسبها الأنصاري ثابت.


عائلة المشوادي الأنصارية من بني محمد بأسيوط، استقرت في جرجا بسوهاج، وبرزت بمكانتها الاجتماعية والسياسية. رغم تحالفاتها القبلية، فإن نسبها الأنصاري ثابت.


عائلة المشوادي الأنصارية من بني محمد بأسيوط، استقرت في جرجا بسوهاج، وبرزت بمكانتها الاجتماعية والسياسية. رغم تحالفاتها القبلية، فإن نسبها الأنصاري ثابت.


عائلة المشوادي الأنصارية من بني محمد بأسيوط، استقرت في جرجا بسوهاج، وبرزت بمكانتها الاجتماعية والسياسية. رغم تحالفاتها القبلية، فإن نسبها الأنصاري ثابت.

عائلة المشوادي الأنصارية من بني محمد بأسيوط، استقرت في جرجا بسوهاج، وبرزت بمكانتها الاجتماعية والسياسية. رغم تحالفاتها القبلية، فإن نسبها الأنصاري ثابت.

عائلة المشوادي الأنصارية من بني محمد بأسيوط، استقرت في جرجا بسوهاج، وبرزت بمكانتها الاجتماعية والسياسية. رغم تحالفاتها القبلية، فإن نسبها الأنصاري ثابت.

عائلة المشوادي الأنصارية من بني محمد بأسيوط، استقرت في جرجا بسوهاج، وبرزت بمكانتها الاجتماعية والسياسية. رغم تحالفاتها القبلية، فإن نسبها الأنصاري ثابت.