شوافع المعابدة الأنصار بزليتن نجع حمادي
في ليلة قمراء من ليالي التاريخ، عندما كانت النجوم تروي للعابرين قصص الرحلات الطويلة، وتهامس الرياح بأسرار الزمن، كانت هناك مخطوطة قديمة تتوارثها الأجيال، تحمل في طياتها تاريخًا عمره أربعة قرون. تلك المخطوطة، التي صاغها بمداد الحكمة الشريف الزلتيمي البرقي، لم تكن مجرد كلمات على رقٍ أصفر، بل كانت نافذة تطل على أزمنة بعيدة، تُحاكي الرحلة التي قادت عائلة الشوافع الأنصار من موطنٍ إلى آخر، في سعيهم الدائم نحو المجد والعزة.
البداية: جذورٌ في قلب الصعيد
منذ قرابة الـ ٤٠٠ عام كان الموطن الأول لعشيرة الشوافع الأنصار في قرية بني محمد، بمركز أبنوب الحمام في محافظة أسيوط. هنا، حيث تتجاور بيوت المعابدة، القبيلة الأم للشوافع، عاش أجدادهم في عزٍ ورفعة، يتوارثون قصص البطولة والإباء. لكن النفوس الحرة لا تُحب الركود، والدماء التي حملت إرث الأندلس لم تعرف السكون، فكان الرحيل قدرًا كتبته الأقدار.
لم يكن خروجهم وليد الصدفة، بل كان امتدادًا لرحلة طويلة بدأت منذ سقوط الأندلس، حين انتثرت قبائل العرب في بلاد المغرب، تبحث عن مستقرٍ جديد. ولما استقر حلف عرب المعابدة أخيرًا في طهنهور، وأخضعوها لحكمهم، تشكلت قريتا المعابدة الشرقية والغربية، وتفرعت من بطونها عائلات عظيمة في جميع أنحاء الديار المصرية.
المسير نحو الجنوب: دروبٌ من الرمل والنهر
بدأت عشيرة من شوافع بني محمد رحلتها الكبرى، تسبقهم آمالهم وتدفعهم أحلامهم، حتى استقر بهم المقام أولًا في البلينا، حيث احتضنتهم العرابة المدفونة، أرض القبائل العرابية الأصيلة. هناك، وسط ظلال النخيل، وأصوات التراتيل القادمة من مقامات الأولياء، ولدت عائلتان عظيمتان: العمامرة والضباعة، فكان لهما من التاريخ نصيب، ومن المجد إرث.
لكن رحلة المجد لم تتوقف هنا، فقد كان هناك رجلٌ شريف، يُدعى الشريف محمد الزلتيمي البرقي، قد عقد العزم على تأسيس بلدة جديدة في أعماق الصعيد. كان رجاله من أهل الصدق والمروءة، يحيطون به كالكواكب حول القمر، فكانت عشيرة من شوافع الأنصار بين ركابه، يسيرون معه حيث يسير، حتى أسسوا معه بلدة زليتن في مركز نجع حمادي بمحافظة قنا، فأصبحوا جزءًا من نسيجها، يتناقلون تراثها عبر الأجيال.
حكاية الزمن: من الأندلس إلى قنا
لقد امتدت جذور هذه العشيرة كأغصان شجرة مباركة، تفرعت في أرض الصعيد، من أسيوط إلى سوهاج، ومن هناك إلى قنا. في بلدة برديس، التي كانت مأوىً لأنصار النبي صلى الله عليه وسلم من بني النجار الخزرج، وجد الشوافع بها أهلًا وأحباء، فكان لهم هناك مقامٌ بين أهل الفضل والعلم.
أما في زليتن، فلم يكونوا مجرد عابرين، بل صاروا جزءًا من نسيجها الحي، يحيون بذكرى الماضي العريق، ويحفظون في صدورهم حكايات الأجداد، يروونها للأبناء كما يُروى الماء للأرض العطشى. كان الحنين إلى الأصل يشدهم دائمًا، فتجدهم في المعابدة، وفي بني محمد، وفي برديس، يتنقلون بين هذه المحطات كما تتنقل النوارس بين الشواطئ، لا تفقد موطنها مهما ابتعدت.
________( تفريغ نص المخطوطة ) ________
بسم اللهومن ذرية الشريف الزليتني وهي زليتم فأول من نزل بها وعمرها هو الشريف محمد الزلتيمي البرقي وابن الشريف عبد السلام الاسمر الفيتوري البرقي نزل هو وأخيه الشريف نصر الدين الذي رحل الى البداري وقد كانت خراب حول حصن الدرك الأربعيني غرب حديد ثم تبعه أناس من بربر المغرب وتنوش والأمازيغ ثم نزلت بني محمد من ديروط الشريف تباعا ثم العجلات بعد خراب حديد والسماسرية والعجلات من الشوابية القحاطنه وكانت أمرتهم بالقليوبية وكانت الأمرة فيهم للعجلات ، ثم نزل همام وآله وخلاف و آله وهم من بني محمد الأسيوطية وهم مراونة أموية ، وشهابية أنصار و فيها نزل من الشوافع الأنصارية آل بيت من الضبوعة من شوافع البلينا وبرديس ولهم فيهم أهل وعزة ثم نزل آل عيسى الشريف من حديد بعد خرابها ثم تبعهم بعدها أخلاط من العرب والعجم حتى عمرت ببركة الفيتوري ثم نزلها من آل البيت عدة بطون العسرية والبدوية وبني محمد العلوي ومن بلي والزعر البرديسية والرمالات والعتمانية وقد ورد تفصيلاها وذكر أسماء أهلها وأنسابهم في مسند الشريف أبي الهدى أبي عبد الله وأنما ذكرت هذة البلاد لأعادة فرذها . أنتهى
![]() |
مخطوطة نسب الشريف محمد الزلتيمي البرقي |
◾تحليل النص لمخطوط زليتن وتحديد العائلات ونسبها وترتيب قدومها إلى زليتن بنجع حمادي:
▪️العائلات التي سكنت زليتن وترتيب قدومها:
-
الشريف محمد الزلتيمي البرقي وابن الشريف عبد السلام الأسمر الفيتوري البرقي كانا أول من نزل بقرية زليتن وعمرها.
- ينتميان إلى أشراف برقة في ليبيا.
- الشريف نصر الدين، أخو عبد السلام الأسمر، رحل إلى البداري بدلًا من البقاء في زليتن.
-
البربر والمغاربة والتونش والأمازيغ نزلوا بعد الشريف محمد الزلتيمي، وكانوا من أصول بربرية أمازيغية قادمة من المغرب.
-
بني محمد من ديروط الشريف
- نزلوا تباعًا بعد البربر.
- يُرجَّح أنهم من الأشراف المنتسبين إلى آل البيت.
-
العجلات والسماسرية
- جاءوا بعد خراب منطقة "حديد".
- العجلات من الشوابية القحاطنة، وهم من القبائل القحطانية.
- كانت الإمرة للعجلات، وكان مقر حكمهم سابقًا في القليوبية.
-
همام وآله وخلاف وآله
- ينتمون إلى بني محمد الأسيوطية من المراونة الأمويين (نسبهم يعود إلى بني أمية) والشهابية الأنصار من القبائل الأنصارية.
- لم تحدد الوثيقة أيهم مرواني وأيهم أنصاري، ولكن وفق ترتيب النص في الوثيقة، فإن الأقرب أن آل همام مراونة من أحفاد بني أمية القرشيين أصحاب الخلافة الأموية، وآل خلاف أنصار شهابية من ذرية الصحابي الجليل شاعر رسول الله ﷺ حسان بن ثابت الخزرجي الأنصاري.
النص الأصلي: (ثم نزل همام وآله وخلاف وآله، وهم من بني محمد الأسيوطية، وهم مراونة أموية، وشهابية أنصار).
-
آل بيت من الضبوعة (شوافع البلينا وبرديس)
- ينتمون إلى الشوافع الأنصار، من ذرية الصحابي الجليل سعد بن عبادة رضي الله عنه ولحق بهم تباعاً .
- الموروث المتواتر بين شيوخهم يؤكد أنهم قدموا من فرع الشوافع ببني محمد الأسيوطية.
-
آل عيسى الشريف
- نزلوا بعد خراب "حديد".
- ينتسبون إلى الأشراف.
-
أخلاط من العرب والعجم نزلوا بعد آل عيسى الشريف، وساهموا في تعمير زليتن، ولم يُذكر تفصيل أنسابهم.
-
عدة بطون من آل البيت وقبائل العرب نزلوا لاحقًا، ومنهم:
- العسرية
- البدوية
- بني محمد العلوي
- قبيلة بلي (وهم من قضاعة)
- الزعر البرديسية (يُرجَّح أنهم من برديس، سوهاج)
- الرمالات
- العتمانية
الشريف محمد الزلتيمي البرقي وابن الشريف عبد السلام الأسمر الفيتوري البرقي كانا أول من نزل بقرية زليتن وعمرها.
- ينتميان إلى أشراف برقة في ليبيا.
- الشريف نصر الدين، أخو عبد السلام الأسمر، رحل إلى البداري بدلًا من البقاء في زليتن.
البربر والمغاربة والتونش والأمازيغ نزلوا بعد الشريف محمد الزلتيمي، وكانوا من أصول بربرية أمازيغية قادمة من المغرب.
بني محمد من ديروط الشريف
- نزلوا تباعًا بعد البربر.
- يُرجَّح أنهم من الأشراف المنتسبين إلى آل البيت.
العجلات والسماسرية
- جاءوا بعد خراب منطقة "حديد".
- العجلات من الشوابية القحاطنة، وهم من القبائل القحطانية.
- كانت الإمرة للعجلات، وكان مقر حكمهم سابقًا في القليوبية.
همام وآله وخلاف وآله
- ينتمون إلى بني محمد الأسيوطية من المراونة الأمويين (نسبهم يعود إلى بني أمية) والشهابية الأنصار من القبائل الأنصارية.
- لم تحدد الوثيقة أيهم مرواني وأيهم أنصاري، ولكن وفق ترتيب النص في الوثيقة، فإن الأقرب أن آل همام مراونة من أحفاد بني أمية القرشيين أصحاب الخلافة الأموية، وآل خلاف أنصار شهابية من ذرية الصحابي الجليل شاعر رسول الله ﷺ حسان بن ثابت الخزرجي الأنصاري.
النص الأصلي: (ثم نزل همام وآله وخلاف وآله، وهم من بني محمد الأسيوطية، وهم مراونة أموية، وشهابية أنصار).
آل بيت من الضبوعة (شوافع البلينا وبرديس)
- ينتمون إلى الشوافع الأنصار، من ذرية الصحابي الجليل سعد بن عبادة رضي الله عنه ولحق بهم تباعاً .
- الموروث المتواتر بين شيوخهم يؤكد أنهم قدموا من فرع الشوافع ببني محمد الأسيوطية.
آل عيسى الشريف
- نزلوا بعد خراب "حديد".
- ينتسبون إلى الأشراف.
أخلاط من العرب والعجم نزلوا بعد آل عيسى الشريف، وساهموا في تعمير زليتن، ولم يُذكر تفصيل أنسابهم.
عدة بطون من آل البيت وقبائل العرب نزلوا لاحقًا، ومنهم:
- العسرية
- البدوية
- بني محمد العلوي
- قبيلة بلي (وهم من قضاعة)
- الزعر البرديسية (يُرجَّح أنهم من برديس، سوهاج)
- الرمالات
- العتمانية
▪️ترتيب قدوم العائلات إلى زليتن:
- الشريف محمد الزلتيمي البرقي وابن الشريف عبد السلام الأسمر الفيتوري البرقي (أول من نزل وعمرها).
- البربر والمغاربة والأمازيغ.
- بني محمد من ديروط الشريف.
- العجلات والسماسرية (بعد خراب حديد).
- همام وآله وخلاف وآله (من بني محمد الأسيوطية).
- آل بيت من الضبوعة (شوافع البلينا وبرديس)"ولحق بهم تباعًا بيوتٌ من بني عمومتهم شوافع الأنصار." .
- آل عيسى الشريف (بعد خراب حديد).
- أخلاط من العرب والعجم.
- بطون آل البيت و القبائل العربية (العسرية، البدوية، بني محمد العلوي، بلي، الزعر البرديسية، الرمالات، العتمانية).
▪️ملاحظات حول التحليل:
- زليتن بدأت كبلدة أسسها أشراف برقة، ثم توسعت بقدوم البربر والعرب لاحقًا.
- معظم القبائل التي سكنتها تنتمي إلى الأشراف أو القبائل العربية مثل آل البيت، بني أمية، والأنصار.
- تعمير القرية كان ببركة عبد السلام الأسمر الفيتوري، مما يشير إلى تأثيره الصوفي والديني في المنطقة.
- بعض القبائل جاءت بسبب دمار مناطق أخرى مثل "حديد"، مما يدل على دور الاضطرابات الإقليمية في توجيه الهجرات.
▪️المخطوطة في ميزان المحققين والنسابة:
اتفق علماء الأنساب، بعد البحث والتحقيق، على صحة هذه المخطوطة لعدة أسباب:
-
خط المخطوطة ونقش الأحرف يتوافقان تمامًا مع الحقبة الزمنية التي كُتبت فيها.
-
توافق الحقبة الزمنية مع أسماء البلدان القديمة والأحداث التاريخية، مثل حصن الدرك الأربعيني، خراب حديد، ديروط الشريف.
-
اتساق النص مع انتشار العائلات والقبائل على امتداد البلاد المذكورة وحركة ترحالهم عبر التاريخ، وذلك كما يلي:
- البداية مع الشريف محمد الزلتيمي البرقي وابن الشريف عبد السلام الأسمر الفيتوري، اللذين ينتميان إلى قبيلة الفواتير، إحدى قبائل زليتن في ليبيا.
- قبيلة الفواتير هي إحدى قبائل زليتن في ليبيا، وينتمي أفرادها إلى بني سيدي خليفة، الملقب فيتور بن عبد الله بن بنيل بن عبد العزيز بن عبد الرحيم بن عبد الله بن إدريس بن عبد الله بن محمد بن الحسين المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء، ابنة سيدنا محمد رسول الله ﷺ.
- لعب عبد السلام الأسمر الفيتوري دورًا دينيًا بارزًا في نشر الإسلام عبر زاويته التي أسسها عام 912هـ - 1491م، والتي تُعد أحد أهم المراكز الإسلامية في ليبيا.
- لقب "زليتن" يعود إلى الشريف محمد الزلتيمي الذي حمل اسم بلدته الأصلية، والتي أصبحت الآن إحدى أكبر محافظات ليبيا.
-
تجانس عائلات زليتن بنجع حمادي من حيث العمق التاريخي:
- سواء الفواتير (آل الزلتيمي)، أو الشوافع الأنصار، أو العائلات الأمازيغية، فجميعهم دخلوا مصر من المغرب العربي والأندلس وليبيا، مما يتفق مع الوجود الهواري في قنا ونجع حمادي، وهوارة تعد أكبر قبائل ليبيا.
- تجانس العمق التاريخي بين عائلات آل شافع، آل همام، آل خلاف، وجذورهم المرتبطة بـ بني محمد الأسيوطية (مروانية وشهابية)، وبين عشيرة الزعر البرديسية وبين أستقرار الشوافع الأنصارية ببرديس ردح من الزمن.
-
وجود العائلات المذكورة في المخطوطة حتى اليوم يثبت صحتها:
- عائلة زليتن بالبداري وأسيوط من العائلات العريقة، وهم من ذرية الشريف نصر الدين الذي خرج بأبنائه من زليتن بنجع حمادي إلى البداري، كما ذكرت المخطوطة.
- عائلات شوافع الأنصار لا تزال موجودة في العرابة المدفونة بالبلينا وبني محمد بأسيوط.
- السادة آل همام المراونة يتناسب وجودهم مع الامتداد الطبيعي عبر الزمن من بني محمد المراونية بأبنوب الحمام إلى المراونة بمركز البداري، حيث توجد قرية المراونة، وصولًا إلى زليتن بنجع حمادي، حيث أسس خضر الطويل المرواني الأموي القرشي قريته الخضيرات، وأغلب أهلها من المراونة.
-
صحة ودقة الأنساب المذكورة في مخطوط الشريف الزلتيمي.
-
المخطوطة استندت إلى مصادر موثوقة مثل مسند الشريف أبي الهدى أبي عبد الله.
الخلاصة:
هذه المخطوطة توثق نشأة زليتن بنجع حمادي، وتُثبت أن البلدة تأسست على يد أشراف برقة، ثم توسعت بقدوم البربر والعرب، خاصة الأشراف والقبائل الكبرى مثل بني أمية والأنصار وبلي قبائل عربية عدنانية و قحطانية و أمازيغية . كما أن الوثيقة حظيت بثقة المحققين لعدة عوامل، أبرزها توافقها التاريخي والجغرافي، وصحة الأنساب، ووجود العائلات المذكورة حتى اليوم.
تاريخٌ يُحكى بين الأجيال
وهكذا، تمتد قصة الشوافع الأنصار من أقصى الغرب في الأندلس، إلى قلب الصعيد المصري، كأنها خيطٌ من نورٍ يربط بين الأزمنة والأمكنة. هي ليست مجرد أنساب مكتوبة في المخطوطات، بل هي رحلة روحٍ تبحث عن موطن، ورحلة تاريخٍ يسري في الدماء.
فهل تظل الرحلة مستمرة؟ أم أن الزمن سيخط فصلًا جديدًا لأحفاد الشوافع، يحملهم إلى دروبٍ لم تُسلك بعد؟
الله اكبر عليك هذا البحث صحيح انا ابن شوافع زليتن الضبوعة الأنصار كلام مفهوش غلطه
ردحذفالله اكبر عليك ي دكتر محمد شافعين الأنصاري هذا البحث مظبوط بلحرف الواحد وانا ابن شوافع زليتن الضبوعة الانصار اشهد علي ذالك
ردحذف