الثلاثاء، 11 أكتوبر 2016

ذكرى هجرة المصطفى: بين الأجيال وعبق التراث في مؤتمر الأنصار

في محفل الأنصار: تأصيل الهوية وتوثيق الأنساب



منذ أن بزغ فجر الإسلام على بطاح مكة المكرمة، وخرج النور المحمدي ليضيء جنبات الأرض، كانت قبائل الأنصار على العهد، أهل النصرة والإيمان، من نصروا رسول الله ﷺ يوم عزَّ الناصر، وآووه يوم ضاقت عليه الأرض بما رحبت، فكانوا أهله وصحابته، والدرع الذي تصدى للشدائد. ولئن كانت هجرة المصطفى ﷺ من مكة إلى يثرب إيذانًا ببداية عهد جديد، فقد كانت قلوب الأنصار له مأوى، وأيديهم حاميةً لدعوته، حتى أصبحت يثرب المدينة المنورة، منارةً للإسلام ومصدر إشعاعٍ للهداية.

وفي ذكرى هذا الحدث الجلل، الذي سطَّرته كتب السير وأودعته القلوب، اجتمعت قبائل الأنصار في احتفال سنوي، دأبت عليه منذ أزمان، تخلد فيه ذكرى الهجرة المباركة، وتحيي صلات القربى والود بين أبناء العمومة الذين تفرقت بهم الديار، لكنهم ظلوا على العهد، قلوبهم على قلب رجل واحد، يصدحون بحب المصطفى ﷺ، ويؤكدون عزمهم على حفظ إرث الأجداد وصون النسب الشريف.


انعقاد المؤتمر ومكانته

وفي إطار هذه الاحتفالات المباركة، انعقد مؤتمر الأنصار العالمي يوم الثالث من أكتوبر لعام 2016، الموافق الثاني من شهر المحرم لعام 1438 هـ، في مدينة فرشوط بمحافظة قنا، تحت رعاية كريمة من عائلة القاضي الأنصاري، التي تُعد من أعز البيوت المتصلة نسبًا بالسادة الأنصار، وكان لقاءً عامرًا بالحضور من مختلف أقاليم مصر والوطن العربي، حيث اجتمعت القبائل على كلمة سواء، متآخين في النسب والعهد، مؤكدين على وحدة الصف، ومجددين الولاء للعهد الذي حمله الأجداد.


حضور قبيلة شوافع المعابدة الأنصار


شوافع المعابدة الأنصار بالمؤتمر العالي للسادة الأنصار


وفي هذا الجمع المهيب، كانت قبيلة شوافع المعابدة الأنصار في طليعة الحضور، تلبيةً لنداء الروابط المتينة التي تربط أبناء الأنصار بعضهم ببعض، فقد حضر وفد كبير من أبناء القبيلة، قادمين من محافظات أسيوط، سوهاج، قنا، بني سويف، والفيوم، تحت راية المجد والفخر، مؤكدين ولاءهم للنسب الطاهر وانتماءهم لمجد السلف الكريم.


كلمة قبيلة شوافع المعابدة الأنصار

وكانت هذه القبيلة العريقة ممثلةً في شيخها الجليل، المستشار شافع توفيق شافع الأنصاري، والمتحدث الرسمي للقبيلة، الأستاذ عادل شافع المعبدي الأنصاري، حيث ألقى الدكتور محمد شافعين الأنصاري كلمةً جامعةً باسم القبيلة، وكانت كلمته زادًا للقلوب، وعهدًا جديدًا متصلًا بالسالفين من الأجداد.


كلمة شوافع المعابدة الأنصار بمؤتمر الأنصار العالمي


افتُتِحت الكلمة بالحمد لله والثناء عليه، والصلاة والسلام على النبي الكريم، ثم جاء الترحيب بالأشراف من أبناء القبائل الحاضرة، تحيةً لأهل الوفاء، وعرفانًا لمن ساروا على درب الآباء. ثم تناول الدكتور محمد شافعين الأنصاري الحديث عن قبيلة شوافع المعابدة الأنصار، وذكر نسبها الطاهر الممتد إلى الصحابي الجليل قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه، سيد الخزرج وحامل راية الأنصار، والذي كان من أكرم الناس وأحلمهم وأحكمهم رأيًا.


القصيدة "مجمع الأنصار"

وكما تعوَّدت المجالس العريقة أن تُزَيَّن بالحكمة والشعر، فقد ألقى الدكتور محمد شافعين الأنصاري، ضمن كلمته، قصيدة "مجمع الأنصار"، التي نظمها الشاعر الدكتور مختار الديب شافعين المعبدي الأنصاري. وقد تردد صدى أبياتها في أرجاء القاعة، تعبيرًا عن مجد الأنصار الذي سطَّروه بدمائهم الزكية، وذكّرت الأجيال الحاضرة بعظمة أسلافهم الذين حملوا الإسلام في قلوبهم، وكانوا درعه وسيفه.


ختام المؤتمر وتأثيره

لقد كان هذا المؤتمر ملتقى تاريخيًا لأبناء القبائل الأنصارية، حيث التقت فيه القلوب قبل الأيدي، وتعانقت فيه الأرواح قبل الكلمات، وعاهد الجميع على حفظ الأمانة، وصيانة الإرث، ليظل النسب محفوظًا، والولاء متصلًا، والراية عاليةً خفاقةً في سماء المجد.

مصادر ذات صلة:

  • رابط فيديو الكلمة على اليوتيوب:




وهكذا، يظل احتفال الأنصار بذكرى الهجرة النبوية يومًا مشهودًا، تتجدد فيه العهود، وتتوثَّق فيه الروابط، ويظل أبناء الأنصار كما كانوا، سدنة المجد وحماة النسب، يرفعون راية أجدادهم، مستلهمين من هجرة جدهم الأعظم ﷺ دروس الثبات والعزة والإباء.


موضوعات ذات صلة :









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يرجى كتابة تعليقك هنا. نحن نقدر ملاحظاتك! شاركنا رأيك أو استفسارك، وسنكون سعداء بالرد عليك