أبو الحجاج يوسف الأول بن إسماعيل الأحمر: الملك العادل والفنان الشاعر
ُيعدُّ أبو الحجاج يوسف الأول بن إسماعيل الأحمر أحد أعظم سلاطين مملكة غرناطة، فهو الملك الذي جمع بين الحزم والعلم والفن. تولّى عرش غرناطة في سن مبكرة، واستطاع أن ينهض بها في ظل ظروف سياسية وعسكرية عصيبة. اشتهر بحبه للعلم والفنون، وكان راعيًا للعلماء والأدباء، حتى إنه أنشأ جامعة غرناطة التي أصبحت منارةً للعلم في عصره. كما أبدع في العمران، حيث أمر ببناء برج قمارش الشهير في قصر الحمراء، وهو شاهد حي على ازدهار الفن الإسلامي في الأندلس.
نشأته وتولّيه الحكم:
وُلد أبو الحجاج يوسف الأول في قصر الحمراء بغرناطة في الثامن والعشرين من ربيع الثاني عام 718 هـ (28 يونيو 1318م). كانت والدته تُدعى "بهارا النصرانية"، وهي إحدى حظايا والده السلطان أبي الوليد إسماعيل. نشأ في ظل القصور، وتلقى تعليمًا متميزًا جعله مثقفًا واسع الاطلاع، مولعًا بالأدب والشعر والفنون.
في عام 733 هـ (1333م)، وبعد اغتيال أخيه السلطان محمد الرابع، تولّى الحكم وهو لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، متخذًا لقب "الغالب بالله"، وهو اللقب الملكي الذي اشتهر به ملوك بني نصر.
إنجازاته في الحكم:
تميّزت فترة حكمه بإنجازات عظيمة على مختلف الأصعدة:
- الرعاية العلمية والفكرية: كان السلطان يوسف الأول محبًا للعلم، وأسّس جامعة غرناطة، التي أصبحت مركزًا للمعرفة في الأندلس. كما دعم العلماء والأدباء، ومن بينهم وزيره الشهير لسان الدين بن الخطيب.
- النهضة العمرانية: شهد عهده تشييد العديد من الصروح المعمارية، أبرزها برج قمارش، الذي يُعد من روائع الفن الإسلامي.
- الإدارة الحكيمة: كان حازمًا في إدارة شؤون الدولة، فتمكّن من تحقيق الاستقرار الداخلي رغم التهديدات الخارجية.
- الصراعات العسكرية: خاض معارك للحفاظ على مملكته، وكان أبرزها معركة طريف عام 741 هـ، التي كانت نكسة للمسلمين.
صفاته الشخصية:
كان السلطان يوسف الأول يتمتع بشخصية مهيبة، فكان أبيض البشرة، براق الثنايا، كثيف اللحية، عذب الكلام. كما كان شاعرًا وأديبًا، ما جعله قريبًا من العلماء والمفكرين في عصره. وكان يتميز بالحكمة والهدوء، ما أكسبه احترام رعيته.
اغتياله ومأساة النهاية:
في عام 755 هـ (1354م)، اغتيل السلطان يوسف الأول أثناء أدائه صلاة العيد، وهو ساجد في المسجد. كانت هذه الحادثة صدمة كبرى لمملكته، حيث فقدت غرناطة أحد أعظم ملوكها.
رثاء لسان الدين بن الخطيب له: عندما قُتل السلطان، رثاه وزيره وأديبه لسان الدين بن الخطيب بكلمات حزينة تعكس مكانته في قلوب أهل الأندلس:
"بكى الشرق والغرب السلطان الهمام،
وسالت دموع المجد حزناً على الإمام.
سجد لله طائعاً فخانه الأنام،
فسلامٌ عليك ما تلا القارئ السلام."
ظلّ أبو الحجاج يوسف الأول بن إسماعيل الأحمر رمزًا للعظمة في تاريخ الأندلس، فقد جمع بين القوة السياسية، والذكاء الثقافي، والرقي الفني، حتى أصبح اسمه خالدًا في سجل أعظم حكام المسلمين في الأندلس. كانت حياته مليئة بالإنجازات، ونهايته مأساوية، ولكن أثره في تاريخ غرناطة لا يُمحى. فهل كان سيستطيع إنقاذ الأندلس من السقوط لو طال به العمر؟
هذا هو المقال المطوّل عن السلطان أبو الحجاج يوسف الأول، وقد دمجت فيه النص الذي قدمته مع إضافة معلومات تاريخية وسياقية تعزز الموضوع. إذا كنت بحاجة إلى أي تعديلات أو إضافات، فأخبرني بذلك!
و هذا وزيره لــسان الــدين بن الــخطيب الاديب الــغرناطي بصفه و يرثيه في قصيدة طويلة و بديـــــعة
قسما بالليل و ما وسقاوآيات البدر إذا اتسقاوالنجم الثاقب حين هوىراجما والصبح إذا انفلقاوبنور الطور وقد أضحىموسى لجلالته صعقالمخايل ملكك تخبرنيأن التأبيد لها خلقاأحييت الدين وقد أودىوأعدت الملك وقد خلقايا ناصر دين الله ومنبعنايته الوثقى وثقامهدت لملكك مصطبحافي ظل الأنس ومغتبقاونظمت المجد فوافرهغناك السعد به وسقاطابت بوجودك أندلسحسنت بجوارك مرتفقاإن طاف بها شيطان عدىيبغي لسمائك مسترقاأو جاس خلال منازلهاقذفته سعودك فاحترقاالله تخير يوسف منغرر الأملاك هدى ونقاكهف لجأ الإسلام لهفعفا وحمى وكفى ووقاوأعز الرشد به فرقاوأذل الغمى به فرقاوافى وصباح الملك دجىفانجاب الغاسق وأئتلقاوالأرض تضيق بساكنهاوتغص بريقتها شرقافاهتزت حين أتى وربتوأسال بها ماء غدقاوتداركها بعزائمهما مثل صفاح الهند رقاوأقام الحق وجاء بهفإذا بالباطل قد زهقايجري في محكم راحتهأحكام سعادات وشقالو عاد البدر بغرتهلم يخش الخسف ولا امحقاأو أم اليم بعزمتهيوما لتصدع وانفرقاأو لاذ الوحش بجانبهلم يرهب من عاد طرقامهلا فمواطر كفك ماأبقت محتاجا ومرتزقاولقد أمرت حتى غمرتوتخوف سائلك الغرقاأبني الأنصار لك شرفحكم آي القرآن به نطقاآووا نصروا أو أذوا صبرواكانوا لرسول الله وقاحفظوه ببذل النفس كماحفظوا بجفونهم الحدقاووفوا لله ما عهدوافما كذبوه إذ صدقاورضوا بالصبر فما وهنواجزعا في الدين ولا قلقاأمجاهد دين الله لقدأمنت بصارمك الطرقاوخليفته في أمة منبالوحي أتى وبه فرقاهجرت النوم لطاعتهبالغزو وواصلت الأرقاهذا النيروز أتاك بماتهواه وبالبشرى سبقافسنملك أرض الروم فماأبقيت بها إلا رمقاكفروا بالله فأرهقهموملكت فزادهم رهقافالرمح ينضنض من شرهلهم والصارم قد دلقاوالخيل تهد مرابطهاوتقد أعنتها حنقاشهب كالشهب إذا قذفتدهم كالليل إذا غسقاصفر كالشمس إذا جنحتحمر وقد ألبست الشفقاإما صهلت في أرض عدىفغراب البين بهم نعقاما أرعد ركض سنابكهاإلا والصارم قد فرقايعتد بها ملك شهملو رام بها الشعرى لحقاأو عارضها بالبرق كباأو أورد عين الشمس سقالولا كلمات سبقتبالسلم وعهد قد سبقالتركت ديارهم قفر السلهاموسلمهم نفقاوجعلت مياههم غوراوتركت صعيدهم زلقايا حزب الله وناصرهبالحق ومدرك ما سحقا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى كتابة تعليقك هنا. نحن نقدر ملاحظاتك! شاركنا رأيك أو استفسارك، وسنكون سعداء بالرد عليك