الشاعر الأندلسي لسان الدين بن الخطيب
يا حسنها من أربع وديار ...
أضحت لباغي الأمن دار قرار
وجبال عز لا تذل أنوفها ...
إلا لعز الواحد القهار
ومقر توحيد وأس خلافة ...
آثارها تنبي عن الأخبار
ما كنت أحسب أن أنهار الندى ...
تجري بها في جملة الأنهار
ما كنت أحسب أن أنوار الحجا ...
تلتاح في قنن وفي أحجار
مجت جوانبها البرود وإن تكن ...
شبت بها الأعداء جذوة نار
هدت بناها في سبيل وفائها ...
فكأنها صرعى بغير عقار
لما توعدها على المجد العدا ...
رضيت بعيث النار لا بالعار
عمرت بحلة عامر وأعزها ...
عبد العزيز بمرهف بتار
فرسا رهان أحرزا قصب الندى ...
والبأس في طلق وفي مضمار
ورثا عن الندب الكريم أبيهما ...
محض الوفاء ورفعة المقدار
وكذا الفروع تطول وهي شبيهة ...
بالأصل في ورق وفي أثمار
أزرت وجوه الصيد من هنتاتة ...
في جوها بمطالع الأقمار
لله أي قبيلة تركت لها ...
النظراء دعوى الفخر يوم فخار
نصرت أمير المسلمين وملكه ...
قد أسلمته عزايم الأنصار
وآوت علياً عندما ذهب الردى ...
والروع بالأسماع والأبصار
وتخاذل الجيش اللهام وأصبح ...
الأبطال بين تقاعدٍ وفرار
كفرت صنائعه فيمم دارها ...
مستظهراً منها بعز جوار
وأقام بين ظهورها لا يتقي ...
وقع الردى وقد ارتمى بشرار
فكأنها الأنصار لما آنست ...
فيما تقدم غربة المختار
لما غدا لحظاً وهم أجفانه ...
نابت شفارهم عن الأشفار
حتى دعاه الله بين بيوتهم ...
فأجاب ممتثلاً لأمر البار
لو كان يمنع من قضاء الله ما ...
خلصت إليه نوافذ الأقدار
قد كان يأمل أن يكافىء بعض ما ...
أولوه لولا قاطع الأعمار
ما كان يقنعه لو امتد المدا ...
إلا القيام بحقها من دار
فيعيد ذاك الماء ذايب فضة ...
ويعيد ذاك الترب ذوب نضار
حتى تفوز على النوى أوطانها ...
من ملكه بجلايل الأوطار
حتى يلوح على وجوه وجوههم ...
أثر الرعاية ساطع الأنوار
ويسوغ الأمل القصي كرامها ...
من غير ما ثنيا ولا استعصار
ما كان يرضي الشمس أو بدر الدجا ...
عن درهم فيه ولا دينار
أو أن يتوج أو يقلد هامها ...
ونحورها بأهلةٍ ودراري
حق على المولى ابنه إيثار ما ...
بذلوه من نصرٍ ومن إيثار
فلمثلها ذخر الجزاء ومثله ...
من لا يضيع صنائع الأحرار
وهو الذي يقضي الديون وبره ...
يرضيه في علن وفي إسرار
حتى تحج محلة رفعوا بها ...
علم الوفاء لأعين النظار
فيصير منها البيت بيتاً ثانياً ...
للطائفين إليه أي بدار
تغني قلوب القوم عن هدى به ...
ودموعهم تكفي لرمي جمار
حييت من دارٍ تكفل سعيها المحمود ...
بالزلفى وعقبى الدار
( الوزير الغرناطي لسان الدين بن الخطيب)
لسان الدين بن الخطيب هو أحد أبرز أعلام الأدب والتاريخ في العالم الإسلامي خلال القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي، وُلد في مدينة غرناطة عام 1313م (703 هـ) وتوفي عام 1374م (775 هـ). يُعد من العلماء والوزراء والمفكرين الذين تركوا بصمة واضحة في العديد من المجالات، من أبرزها الأدب، التاريخ، الفلسفة، والطب.
حياته وتعليمه:
- النسب والمولد: وُلد لسان الدين في مدينة غرناطة، وكان ينتمي إلى أسرة نبيلة ذات صلة وثيقة بالطبقة الحاكمة في الأندلس.
- التعليم: تلقى تعليمه في غرناطة، حيث درس علوم الدين والفقه والأدب والتاريخ، وكان معروفًا بثقافته الواسعة.
مسيرته السياسية:
- الوظائف الحكومية: شغل لسان الدين بن الخطيب العديد من المناصب الهامة في دولة بني الأحمر (حكام غرناطة)، وكان وزيرًا وكاتبًا رسميًا للدولة. تولى مسؤولية الكتابة والمراسلات الرسمية، وكان أحد كبار مستشاري الملك محمد الخامس.
- المناصب: كان يشغل منصب وزير الثقافة أو "الوزير المعتمد" في حكومة غرناطة، وكان له دور مهم في الحياة السياسية للمدينة.
إسهاماته الأدبية والعلمية:
-
الأدب: لسان الدين بن الخطيب كان أديبًا وشاعرًا بارعًا. اشتهر بنظم الشعر في مختلف الأغراض الأدبية مثل المدح والهجاء، وكان يتقن كتابة المقالات والرسائل.
-
العلوم: بالإضافة إلى اهتمامه بالأدب، كان لسان الدين مهتمًا بالطب والفلسفة وعلم الفلك. وكان معروفًا بقدرته على المزج بين هذه المجالات المختلفة.
-
أعماله الأدبية:
- "الإحاطة في أخبار غرناطة": هو أشهر مؤلفاته التاريخية. يتناول تاريخ مدينة غرناطة بشكل خاص، ويقدم تفاصيل دقيقة عن أحوال الدولة الإسلامية في الأندلس، وما عاصره من الأحداث. هذا الكتاب يعد من أهم المصادر لدراسة تاريخ غرناطة وحكامها في ذلك الوقت.
- "مقامات": له العديد من المقامات الأدبية التي تتميز بالبلاغة والفصاحة.
- "النفحة المسكية": هو كتاب في الأدب، يشتمل على مجموعة من القصائد والنثر الأدبي.
علاقاته الشخصية:
- كان لسان الدين بن الخطيب مُقرَّبًا من الخلفاء الأمويين في الأندلس، خاصة من الملك محمد الخامس. وقد شهد فترة حكمه العديد من التغيرات السياسية والعسكرية، مثل الحروب مع المسيحيين في الشمال.
- من أبرز شخصيات عصره الذين ربطتهم علاقات أدبية وفكرية مع لسان الدين ابن الخطيب: ابن الخطيب و ابن عربي.
وفاته:
توفي لسان الدين بن الخطيب عام 1374م (775 هـ)، وتعد وفاته من اللحظات المأساوية في تاريخ الأدب الإسلامي، حيث فقد العالم العربي والإسلامي أحد كبار المفكرين والمثقفين الذين أضافوا الكثير في مجالات الأدب والفكر والعلم.
إرثه:
- ترك لسان الدين بن الخطيب إرثًا ثقافيًا وعلميًا ضخمًا، فهو يعد من أعظم المفكرين في الأندلس الذين جمعوا بين الأدب والعلم، وساهموا في ازدهار الحضارة الإسلامية.
- كانت كتاباته عن غرناطة لها أهمية خاصة، حيث أظهرت كيف كانت الحياة الثقافية والسياسية في المدينة قبل سقوطها بيد المسيحيين.
No Deposit Bonus Casinos 2021 - Win Real Money at US
ردحذفWe list 10 best online casinos with no deposit bonuses in the US. novcasino Find the best USA no deposit https://casinowed.com/merit-casino/ bonus codes and https://oncasinos.info/ get wooricasinos.info your free หารายได้เสริม spins